إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

    ماشاء الله جزاكم الله خيراً
    الكتاب جميل جداً بسم الله ماشاء الله

    تعليق


    • رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

      باب لا يستشفع بالله على خلقه

      عن جُبَير بن مطعِم -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: نُهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال؛ فاستسق لنا ربَّك؛ فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "سبحان الله! سبحان الله!" فما زال يسبِّح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "ويحك! أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك؛ إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه" وذكر الحديث. رواه أبو داود.
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: بيان تحريم الاستشفاع بالله على خلقه؛ لأنه هضمٌ للربوبية وقدحٌ في توحيد العبد؛ لأن الشافع يشفع عند من هو أعلى منه والله تعالى منزّه عن ذلك؛ لأنه لا أحد أعلى منه.
      التراجم:
      جُبير هو: جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القُرَشي كان من أكابر قريش أسلم قبل الفتح ومات سنة 57هـ رضي الله عنه.
      نُهِكت: بضم النون أي: جهدت وضعفت
      فاستسق لنا ربك: أي: اسأله أن يسقينا بأن ينزل المطر.
      نستشفع بالله عليك: نجعله واسطة إليك.
سبحان الله: أي: تنزيهاً لله عما لا يليق به
      عُرف ذلك في وجوه أصحابه: أي: عُرف الغضب فيها؛ لغضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
      ويحَك: كلمةٌ تقال للزجر.
      أتدري ما الله؟: إشارةٌ إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله.
      المعنى الإجمالي للحديث: يذكر هذا الصحابي أن رجلاً من البادية جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يشكو ما أصاب الناس من الحاجة إلى المطر؛ ويطلب من النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يسأل ربَّه أن ينزله عليهم؛ لكنه أساء الأدب مع الله؛ حيث استشفع به إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- وهذا جهلٌ منه بحق الله؛ لأن الشفاعة إنما تكون من الأدنى إلى الأعلى، ولذلك أنكر عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك ونزّه ربه عن هذا التنقّص، ولم ينكر عليه الاستشفاع بالنبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الله سبحانه بدعائه إياه.
      مناسبة الحديث للباب: أنه يدل على تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لأنه تنقّص ينزه الله عنه.
      ما يستفاد من الحديث:
      1- تحريم الاستشفاع بالله على أحدٍ من خلقه؛ لما في ذلك من التنقص لله تعالى.
      2- تنزيه الله عما لا يليق به.
      3- إنكار المنكر وتعليم الجاهل.
      4- جواز الاستشفاع بالرسول –صلى الله عليه وسلم- في حياته، بأن يطلُب منه أن يدعوَ الله في قضاء حاجة المحتاج؛ لأنه مستجاب الدعوة، أما بعد موته فلا يُطلب منه ذلك لأن الصحابة لم يكونوا يفعلون ذلك.
      5- التعليم بطريقة السؤال، لأنه أوقع في النفس

