إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    *_*_*_*_

    باب قول الله تعالى:
    {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
    [المائدة: 23].
    مناسبة الباب لكتـــــــــــــــــاب التوحيد:

    أراد المصنف بهذا الباب بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصه لله؛ لأنه من أفضل العبادة وأعلى مقامات التوحيد.
    وعلى الله: أي: لا على غيره.

    فتوكلوا: اعتمِدوا عليه وفوِّضوا أموركم إليه.
    
المعنى الإجمالي للآية:
    يذكر تعالى أن موسى عليه السلام أمر قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم، ولا يرتدوا على أدبارهم خوفاً من الجبارين، بل يمضوا قُدُماً لا يهابونهم ولا يخشونهم، متوكلين على الله في هزيمتهم، مصدِّقين بصحة وعدِه لهم إن كانوا مؤمنين.
    ما يستفاد من الآية:
    
1- وجوب التوكل على الله وحده سبحانه، وأن صرف التوكل لغير الله شركٌ؛ لأنه عبادة.
    
2- أن التوكل على الله شرطٌ في صحة الإيمان ينتفي الإيمان عند انتفائه.
***

    وقوله:
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمام الآية: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].

    وجلت قلوبهم: خافت من الله.
    
وعلى ربهم: لا على غيره.

    يتوكلون: يفوِّضون إليه أمورهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه.
    المعنى الإجمالي للآية:
    يصف الله –جل وعلا- المؤمنين حق الإيمان بثلاث صفاتٍ عظيمةٍ هي:
    
1- الخوف منه عند ذكره، فيفعلون أوامره ويتركون زواجره.

    2- زيادة إيمانهم عند سماع تلاوة كلامه.

    3- وتفويض الأمور إليه والاعتماد عليه وحده.
    
مناسبة الآية للباب:
    أنها تدل على أن التوكل على الله وحده من صفات المؤمنين.

    ما يستفاد من الآية:
    
1- مشروعية التوكل على الله وأنه من صفات المؤمنين.
    
2- أن الإيمان يزيد وينقص.
    فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
3- أن الإيمان بالله يستدعي التوكل عليه وحده.
    
4- أن من صفات المؤمنين الخشوع والذل لله تعالى.
* * *
وقوله:
    {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
    [الأنفال:64].
    
وقوله: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

    
حسبك الله ومن اتبعك: أي: كافيك الله وحده وكافي أتباعِك.
    
فهو حسبه: أي: كافيه.
    
المعنى الإجمالي للآيتين:
    يخبر الله سبحانه نبيه وأمته بأنه هو وحده كافيهم، فلا يحتاجون معه إلى أحد، فليكن توكّلهم ورغبتهم عليه وحده، كما جعل سبحانه لكل عملٍ جزاء، فجعل جزاء التوكل عليه كفايته للمتوكل، فإذا كان الله سبحانه كافياً المتوكل عليه وحسبَه وواقيه فلا مطمع فيه لعدو.

    مناسبة الآيتين للباب:
    أنهما يدلان على وجوب التوكل على الله؛ لأنه هو الكافي لمن توكل عليه.
    
ما يستفاد من الآيتين:


    1- وجوب التوكل على الله؛ لأنه من أعظم أنواع العبادة.

    2- بيان فضل التوكل على الله وفائدته، وأنه أعظم الأسباب لجلب النفع ودفع الضر.
    
3- أن الجزاء من جنس العمل.
* * *
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
    {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالها إبراهيم
    –عليه السلام- حين ألقي في النار.
وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم- حين قالوا له:
    {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]. رواه البخاري والنسائي
    
حسبنا الله: أي: كافينا فلا نتوكل إلا عليه.
    
نعم الوكيل: أي: الموكول إليه أمور عباده.

    المعنى الإجمالي للأثر:
    يروي عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- أن هذه الكلمة العظيمة: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قالها الخليلان إبراهيم ومحمدٌ –عليهما الصلاة والسلام في موقفين حرجين لقياهما من قومهما- وذلك حينما دعا إبراهيم قومَه إلى عبادة الله فأبوا وكسَّر أصنامهم فأرادوا أن ينتصروا لها فجمعوا حطباً وأضرموا له ناراً ورموه بالمنجنيق إلى وسطها، فقال هذه الكلمة. فقال الله للنار:
    {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69]. وحينما أرسلت قريش إلى محمد –صلى الله عليه وسلم- تتوعده وتقول: إنا قد أجمعنا السير إليك وإلى أصحابك لنستأصلكم. فقال –صلى الله عليه وسلم- عند ذلك هذه الكلمة العظيمة: {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 174].

    مناسبة الأثر للباب:
    أن فيه أن هذه الكلمة التي هي كلمة التفويض‎ ‎والاعتماد على الله، هي الكلمة التي تقال عند الكروب والشدائد. وهي تدل على التوكل على الله في دفع كيد الأعداء.

    ما يستفاد من الأثر:

    1- فضل هذه الكلمة، وأنه ينبغي أن تقال عند الشدائد والكروب. 2- أن التوكل من أعظم الأسباب في حصول الخير ودفع الشر في الدنيا والآخرة.

    3- أن الإيمان يزيد وينقص.
    
4- أن ما يكرهه الإنسان قد يكون خيراً له.


    *_*_*_*_*
    التعديل الأخير تم بواسطة الدره العصماء; الساعة 11-05-2011, 08:41 PM. سبب آخر: تنسيق الموضوع وتلوينه لتسهل متابعته .

