(( المقال منقول عن أحد مسؤولين التربية جزاه الله خيراً))
هناك مقولة تقول: إن الطريقة التي يرى بها المراهق نفسه هي من أهم عوامل نجاحه أو فشله فيالحياة، فيجب أن نعطي المراهق قدرًا من احترام الذات ليكون إنسانًا ناجحًافي المستقبل.
وفي بداية الحديث عن الثقة أقترح أن يكتب كل واحد مناأربعين صفة حسنة يراها في نفسه وعشرين صفة سيئة، فنحن عندما ننظر للمرآةنرى الشكل الخارجي لنا حيث نرى الأنف والعينين والشعر والأذن والفم والشكلالعام، وكل منا يستطيع أن يصف نفسه وجسمه ووضعه بشكل معين..
والمفترض ألا أحتاج لأحد يقول لي ماذا أنا؟ اكتب ما تراه في نفسك، اكتب كيف ترىجوهرك هل أنت صالح.. تشعر بالذنب.. تشعر أنك ناجح.. تشعر أنك فاشل.. تشعرأنك عصبي.. تشعر أنك تحب نفسك.. صاحب أهداف وخطوات..
عندما لا يرى ابني غير عيوبه فإن هذا يقلل من ثقته بنفسه.
وانتبه أن الابن يعرف ذاته عن طريق ردود أفعال أبيه وأمه، فإذا كان والداه يشعرانه بالذنب سيكبر وهو يشعر بالذنب حتى لو كان ناجحًا، وإذا رُبي هذاالولد على الإيحاء أنه غير قادر على الاعتماد على نفسه فإنه سيظل هكذاطوال عمره ولن يستطيع الاعتماد على نفسه.
إن الثقة لا تُزرع بالأفعال فقط وإنما أيضًا بالتعاملات والإحساس الذي نوصّله لأبنائنا..
وأذكرولدًا عمره 15 سنة يقول: إنني أرى في عين أبي قلة الثقة فيّ، فهو لايجعلني أتحمل أي مسئولية، قلت له أريد أن أعمل عندك في الصيف في مكتبك،ولكن أبي رفض، وسمعته يقول لماما: إنه لا يُعتمد عليه، كيف علم ذلك وهو لميجربني؟!
في كثير من الأحيان نحن نقيد أولادنا ونجعلهم صورًا وأشكالاًدونما محتوى، ومهم جدًا أن يكتب كل أب وأم ما هي عيوبهما، حاسب نفسك واعرفعيوبك ومحاسنك.
قل لابنك: لديك عشرة عيوب فقط لكنك تمتلك خمسين صفة حسنة وبهذه الصفات الحسنة تستطيع أن تُصلح العشرة.
ونذكرقصة مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف في مبدأ الثقة وهو مبدأ واضح المعالم عندشبابنا الذين كانوا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وهذاليس لوجود الرسول بينهم وإنما من ربوهم كانوا يتصرفون بتلقائية وكانونيزرعون فيهم المفاهيم التي تعطيهم قدرًا من الثقة..
لقد كانت رؤيةآبائهم وأمهاتهم واضحة، لقد كان الآباء ينفسون عن أبنائهم ويرونهم في بعضالأوقات أفضل منهم، والقضية ليست قضية الجهاد وإنما قضية أطفالنا فيالإسلام..
لقد كان هناك دافع دفع هؤلاء الأولاد أن يصنعوا ما صنعوا فيأي مجال من مجالات حياتهم وذلك لوجود أم توضح المفاهيم وتترك لهم حريةالاختيار والتصرف..