      تعليق


      • رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

        وفيكم بارك الله

        تعليق


        • رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

          باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك

          عن عبد الله بن الشِّخِّير -رضي الله عنه- قال: انطلقتُ في وفد بني عامر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيِّدنا. فقال: "السيد الله تبارك وتعالى".
          فقلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً.
          فقال: "قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان"
          رواه أبو داود بسند جيِّد.
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: بيان أن التوحيد لا يتم إلا بتجنُّب كل قول يفضي إلى الغلو في المخلوق، ويُخشى منه الوقوع في الشرك.
          التراجم:
          ابن الشِّخِّير: بكسر الشين وتشديد الخاء هو: عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان الحريشيّ أسلم يوم الفتح وله صحبةٌ ورواية.
          حماية: حماية الشيء صونُه عما يتطرق إليه من مكروه وأذى.
          المصطفى: أي: المختار من الصفوة وهي خالص الشيء.
          حِمى التوحيد: صونُه عما يشوبه من الأعمال والأقوال التي تضاده أو تنقصه.
          السيد الله: أي: السُّؤدد التام لله عز وجل، والخلق كلهم عبيد الله.
          وأفضلُنا فضلاً: الفضل: الخيرية ضد النقيصة –أي: أنت خيرُنا.
          طَولاً: الطوْل: الفضل والعطاء والقدرة والغنى.
          قولوا بقولكم: أي: القول المعتاد لديكم ولا تتكلفوا الألفاظ التي تؤدي الغلو.
          أو بعض قولكم: أي: أو دعوا بعض قولكم المعتاد واتركوه، تجنباً للغلو.
          لا يستجرينكم الشيطان: الجري: الرسول أي: لا يتخذكم جَرِيّاً أي: وكيلاً له ورسولاً.
          المعنى الإجمالي للحديث: لما بالغ هذا الوفد في مدح النبي –صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك؛ تأدباً مع الله وحمايةً للتوحيد، وأمرهم أن يقتصروا على الألفاظ التي لا غلوّ فيها ولا محذور؛ كأن يدعوه بمحمد رسول الله كما سماه الله عز وجل.
          مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهي عن الغلو في المدح واستعمال الألفاظ المتكلفة التي ربّما توقع في الشرك.
          ما يستفاد من الحديث:
          1- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وتأدبه مع ربه.
          2- النهي عن الغلو في المدح ومواجهة الإنسان به.
          3- أن السُّؤدد حقيقةٌ لله سبحانه، وأنه ينبغي ترك المدح بلفظ السيد.
          4- النهي عن التكلف في الألفاظ وأنه ينبغي الاقتصاد في المقال.
          5- حماية التوحيد عما يخل به من الأقوال والأعمال.
          ***

          وعن أنس -رضي الله عنه- أن ناساً قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا، وابن سيدنا. فقال: "يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينَّكم الشيطان، أنا محمدٌ عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل".
          رواه النسائي بسند جيد.
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          يا خيرَنا: أي: أفضلنا.
          يستهوينكم الشيطان: أي: يُزين لكم هواكم، أو يذهب بعقولكم.
          المعنى الإجمالي للحديث: كره –صلى الله عليه وسلم- مدحَه بهذه الألفاظ ونحوها؛ لئلا يكون ذلك وسيلةً إلى الغلو فيه والإطراء؛ لأنه قد أكمل الله له مقامَ العبودية، فصار يكره أن يُبالغ في مدحه؛ صيانةً لهذا المقام، وإرشاداً للأمة إلى ترك ذلك؛ نصحاً لهم وحماية للتوحيد.
          وأرشدهم أن يصفوه بصفتين هما أعلى مراتب العبد، وقد وصفه الله بهما في مواضع وهما: عبد الله ورسوله، ولا يريد أن يرفعوه فوق هذه المنزلة التي أنزله الله إياها.
          مناسبة الحديث للباب: أنه –صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُمدح بغير ما وصفه الله به؛صيانةً للتوحيد وسداً لباب الغلو المُفضي إلى الشرك.
          ما يستفاد من الحديث:
          1- النهي عن الغلو في المدح، وتكلف الألفاظ في ذلك؛ لئلا يفضي إلى الشرك.
          2- تواضعه –صلى الله عليه وسلم- وحرصه على صيانة العقيدة عما يخل بها.
          3- أنه عبد الله ورسوله، وليس له من الأمر شيء؛ والأمر كله لله سبحانه.
          4- التحذير من كيد الشيطان؛ وأنه قد يأتي من طريق الزيادة على الحد المشروع.