    تعليق


    • #62
      رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      بارك الله فى جهدكم ونرجو من حضرتكم التالى :
      أولا عليكم اذا كنتم من الأشبال تعرفنا بحضرتكم فى هذا الموضوع
      ثانيا نرجو عدم كتابه أكثر من موضوعين فى اليوم لتسهل مراجعته وليأخذ حقه فى الردود.
      ثالثا : لإستحسان قراءة الموضوع وعدم الملل منه نرجو ألا يزيد عن مشاركتين فى كل مره
      حتى تسهل قرائته ومتابعته ولايشعر القارىء بالملل .
      رابعا :تنسيق الموضوع مثل آخر مشاركه ساقوم بتنسيقها أنا أولا ليظهر جهد حضرتكم وتتم الفائده من نشره ألا وهى الإستفاده والتعلم بكل ما جاء فيه .
      خامسا : يجب أن يتم الرد على كل من زار و قرأ موضوعاتكم حتى يرجع إليكم مرات عديده وأخيرا :نرحب بحضرتكم فى قسمنا ونتمنى لكم إقامه مفيده بين ربوع صفحاته مفيدا ومستفيدا ..و جزاكم الله خيرا كثيرا .

      التعديل الأخير تم بواسطة الدره العصماء; الساعة 11-05-2011, 08:58 PM.

      (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
      افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
      ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
      مع المشرف العام للمنتدى

      تعليق


      • #63
        رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

        باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99].
وقوله: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} [الحِجر: 56].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        مناسبة الباب لكتاب التوحيد: أراد المؤلف رحمه الله بهذا الباب أن يبين أن الأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله من أعظم الذنوب، وأن كلاً منهما ينافي كمال التوحيد، وأنه يجب على المؤمن أن يجمع بين الخوف والرجاء.
        مكر الله: استدراجه العبد إذا عصى وإملاؤه له حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
        الخاسرون: أي: الهالكون يقنط: القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه.
        الضالون: المخطئون طريق الصواب.
        المعنى الإجمالي للآيتين: يذكر الله سبحانه حال أهل القرى المكذبين للرسل، أن الذي حملهم على تكذيبهم هو الأمن من استدراج الله لهم، وعدم الخوف منه، فتمادوا في المعاصي والمخالفات، واستبعدوا الاستدراج من الله، وهذه حال الهالكين.
        وفي الآية الثانية يحكي الله عن خليله إبراهيم –عليه السلام- أنه لما بشرته الملائكة بولده إسحاق –عليه السلام- استبعد ذلك على كبَر سنه، فقالت الملائكة: {فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ} [الحجر: 55]. أي: الآيسين، فأجابهم بأنه ليس بقانط؛ لكنه قال ذلك على وجه التعجّب.
        ما يستفاد من الآيتين:
        1- في الآية الأولى: التحذير من الأمن من مكر الله، وأنه من أعظم الذنوب.
        2- في الآية الثانية: التحذير من القنوط من رحمة الله، وأنه من أعظم الذنوب.
        3- في الآيتين أنه يجب على المؤمن أن يجمع بين الخوف والرجاء فلا يغلّب جانب الرجاء فيأمن من مكر الله ولا يغلّب جانب الخوف فييأس من رحمة الله.
        4- أن الخوف والرجاء من أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله وحده لا شريك له.
        * **
        وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن الكبائر فقال: "الشرك بالله، واليأس من رَوْح الله، والأمن من مكر الله".
        وعن ابن مسعود قال: "أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من رَوْح الله". رواه عبد الرزاق
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        الكبائر: جمع كبيرة وهي: كل ذنب توعّد الله صاحبه بنارٍ أو لعنةٍ أو غضبٍ أو عذابٍ أو نفي الإيمان أو رتب الله عليه حداً في الدنيا.
        الشرك بالله: في ربوبيته وعبوديته.
        واليأس من روح الله: أي قطع الرجاء والأمل من الله فيما يرومه ويقصده ويخافه ويرجوه.
        من مكر الله: أي: من استدراجه للعبد أو سلبه ما أعطاه من الإيمان.
        المعنى الإجمالي للحديث: ذكر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أن كبائر الذنوب هي: أن يُجعل لله سبحانه شريكٌ في ربوبيته أ وعبوديته وبدأ به؛ لأنه أعظم الذنوب. وقطع الرجاء والأمل من الله؛ لأن ذلك إساءة ظنٍّ بالله وجهل بسعة رحمته، والأمن من استدراجه للعبد بالنعم حتى يأخذه على غرة. وليس المراد بهذا الحديث حصر الكبائر فيما ذكر؛ لأن الكبائر كثيرة، لكن المراد بيان أكبرها كما يفيده أثر ابن مسعود الذي ساقه المؤلف بعده.
        مناسبة الحديث للباب: أنه يدل على أن الأمن من مكر الله واليأس من رحمته من كبائر الذنوب.
        ما يستفاد من الحديث:
        1- تحريم الأمن من مكر الله واليأس من رحمته، وأنهما من أكبر الكبائر كما عليه المرجئة والخوارج.
        2- أن الشرك أعظم الذنوب وأكبر الكبائر.
        3- أن الواجب على العبد أن يكون بين الخوف والرجاء، فإذا خاف لا ييأس، وإذا رجا لا يأمن.

        تعليق


        • #64
          رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

          بارك الله فى جهدكم ونرجو الرد على هذه المشاركه #62 للأهميه


          (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
          افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
          ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
          مع المشرف العام للمنتدى

          تعليق


          • #65
            رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

            الاخت درة السلام عليكم
            شكرا على التنسيق وعلى المداخلة
            واعلمي زادك الله حرصا
            انه ليس بالامكان افضل مما كان

            تعليق


            • #66
              رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

              المشاركة الأصلية بواسطة ابو انس الاسير مشاهدة المشاركة
              الاخت درة السلام عليكم
              شكرا على التنسيق وعلى المداخلة
              واعلمي زادك الله حرصا
              انه ليس بالامكان افضل مما كان
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              لابأس أخانا الفاضل من التنسيق ممكن اقوم به أنا ولذلك أطلب من حضرتكم أن تخففوا نشر المواضيع حتى أستطيع أن أقوم بواجبى لأن تنسيق المشاركه الواحده تأخذ منى وقتا كما أرجو أن تردوا على باقى الأسئله وأهمها سن حضرتكم وقد سألته لكم المشرفه العامه أيضا اليوم ,بوركتم واثابكم الله الجنه .

