إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء السادس عشر: سورة الفاتحة 2 | الدكتور أحمد عبد المنعم | برنامج آيات تتلى |

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء السادس عشر: سورة الفاتحة 2 | الدكتور أحمد عبد المنعم | برنامج آيات تتلى |






    مع حلقة جديدة من البرنامج الرمضاني معنا هذا العام والذي بعنوان:
    آيـــ تتلى ــــات
    مع الدكتور أحمد عبد المنعم والشيخ عمرو الشرقاوي


    والآن مع اللقاء السادس عشر وسورة الفاتحة 2 مع الدكتور/ أحمد عبد المنعم








    رابط المشاهدة على اليوتيوب:




    رابط تحميل اللقاء من على الموقع:


    https://way2allah.com/khotab-item-154070.htm


    رابط تحميل اللقاء بجودة فائقة الدقة:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-154070-251977.htm


    رابط تحميل اللقاء بالجودة العالية HD:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-154070-251978.htm


    رابط تحميل اللقاء بالجودة المتوسطة


    https://way2allah.com/khotab-download-154070.htm


    رابط تحميل اللقاء صوتي MP3:


    https://way2allah.com/khotab-mirror-154070-251979.htm


    رابط تفريغ اللقاء Pdf:


    https://way2allah.com/khotab-pdf-154070.htm


    رابط تفريغ اللقاء Word:


    https://up.top4top.net/downloadf-12422t2ft1-docx.html


    رابط الساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/fate7a-2


    موضوع خاص لاستقبال أسئلتكم وتفاعلكم مع برنامج: آيـ تتلى ــات
    التعديل الأخير تم بواسطة أم إسلام; الساعة 28-05-2019, 02:32 AM.

    صبرااا
    فإن الصـبر للأحـرار زادُ
    ولو زاد البلاء بهم لزادوا

    *************
    أسألكم الدعاء لأمي وأبي بالرحمة والمغفرة





  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-
    أهلًا بكم في الحلقة الثانية من وقفات مع سورة الفاتحة، ضمن برنامج -آيات تُتلى-،
    بنكرر أن الغرض الأساسي من هذا البرنامج إحياء معاني الإيمان تجاه السور التي نسمعها كثيرًا
    وتمر علينا ونحن لا نشعر بالمعاني المبثوثة فيها.



    خريطة سورة الفاتحة
    العجيب أن السورة اللي معانا سورة عظيمة، بل لا أقول عظيمة، هي أعظم سورة في كل الكتب، كما تكلمنا في الحلقة الماضية، المرة دي عايزين نتكلم عن المعاني، المرة اللي فاتت حاولنا نتكلم عن الفضائل ومقدمة بحيث أنك تبقى عارف خريطة السورة، ليه مهم أنك تعرف خريطة السورة؟ لأن احنا قلنا أن ده المُجمل، فبالتالي القرآن كله أصلًا عبارة عن تفصيل لهذا الفهرس الذي ذُكر في أول المصحف، هذا الإجمال الذي ذُكر في أول القرآن، لذلك أنت بتفتح المصحف تلاقي أول حاجة سورة الفاتحة.

    قلنا تاني عشان تركز؛ الخريطة عبارة عن إيه؟ ثناء ودعاء وآية بتحدد وجهتك، ثناء ثلاث آيات "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" الفاتحة 2: 4، والآية اللي بتحدد أو بتعيد تعريفك كإنسان، أو بتعيد وجهتك وقبلتك، "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" الفاتحة: 4، وبعد كده إيه الطلب؟ دي مقدمة ثناء وبعد كده تعريف، عارف لما أنت مثلًا تكتب طلب، الأول ثناء؛ تُثني على اللي هتبعتله الطلب، وبعد كده أنت مين أصلًا الأول، "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، إيه هو طلبك؟ والدعاء مقلش اسألك الهداية لا الدعاء فيه تفصيل، وده هنتكلم عنه إن شاء الله.



    الله -سبحانه وتعالى- يرد علينا
    تعالوا بقى نقف بسرعة وقفات مع هذه المعاني، عندنا في الأول ثلاث معاني مهمة قبل إياك نعبد، "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، وكل كلمة بتقولها لو أنت عايش المعاني دي في الصلاة يرد الله -سبحانه وتعالى- عليك، فإذا قال العبد "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، "قال الله -سبحانه وتعالى- حمدني عبدي"، أول كلمة بتستفتح بيها علاقتك بالله هي الفاتحة اللي هتفتح لك الخيرات في الدنيا والآخرة، أول آية تستفتح بيها الشفاء اللي يصرف عنك السموم، أول آية تستفتح لك الطريق أن تحمد الله -سبحانه وتعالى-.