          تعليق


          • رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

            باب قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أراد المصنف –رحمه الله- أن يختم كتابه بهذا الباب المشتمل على النصوص الدالة على عظمة الله، وخضوع المخلوقات له؛ مما يدل على أنه هو المستحق للعبادة وحده، وأن له صفات الكمال ونعوت الجلال.
            باب قول الله تعالى: أي: ما جاء في معنى هذه الآية الكريمة من الأحاديث والآثار.
            ما قدروا الله حق قدره: أي: ما عظّم المشركون الله حق تعظيمه؛ إذ عبدوا معه غيره.
            والأرض... إلخ: جملةٌ حالية.
            جميعاً: أي: بجميع جهاتها وطبقاتها.
            سبحانه: تنزيهاً له.
            وتعالى عما يشركون: به من الأصنام والأنداد العاجزة الحقيرة.
            المعنى الإجمالي للآية: يخبر الله تعالى أن المشركين ما عظّموا الله حق تعظيمه؛ حيث عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته، والمخلوقات كلها بالنسبة إليه صغيرة حقيرة، ثم نزّه نفسه عن شرك المشركين وتنقص الجاهلين.
            تنبيه:
            1- مذهب السلف في قوله تعالى: {...وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ...} هو إمراره كما جاء مع اعتقاد ما دل عليه من غير تحريف ولا تكييف.
            والأحاديث والآثار تفَسِّرها وتوَضِّحها.
            2- ما يستفاد من هذه الآية يأتي بعد ذكر ما يتعلق بها من الأحاديث الواردة في هذا الباب.
            * * *

            عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "جاء حَبْر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على أَصبُع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على أصبع، وسائر الخلق على أَصبُع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجِذُه، تصديقاً لقول الحَبْر".
            ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية.
            وفي رواية لمسلم: "والجبال والشجر على أصبع ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الله"، وفي رواية للبخاري: "يجعل السماوات على أصبع، والماء والثرى على أصبُع، وسائر الخلق على أصبُع" أخرجاه.
            ولمسلم عن ابن عمر مرفوعاً: "يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرَضين السبع، ثم يأخذُهن بشِماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون"
            ورُوي عن ابن عباس قال: "ما السماوات السبع والأرَضون السبع في كفِّ الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم".
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            حبر: بفتح الحاء وكسرِها أحد أحبار اليهود وهو العالم بتحبير الكلام وتحسينه سُمّي حبراً؛ لما يبقى له من أثر علومه في قلوب الناس.
            على أَصْبُع: واحد الأصابع يذكّر ويُؤنّث.
            الثرى: التراب النديّ ولعل المراد به هنا الأرض.
            الشجر: ما له ساقٌ صلبٌ كالنخل وغيره.
            وسائر الخلق: أي: باقيهم.
            نواجذه: جمع ناجِذ وهي: أقصى الأضراس، وقيل: الأنياب، وقيل: ما بين الأسنان والأضراس، وقيل: هي الضواحك.
            يهزّهن: هز الشيء تحريكه أي: يحركهن.
            الجبّارون: جمع جبّار وهو العاني المتسلِّط.
            كخردلة: هي حبةٌ صغيرةٌ جداً.
            المعنى الإجمالي للحديث: ذكر عالمٌ من علماء اليهود للنبي –صلى الله عليه وسلم- ما يجدونه في كتابهم التوراة من بيان عظمة الله، وصغر المخلوقات بالنسبة إليه –سبحانه- وأنه يضعها على أصابعه، فوافقه النبي –صلى الله عليه وسلم- على ذلك، وسُرّ به وتلا ما يصدِّقه من القرآن الكريم التي أنزله الله عليه.
            ما يستفاد من الآية والحديث برواياته:
            1- بيان عظمة الله سبحانه وصغر المخلوقات بالنسبة إليه.
            2- أن من أشرك به سبحانه لم يُقدِّره حق قدره.
            3- إثبات اليدين والأصابع واليمين والشمال والكف لله سبحانه على ما يليق به.
            4- أن هذه العلوم الجليلة التي في التوراة باقيةٌ عند اليهود الذين في زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم ينكِروها ولم يحرِّفوها.
            5- تفرّد الله سبحانه بالملك وزوال كل ملكٍ لغيره.
            ***
            وقال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابنُ وهب، قال: قال ابنُ زيد: حدَّثَني أبي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "ما السماوات السبع في الكُرْسيّ إلا كدراهم سبعة ألقيت في تُرْس"
            قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظَهْرَيْ فلاة من الأرض".
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            تُرْس: بضم التاء: القاع المستدير المتسع، والترس أيضاً صفحة فولاذ تُحمل لاتِّقاء السيف والمراد هنا المعنى الأول.
            فلاة: هي الصحراء الواسعة.
            المعنى الإجمالي للحديثين: يخبر –صلى الله عليه وسلم- عن عظَمة الكرسي والعرش، وأن السماوات السبع على سِعتها، وكثافتها، وتباعد ما بينها بالنسبة لسعة الكرسي، كسبعة دراهم وُضعت في قاعٍ واسعٍ، فماذا تشغل منه؟! إنها لا تشغل منه إلا حيِّزاً يسيراً.
            كما يخبر –صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي ذرّ أن الكرسي مع سعته وعظمته بالنسبة للعرش كحلقة حديد وُضعت في صحراء واسعة من الأرض؛ وهذا يدل على عظمة خالقها وقدرته التامة.
            مناسبة ذكر الحديثين في الباب: أنهما يدلان على عظمة الله وكمال قدرته وقوة سلطانه.
            ما يستفاد من الحديثين:
            1- أن الكرسي أكبر من السماوات، وأن العرش أكبر من الكرسي.
            2- عظمة الله وكمال قدرته.
            3- أن العرش غيرُ الكرسي.
            4- الرد على من فسّر الكرسي بالمُلك أو العلم.