              (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
              افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
              ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
              مع المشرف العام للمنتدى

              تعليق


              • #67
                رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                السلام عليكم
                بخصوص التنسيق فشكرا جزيلا على ابداء المساعدة واتمنى ان تكون الايات الخاصة بمتن كتاب التوحيد بلون ( الاحمر مثلا) وشرح الشيخ الفوزان بلون اخر
                اما بخصوص عمري فهو بداية العقد الرابع

                تعليق


                • #68
                  رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                  باب ما جاء في الرياء
                  وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} الآية.
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  تمام الآية: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
                  مناسبة ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد: أنه لما كان الرياء مخلاً بالتوحيد ومحبطاً للعمل الذي قارنه ناسب أن ينبه عليه المؤلف في هذا الباب.
                  الرياء: مصدر راءى مراءاة ورياء وهو أن يقصد أن يرى الناس أنه يعمل عملاً على صفة وهو يضمر في قلبه صفة أخرى.
                  قل: الخطاب للنبي –صلى الله عليه وسلم- أي: قل للناس.
                  أنا بشر مثلكم: أي: في البشرية ليس لي من الربوبية ولا من الإلهية شيء.
                  أنما إلهكم إله واحد: أي: معبودكم بحق الذي أدعوكم إلى عبادته معبودٌ واحدٌ لا شريك له.
                  يرجو لقاء ربه: أي: يخاف المصير إليه ويطمع برؤيته يوم القيامة.
                  عملاً صالحاً: هو: ما كان موافقاً لشرع الله مقصوداً به وجهه.
                  ولا يشرك بعبادة ربه: أي: لا يرائي بعمله.
                  أحداً: نكرة في سياق النفي، فتعم كل واحد كائناً من كان.
                  المعنى الإجمالي: يأمر الله تعالى نبيه –صلى الله عليه وسلم- أن يخبر الناس أنه بشر مثلهم في البشرية ليس له من الربوبية والألوهية شيءٌ، وإنما مهمته إبلاغ ما يوحيه الله إليه، وأهم ما أوحي أليه أن المعبود حقاً معبودٌ واحد –هو الله- لا يجوز أن يشرك معه أحدٌ في العبادة، ولا بد من المصير إليه في يوم القيامة، فالذي يرجو النجاة في هذا اليوم من عذاب الله يستعد له بالعمل الخالص من الشرك الموافق لما شرعه الله.
                  مناسبة الآية للباب: أن فيها الأمر بإخلاص العمل من الشرك الذي منه الرياء.
                  ما يستفاد من الآية:
                  1- أن أصل الدين هو إفراد الله بالعبادة.
                  2- أن الرياء شرك.
                  3- أن الشرك الواقع من المشركين هو الشرك في العبادة.
                  4- أنه لا يجوز أن يُعبد مع الله أحدٌ لا من الأصنام ولا من الأنبياء والصالحين ولا غيرهم.
                  وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- مرفوعاً: "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عملاً أشرك معيَ فيه غيري تركته وشركه" رواه مسلم.
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  أنا أغنى الشركاء عن الشرك: أي: عن مشاركة أحد، وعن عملٍ فيه شرك.
                  أشرك معيَ فيه غيري: أي: قصد بعمله غيري من المخلوقين.
                  تركته وشركه: أي: لم أقبل عمله بل أتركه لغير ذلك.
                  معنى الحديث إجمالاً: يروي النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل –وهو يسمَّى بالحديث القدسي- أنه يتبرأ من العمل الذي دخله مشاركةٌ لأحد برياءٍ أو غيره؛ لأنه سبحانه لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه.
                  مناسبة ذكره في الباب: أنه يدل على عدم قبول العمل الذي داخله رياءٌ أو غيره من أنواع الشرك.
                  ما يستفاد منه:
                  1- التحذير من الشرك بجميع أشكاله؛ وأنه مانعٌ من قبول العمل.
                  2- وجوب إخلاص العمل لله من جميع شوائب الشرك.
                  3- وصف الله بالغنى.
                  4- وصف الله بالكلام.
                  ***
                  وعن أبي سعيد –رضي الله عنه- مرفوعاً: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟" قالوا: بلى.
                  قال: "الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته، لما يرى من نظر رجل" رواه أحمد.
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  أخوف: أفعل تفضيل أي: أشد خوفاً.
                  المسيح: صحاب الفتنة العظمى، سُمِّي مسيحاً؛ لأن عينه ممسوحةٌ، أو لأنه يمسح الأرض أي: يقطعها بسرعة.
                  الدجال: كثير الدجَل أي: الكذب.
                  الشرك الخفي: سماه خفياً؛ لأن صاحبه يُظهر أن عمله لله وهو في الباطن قد قصد به غيرَه.
                  يزيِّن صلاته: يحسِّنها ويُطيلُها ونحو ذلك.
                  المعنى الإجمالي للحديث: كان الصحابة يتذاكرون فتنةَ المسيح الدجال ويتخوفون منها،فأخبرهم –صلى الله عليه وسلم- أن هناك محذوراً يخافه عليهم أشد من خوفِ فتنة الدجال وهو الشرك في النية والقصد الذي لا يظهر للناس، ثم فسَّره بتحسين العمل الذي يُبتغى به وجه الله من أجل رؤية الناس.
                  مناسبة ذكر الحديث في الباب: أن فيه التحذير من الرياء، وفيه تفسيرُه.
                  ما يستفاد من الحديث:
                  1- في الحديث شفقته –صلى الله عليه وسلم- على أمته ونصحُه لهم.
                  2- أن الرياء أخوف على الصالحين من فتنة الدجال.
                  3- الحذر من الرياء ومن الشرك عموماً.

