اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
فالإيمان بالملائكة : هو الاعتقاد الجازم بأنهم : أولاً : عباد مكرمون بررة مقربون خاضعون لربهم مشفقون : فليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء..
قال تعالى :
( بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ . لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ . يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا
يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء : 26-28
وقال : ( يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل : 50
وقال : ( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )التحريم : 6
وقال : (كِرَامٍ بَرَرَة ) عبس : 16
وقال : ( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) البقرة : 32 ثانياً : أنهم مخلوقون من نور أولو أجنحة على هيئات عظيمة متنوعة :
قال صلى الله عليه وسلم : ( خلقت الملائكة من نور ) رواه مسلم .
وقال تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ
يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فاطر : 1.
وقال صلى الله عليه وسلم :
( أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش ، ما بين شحمة أذنه ، وعاتقه ، مسيرة سبعمائة عام ) رواه أبوداود. وفي رواية للطبراني : ( رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه، وعاتقه
خفقان الطير سبعمائة عام، يقول : سبحانك حيث كنت ) .
فهم خلق حقيقي لا قوى معنوية كما زعم ذلك بعض المجازفين .وهم خلق كثير لا يحصيهم كثرةً إلا خالقهم
ففي حديث أنس المتفق عليه في قصة المعراج : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، رفع له البيت المعمور
في السماء السابعة ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه، آخر ما عليهم ) ثالثاً : أنهم صافون مسبحون : ألهمهم الله تسبيحه وامتثال أمره ومنحهم القوة على تنفيذه .
قال تعالى : ( وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) الصافات : 164-165
وقال : ( وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ.
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ) فصلت : 19-20
وقال ( لَا يَسْأَمُونَ ) الأنبياء : 38.
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ قال لهم :
( أتسمعون ما أسمع ؟ قالوا : ما نسمع من شيء ؟ قال : إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط
وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم ) رواه الطبراني وقال الألباني : صحيح على شرط مسلم . رابعاً : أنهم محجوبون عن المشاهدة : فهم عالم غيبي لا يقعون تحت مدارك الحواس الإنسانية
في الحياة الدنيا إلا لمن شاء الله كرؤية نبينا صلى الله عليه وسلم لجبريل على صورته التي خلقه الله عليها .
وإنما يرون في الآخرة قال تعالى ( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً )الفرقان : 22
وقال : ( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ) الرعد : 23 .
ولكن الله أعطاهم القدرة على التحول والتشكل على هيئة الآدميين قال تعالى :
( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ) مريم : 17
وقال : (وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ .
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوط ٍ) هود : 69-70
فكانوا عليهم السلام على صورة رجال . وكذلك حين أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على صفة
رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر . وكان يأتيه أحياناً على صورة دحية الكلبي رضي الله عنه . خامساً : أنهم موكلون بأعمال متنوعة : إلى جانب وظيفتهم الأساسية المستمرة من عبادة الرب وتسبيحه .
فمن ذلك : 1- النزول بالوحي : وهي وظيفة جبريل عليه السلام قال تعالى :
( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ) النحل : 102
وقال : ( وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) الشعراء : 192-194 2- العناية بالجنين : بنفخ الروح فيه وكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد . 3- حفظ بني آدم : قال تعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ) الرعد : 11 4- حفظ أعمال بني آدم : ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ .
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق : 17-18
5- تثبيت المؤمنين ونصرهم : قال تعالى : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ) الأنفال : 12 6- قبض الأرواح : وهي وظيفة ملك الموت قال تعالى :
( قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) السجدة : 11 7- سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه . والسائلان هما : منكر ونكير . 8- النفخ في الصور : وهي وظيفة إسرافيل عليه السلام للصعق والبعث .
