إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التدرج في تعليم الصغار عقيدة الإسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التدرج في تعليم الصغار عقيدة الإسلام


    التدرج في تعليم الصغار عقيدة الإسلام



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى الآل والأصحاب والتابعين لهم بإحسان أما بعد:


    قالوا في التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وهو أمر صعب جداً لا يتقنه كثير من الآباء في هذه الأيام، وكيف يتقنونه وهم غارقون في الجهل المطبق، بعيدون كل البعد عن العلم وأهله، ولنعلم جميعاً أن نفس الطفل مستعدة استعداداً كاملاً للنقش بأي شيء وبالأخص إن كان الناقش والراقم أحد الأبوين اللذين هما موضع كل الثقة، وبالوالدين تناط العقيدة إذ كل مولود يولد على الفطرة.
    فالواجب على الوالدين التدرج في تعليم الطفل وتصويب ما قد يعلق بذهنه من عقائد فاسدة تأتي إليه من الوالدين بقصد أو بغير قصد أو تأتي إليه من محيطه الذي يعيش فيه، فإن كانا لا يحسنان التعليم وجب عليهما إرساله لمن يحسن ذلك.
    والصغير ليس بحاجة لبناء الأدلة له في كل مسألة عقائدية تعطى له بل يكفي تكرار هذه المسألة أمامه لقوة استعداده وخلوه عما يناقضها.
    ونفس الصغير تتكيف مع القضايا الخبرية تكيفاً قوياً جداً إن استمر عليه فترة من الزمن صعب عليه تركه لرسوخه فيها وتمكنه منها، ولله در القائل:
    نقلْ فؤادك حيثُ شئتَ من الهوى=مـا الحـب إلا للحبيـب الأولِ
    كم منزل في الأرض يألفه الفتى=وحنينـه أبــداً لأول مـنـزل

    وقول آخر:
    أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى=فصـادف قلبـاً فارغـاً فتمكنـا

    وتجد الكفار يعتذرون عن تلبية الحق بأنهم كانوا يتبعون آباءهم:
    {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا}
    فجاء التوبيخ والتقريع {أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون}
    فعاب عليهم الحق سبحانه أن يتبعوا ما ألفوا عليه الآباء بقيد وهو وصف الآباء بعدم العقل والاهتداء، فلو كانوا يتبعون الآباء المتصفين بالعقل والاهتداء لكان تقليدهم جائز ينجيهم من التبعات.
    والذي أريد قوله أن ترك العقائد التي ينشأ عليه الأطفال في الصغر عند بلوغهم ليس بالأمر السهل لما فيه من مخالفة المألوف.
    وقد تفطن لهذا الأمر كثير من أعداء الدين فعملوا على إفساد الصغار ليحققوا مآربهم ومكاسبهم فيهم عند الكبر.
    ومن الواقع أقص عليكم هذه القصة التي حدثت في إحدى أكبر مدرسة للأطفال وهي مدرسة الراهبات الخاصة والقائمون عليها كلهم من النصارى إلا ما ندر:
    كانت المعلمة تعطي الأطفال ألعاباً وتقول لهم هذه الألعاب أرسلها لكم الرب عيسى فإذا ما أخذوها وفرحوا بها وقبل أن تتم الفرحة يتم إطفاء الإنارة في الصف ثم يدخل شخص ويأخذ هذه الألعاب من أيدي الأولاد ثم تعاد الإنارة لتجد الأطفال يصرخون ويبكون ويسألون المعلمة من أخذ الألعاب؟ فتقول بخبث: النبي محمد..ثم تعاد الألعاب للأولاد على أن الرب عيسى هو من ردها إليهم.
    وهذه القصة أيها الأخوة ليست من نسج الخيال، فقد حدثني بها من أثق وليس عندي بمكذب، وخطورة الأمر عند رسوخ هذه العقيدة في قلب الطفل وسكون نفسه إليها، فهات إلى أن ييسير الله له من يزيل عنه هذا الأمر فإن كان فسيكون صعباً.

    ويمكن أن نوجز طريقة لتعليم الصغار عقيدة أهل السنة تصلح لعمر الرابعة والخامسة على النحو التالي:
    نقوم بتقسم له الموجودات ونعطي لكل موجود وصفاً يميزه عما عداه ولو بوجه، فيقال له الموجودات: إنسان، حيوان، جماد، إله.
    ثم يعطى الوصف الذي يجعل الطفل يميز هذه الأشياء عن بعضها بأحد أنواع التمييز، كأن يقال له الإنسان يتكلم ويمشي، والحيوان: لا يتكلم ويمشي، والملائكة تتكلم ولا نراها وتفعل الخير، والإله: يعطينا العيون والشعر والفم والهواء والمال....

    ويتم التركيز معه على صفات الإحسان ليحصل التعلق والحب لله سبحانه وتعالى فقلب الطفل لا يمكن أن يتحمل في بداية أمره إلهاً يعذب بالنار ويميت الناس ثم يكنّ له المحبة والاحترام، فهذه تأتي متأخرة قليلاً.