                  تعليق


                  • #69
                    رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                    ماشاء الله جزاكم الله خيراً
                    ونفع بكم الإسلام والمسلمين

                    تعليق


                    • #70
                      رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                      تنبيه: باب الصبر على الاقدار قبل باب الرياء وقد حدث خطأ في الرفع فيرجى الانتباه

                      تعليق


                      • #71
                        رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                        باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
                        وقول الله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: 11].
                        قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم.
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        ترجمة علقمة: هو علقمة بن قيس بن عبد الله بن علقمة، ولد في حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو من كبار التابعين وعلمائهم وثقاتهم، مات بعد الستين من الهجرة.
                        مناسبة الباب لكتاب التوحيد: أراد المصنف بهذا الباب بيانَ وجوب الصبر على الأقدار وتحريم التسخط منها؛ لأن ذلك ينافي كمال التوحيد.
                        الإيمان: في اللغة: التصديق الذي معه ائتمانٌ للمخبِر. وفي الشرع: نطقٌ باللسان واعتقادٌ بالقلب وعملٌ بالجوارح.
                        الصبر: في اللغة: الحبس والكف –وشرعاً هو: حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي والسّخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب.
                        ومن يؤمن بالله: فيعتقد أن المصيبة بقضائه وقدره، ويسترجع عندها.
                        يهد قلبه: للصبر عليها.
                        هو الرجل تصيبه... إلخ: هذا تفسيرٌ للإيمان المذكور في الآية.
                        المعنى الإجمالي للآية: يخبر تعالى أن من أصابته مصيبةٌ فعلم أنها من قدر الله، فصبر واحتسب، واستسلم لقضاء الله، هدى الله قلبه، وعوّضه كما فاته من الدنيا هدىً في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يُخلِف عليه ما أُخذ منه أو خيراً منه.
                        مناسبة الآية للباب: أن فيها دليلاً على فضيلة الصبر على أقدار الله المؤلمة.
                        ما يستفاد من الآية:
                        1- فضيلة الصبر على أقدار الله المؤلمة كالمصائب.
                        2- أن الأعمال من مسمّى الإيمان.
                        3- أن الصبر سببٌ لهداية القلب.
                        4- أن الهداية من ثواب الصابر.
                        * * *
                        وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت".
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        هما: أي: الاثنتان.
                        بهم كفر: أي: هاتان الخصلتان كفرٌ قائم بالناس –حيث كانتا من أعمال الكفار.
                        الطعن في النسب: أي: الوقوع فيه بالعيب والتنقص.
                        والنياحة على الميت: أي: رفع الصوت بتعديد شمائله؛ لما في ذلك من التسخط على القدر.
                        المعنى الإجمالي للحديث: يخبر –صلى الله عليه وسلم- أنه سيستمر في الناس خصلتان من خصال الكفر، لا يسلم منهما إلا من سلَّمه الله.
                        الأولى: عيب الأنساب وتنقصها.
                        الثانية: رفع الصوت عند المصيبة تسخطاً على القدر.
                        لكن ليس من قام به شعبةٌ من شعب الكفر يكون كافراً الكفر المخرج من الملة حتى يقوم به حقيقة الكفر.
                        مناسبة الحديث للباب: أن فيه دليلاً على تحريم النياحة؛ لما فيها من السخط على القدر وعدم الصبر.
                        ما يستفاد من الحديث:
                        1- تحريم النياحة وأنها من خصال الكفر ومن الكبائر.
                        2- وجوب الصبر؛ لأنه إذا حرمت النياحة دل على وجوبه ضدها وهو الصبر.
                        3- أن من الكفر ما لا ينقل عن الملة.
                        4- تحريم الطعن في الأنساب وتنقصها.
                        ولهما عن ابن مسعود –رضي الله عنه- مرفوعاً: "ليس منا من ضرب الخدود وشقّ الجيوب ودعا بدَعوى الجاهلية".
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        ليس منا: هذا من باب الوعيد ولا ينبغي تأويله.
                        من ضرب الخدود: خص الخدّ؛ لأنه الغالب، وإلا فضرب بقية الوجه مثلُه.
                        وشقّ الجيوب: جمع جيب وهو: مدخل الرأس من الثوب.
                        دعوى الجاهلية: هي: الندب على الميت والدعاء بالويل والثبور.
                        المعنى الإجمالي للحديث: أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يتوعد من فعل شيئاً من هذه الأمور؛ لأنها مشتملة على التسخط على الرب وعدم الصبر الواجب، والإضرار بالنفس من لطم الوجه، وإتلاف المال بشق الثياب وتمزيقها، والدعاء بالويل والثبور، والتظلم من الله تعالى.
                        مناسبة الحديث للباب: أن فيه دليلاً على تحريم التسخط من قدر الله بالقول والفعل، وأن ذلك من كبائر الذنوب.
                        ما يستفاد من الحديث:
                        1- تحريم التسخط من قدر الله بالقول أو الفعل، وأنه من الكبائر.
                        2- وجوب الصبر عند المصيبة.
                        3- وجوب مخالفة الجاهلية؛ لأن مخالفتهم من مقاصد الشارع الحكيم.
                        ***
                        وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضي، ومن سخط فله السخط". حسنه الترمذي.
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        عظم الجزاء مع عظم البلاء: بكسر العين وفتح الظاء –أي: من كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم.
                        فمن رضي: بما قضاه الله وقدّره عليه من الابتلاء.
                        فله الرضا: من الله جزاء وفاقاً.
                        ومن سخط: بكسر الخاء والسخط: الكراهية للشيء وعدم الرضا به.
                        فله السخط: أي: من الله عقوبةً له.
                        المعنى الإجمالي للحديث: يخبر –صلى الله عليه وسلم- أن عظمة الأجر وكثرة الثواب مع عظم الابتلاء والامتحان الذي يجري على العبد في هذه الدنيا إذا صبر واحتسب، وأن من علامة محبة الله لعبده أن يبتليه؛ فإن رضي بقضاء الله وقدره عليه واحتسب الأجر والثواب وأحسن الظن بربه رضي الله عنه وأثابه، وأن تسخّط قضاء الله وجزِع لما أصابه سخط الله عليه وعاقبه.
                        مناسبة الحديث للباب: أن فيه بيان علامة محبة الله لعبده وبيان حكمته فيما يُجريه عليه من المكاره.
                        ما يستفاد من الحديث:
                        1- بيان علامة محبة الله لعبده وهي الابتلاء.
                        2- وصف الله بالمحبة والرضا والسخط على ما يليق بجلاله.
                        3- إثبات الحكمة لله في أفعاله.
                        4- أن الجزاء من جنس العمل.
                        5- الحث على الصبر على المصائب.
                        6- أ ن الإنسان قد يكره الشيء وهو خيرٌ له.