ولنا في قصة لولدين خرجا من بيتهما ليجاهدا في سبيلالله ويقتلا ذلك الرجل الذي يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء وهو "أبو جهل".. ولدان تحمّلا المسئولية وكان لديهما الثقة في نفسيهما.. لقداندفع هذان الولدان المراهقان للمعركة فيقول سيدنا عبد الرحمن بن عوف: بينما أنا واقف في بدر في الصف فوجدت عن يميني ولدًا من الأنصار فقال لي: يا عماه هل تعرف أبا جهل؟ قلت له: نعم أعرفه، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟قال: إني خُبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لورأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا.. يقول سيدنا عبد الرحمنبن عوف فغمرني قشعريرة فنظرت الناحية الأخرى فعاود الآخر نفس مقولة الأولفقال له: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟قال: إني خُبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لورأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فغمرني قشعريرة حتى إذاما شاهدت أبا جهل، فقلت: بغيتكم، فلم يترددا وانطلقا فابتدراه فضرباهبسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلىالله عليه وسلم: أيكما قتله؟ قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال صلى اللهعليه وسلم: مسحتما سيفيكما، قالا: لا، فنظر صلى الله عليه وسلم في السيفينثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلاكما قتله.
نريد أن يكون لدينانظرة جديدة في قصص الصحابة وأبناء الصحابة بمنظور نفسي واضح، ففي قصة هذينالولدين.. أين خوف الأم؟ لقد ذهب كل الخوف لأن الهدف أسمى ولأنها وثقتبأولادها.
مثلها كمثل المسلم
ولدينا موقف وهو أن النبي صلى اللهعليه وسلم سأل الصحابة: إن من شجرة البوادي شجرة لا يسقط ورقها وإنهاكالمسلم، فحدثوني ما هي؟ يقول سيدنا عبد الله بن عمر: فوقع الناس في شجرالبوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلمأنها النخلة..
فلما علم سيدنا عمر بن الخطاب أن ابنه كان يعرف جوابسؤال النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما منعك أن تقولها؟ لو كنت قلتها لكان أحب إليّ من كذا وكذا.
لقد أراد عمر وهو الأب أن يعلّم ابنه أنالشجاعة والمبادرة في إبداء الرأي شيء حسن، وأنه يريد أن يسمع ابنه ويفتخربه وهو على الصواب.. هذه هي الثقة.
وهناك دراسات تقول إن 80% منحجم مشاكل المراهق في عالمنا العربي والإسلامي نتيجة لمحاولة أولياءالأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وحلهم للمشاكل.
يجب أن نزرع في أولادنا الثقة بالذات، ويجب أن يقل الخوف والقلق الزائد من الآباء على أبنائهم.
هناك مقولة تقول: إن الطريقة التي يرى بها المراهق نفسه هي من أهم عوامل نجاحه أو فشله فيالحياة، فيجب أن نعطي المراهق قدرًا من احترام الذات ليكون إنسانًا ناجحًافي المستقبل.
وفي بداية الحديث عن الثقة أقترح أن يكتب كل واحد مناأربعين صفة حسنة يراها في نفسه وعشرين صفة سيئة، فنحن عندما ننظر للمرآةنرى الشكل الخارجي لنا حيث نرى الأنف والعينين والشعر والأذن والفم والشكلالعام، وكل منا يستطيع أن يصف نفسه وجسمه ووضعه بشكل معين..
والمفترض ألا أحتاج لأحد يقول لي ماذا أنا؟ اكتب ما تراه في نفسك، اكتب كيف ترىجوهرك هل أنت صالح.. تشعر بالذنب.. تشعر أنك ناجح.. تشعر أنك فاشل.. تشعرأنك عصبي.. تشعر أنك تحب نفسك.. صاحب أهداف وخطوات..
عندما لا يرى ابني غير عيوبه فإن هذا يقلل من ثقته بنفسه.
وانتبه أن الابن يعرف ذاته عن طريق ردود أفعال أبيه وأمه، فإذا كان والداه يشعرانه بالذنب سيكبر وهو يشعر بالذنب حتى لو كان ناجحًا، وإذا رُبي هذاالولد على الإيحاء أنه غير قادر على الاعتماد على نفسه فإنه سيظل هكذاطوال عمره ولن يستطيع الاعتماد على نفسه.
إن الثقة لا تُزرع بالأفعال فقط وإنما أيضًا بالتعاملات والإحساس الذي نوصّله لأبنائنا..
وأذكرولدًا عمره 15 سنة يقول: إنني أرى في عين أبي قلة الثقة فيّ، فهو لايجعلني أتحمل أي مسئولية، قلت له أريد أن أعمل عندك في الصيف في مكتبك،ولكن أبي رفض، وسمعته يقول لماما: إنه لا يُعتمد عليه، كيف علم ذلك وهو لميجربني؟!