    الفرق بين الحمد والشكر
    "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، الحمد؛ كلمة مليئة بالثناء، مليئة بالحب، مليئة بالخضوع لأن الحمد غير المدح، أنت لما بتمدح حد أو بتشكر حد بتمدحه على بعض الصفات الجميلة، أو عمل خير، قدم خير للناس، لكن الحمد هو الذي يستحق الثناء لذاته. يعني إيه الكلام ده؟ يعني فيه واحد ميحمدش ربنا غير لما توصله النعمة، لكن لو حُرم من بعض النعم ميحمدش ربنا، ده اسمه الشكر إنك أنت لما يجيلك نعمة تشكر الله -سبحانه وتعالى- مقابل نعمة، ده اسمه الشكر، لكن الحمد أن تحمد الله -سبحانه وتعالى- على أسمائه وجماله وصفاته، أن تحمد الله -سبحانه وتعالى- على جمال خَلقه، وعلى سعة كونه، أنك تنبهر بخَلق ربنا -سبحانه وتعالى-.



    التأمل في معنى الحمد لله
    لذلك "الْحَمْدُ لِلَّهِ"، وقُدمت كلمة الحمد بالألف واللام وإنك بتستغرق في كل ألوان الحمد، يعني أنا نفسي حياتي كلها إن أنا أشكر ربنا، جه صحابي للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- بيقول له: يا رسول الله أنا مجهز محامد وثناء على الله وعايز أقوله، شوف الصحابي جاي مبسوط عايز يُثني على ربنا، فقال له النبي -صلَّى الله عليه سلم- "ألا وإن ربك يُحب الحمد"، النبي -عليه الصلاة والسلام- بيقول له أنت إنسان موفَق، أنت وفقت، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يحمل لواء الحمد يوم القيامة، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يُفتح عليه يوم القيامة حتى يُشفَّع، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يُفتح عليه بمحامد لم يُفتح عليها من قبل.

    عايزك تتفنن في الثناء على الله، عايزك تقعد كده تفكر إزاي تُثني على ربنا، إزاي تقعد تفكر ربنا بيحب إيه وأنا أعمله، ربنا بيحب -سبحان الله وبحمده- هقولها، ربنا بيحب إن أنا أشكره على نعمه، هشكره، ربنا بيحب إن أنا أتأمل في خَلقه، هتأمل في خَلقه وأُثني على الله -سبحانه وتعالى- أنا هتفنن في ده، "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، يعني إيه رب؟ بعض العلماء قالوا رب هو مالك، طب ما فيه مالِك يوم الدين، وفيه ملِك، إيه الفرق بين رب ومالِك؟ قالوا رب مش بس اللى بيملك الشيء، ربنا -سبحانه وتعالى- مش فقط بيملكنا، إحنا بنقول إنا لله، فالله -سبحانه وتعالى- يملكنا، مش بس يملك الكون لا لا، الله -سبحانه وتعالى- يربي الكون، رب جاية من التربية، يعني الشيء بيكون الأول صغير بعد كده يكون صغيرًا ثم يكبر رويدًا رويدًا.



    الله -سبحانه وتعالى- دائمًا معنا
    فكل لحظة يحتاج إلى غذاء، "يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ" الزمر: 6، هتكون بذرة في الطين، مايه، تكبر، جذور، ساق، أوراق، تخرج الثمرة، من الذي فعل ذلك؟ "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" الذاريات: 47، الكون "كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" الأنبياء: 30، إيه اللي عمل الكون ده، إيه الكون، ده لما اكتشفوا صورة بس للثقب الأسود العالم انبهر، مين اللي خلق الكون ده؟ مين اللي رتب هذه السماوات؟ وهذه الأفلاك، وهذه الأجرام وهذه المجرَّات، وهذه الكواكب وهذه الشموس، وهذه الأقمار بهذا الترتيب؟ مين اللي عمل كده؟ ومين اللي نسَّق البذرة مع الطين؟ إن هي محتاجة غذائها والجزر ينزل في الأرض، ويجيله الميه من باطن الأرض، وبعدين يطلَّع ثمرة تكون مناسبة للمعدة بتاعت الإنسان ياكلها ويأتي الورق ياكله الحيوان، تكون مناسبة لمعدة الحيوان فيتغذي الحيوان فيكبر فيكون اللحم مناسبًا للإنسان.



