إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وجاء وقت العمل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وجاء وقت العمل



    كان أبو حسين رجلاً كبيراً في السن، يحب الزراعة كثيراً، رغم كبر سنه.
    وكان يطلب المساعدة من ابنه حسين، حتى يصبح لدى حسين مهنة مثل مهنة والده تقيه الفقر والحاجة إلى الناس.
    ولكن حسين كان يحب الطعام والنوم جداً.. جداً.. فهاتان هما هواياته المفضلة لديه..
    كبر حسين وكبر معه كرشه، فقد كان وزنه يزداد يوماً بعد يوم، وكان أبوه ينصحه بالتخفيف من الطعام، والعمل في الزراعة، حتى ينقص وزنه، وتتحسن صحته، وأيضاً حتى يبيعوا ما يزرعونه، فهم بأمس الحاجة إلى المال..

    ولكن حسين كان كسولاً، أكولاً، نوّاماً..
    زاد وزن حسين كثيراً، ولم يعد يقدر على الحركة بسهولة، ولم يعد يلعب مع أصدقائه في ساحة المدرسة، فابتعد عنه أصدقاؤه، وكانوا يسخرون من وزنه وقلة حركته..
    حزن أبو حسين كثيراً على ولده، وأخذ يلوم نفسه لأنه دلّل حسين كثيراً، وتركه يأكل ويأكل، ولا يتحرك إلا قليلاً، واكتفى بتنبيهه بلطف دون معاقبته، عندما كان صغيراً.
    قرر أبو حسين إخفاء الطعام عن ولده، ولا يعطيه إلا القليل القليل من الطعام، وأجبره على العمل معه في الزراعة..
    أمسك حسين الفأس ليحرث الأرض فلم يستطع، بسبب وزن جسمه الثقيل، وشعوره بتعب شديد..
    ألقى حسين الفأس من يده وهو يبكي ويصرخ قائلاً:
    - أنت لا تحبني يا أبتي.. لأنك تجبرني على العمل، وجسمي لا يقوى على العمل.
    ردّ الوالد بحزم:
    - أنت لست ولداً صغيراً يأكل وينام فقط دون عمل.. إن لم تعمل فلن تأكل.. ذهب وقت الراحة، وجاء وقت العمل..
    في اليوم الأول شعر حسين بالجوع يقرص معدته، فالطعام الذي أعطاه له والده كان قليلاً.
    بكى حسين كثيراً من شدة الجوع، وقرر ألا يساعد والده مهما شعر بالجوع..
    وهكذا توالت الأيام، والطعام قليل، فبدأ وزن حسين يتناقص شيئاً فشيئاً..
    وبدأت تتحسن حركته وقيامه وقعوده، وأخذ شكل جسمه المكوّر يتحسن، بعد أن كان مثل البالون المنفوخ..
    وبدأ أصدقاؤه يُقبلون عليه دون أن يسخروا من جسمه المكتنز.
    وأخيراً أدرك حسين كم أخطأ في حق والده، الذي كان يريد له الخير والصحة والجمال أيضاً..
    في الصباح الباكر أخذ حسين الفأس وأخذ يحرث الأرض، قبل أن يستيقظ والده..
    جاء الوالد على صوت الفأس، وكم كانت فرحته كبيرة عندما رأى ولده حسين يعمل بهمة ونشاط..
    تساقطت دموع الفرح من عيني أبي حسين..
    رأى حسين دموع والده، فشعر بالحرج الشديد، والحزن العميق، لأنه ظنّ بوالده أنه لا يحبه، ويريد معاقبته فقط..
    رمى حسين نفسه في حضن أبيه، وهو يقول له من خلال دموعه:
    - أخطأت في حقك كثيراً يا أبتِ.
    حضن أبو حسين ولده حسين بقوة قائلاً له:
    - بل أنا المخطئ بحقك يا ولدي، لأنني لم أنبهك لأخطائك عندما كنت صغيراً..



  • #2
    رد: وجاء وقت العمل

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    لا شك أن كل ما يقوم به الوالدين هو من مصلحة الأبناء لكن بعض الأبناء هداهم الله لا يفهمون ذلك
    جزاك الله خيرا أختي على القصة الجميلة
    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

    تعليق


    • #3
      رد: وجاء وقت العمل

      جزاك ِ الله خيرا ً رحمة

      أحيانا ننظر لما يفعله آبائنا أنهم ظلومنا ولا نفهم قيمة ما كانوا يقولونه إلا بعدها بكثير وقد لا نفهم بعد أن ضاعت الفرصة

      لذا وجب علينا سماع ما يقولاه لنا آبائنا ولنعلم حق العلم إنهم لا يريدون لنا إلا كل الخير

      تعليق


      • #4
        رد: وجاء وقت العمل

        بل أنا المخطئ بحقك يا ولدي، لأنني لم أنبهك لأخطائك عندما كنت صغيراً
        جزاكم الله كل خير يا ابنتي
        قصة جميلة ورائعة وتحمل معنى التوجيه في التربية
        والتنبيه على الأخطاء
        فربما عدم التنبيه والتدليل مضرة لا نفع فيه
        بارك الله فيكم
        بانتظار كل جديد منكم

        قال الحسن البصري - رحمه الله :
        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


        تعليق

        يعمل...
        X