إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التربية في ظل الإنفتاح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: التربية في ظل الإنفتاح

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    صراحة أعجز عن التعليق أمام هذا البحث المتميز جداااااااا فقد وفى وكفى
    جزاكم الله خيرا ورزقكم الجنان وصاحب البحث
    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

    تعليق


    • #32
      رد: التربية في ظل الإنفتاح

      المشاركة الأصلية بواسطة خديجة_سلا مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      صراحة أعجز عن التعليق أمام هذا البحث المتميز جداااااااا فقد وفى وكفى
      جزاكم الله خيرا ورزقكم الجنان وصاحب البحث
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
      وجزاكم الله بالمثل ابنتنا الفاضلة
      على متابعتكم واهتمامكم بالموضوع
      بارك الله فيكم ونفع بكم
      تقييييييم

      قال الحسن البصري - رحمه الله :
      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


      تعليق


      • #33
        رد: التربية في ظل الإنفتاح

        ما المقصود بالتربية؟

        التربية كما عرَّفها أهلُ التربية هي الأسلوب الأمثل في التعامل مع الفطرة
        البشرية وتوجيهها توجيها مباشرًا بالكلمة وغير مباشر بالقدوة وَفْق منهج خاص
        ووسائل خاصة لإحداث تغيير في الإنسان نحو الأحسن. بمعنى آخر إن التربية
        تعنى بإعداد الإنسان إعدادًا يتناول كل جانب من جوانب حياته الروحية
        والعقلية والجسدية وحياته الدنيا وما فيها من علاقات ومصالح تربطه بغيره
        وحياته الأخرى وما قدم لها في حياته الدنيا من عمل يجزى عليه
        فينال رضا ربه أو غضبه.

        التربية تكلم عنها وعني بها الفلاسفة والعلماء منذ قديم الزمن فأفلاطون
        الفيلسوف الشهير قال: "إن التربية هي إعطاء الجسم والروح ما يمكن من
        الجمال والكمال" وهي كلمات جميلة ذات دلالات عميقة فالجمع بين
        الجمال والكمال لكل من الجسم والروح ليس أمرًا سهلا ولعل تعريف التربية
        بطبيعة عملها ومجالاته يوضح مدى ضخامتها، فهي: "تشكيل الشخصية
        السوية المتكاملة في جميع جوانبها روحيًا وعقليًا ووجدانيًا وخلقيًا واجتماعيًا وجسميًا...

        يتبع بإذن الله..

        قال الحسن البصري - رحمه الله :
        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


        تعليق


        • #34
          رد: التربية في ظل الإنفتاح

          أهمية التربية:

          إن إدراك أهمية التربية والتسليم بها هو أول الخطوات اللازمة لإعطائها حقها
          وحسن العناية بها وتوظيفها في مواجهة ما في الانفتاح من السلبيات وهذه
          الأهمية لها وجوه متعددة من خلال ما يأتي:

          أ - أهمية التربية في النصوص الشرعية:

          كانت عناية الله بتربية الرسول الكريم سمة بارزة من أول بعثته وتحمله
          أمانة الرسالة إذ كان من أوائل ما نزل عليه قوله تعالى:
          {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ
          وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ
          وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}
          [المزمل: 1 - 6]،
          وخاطبه ربه بقوله:
          {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
          [الإسراء: 79]
          وتأمل! فإن المخاطب بذلك هو خاتم الأنبياء والمرسلين فكيف
          بمن دونه وكل الناس دونه.

          ب - بيان النبي - صلى الله عليه وسلم - لأثر التربية العميق في قوله:
          "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"
          ويوضح استمرار وتوسع الأثر وعدم اقتصاره على مرحلة الصغر وذلك في حديثه القائل:
          "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".

          ج - عناية النبي - صلى الله عليه وسلم - بتربية أصحابه بدار الأرقم معلم
          بارز وشاهد ناطق بتلك العناية وقد حرَص النبي عليها مع الاستتار والإسرار
          وهي المحضن التربوي الأول في الإسلام.

          د - قيام الصحابة بالعمل التربوي حسب التوجيه النبوي كما في قصة إسلام
          عمر حيث كان لخباب بن الأرت لقاء تعليمي تربوي مع أخت عمر وزوجها.