                        تعليق


                        • #72
                          رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                          وقال - صلى الله عليه وسلم-: "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة".
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                          هذا الحديث والذي قبله رواهما الترمذي بسند واحد وصحابي واحد؛ ولذلك جعلهما المؤلف كالحديث الواحد.
                          عجّل له العقوبة في الدنيا: أي: ينزل به المصائب لما صدر منه من الذنوب، فيخرج منها وليس عليه ذنب.
                          أمسك عنه بذنبه: أي: أخّر عنه عقوبة ذنبه.
                          يوافي به: بكسر الفاء مبنيٌّ للفاعل منصوبٌ بحتى أي: يجيء يوم القيامة مستوفرَ الذنوب فيستوفي ما يستحقه من العقاب.
                          المعنى الإجمالي للحديث: يخبر –صلى الله عليه وسلم- أن علامة إرادة الله الخيرَ بعبده معاجلته بالعقوبة على ذنوبه في الدنيا حتى يخرج منها وليس عليه ذنب يوافي به يوم القيامة؛ لأن من حوسب بعمله عاجلاً خفّ حسابه في الآجل. ومن علامة إرادة الشر بالعبد أن لا يجازى بذنوبه في الدنيا حتى يجيء يوم القيامة مستوفر الذنوب وافيها، فيجازى بما يستحقه يوم القيامة.
                          مناسبة الحديث للباب: أن فيه الحث على الصبر على المصائب والرضا بالقدر؛ لأن ذلك في صالح العبد.
                          ما يستفاد من الحديث:
                          1- علامة إرادة الله الخير بعبده معاجلته بالعقوبة على ذنوبه في الدنيا.
                          2- علامة إرادة الشر بالعبد أن لا يجازى بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة.
                          3- الخوف من الصحة الدائمة أن تكون علامة شرّ.
                          4- التنبيه على حسن الظن بالله ورجائه فيما يقضيه عليه من المكروه.
                          5- أن الإنسان قد يكره الشيء وهو خيرٌ له، وقد يحب الشيء وهو شرّ له.
                          6- الحث على الصبر على المصائب.