            تعليق


            • رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

              وعن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: "بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم". أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زرّ عن عبد الله.
              ورواه بنحوه عن المسعوديّ عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله، قال: وله طرق.
              وعن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "هل تدرون كم بين السماء والأرض؟" قلنا: الله ورسوله أعلم.
              قال: "بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكِثَفُ كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحرٌ، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك؛ لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم".
              رواه أبو داود وغيره.
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              هل تدرون؟: أخرج الأخبار بصيغة الاستفهام؛ ليكون أبلغ في النفوس.
              الله ورسوله أعلم: إسناد العلم إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- إنما يكون في حياته، أما بعد وفاته فيقال: الله أعلم فقط.
              كثف كل سماء: الكثف هو: السمك والغلظ.
المعنى الإجمالي للحديث: يخبر –صلى الله عليه وسلم- عن المخلوقات العلوية، من حيث عظمتها وسعتها وتباعد ما بين أجرامها، فيخبر أن السماوات سبع طباقٍ بعضُها فوق بعض، وأن مسافة ارتفاعها عن الأرض مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء والتي تليها مسافة خمسمائة عام، وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وفوق السماء السابعة الكرسي، وفوق الكرسي البحر، بينه وبينه مسيرة خمسمائة عام، وعمق البحر كما بين السماء والأرض، وفوق البحر العرش، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيءٌ من أعمال بني آدم.
              مناسبة هذين الحديثين للباب: بيان عظمة الله سبحانه وقدرته الباهرة وعلوه على مخلوقاته وعلمه بأحوالهم.
              ما يستفاد من الحديثين:
              1- فيهما بيان عظمة الله وقدرته ووجوب إفراده بالعبادة.
              2- فيهما بيان صفة الأجرام العلوية وعظمتها واتِّساعها وتباعد أقطارها.
              3- فيها الرد الواضح على أهل النظريات الحديثة الذين لا يؤمنون بوجود السماوات والكرسيّ والعرش ويزعمون أن الكون العلوي فضاءٌ وكواكبٌ فقط.
              4- فيهما إثبات علو الله على خلقه بذاته المقدسة؛ خلاف ما تزعمه الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين ينفون علو الله على خلقه.
              5- فيها إثبات علم الله المحيط بكل شيء مع علوه فوق مخلوقاته.
              6- فيها مشروعية بيان هذه الحقائق العظيمة للناس؛ ليعرفوا عظمة الله وقدرته.

              والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

              تعليق


              • رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                الحمد لله الحمد لله الحمد
                ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم
                واجعلنا مسلمين لك وتب علينا انك انت التواب الرحيم
                سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك

                تعليق

                يعمل...
                X