    الكون كله يحتاج إلى الله دائمًا
    إيه ده؟! إيه التنسيق المُبهر ده؟! فاللحمة تنزل في بطن الإنسان فيخرج إنزيمات وهرمونات مناسبة أيضًا لهضم اللحم، ثم يتحول إلى غذاء يتوزع في جميع أنحاء الجسد، يتحول إلى طاقة، إيه اللي رتب ده كله؟ والكون كله قاعد بيكبر وبيتحرك، الكون مش ثابت وبيدور، في كل لحظة يحتاج إلى الله، لو تركه الله لهلك، السماوات والأرض لو تركها الله لهلك الكون، "لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ" البقرة: 255، -سبحانه وتعالى-. يبقى إذًا الإنسان لابد أنه يصطحب الكون وهو في كل لحظة محتاج لربنا، فيقول "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، عوالم، عالم الإنس، وعالم الجن، وعالم الحيوان، وعالم الطيور، وداخل عالم الحيوان، عالم النمل، وعالم النحل، وعوالم من الحشرات، وعوالم من النباتات، وعوالم من الطحالب والبكتريا، والميكروبات، عوالم، وكل شوية يقول لك ده ميكروبات، لا ده بكتريا وفطريات ومش عارف، وعوالم مختلفة.



    الفرق بين الرحمن والرحيم
    "رَبِّ الْعَالَمِينَ"، لدرجة أن بعض العلماء قال معنى جميل أوي، قال العالم ده اسم زي الخاتم، يعني ده الخاتم بيُستعمل، فالعالم أشبه بالطابع دي علامة، فكل هذه العوالم آيات تدل على الله -سبحانه وتعالى-، فالمفروض أي حاجة تشوفها تقول "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، هذا الإله العظيم، أنت متخيل يعني هذا الإله العظيم؛ رحمن رحيم -سبحانه وتعالى- أنت متخيل أن كل صفاته هتكون صفات فيها تعذيب فقط، لأنه -سبحانه وتعالى- الذي خلق، والخَلق ده مش عبث، لكن بالرغم من ذلك قبل ما تقول "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، حتى تصل إلي يوم الدين آمنًا مطمئنًا بتقول "الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ"، الرحمن الرحمة الواسعة، الرحيم الرحمة الدقيقة، فبعض العلماء قال الرحمن لما تكون محتاج حاجة ضخمة، حاجة مثلًا زي اسم الرحمن كده في سورة مريم، كلها معجزات فيجي اسم الرحمن، الرحيم أنت محتاج دقائق وتفاصيل في حياتك.



    نحتاج إلى الله في كل تفصيله من تفصيلات حياتنا
    لذلك العلماء بيقولوا أنت محتاج رحمات ضخمة، ومحتاج رحمات دقيقة، يعني أنت محتاج تفاصيل في البيت، وتفاصيل مع عيالك، وتفاصيل في الشغل ده اسم الرحيم، ومحتاج قفزات في حياتك دي بتيجي من اسم الله الرحمن، فلذلك بعضهم قال الرحيم جه بعد الرحمن حتى ميظنش إنسان أنك تسأل الله -سبحانه وتعالى- في الأمور العظيمة فقط، لا تسأل ربنا -سبحانه وتعالى- في الأمور العظيمة، والأمور الدقيقة، حتى الملح طعامك، وحتى الحذاء أعزك الله، إذا انقطع تطلب من الله -سبحانه وتعالى-، فتطلب من الله كل شيء، تفاصيل الحياة في الدنيا والآخرة تطلبها من الله -سبحانه وتعالى- هي دي الرحمن الرحيم، تفاصيل حياتك في الدنيا والآخرة تطلبها من الله -سبحانه وتعالى- هو ده الرحمن الرحيم.

    بعد كده "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، يبقى إذًا ده طلع أن الكلام عن الكون والعوالم ورحمة ربنا -سبحانه وتعالى- ورب العالمين، وبيدخل طبعًا الملائكة والإنس والجن، كل العوالم ورحمات ربنا -سبحانه وتعالى- المبثوثة في الكون، طلع أن في حاجة اسمها يوم الدين، "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، اختيار أن يوم القيامة اصطفاء من الله -سبحانه وتعالى- أن يتكلم بهذه الآية "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، كلمة الدين هنا مُبهرة، لذلك العلماء حاروا، طب ما أسماء يوم القيامة كتير في القرآن، ده فيه كتب أصلًا عن أسماء يوم القيامة في القرآن، وعن مشاهد يوم القيامة في القرآن، طب هنا الدين تحديدًا قالوا بتجمع معنيين، طبعًا أنا بحاول يعني ألخص اللي العلماء قالوه، لأن هما اتكلموا في الدين دي كلام كتير، بل أهل اللغة لما تكلموا في الدين فصلوا فيها وجابوا أبيات الشعر اللي بتدل على معاني مختلفة.