    ثم يبدأ الوالدين في تدريب الطفل على التمييز بين الأصناف –أقول أصنافاً تسامحاً- حتى يصبح عنده ملكة، وسترى الطفل بعدها يبدأ يسأل عن صفات الإله ويبحث عن وجه شبه فهو لا يراه ومن الأسئلة التي يمكن أن يسألها الطفل:
    -هل الله له فم؟
    -هل الله له رأس؟
    -هل الله له لسان؟
    -هل الله يتكلم؟
    -إن كان يتكلم فهل له فم؟
    -ما لون الله؟


    وِيتفنن الطفل في الأسئلة وكل على قدر ذكائه واتقاد ذهنه يسأل.
    وهنا يبدأ دور الوالدين الهام جداً بانتقاء الأجوبة الدقيقة فيمكن أن يجيب على الترتيب:
    -الله ليس له فم فهو ليس إنساناً...
    -الله ليس له رأس فهو ليس إنساناً...
    -الله ليس له لسان فهو ليس إنساناً...

    -
    الله يتكلم مع أنه ليس إنساناً وكلامه القرآن، والله ليس له فم فهو ليس إنساناً.
    -الله ليس له لون فهو ليس إنساناً ولا جماداً ...

    ثم يعاد معه إلى تذكيره بأفعاله سبحانه وتعالى:
    الله يعطينا العينين، الله يعطينا المال، الله يرسل لنا الهدايا، الله يعطينا الهواء فانظر يا بني لو أغلقت لك أنفك فإنك لا تستطيع التنفس-وتجرب له ذلك- فلولا أن الله أعطانا الهواء لاختنقنا.
    ولتكن الحكمة في جواب الطفل وإن كان الجواب تقريبياً، والدقة العلمية في هذا الباب تفسد أكثر مما تصلح.


  • #2
    رد: التدرج في تعليم الصغار عقيدة الإسلام

    ولا بد من الكلام على صفة العلم ولو بإجمال، فنقول له: أن الله يعلم ما في نفوسنا فهو يعلم كلامنا قبل أن نتكلم.
    والله سبحانه يرانا في كل أحوالنا عندما ننام وعندما نستيقظ عندما نخرج من البيت وعندما نأكل....ولا نتعرض إلى نفي كونه سبحانه يرانا من غير عين جارحة إلا إذا سأل فنقول له نحن نرى بعين جارحة والله ليس كذلك لأنه ليس بإنسان.
    والله سبحانه يسمع كلامنا فكل كلمة نقولها يسمعها سبحانه وتعالى ولا نتعرض إلى كون سمعه سبحانه بغير أذن إلا إذا سأل فنقول له نحن نسمع بأذن لأننا إنسان لكن الله ليس إنساناً.
    والله تعالى هو الذي ينزل المطر وينبت الشجر ويعطينا المال الذي نشتري به الألعاب وإذا مرضنا فالله هو الذي يعطينا الشفاء.
    وهذا على وجه الإجمال ولا تعدمون التفصيل والتمثيل.
    الكلام على المتشابه:

    نترك التعرض للصفات المتشابهة بنفي أو إثبات في بداية الأمر فإن سأل هو تحتمت الإجابة.
    فإن سأل: هل الله له يد؟
    نقول له: له يد ولكن ليست كأيدينا ونكتفي، وهكذا في الباقي...
    وإن وجدته يرى أن الله في جهة فوق فعليك أن تتركه فلا تنفي له ذلك ولا تثبت بل تتشاغل عنه وتهمله حتى يكبر قليلاً.

    تعليق


    • #3
      رد: التدرج في تعليم الصغار عقيدة الإسلام

      النبوات:
      أولاً: نقسم له الناس إلى قسمين:
      1-مسلمون: يصلون، صادقون، لا يتكلمون الكلام الفاحش، يتصفون بالأمانة، يعطون الفقراء المال كي يشتروا طعاماً.....
      2-كافرون: لا يصلون، يكذبون، يتكلمون بالكلام الفاحش، يتصفون بالخيانة، يقتلون أولاد المسلمين في فلسطين......