                          تعليق


                          • #73
                            رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                            باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً
                            وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء: أقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وتقولون: قال أبو بكر وعمر"!.
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                            مناسبة ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد: لما كانت الطاعة من أنواع العبادة، نبّه المصنف –رحمه الله- بهذا الباب على وجوب اختصاص الخالق تبارك وتعالى بها، وأنه لا يطاع أحدٌ من الخلق إلا إذا كانت طاعته في غير معصية الله.
                            أرباباً: أي: شركاء مع الله في التشريع.
                            قال ابن عباس... إلخ: أي: قاله لمن ناظره في متعة الحج وكان هو يأمر بها؛ لأمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- بها، فاحتج عليه المخالف بنهي أبي بكر وعمر عنها، واحتج ابن عباس بسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
                            يوشك: أي: يقرب ويدنو ويسرع.
                            المعنى الإجمالي للأثر: أن ابن عباس –رضي الله عنهما- يتوقع أن ينزل الله عقوبة من السماء عاجلة شنيعة بمن يقدم قول أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- على قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، لأن الإيمان بالرسول –صلى الله عليه وسلم- يقتضي متابعته وتقديم قوله على قول كل أحد كائناً من كان.
                            مناسبة ذكره في الباب: أنه يدل على تحريم طاعة العلماء والأمراء فيما خالف هدي الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأنه موجبةٌ للعقوبة.
                            ما يستفاد من الأثر:
                            1- وجوب تقديم قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- على قول كل أحد.
                            2- أن مخالفة هدي الرسول –صلى الله عليه وسلم- توجب العقوبة.
                            * * *
                            وقال أحمد بن حنبل: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان؛ والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63].
                            أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك: لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التراجم:
                            1- أحمد هو: الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، مات سنة 241هـ رحمه الله.
                            2- سفيان هو: أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري الإمام الزاهد العابد الثقة الفقيه، مات سنة 161هـ.
                            قال أحمد: أي: لما قيل له: إن قوماً يتركون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان أو غيره من الفقهاء.
                            عرفوا الإسناد وصحته: أي: عرفوا صحة إسناد الحديث؛ لأن صحة الإسناد تدل على صحة الحديث.
                            يخالفون عن أمره: أي: أمر الله أو الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وعدّي الفعل بـ "عن" لتضمنه معنى الإعراض.
                            أن تصيبهم فتنة: محنة في الدنيا.
                            أو يصيبهم عذاب أليم: في الآخرة.
                            لعله: أي: الإنسان الذي تصح عنده سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم-.
                            إذا رد بعض قوله: أي: قول النبي –صلى الله عليه وسلم-.
                            من الزيغ: أي العدول عن الحق وفساد القلب.
                            المعنى الإجمالي: ينكر الإمام أحمد على من يعرف الحديث الصحيح عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثم بعد ذلك يقلد سفيان أو غيره فيما يخالف الحديث، ويعتذر بالأعذار الباطلة؛ ليبرر فعله. مع أن الفرض والحتم على المؤمن إذا بلغه كتاب الله –تعالى- وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وعلم معنى ذلك في أي شيء كان أن يعمل به ولو خالفه من خالفه، فبذلك أمرنا ربنا –تبارك وتعالى- وأمرنا نبينا –صلى الله عليه وسلم- ثم يتخوف الإمام أحمد على من صحت عنده سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ثم خالف شيئاً منها أن يزيغ قلبه فيهلك في الدنيا والآخرة، ويستشهد بالآية المذكورة، ومثلها في القرآن كثير كقوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5].
                            مناسبة ذكر ذلك في الباب: التحذير من تقليد العلماء من غير دليل، وترك العمل بالكتاب والسنة أن ذلك شرك في الطاعة.
                            ما يستفاد من الأثر:
                            1- تحريم التقليد على من يعرف الدليل وكيفية الاستدلال.
                            2- جواز التقليد لمن لا يعرف الدليل؛ بأن يقلد من يثق بعلمه ودينه من أهل العلم.
                            * * *
                            عن عدي بن حاتم –رضي الله عنه- أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} [التوبة: 31]، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال: "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟" فقلت: بلى. قال "فتلك: عبادتهم".
                            رواه أحمد والترمذي وحسَّنه.
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                            التراجم:
                            عدي: هو عدي بن حاتم الطائي، صحابي شهير حسن الإسلام، مات سنة 68هـ وله 120 سنة –رضي الله عنه-.
                            اتخذوا: جعلوا.
                            أحبارهم: علماء اليهود.
                            ورهبانهم: عباد النصارى.
                            أرباباً من دون الله: حيث اتبعوهم في تحليل ما حرّم الله وتحريم ما أحلّ.
                            لسنا نعبدهم: ظن أن العبادة يراد بها التقرب إليهم بالسجود ونحوه فقط.
                            أليس يحرمون... إلخ: بيانٌ لمعنى اتخاذهم أرباباً.
                            المعنى الإجمالي: حينما سمع هذا الصحابي الجليل تلاوة الرسول –صلى الله عليه وسلم- لهذه الآية التي فيها الإخبار عن اليهود والنصارى: بأنهم جعلوا علماءهم وعبّادهم آلهة لهم يشرعون لهم ما يخالف تشريع الله فيطيعونهم في ذلك، استشكل معناها، لأن يظن أن العبادة مقصورة على السجود ونحوه. فبين له الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن من عبادة الأحبار والرهبان: طاعتهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام، خلاف حكم الله –تعالى- ورسوله –صلى الله عليه وسلم-.
                            مناسبة الحديث للباب: أن طاعة المخلوق في معصية الله عبادة له من دون الله، لا سيّما في تشريع الأحكام، وسنّ القوانين المخالفة لحكم الله.
                            ما يستفاد من الحديث:
                            1- أن طاعة العلماء وغيرهم من المخلوقين في تغيير أحكام الله –إذا كان المطيع يعرف مخالفتهم لشرع الله- شركٌ أكبر.
                            2- أن التحليل والتحريم حقٌّ لله تعالى.
                            3- بيان لنوع من أنواع الشرك وهو شرك الطاعة.
                            4- مشروعية تعليم الجاهل.
                            5- أن معنى العبادة واسعٌ يشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