          هـ - استمرار النهج التربوي حتى في العهد المدني فها هو ذا عمير بن وهب
          يُسلم فيقول الرسول لبعض الصحابة: "خذوا أخاكم فعلموه دينه".

          و - عن معاذ رضي الله عنه أنه كان يقول لبعض أصحابه:
          "اجلس بنا نؤمن ساعة"
          وللحاكم في المستدرك
          "جددوا إيمانكم فإن الإيمان يخلق"
          وكل هذه شواهد على أهمية التربية من حيث الأمر بمفرداتها
          أو بيان أثرها أو التوصية بها والتوجيه إليها..


          يتبع بإذن الله..

          قال الحسن البصري - رحمه الله :
          استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
          [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


          تعليق


          • #35
            رد: التربية في ظل الإنفتاح

            المشاركة الأصلية بواسطة خديجة_سلا مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            صراحة أعجز عن التعليق أمام هذا البحث المتميز جداااااااا فقد وفى وكفى
            جزاكم الله خيرا ورزقكم الجنان وصاحب البحث

            فعلًا البحث قيم وثرى جدًا
            جزاكم الله خيرًا أبانا الفاضل
            دائمًا نستفيد منكم

            تعليق


            • #36
              رد: التربية في ظل الإنفتاح

              المشاركة الأصلية بواسطة om abdulrahman مشاهدة المشاركة

              فعلًا البحث قيم وثرى جدًا
              جزاكم الله خيرًا أبانا الفاضل
              دائمًا نستفيد منكم
              سبحان الله
              اليوم بعد الفجر كنت سأضع عنوان الموضوع
              في التوقيع لكن قدر الله ونسيت
              وكم فرحت بأنكم قد فعلتم هذا قبلي..
              أسعدكم الله يا ابنتي
              وجعل جميع أيامكم سعادة وسروراً..
              بارك الله فيكم ونفع بكم

              قال الحسن البصري - رحمه الله :
              استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
              [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


              تعليق


              • #37
                رد: التربية في ظل الإنفتاح

                عناصر التربية:

                وهي تنحصر في العناصر الخمسة الآتية: المربي، المتربي، مادة التربية، بيئة
                التربية، طرق ووسائل التربية.

                ومن ثم فعلينا أن ننظر إلى ما أحدثه الانفتاح على كل عنصر من العناصر
                الخمسة لنتمكن من تكوين التصور المناسب لهذه القضية التي هي عنوان
                الديوانية ومن ثم نعرف ما الذي يمكن عمله تجاهها والحلول المناسبة لذلك.

                أولا: المُربي

                حقيقة نجد أن أول المتأثرين بهذا الانفتاح هم المربون سلبًا أو إيجابًا فهم
                على أربعة أنواع:

                النوع الأول استفاد من الانفتاح فصار تأثيره أكثر وأوسع مما كان من قبل ومن
                ثم استثمر هذا الانفتاح وبات تأثيره الإيجابي يصل إلى كل من استوعب
                واستخدم وسائل الانفتاح بشتى أنواعها واتسع تأثيره باتساع الكرة الأرضية
                وعم خيره من حيث لا يدري.

                أما النوع الثاني فهو على العكس تمامًا لم يستفد من الانفتاح وظل مكانه
                بأدواته القديمة نفسها ومن ثم ظل تأثيره محدودًا فيمن حوله هذا إن لم
                يكونوا قد انفضوا من حوله وأصبح يؤذن في غير وقت الآذان.

                أما النوع الثالث فهو في حيرة ما زال يحاول أن يستوعب التغييرات الحاصلة
                ووقف موقف المتفرج إلى حين أو أنه غير قادر على مواكبة الانفتاح.

                أما النوع الأخير فقد جرفه تيار الانفتاح وصار عمله في التربية كالتحفة
                القديمة في المنزل ينظر إليها ويذكر ماضيها وانتقل من صفوف المربين إلى
                صفوف المتربين مرة أخرى وترك ما كان يقوم به من تربية من قبل.

                ثانيًا: المتربي

                وهو محور العمل التربوي وهو المستفيد الأخير من التربية ويظل تأثره مرهونًا
                بمدى قوة وضعف عناصر التربية الأخرى وتأثيرها عليه إيجابًا أو سلبًا إلا أن
                الفطرة السليمة تدفع بالمتربي ولو بعد حين إلى تلقى المنهج التربوي السليم.


                يتبع بإذن الله..