قال تعالى ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ
إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) الزمر : 68 9- خزانة النار : قال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ) المدثر : 31
وقال : ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ) الزخرف :77
وقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا
مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم : 6 10- الاستغفار للمؤمنين والدعاء لهم وبشارتهم وإكرامهم في الجنة : قال تعالى :
الإيمان بالكتب هو الاعتقاد الجازم أن الله تعالى أنزل على أنبيائه كتباً بالحق هدى للناس
ورحمةً بهم وموعظة لهم وحجةً عليهم وتبياناً لكل شيء. والإيمان بها يقتضي أموراً :
أولاً : الإيمان بما علمنا اسمه منها تعييناً وما لم نعلم اسمه نؤمن به إيماناً مجملاً . وأعظمها ثلاثة : 1- التوراة : التي أنزلها الله على موسى، عليه السلام . قال تعالى :
( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ .
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ
بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ) [الأعراف : 144-145]
وقال : ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ
هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء ) [المائدة: 44]
2- الإنجيل : الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام . قال تعالى :
( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ ) [الحديد : 27]
وقال : ( وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ) [المائدة : 46]
3- القرآن : الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم . قال تعالى :
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ) [المائدة : 48]
ومن كتب الله : الزبور الذي آتاه داود، عليه السلام . قال تعالى : ( وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ) [الإسراء : 55]
وصحف إبراهيم قال تعالى : ( إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى )[ الأعلى : 18-19].
ثانياً : تصديق ما لم يحرف من أخبارها :
فقد أخبر تعالى أن كتب بني إسرائيل قد دخلها التحريف اللفظي والمعنوي
فقال: ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِه ِ) [المائدة : 13،41]
وقال : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ
وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[ آل عمران : 78]. وأما القرآن العظيم فقد تكفل الله بحفظه فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [الحجر : 9]
وصانه فقال :
(وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) [فصلت : 41-42] وتأسيساً على ذلك فإن القصص والأخبار المذكورة في كتب أهل الكتاب المسماة اصطلاحاً
( الإسرائيليات ) لا تخلو من ثلاثة أحوال : أحدها : أن تكون موافقةً لما في القرآن : فنعتقد صحتها لشهادة كتابنا لها كذكر الطوفان
وإغراق آل فرعون وآيات عيسى عليه السلام . الثانية : أن تكون مخالفةً لما في القرآن : فنعتقد بطلانها وأنها مما أحدثوه وكتبوه بأيديهم ولووا
به ألسنتهم كزعمهم أن لوطاً عليه السلام شرب الخمر لعل الفاحشة أكرمه الله وحاشاه .
وزعمهم أن عيسى هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة ! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . الثالثة : أن تكون غير موافقة ولا مخالفة : فلا نصدقها ولا نكذبها لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا : آمنا بالله، وكتبه، ورسله.
فإن كان حقاً لم تكذبوهم وإن كان باطلاً لم تصدقوهم )خلاصة حكم المحدث: إسناده رجاله ثقات رجال الشيخين
إلا إنه يجوز التحديث به وحكايته لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) رواه البخاري . ثالثاً : الحكم بشريعة القرآن : فإن الله أنزل القرآن العظيم مهيمناً على الكتب السابقة أي حاكماً وأميناً وشاهداً عليه. فاستوعب ما تضمنته من مصالح ونسخ بعض أحكامها. فلا يحل اتباع شريعة غير شريعة القرآن.
فقد قال تعالى بعد ذكر التوراة والإنجيل :
( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ . وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) [المائدة : 48-50 ] وقال : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ) [النساء : 105]
رابعاً : الإيمان بالكتاب كله وعدم تبعيضه : قال تعالى :
( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [البقرة : 85]
وقال: (هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّه) [ آل عمران : 119] خامساً : تحريم كتمانها وتحريفها والاختلاف فيها وضرب كلام الله بعضه ببعض : قال تعالى :
( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ
وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) [آل عمران : 187]
وقال ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ . ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) [البقرة : 174-176]
وقال: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ )[ البقرة : 79].
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، فإنه ما ضل قوم قط إلا أوتوا الجدل ) رواه الطبري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم فضلاً دمج مشاركة الفهرس
مع المشاركة الأولى
وفقكم الله لكل خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تم، جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
تعليق