                            تعليق


                            • #74
                              رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                              باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا...} الآيات.
                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                              تمام الآيات: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا، فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} [النساء: 60- 62].
                              مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: نبه المؤلف –رحمه الله- بهذا الباب على ما تضمَّنه التوحيد واستلزمه من تحكيم الرسول –صلى الله عليه وسلم- في موارد النزاع؛ إذ هذا من مقتضى الشهادتين، فمن تلفظ بالشهادتين ثم عدل إلى تحكيم غير الرسول فقد كذب في شهادته.
                              ألم تر: استفهام تعجّب واستنكار.
                              يزعمون أنهم آمنوا... إلخ: أي: يدّعون الإيمان بذلك وهم كاذبون.
                              أن يتحاكموا: أي: يتخاصموا.
                              إلى الطاغوت: هو كثير الطغيان، والمراد به هنا كعب الأشراف اليهودي، وهو يشمل كل من حكم بغير ما أنزل الله.
                              أن يكفروا به: أي يرفضوا طاعة الطاغوت.
                              ويريد الشيطان: بأمره لهؤلاء وتزيينه لهم التحاكم إلى الطاغوت.
                              أن يضلهم: أن يصدهم عن سبيل الحق والهدى.
                              ضلالاً بعيداً: فيجور بهم جوراً بعيداً.
                              إلى ما أنزل الله: أي: في القرآن من الحكم بين الناس.
                              وإلى الرسول: ليحكم بينهم فيما تنازعوا فيه.
                              رأيت المنافقين: أي: الذين يدّعون الإيمان وهم كاذبون.
                              يصدون: يُعرضون، في موضع نصبٍ على الحال.
                              عنك: إلى غيرك.
                              صدوداً: مصدر "صدّ" أو اسم مصدر.
                              فكيف: أي: ماذا يكون حالهم؟ وماذا يصنعون؟
                              إذا أصابتهم مصيبة: إذا نزلت بهم عقوبة من قتل ونحوه.
                              بما قدمت أيديهم: أي: بسبب التحاكم إلى غيرك وعدم الرضا بحكمك، هل يقدرون على الفرار منها؟
                              ثم جاءوك: للاعتذار حين يُصابون، معطوفٌ على إصابتهم، أو على يصدون.
                              إن أردنا: أي: ما أردنا بالمحاكمة إلى غيرك.
                              إلا إحساناً: أي: الإصلاح بين الناس.
                              وتوفيقاً: تأليفاً بين الخصمين ولم نُرد مخالفتك.
                              المعنى الإجمالي للآيات: أن الله –سبحانه وتعالى- أنكر على من يدّعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء قبله، وهو مع ذلك يريد أن يتحاكم في فصل
                              الخصومات إلى غير كتاب الله وسنة رسوله، ويحاكم إلى الطاغوت الذي أمر الله عباده المؤمنين أن يكفروا به؛ ولكن الشيطان يريد أن يضلّ هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الهدى والحق ويبعدهم عنه؛ وإذا دُعي هؤلاء إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله أعرضوا إعراض استكبار وتمتع –فماذا يكون حالهم وصنيعهم إذا نزلت بهم المصائب واحتاجوا إلى الرسول في ذلك؟! ليدعو الله لهم ويحل مشاكلهم –فجاؤوه يعتذرون عما صدر منهم بأنهم لم يريدوا مخالفتهم في عدولهم إلى غيره، وإنما أراد الإصلاح والتأليف بين الناس.
                              فيُبدون هذه الأعذار الباطلة ليُبرّروا فعلهم حينما يفتضحون.
ما يستفاد من الآيات:
                              1- وجوب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله والرضا بذلك والتسليم له.
                              2- أن من تحاكم إلى غير الشريعة الإسلامية فليس بمؤمن، وليس بمصلح وإن ادعى أنه يقصد الإصلاح.
                              3- أن من حكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت، ومن تحاكم إلى غير ما أنزل الله فهو متحاكم إلى الطاغوت، وإن سماه بأي اسم.
                              4- وجوب الكفر بالطاغوت.
                              5- التحذير من كيد الشيطان وصدّه الإنسان عن الحق.
                              6- أن من دعي إلى التحاكم إلى ما أنزل الله وجب عليه الإجابة والقبول، فإن أعرض فهو منافق.
                              7- أن دعوى قصد الإصلاح ليست بعذر في الحكم بغير ما أنزل الله.
                              * * *
                              وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11].
                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                              وإذا قيل لهم: أي: للمنافقين.
                              لا تفسدوا في الأرض: أي: بالكفر وغيره من أنواع المعاصي.
                              إنما نحن مصلحون: وليس ما نحن فيه بفساد.
                              المعنى الإجمالي للآية: أن الله سبحانه وتعالى يذكر من صفات المنافقين أنهم إذا نُهوا عن ارتكاب المعاصي التي تسبب الفساد في الأرض بحلول العقوبات، وأُمروا بالطاعة التي فيها صلاح الأرض أجابوا: بأن شأننا الإصلاح؛ لأنهم تصوروا الفساد بصورة الصلاح لما في قلوبهم من المرض.
                              مناسبة الآية للباب: أن من دعا إلى التحاكم إلى ما أنزل الله أو دعا إلى المعاصي فقد أتى بأعظم الفساد في الأرض.
                              ما يستفاد منها:
                              1- التحذير من تحكيم النظُم والقوانين المخالفة للشريعة، وإن ادّعى أصحابها أن قصدهم الإصلاح.
                              2- أن دعوى الإصلاح ليست بعذر في ترك ما أنزل الله.
                              3- التحذير من الإعجاب بالرأي
                              4- أن مريض القلب يتصور الحق باطلاً والباطل حقاً.
                              5- أن النية الحسنة لا تُسوغ مخالفة الشرع.
                              * * *
                              وقوله: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} [الأعراف: 56].
                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                              لا: ناهية.
                              تفسدوا في الأرض: بالشرك والمعاصي.
                              بعد إصلاحها: ببعث الأنبياء وشرع الأحكام وعمل الطاعات.
                              المعنى الإجمالي للآية: ينهى الله سبحانه عباده عن الإفساد في الأرض –بالمعاصي والدعاء إلى طاعة المخلوقين في معصية الخالق- بعد إصلاحه سبحانه إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة والدعاء إلى طاعة الله؛ فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به والظلم والمعاصي هي أعظم فسادٍ في الأرض.
                              مناسبة الآية للباب: أن من يدعو إلى التحاكم إلى غير ما أنزل الله فقد أتى بأعظم الفساد في الأرض.
                              ما يستفاد من الآية:
                              1- أن المعاصي إفسادٌ في الأرض.
                              2- أن الطاعة إصلاحٌ للأرض.
                              3- أن تحكيم غير ما أنزل الله إفسادٌ في الأرض.
                              4- أن صلاح البشر وإصلاحهم لا يكون إلا بتحكيم ما أنزل الله.

                              تعليق


                              • #75
                                رد: دروس كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد

                                وقوله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ...} الآية.
                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                تمام الآية: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].
                                أفحكم: استفهام إنكاري.
الجاهلية: ما كان قبل الإسلام وكل ما خالف الإسلام فهو من الجاهلية.
                                يبغون: يطلبون.
                                ومن: أي: لا أحد.
                                أحسن من الله حكماً: هذا من استعمال أفعل التفضيل فيهما ليس له في الطرف الآخر مشارك.
                                لقوم يوقنون: أي: عند قومٍ يوقنون فإنهم هم الذين يتدبرون الأمور فيعلمون أن لا أحسن حكماً من حكم الله.
                                المعنى الإجمالي للآية: ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله تعالى –المشتمل على كل خير وعدل، والناهي عن كل شر- إلى ما سِواه من: الآراء والأهواء الاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجَهالات والأعراف القبَلية.
                                مناسبة الآية للباب: أن من ابتغى غير حكم الله –من الأنظمة والقوانين الوضعية- فقد ابتغى حكم الجاهلية.
                                ما يستفاد من الآية:
                                1- وجوب تحكيم شريعة الله.
                                2- أن ما خالف شرع الله فهو من حكم الجاهلية.
                                3- بيان مزية أحكام الشريعة وأنها هي الخير والعدل والرحمة.
                                4- أن تحكيم القوانين الوضعية والنظم الغربية كفرٌ.
                                * * *
                                عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به" قال النووي: حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح".
                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                التراجم: النووي هو: محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي –نسبة إلى نوى قرية بالشام- وهو إمام مشهور صاحب تصانيف، توفي سنة 676 هـ رحمه الله.
                                الحجة: أي: كتاب الحجة على تارك المحجة للشيخ أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي.
                                وهذا الحديث في إسناده مقالٌ- لكن معناه صحيح قطعاً وإن لم يصح إسناده وله شواهد من القرآن كقوله: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
                                لا يؤمن أحدكم: أي: لا يحصل له الإيمان الواجب ولا يكون من أهله.
                                هواه: أي: ما يهواه وتحبه نفسه وتميل إليه.
                                تبعاً لما جئت به: فيحب ما أمر به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويكره ما نهى عنه.
                                المعنى الإجمالي للحديث: أن الإنسان لا يكون مؤمناً الإيمان الكامل الواجب حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- من: الأوامر والنواهي وغيرها، فيحب ما أمر به ويكره ما نهى عنه.
                                مناسبة الحديث للباب: نفيُ الإيمان عمن لم يطمئن إلى شرع الله ويحبه، ويكره ما خالفه من القوانين والنظم الوضعية.
                                ما يستفاد من الحديث:
                                1- وجوب محبة كل ما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولا سيما من التشريع والعمل به.
                                2- وجوب بغض كل ما خالف شريعة الرسول –صلى الله عليه وسلم- والابتعاد عنه.
                                3- انتفاء الإيمان عمن يميل بقلبه إلى مخالفة ما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولو عمل به ظاهراً.
                                * * *
                                وقال الشعبي: "كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد، عرف أنه لا يأخذ الرشوة، وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود: لعلمه أنهم يأخذون الرشوة، فاتفقا أن يأتيا كاهناً في جهينة فيتحاكما إليه فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية".
                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                التراجم: الشعبي هو: عامر بن شراحيل الشعبي، وقيل: عامر بن عبد الله بن شراحيل الشعبي الحميري أبو عمرو الكوفي ثقة حافظ فقيه من التابعين. قيل مات سنة 103هـ رحمه الله، وقيل غير ذلك.
                                من المنافقين: جمع منافق وهو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر.
                                اليهود: جمع يهودي –مِن هاد إذا رجع- وقيل اليهودي نسبة إلى يهودا بن يعقوب عليه السلام.
                                خصومة: أي جدال ونزاع
                                الرشوة: ما يُعطى لمن يتولى شيئاً من أمور الناس ليحيف مع المعطي ومن ذلك: ما يعطيه أحد الخصمين للقاضي أو غيره ليحكم له، مأخوذة من الرشاء الذي يتوصل به إلى الماء.
                                جهينة: قبيلة عربية مشهورة.
                                فنزلت: هذا بيان لسبب نزول الآية الكريمة.
                                المعنى الإجمالي للأثر: يروي الشعبي –رحمه الله- أن هذه الآية الكريمة: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية. نزلت بسبب ما حصل من رجلٍ يدّعي الإيمان ويريد أن يتحاكم إلى غير الرسول –صلى الله عليه وسلم-، تهرباً منالحكم العادل؛ مما حمله على التحاكم إلى الطاغوت من غير مبالاة بما يترتب على ذلك من مناقضة للإيمان؛ مما يدل على كذبه في ادعائه الإيمان؛ فمن عمل مثل عمله فهو مثله في هذا الحكم.
                                مناسبة الأثر للباب: أن التحاكم إلى غير شرع الله يناقض الإيمان بالله وكتبه.
                                ما يستفاد من الأثر
                                1 وجوب التحاكم إلى شريعة الله.
                                2- أن التحاكم إلى غير شريعة الله ينافي الإيمان.
                                3- فيه كشفٌ لحقيقة المنافقين، وأنهم شرٌّ من اليهود.
                                4- تحريم أخذ الرشوة؛ وأن أخذ الرشوة من أخلاق اليهود، وقد لعن النبي –صلى الله عليه وسلم- معطيها وآخذها.
                                * * *
                                وقيل: "نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقال الآخر: إلى كعب الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله - صلى الله عليه وسلم-: أكذلك؟ قال: نعم. فضربه بالسيف فقتله".
                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                التراجم: كعب بن الأشرف: يهوديّ عربيّ من طيء وأمه من بني النضير، كان شديد العداوة للنبي –صلى الله عليه وسلم-.
                                وقيل نزلت: يعني: الآية المذكورة سابقا.
                                المعنى الإجمالي للأثر: هذا الأثر فيه بيان قول آخر –غير ما سبق- في سبب نزول الآية الكريمة: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} الآية. وأن القصة لما بلغت عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- واستثبتها قتل الذي لم يرض بحكم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
                                مناسبة ذكره في الباب: أن فيه دليلاً على كفر من احتكم إلى غير شرع الله واستحقاقه للقتل؛ لأنه مرتدٌّ عن دين الإسلام.
                                ما يستفاد من الأثر:
                                1- أن تحكيم غير الله تعالى، ورسوله –صلى الله عليه وسلم- في فضّ المنازعات ردةٌ عن الإسلام.
                                2- أن المرتد عن دين الإسلام يقتل.
                                3- أن الدعاء إلى تحكيم غير شرع الله من صفات المنافقين ولو كان المدعو إلى تحكيمه إماماً فاضلاً كعمر بن الخطاب رضي الله عنه
                                4- مشروعية الغضب لله ولرسوله ولدينه.
                                5- مشروعية تغيير المنكر باليد لمن يقدر على ذلك.
                                6- أن معرفة الحق لا تغني عن العمل به والانقياد له.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X