                قال الحسن البصري - رحمه الله :
                استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                تعليق


                • #38
                  رد: التربية في ظل الإنفتاح

                  طبقات المتربين :

                  وهم طبقات فمنهم طبقة جادة حريصة لم تلطخها الفتن والمغريات وما زالت
                  محافظة في زمن الفتن والانفتاح وطبقة لا تناسبها البرامج الجادة وتأثرت
                  بالانفتاح وظهر ذلك جليًّا في حياتهم وتفكيرهم ومظهرهم ولكن لديهم فطر
                  سليمة وحب للدين والعمل لخدمة هذا الدين وحرص على البرامج المفيدة
                  النافعة ونخبة ذابت في أحضان الانفتاح وغرقت في كل مستورد وشهوة
                  وضيعت القيم والأخلاق وترفض كل تغيير.

                  والنجاح الدعوي يكمن في إعداد دعاة قادة جيدين وتربيتهم تربية صحيحة
                  وأن يعد هؤلاء الدعاة خطة ومناهج تتناسب مع كل طبقة من هذه الطبقات
                  فالطبقة الجادة لها برامج تختلف عن الأخرى والطبقة التي تأثرت بالانفتاح
                  تصمم لها برامج جيدة تتناسب مع طبيعتها والطبقة الغارقة كذلك مع
                  الحرص والتركيز على الطبقة الجادة تربيةً وتعليمًا وتأهيلا لأنها هي القلة
                  المعول عليها كثيرًا في بناء الأمة ونهضتها وعدم إغفال الشريحتين الأخريين
                  للوصول بهم إلى مستوى لا بأس به من القيم والأخلاق مع الاهتمام الكبير
                  جدًّا بالنساء فهم اللبنة الأولى في تربية الجيل القادم.

                  يتبع بإذن الله..

                  قال الحسن البصري - رحمه الله :
                  استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                  [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                  تعليق


                  • #39
                    رد: التربية في ظل الإنفتاح

                    ثالثًا: مادة التربية
                    أما مادة التربية فهي الإسلام بكل معانيه وخصائصه وهي ثابتة لا تتغير بتغير
                    الظروف والأحوال وإنما التغير يحصل من قبل المتربي لهذه المادة بمدى
                    تشربه وقناعته والتزامه بها أو العكس.

                    رابعًا: بيئة التربية
                    إذ إننا لو أمعنا النظر في هذا العنصر فسنجد أن بيئات التربية المؤثرة أساسيًّا
                    أربع بيئات ملازمة للفرد لا تنفك تؤثر فيه بعضها سلبًا وبعضها إيجابًا ويصرف
                    جزءًا كبيرًا من حياته فيها وهي: المنزل سواء كان فردًا في أسرة أو مكونًا
                    لهذه الأسرة ودائرة التعليم أو الوظيفة والمجتمع الذي يعيش فيه ويتعامل
                    معه وأخيرًا البيئة الذاتية للفرد التي يتعايش فيها مع نفسه وكما نعلم فإن
                    البيئة معينة للفرد ومحفزة له نحو الخير أو الشر وبقدر وجود الفرد في البيئة
                    الإيجابية وقضائه أكبر الوقت فيها يظهر أثرها الإيجابي على الفرد ولا ننسى
                    أن جميع هذه البيئات تتأثر باختلاف الزمان وأدوات التربية فيه.

                    خامسًا: طرق ووسائل التربية
                    عند الحديث عن طرق ووسائل التربية لا بد لنا من وقفة من حيث مناسبة
                    الطرق والوسائل للمتربي فكل مرحلة من مراحل العمر لها ما يناسبها من
                    وسائل التربية فتربية الطفولة غير تربية المراهقة وتلك تختلف عن تربية
                    الشباب التي هي انطلاق لمرحلة الرجولة التي يكون من بعدها مرحلة
                    الشيخوخة. ومن ثم يمكننا قياس أثر الانفتاح على كل شريحة عمرية وَفق
                    طبيعتها وخصائصها. وطرق ووسائل التربية متنوعة فمنها ما يناسب الفرد
                    بصفة مباشرة ومنها ما يناسب المجتمع بشكل عام.

                    يتبع بإذن الله..