      ويتم التنبيه الشديد أن المسلم يصلي ولا يترك الصلاة ولتكن هذه القضية الكلية (كل مسلم يصلي) من غير تخصيص فكل من لا يصلي فليس مسلماً، بينما الكافر لا يصلي، وكل من لا يصلي كافر...أقول هذا في بداية الأمر.
      فإن لاحظ أو كان في بيته من لا يصلي فإنه سيحكم عليه بأنه كافر حينئذٍ نكون مضطرين لأن نقسم المسلمين إلى مسلم يصلي ومسلم لا يصلي نسميه فاسقاً
      ولكن معرفة هذه القسمة ليست بمفيدة في بداية الأمر...
      ثانياً: رسول الله هو رئيس المسلمين وقائدهم:
      ثم ننتقل إلى تعريف الرسول أو النبي وليكن بينهما الترادف فالنبي هو الرسول والرسول هو النبي من غير فرق بداية.
      الرسول: هو إنسان ذكر جاء بالقرآن من عند الله ليعلمنا الصلاة، والأمانة، وألا نتكلم بالكلام الفاحش، وأن نعطي الفقراء المال كي يشتروا طعاماً.
      ورسولنا هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهو سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
      له أسماء منها: رسول الله، سيدنا النبي، سيدنا محمد وهو أفضل أسمائه.
      -وهنا نقف عند صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلقة، فنذكر له أن له عينين جميلتين ووجهاً أزهر كالبدر ليلة التمام، ولحية كثيفة، وعنقاً صافية، وهو ليس بالطويل ولا القصير، ربعة، لم تر العيون قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم....
      إذا رآه المريض شفي، وإذا جاءه مكروب زال عنه الهم والنصب، وهكذا أفض عليه من مما قد أكرمك الله من محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
      -ثم ننتقل إلى صفاته الخُلقية صلى الله عليه وسلم:
      كان صادقاً، أميناً، يصل الرحم، ويحمل الكل، ويعين على نوائب الدهر، كان يعطي الفقراء، ويحب الصغار كثيراً، فيحملهم على ظهره الشريف صلى الله عليه وسلم، ويقول للآباء اشتروا للأولاد ألعاباً...
      -ثم ننتقل إلى معجزاته صلى الله عليه وسلم:
      نبع الماء من أصابعه، تسبيح الحصى: ونجعل ذلك من حكايا الطفل التي تكون قبل النوم فإنه غالباً في الفراش يكون في سكون جسدي يجعل أهليته للتلقي عالية، وهنا على من يروي له قصة نبع الماء من أصابعه صلى الله عليه وسلم مثلاً أن يفضي على القصة حالة من المرح ما يجعل الطفل ينجذب ويظهر ذلك بطلبه تكرار القصة، ولتكن بلغة قريبة لسنه من غير إغراب في الكلمات، والطفل لا يمل فلو كررتها له ألف مرة لوجدته راغباً فيها وكل ذلك متوقف على طريقة عرضك للقصة،
      وليجتهد الوالدان في زرع محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب الطفل، وليعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه والإناء ينضح بما فيه.
      .
      والحمد لله.

      تعليق


      • #4
        رد: التدرج في تعليم الصغار عقيدة الإسلام

        السمعيات


        أولاً: الإيمان بالملائكة

        والله سبحانه عنده جنود يعملون بأمره هم الملائكة يروننا ويجلسون معنا عند الصلاة وقراءة القرآن يرافقون المسلم ويكتبون أعماله الحسنة أو السئية، ولكن نحن لا نراهم، وهم كثيرون:
        منهم: سيدنا جبريل عليه السلام وهو رئيس الملائكة وهو الذي جاء بالقرآن من عند الله تعالى إلى عند رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
        والقرآن فيه كيف نصلي وكيف نصوم وكيف نصدق وكيف وكيف…..، وأنت يا ولدي لك قرآن خاص بك يصحبك منذ تعلمك القراءة إلى آخر حياتك لأنك ستحفظه كله إن شاء الله تعالى.


        ثانياً: اليوم الآخر
        وهذا اليوم يحاسب الله به عباده فالكافرون الذين يقتلون الأولاد في فلسطين سوف يعذبهم الله تعالى بينما نحن المسلمون الصادقون المصلون سيدخلنا الله الجنة بإذنه تعالى.
        ولتفهيم الطفل معنى الحساب نتخذ له صحيفة خاصة بيضاء من الورق ثم نشجعه لفعل عمل صالح ونكتب له حسنة في الصحيفة ثم نعطيه هدية، ونكرر هذا الفعل مرات حتى يدرك مفهوم الكتابة في الصحيفة والجزاء بعدها، ثم بعد فترة لا بأس من كتابة العمل السيئ بعد وضع له شريعة في النهي عنه، مثلاً: بعد أن تعلم الطفل الصدق وأعطيناه عليه الجوائز من الألعاب والحلوى لو كذب مرة اكتب له سيئة في صحيفته ثم عاقبه عليها وكرر ذلك حتى يدرك مفهوم الكتابة والحساب، ثم اربط ذلك بكتابة الملائكة للحسنات والسيئات.


        ثالثاً: الإيمان بالجنة
        هي دار المؤمنين يوم القيامة فيها كل ما تحب وتشتهي ثم يذكر الوالد لولده أصناف الألعاب والطعومات التي يحبها ولده حتى يتعلق قلبه بهذه الدار يرغبها بها كما رغبنا بها الله تعالى في كتابه لما حوته من صنوف النعيم.


        رابعاً: الإيمان بالنار
        وهي دار العذاب ويجب على الوالدين ألا يخوفوا الأولاد من النار وأن يؤكدوا لهم أنها لأهل الكفر أصالة، ولا بأس بعد فترة من تقرير أن بعض المسلمين التاركين للصلاة سيدخلون النار لفترة ثم سيخرجون منها إلى الجنة.

        وهذه المراحل تتناسب مع عمر الأربع والخمس السنوات، ثم نزيد الأمر تفصيلاً كلما كبر الطفل وارتقى نرتقي معه في المفاهيم.
        والحمد لله.

        تعليق

        يعمل...
        X