نسير فى طريقنا إلى الله .. نقترب يومًا و نزداد إيمانًا .. ونبتعد يومًا و يقل إيماننا ..
ما بين إقبال و إدبار تمر علينا الأيام ..
و تأتينا أوقات يزداد فيها إيماننا لدرجة لم نتخيل الوصول إليها يومًا
نجد حب الله والأنس به و بذكره يملأ قلوبنا حتى نشعر أننا لم نعد نريد من الدنيا شيئًا بعد هذا النعيم .. نجد من مشاعر الإيمان فى قلوبنا ما يُشعرنا أننا قادرون على تجاوز أى محن و أى بلاء طالما أن الله معنا
حتى يأتينا بلاء شديد لم يكن يومًا فى الحسبان .. محنة قوية تزلزلنا بقوة .. موت حبيب أو مرض شديد أو تأخر رزق نحتاجه بشدة أو غير ذلك من الإبتلاءات .. فينهار كل شئ بغتة و كأنه لم يكن
نبحث فى قلوبنا عن اليقين و الثقة بالله وحسن الظن به و الصبر والرضا و التوكل فلا نجد من ذلك شيئًا .. و لكن نجد جزعًا و تسخطًا و شكًا فى كل شئ و قد يصل عند البعض إلى شكٍ فى الطريق نفسه
ينهار بناء الإيمان فى لحظة لمجرد أن جاء بلاء لم نكن نتوقعه !!
وعندها يصرخ القلب أين ذهب إيمانى ؟ أين بكائى و دعائى فى الخلوات و الجلوات ؟ أين حبى لربى و أنسى بذكره ؟ أين صلاتى و قيامى و صيامى ؟ أين أثر ذلك فى قلبى ؟
عندها تتجلى الحقيقة أمامنا .. إنه لم يكن بناءً صحيحًا من البداية ، لم يكن إيمانًا مبنيًا على قواعد متينة و أسس سليمة
فما هو يا تُرى بناء الإيمان ؟ و ما هو أساسه ؟ و كيف نبنيه ؟
لنعلم هل يمكننا إصلاحه أم أننا بحاجة لإعادة البناء من البداية ؟
إن بناء الإيمان يتكون من عدة أدوار وهى :
1) الأساس الذى يقوم عليه بناء الإيمان وهو التوحيد و العقيدة السليمة
2) أداء الفرائض و اجتناب المحرمات
3) أداء السنن و المستحبات و ترك المكروهات
4) تقليل المباحات
وكل دور منهم لنا فيه ثلاثة واجبات ( علم و عمل و دعوة )
أى نتعلمه جيدًا و نعرف حدوده و نواقضه و نعمل بهذا العلم ثم ندعو غيرنا إليه
فإن بناء الإيمان يحتاج كأى بناء إلى أساس قوى متين يتحمل الإرتقاء فى مقامات الإيمان
و كلما أردت مقامًا عاليًا عند ربك و منزلة رفيعة كلما كان عليك الإهتمام بالأساس و ترسيخه أكثر و أكثر .. فكلما كانت عقيدتك راسخة و ثابتة كلما ثبت إيمانك و قوى
ثم يأتى دور الإهتمام بالفرائض و ترك المحرمات بأن نتعلم ماهى الفرائض و ماهى الكبائر و الصغائر ونعمل بما تعلمنا و ندعو غيرنا إليه
ثم السنن و ترك المكروهات ثم يأتى تقليل المباحات
هذا كلام مُجمل و سيأتى التفصيل لكل جزئية من هذه لاحقًا فى الأيام القادمة
ولا يُفهم من كلامى أنى أقصد أننا ندرس التوحيد ولا نفعل شيئًا إلا بعد دراسته ثم نؤدى الفرائض ولا نؤدى سنن إلا بعد الانتهاء من كل الفرائض فليس هذا قصدى
إنما ما أعنيه أنه ينبغى علينا أن نسير فى كل هذه الأركان جنبًا إلى جنب
فما يفعله أكثرنا أننا نهتم بجانب السنن جدًا فنكثر منها و نُهمل الفرائض مثل ( بر الوالدين وحسن الخُلق و صلة الرحم وغيرها الكثير )
فبهذا نحن بنينا دورًا و توسعنا فيه قبل أن نبنى ما تحته فما النتيجة المتوقعة لهذا ؟
انهيار البنا بالطبع
ولكن لو بنينا جزءً فى كل دور و أصبحنا نتوسع فى كل منها جنبًا إلى جنب مع تعميق الأساس (التوحيد)
لصار البناء صلبًا متماسكًا
و الآن يأى دور كل منا لتقف مع نفسها و تفكر هل إيمانى قويًا متماسكًا بالفعل أم أننى بحاجة لهدمه و إعادة بنائه من جديد ؟ أم أن بوسعى إدراك الأمر و إصلاحه ؟
و بإذن الله فى المشاركات القادمة نوضح كيف يمكننا هذا
فهــرس المقـــالات
لمـــاذا الإيمـان ؟
التوحيد و أقسامه و شرح توحيد الربوبية
توحيد الألوهية و نواقضه و نواقض توحيد الربوبية
توحيد الأسماء والصفات
كيف نبنى إيمانًا راسخًا بداخلنا ؟
كيف نزيد إيماننا
خطوات بناء الإيمان فى قلوبنا
يُـتـبــــــع إن شاء الله
تعليق