                    قال الحسن البصري - رحمه الله :
                    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                    تعليق


                    • #40
                      رد: التربية في ظل الإنفتاح

                      *هام*
                      تحديات التربية المعاصرة:

                      يمكن أن نقسم هذه التحديات إلى قسمين:

                      الأول: التحديات من جهة البيئة وفيها:
                      1 - كثرة وتنوع المؤثرات: فاليوم لم بعد التأثير مقصورًا على الوالدين ولا
                      على المعلمين والمعلمات بل ولا على الدعاة فقد كثرت وسائل التأثير
                      فهناك القنوات الفضائية والموجات الإذاعية والشبكة العنكبوتية والأسفار
                      السياحية والبعثات التعليمية والعلاقات الدبلوماسية وغير ذلك في قائمة طويلة.

                      2 - قوة وعمق التأثير: هذه الوسائل تفاعلية فهي بذلك مرغبة ومحفزة
                      وجاذبة ومؤثرة وفيها أيضا الوسائط الجامعة بين الصوت والصورة مع
                      التقنيات التي تجعل ما يُعرض أقوى وأوضح من الأشياء على طبيعتها
                      وفي واقعها الحقيقي.

                      3 - مخالفة واختلال البيئة: فالتربية تدعو إلى المعالي إيمانًا وعبادةً وسلوكًا
                      وترى البيئة وهي تهون من ذلك أو تثبط عنه بل تعارضه وتناقضه وتدعو إلى
                      ما يبطله ويمنعه فالأمر أظهر من أن يبسط القول فيه فالصدق جمود وتعقيد
                      والكذب (شطارة) ومهارة والتستر والحشمة كبت وانغلاق
                      والعري والفسق تقدم وانطلاق.

                      القسم الثاني: التحديات من جهة المربين:
                      1 - قلة المربين: كانت أمتنا في أزمنة سابقة مليئة بالعلماء الربانيين والوعاظ
                      المؤثرين والخطباء البارعين والآباء المؤدبين والأمهات المربيات واليوم نرى
                      كثيرًا من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات غير مؤهلين لتربية الجيل لا
                      من الناحية العلمية ولا من الناحية السلوكية والدعاة والعلماء قلة أيضًا.

                      2 - ضعف المربين: مع قلة الدعاة المربين فإن كفاءتهم فيها ضعف
                      وقدرتهم التأثيرية محدودة فضلاً عن ضعفهم في أخذهم أنفسهم بسمت
                      المربين وتميزهم وارتقائهم.

                      يتبع بإذن الله..

                      قال الحسن البصري - رحمه الله :
                      استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                      [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                      تعليق


                      • #41
                        رد: التربية في ظل الإنفتاح

                        اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

                        ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
                        ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

                        تعليق


                        • #42
                          رد: التربية في ظل الإنفتاح

                          أشكركم معلمتنا الفاضلة
                          على حُسن متابعتكم للموضوع
                          بارك الله فيكم ونفع بكم

                          قال الحسن البصري - رحمه الله :
                          استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                          [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                          تعليق


                          • #43
                            رد: التربية في ظل الإنفتاح

                            صعوبة مهمة التربية
                            مما يوضح صعوبة هذه المهمة:

                            1 - ميدان عمل التربية: إذ هي في الأساس تتعامل مع النفوس والأرواح
                            لا مع الجسوم والأشباح والنفس البشرية عالم من الغرائب والعجائب
                            وهي من أعظم مخلوقات الله المعجزة فقد جعلت في كفة وآيات الكون
                            في كفة أخرى كما يتضح من قوله تعالى:
                            {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}
                            [فصلت: 53]
                            وفي سياق آيات خلق الله العظيمة قال تعالى:
                            {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}
                            [الذاريات: 21]
                            وصدق القائل:
                            وتحسب أنك جِرْم صغير وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ
                            فهذه النفس البشرية تجمع المتناقضات مع سرعة في التغيرات والتقلبات
                            وقد أوجز ابن القيم وصفًا رائعًا يكشف طبائع النفس البشرية حين قال:
                            "سبحان الله! في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل وعتو عاد وطغيان ثمود
                            واستطالة فرعون وبغي قارون.... وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب
                            وشره الكلب ورعونة الطاووس ودناءة الجعل وعقوق الضب وحقد
                            الجمل ووثوب الفهد وصولة الأسد وفسق الفأرة وخبث الحية وعبث
                            القرد... غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك"
                            [الفوائد ص 98].
                            هذه هي النفس في ذاتها فكيف للمرء أن يربيها ويهذبها حتى يتسنى له أن
                            يتأهل لتربية النفوس.

