لا يا أبى ... لست صنما متحركا
أيا فتى الإسلام دمعت عينى لكلماتك حين قلت:
أتدرون؟ .... أتدرون أنكم جعلتم منى صنما متحركا يكتم أنفاسه كى لا تسمعوها؟
لا تتعجب يا من أمسكت بورقتى , ووقعت عيناك على كلماتى .... فأنت المسئول ...,,
نعم ... لا تفتح فاك إلى منتهاه ولا تحدق بالكلمات هكذا .... فكلماتى على تلك السطور ليقرأها قلبك قبل أن تقرأها عينك....فنعم نعم أنت المسئول....!!!
ألا تذكر؟!
ألا تذكر ذاك اليوم الذى عدت فيه من مدرستى وقد وقع خطب جلل وأردت منك العون والمشورة فلم أجدك؟ ألا تذكر؟ ...ليتك تذكر أيضا كم انتظرت عودتك لتشفى عليلى وتحل لغز حيرتى وتطمئننى ... وليتك أيضا تذكر إجابتك التى نزلت على رأسى ففتقت بها ( روح نام ,انت ايه الى مصحيك لحد دلوقتى؟ بلاش وجع دماغ ... انت فاضى أنا مش مفاضى) .... يا أبى ...لا أذكر يوما أنك نزلت من منزلنا دون أن تلبى حاجياتك ولا أذكر أن جهازا تعطل إلاوبادرت بإصلاحه, حتى الحذاء يا أبى تعيره اهتمامك, فما بالك لا تلقى بالا لسؤالى؟؟؟!!
أبى ... قد كنت يوما مشغول البال عن تغيرات ألاحظها على نفسى, خجلت من سؤالك – للحاجز الذى وضعتَه بينى وبينك – لكنى لم أحتمل ..فتعاليت على نفسى وجئت أحدثك لتقول لى ( انت لسة صغير , لما تكبر هقولك ) وظللت على هذا أعواما واعواما, أفتنتظر يا أبى أم أكون شابا يافعا كى تخبرنى ؟ أم تنتظر أن أعرف إجابات لتسؤالاتى من التلفاز والشارع وهابط المجلات؟؟!!
!والدى العزيز ... ليتك تذكر أنك يوما قتلت!
نعم يا أبى أنت قاتل .... قاتل لطموحاتى, يوم أن حدثتك فى مشروع صغير لك كبير لى فأجبتنى ( يالك من تافه )
نعم يا أبى أنت قاتل ... قاتل للأمانى الحلوة , والأحلام النيرة , بعباراتك الهدامة ( انت فاشل وهتفضل طول عمرك فاشل) و التى وأدت حماسى
نعم يا أبى أنت قاتل ... قاتل لأدمعى التى تعد متنفسى الوحيد بنظراتك الحادة كلما رأيتها تسيل على خدى .., ولم تفكر يوما لماذا نزلت ولا كيف تجففها
قاتلٌ قاتل ... قاتل لتلك الأفكار النيرات وعلمية الخيالات بعبارات هدامات ( هيهات أن تفلح هيهات )
قاتلٌ قاتل ... قاتل لخاطرة أدبية خرجت من نفس بشرية عندما جعلتها ورقة مرمية
قاتلٌ قاتل ... قاتل لضحكات صافيات وابتسامات مشرقات وعاليات الطموحات بقبيح التعسفات
نعم يا أبى أنت قاتل .... قاتل .... قاتل
أبتااااااااااه ... إنى وحيد بينكم , شريد فى بيتكم , معذب فى وصلكم
أبتااااااااااااااه ... أنا لا أريد طعامكم وشرابكم إنما أردت عطفكم وحبكم
أبتاه ... هل تدرى ما عمرى؟ هل تدرى أين قلبى؟ هل تدرى كيف شعورى؟ هل تدرى ما يدور فى خلدى؟
أبتااااااااااه ... أيا وائدا نفسا زكية ... أيا قاتلا أدمعا شقية ... أيا باحثا عن ورقات نقدية ... قد جعلتَ منى صنما ... ولم أولد صنما
أبتااااااااااه ... يؤسفنى أن أقول أن وجودك فى حياتى لا معنى له, وغيابك عن مرأى عينى لا بأس به, ونظراتك المخيفة أصبحت مألوفة ... فأتقن يا أبى غيرها
أبتااااااااااه ... ضربت قلبى بسوط الجفا ولو ضربت جسدى بسوط قاسى لكان أهونُ
أبتااااااه ... لم أكن يوما صنما لكنك اليوم جعلت منى صنما ينتظر الفأس الذى يهشمه , إن لم يكن فأس إنسان فسيحطمه فأس الزمان فليتك ثم ليتك تحفظ ذلك الذى فى عينيك صنمُ
تعليق