في كثير من الأحيان نحن نقيد أولادنا ونجعلهم صورًا وأشكالاًدونما محتوى، ومهم جدًا أن يكتب كل أب وأم ما هي عيوبهما، حاسب نفسك واعرفعيوبك ومحاسنك.
قل لابنك: لديك عشرة عيوب فقط لكنك تمتلك خمسين صفة حسنة وبهذه الصفات الحسنة تستطيع أن تُصلح العشرة.
ونذكرقصة مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف في مبدأ الثقة وهو مبدأ واضح المعالم عندشبابنا الذين كانوا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وهذاليس لوجود الرسول بينهم وإنما من ربوهم كانوا يتصرفون بتلقائية وكانونيزرعون فيهم المفاهيم التي تعطيهم قدرًا من الثقة..
لقد كانت رؤيةآبائهم وأمهاتهم واضحة، لقد كان الآباء ينفسون عن أبنائهم ويرونهم في بعضالأوقات أفضل منهم، والقضية ليست قضية الجهاد وإنما قضية أطفالنا فيالإسلام..
لقد كان هناك دافع دفع هؤلاء الأولاد أن يصنعوا ما صنعوا فيأي مجال من مجالات حياتهم وذلك لوجود أم توضح المفاهيم وتترك لهم حريةالاختيار والتصرف..
ولنا في قصة لولدين خرجا من بيتهما ليجاهدا في سبيلالله ويقتلا ذلك الرجل الذي يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء وهو "أبو جهل".. ولدان تحمّلا المسئولية وكان لديهما الثقة في نفسيهما.. لقداندفع هذان الولدان المراهقان للمعركة فيقول سيدنا عبد الرحمن بن عوف: بينما أنا واقف في بدر في الصف فوجدت عن يميني ولدًا من الأنصار فقال لي: يا عماه هل تعرف أبا جهل؟ قلت له: نعم أعرفه، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟قال: إني خُبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لورأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا.. يقول سيدنا عبد الرحمنبن عوف فغمرني قشعريرة فنظرت الناحية الأخرى فعاود الآخر نفس مقولة الأولفقال له: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟قال: إني خُبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لورأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فغمرني قشعريرة حتى إذاما شاهدت أبا جهل، فقلت: بغيتكم، فلم يترددا وانطلقا فابتدراه فضرباهبسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلىالله عليه وسلم: أيكما قتله؟ قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال صلى اللهعليه وسلم: مسحتما سيفيكما، قالا: لا، فنظر صلى الله عليه وسلم في السيفينثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلاكما قتله.
نريد أن يكون لدينانظرة جديدة في قصص الصحابة وأبناء الصحابة بمنظور نفسي واضح، ففي قصة هذينالولدين.. أين خوف الأم؟ لقد ذهب كل الخوف لأن الهدف أسمى ولأنها وثقتبأولادها.
مثلها كمثل المسلم
ولدينا موقف وهو أن النبي صلى اللهعليه وسلم سأل الصحابة: إن من شجرة البوادي شجرة لا يسقط ورقها وإنهاكالمسلم، فحدثوني ما هي؟ يقول سيدنا عبد الله بن عمر: فوقع الناس في شجرالبوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلمأنها النخلة..
فلما علم سيدنا عمر بن الخطاب أن ابنه كان يعرف جوابسؤال النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما منعك أن تقولها؟ لو كنت قلتها لكان أحب إليّ من كذا وكذا.
لقد أراد عمر وهو الأب أن يعلّم ابنه أنالشجاعة والمبادرة في إبداء الرأي شيء حسن، وأنه يريد أن يسمع ابنه ويفتخربه وهو على الصواب.. هذه هي الثقة.
وهناك دراسات تقول إن 80% منحجم مشاكل المراهق في عالمنا العربي والإسلامي نتيجة لمحاولة أولياءالأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وحلهم للمشاكل.
يجب أن نزرع في أولادنا الثقة بالذات، ويجب أن يقل الخوف والقلق الزائد من الآباء على أبنائهم.
تعليق