                            2- رهافة النفس وسرعة تأثرها: فالنفس تتأثر بما حولها وإليك وصف هذه
                            المؤثرات في مقولة أخرى لابن القيم يقول:
                            "كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه وولد لا يعذره وجار لا يأمنه
                            وصاحب لا ينصحه، وشريك لا ينصفه
                            وعدو لا ينام عن معاداته ونفس أمارة بالسوء ودنيا متزينة وهوى مُرْدٍ
                            وشهوة غالبة له وغضب قاهر وشيطان مزين وضعف مستولٍ عليه فإن من
                            تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها وإن تخلى عنه إلى نفسه اجتمعت
                            عليه فكانت الهلكة" [الفوائد ص 63].
                            واليوم ونحن في عصر العولمة والقرية الكونية أضف إلى ما سبق ما تبثه
                            الفضائيات ومواقع الإنترنت من المؤثرات في الأفكار والسلوكيات مع ما في
                            العالم من سعار الشهوات، وغزو الثقافات، وشذوذ الانحرافات الخلقية
                            وشطط الشطحات الفكرية ومع ذلك فالتربية والتهذيب الفكري والروحي
                            والسلوكي هي سفينة النجاح ومفتاح الصلاح لأن تغييرها الإيجابي مؤذن
                            بالتغيير العام
                            {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
                            [الرعد: 11].

                            3- استمرارية التربية: التربية بمفهومها السابق ليست مجرد معلومات تدرس
                            فهي ليست كالتعليم له في كل مرحلة مستوى ويتوقف فالتعليم: معلومات
                            مهارات وسائل اختبارات لكن التربية: تحويل معلومات التعليم ومهارات
                            المعلم إلى: (نضج فكري، استقرار نفسي، تميز سلوكي) ومعنى ذلك أن
                            التربية مهمة مستمرة لا تتوقف عند زمن أو سن معين ولا عند مستوى
                            محدد من العلم والإدراك.
                            فالطريق طويل والمهمة صعبة، ومع ذلك، فبين العبد وبين السعادة والفلاح
                            قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب والفضل بيد الله يؤتيه من
                            يشاء والله ذو الفضل العظيم" [مدارج السالكين لابن القيم].

                            4- حاجة الجميع إلى التربية: فالجميع صغارًا وكبارًا رجالا ونساء متعلمين
                            وغير متعلمين محتاجون إلى التربية.

                            5- التربية مهمة الجميع: إنها مهمة منوطة بالآباء والأمهات وواجبة على
                            المعلمين والمعلمات ولازمة للدعاة والداعيات.

                            ولعلي أختم مفهوم التربية وأوجُه صعوبتها بهذه الكلمات النافعة لابن القيم إذ قال:
                            جهاد النفس أربع مراتب:
                            1- أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق.
                            2- أن يجاهدها على العمل بهذا العلم الذي علمه.
                            3- أن يجاهدها على الدعوة إليه.
                            4- أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله".

                            إنها مهمة تصدَّى لها الأنبياء واضطلع بها أئمة العلماء وحمل عبأها الخلّص
                            من الدعاة الأصفياء إنها مهمة جليلة، غاياتها نبيلة وآثارها جميلة لكنها
                            مهمة ثقيلة ومع ذلك يدّعي الانتسابَ إليها جماهيرُ غفيرة وأنتم معاشر
                            الدعاة أهلها والقائمون بها فافهموها واعرفوا ثقلها وتهيأوا وتأهلوا لها.

                            يتبع بإذن الله..


                            قال الحسن البصري - رحمه الله :
                            استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                            [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                            تعليق


                            • #44
                              رد: التربية في ظل الإنفتاح

                              جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
                              اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

                              ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
                              ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

                              تعليق


                              • #45
                                رد: التربية في ظل الإنفتاح

                                المشاركة الأصلية بواسطة خديجة_سلا مشاهدة المشاركة
                                جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
                                وجزاكم الله بالمثل يا ابنتي
                                بارك الله فيكم وفي جهودكم

                                قال الحسن البصري - رحمه الله :
                                استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                                [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                                تعليق

                                يعمل...
                                X