    الجمع بين الحساب والمنهج
    لكن أحد المعاصرين قال معنى جميل أوي، قال الدين بيركز على معنيين مهمين جدًا، الجزاء والحساب والمنهج، بعض العلماء يركز على فكرة الجزاء والحساب، ويجيبها من الدينونة وأنك إنت تُدان وأن أنت ستُحاسب، وأن يوم الدين بمعنى يوم الحساب، لكن قال طب ما الدين عندنا بمعنى المنهج، طب ما أنزل الله -سبحانه وتعالى- لنا دينًا، فالبتالي أنت بتتبع منهج، بتتبع "دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" الأنعام: 161، طب إيه الرابط بين الاتنين؟ كيف ستُحاسب بدون منهج، مهو معنى أن ربنا -سبحانه وتعالى- هيحاسبك وستخضع للحساب وللموازين، والصحف ستُقرأ يوم القيامة، معنى كده أن أنت أعمالك هتُصحح على منهج، فجُمعت بين الحساب والمنهج في كلمة واحدة.



    تجاهل الدار الآخر من الكفر
    يبقى الكلمة دي بترد على كل الشبهات الإلحادية، كلمة يوم الدين لو آمن بها إنسان تُغَير من وجهته، وبالفعل كثير من الشبهات، في دين الإنسان بتقوم على أن هو للأسف يتجاهل الدار الآخرة، بل أصل من أصول الكفر هو تجاهل الدار الآخرة، واستقرار الإيمان بالدار الآخرة في قلب الإنسان يحول حياته تمامًا، كتير عايزكم وأنت بتقرأوا كده وأنت بتختموا في رمضان، وأنت بتختم المصحف بص على كلمة "بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ" الفرقان: 11، أو أعرضوا عن الدار الآخرة، أو كفروا بالدار الآخرة، شوف المعاني دي هتجد مثلًا شوط طويل من الكفر وبعد كده ربنا يقول أن هما كذبوا بالساعة، وأن سبب الكفران والشبهات اللي قالوها، والإعراض وحب الدنيا كان بسبب أنهم يحبون العاجلة، أو بسبب أنهم يذروا الآخرة، أو بسبب أن هما كذبوا بالساعة.



    الإيمان بالدار الآخر يغير حياتك
    يبقى عكس لو استقر الإيمان بالآخرة في قلب الإنسان، كثير من القرارات المصيرية في حياته سيتخطاها بسهولة، احنا طابور القرارات المتأخر في حياتنا بسبب ان احنا مش عايشين مع معالم الدار الآخرة، احنا مش عايشينها أصلًا، احنا بالنسبة لنا الدار الآخرة سراب، عكس الصحابة، قال الله -سبحانه وتعالى- واصفًا أهل الإيمان، "وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" البقرة: 4، هما عندهم الآخرة يقين، وعندهم الدنيا سراب، احنا عندنا العكس الدنيا اللي أنا ماسكها بإيدي هي اليقين، والآخرة سراب.



    مُلك الدنيا مُلك مجازي عابر
    "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، أو "ملِك يوم الدين"، في قراءة متواترة أيضًا، أي أن هذا اليوم لا يتكلم فيه أحد إلا الله -سبحانه وتعالى-، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه -سبحانه وتعالى-، في الدنيا فلان بيظلم، وفلان بيعلو العرش، وفلان بيتصارع ويقتل، وفلان يعذب، وفلان يملك، وفلان يعطي الأوامر، هذا كله يزول، هذا مُلك مجازي عابر، ليس له حقيقة دائمة، كل هذه الملوك، كل هذه العروش ستسقط ويأتي يوم "هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا" مريم : 98، "لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" غافر: 16، سوف يأتي اليوم كل هذه العروش سوف تسقط "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، يأتي يوم؛ الشمس قريبة من الناس، الناس حُفاة عُراة لا يتكلم أحد، هذا المشهد الحقيقي الذي ينبغي أن يكون عليه الناس في الدنيا.



    العدل الكامل لن يكون إلا يوم القيامة
    لكن هذا بيطغى "أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ" العلق: 7، هذا بمجرد أن ملك جزءًا من الدنيا بيطغى، ويقول ياربي، ويعترض على الله -سبحانه وتعالى-، ولم ويقتل ويعذب، هذا سوف، "المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذر يطئهم الناس بأقدامهم"، "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، بترد على كل الشبهات الإلحادية من الجانب النفسي، ليه فيه شر في الكون، ليه ربنا مبينتقمش من الظالم، ليه ربنا سابنا نتعذب واحنا مسلمين، ليه ربنا ساب الأطفال تُقطَّع، ليه ربنا ساب المسلمين يحرَّقوا، "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، ترد على كل هذه التساؤلات، إن العدل الكامل المُطلق سوف يأتي يوم القيامة، أن هذه الدنيا دار ابتلاءات.



    يوم القيامة هو يوم الحكم المُطلق
    لأن ممكن واحد يقول "الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ"، إزاي؟ "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، طب أنا شوفت المخلوقات فأثنيت على ربنا، طب "الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ"، إزاي والمسلمين في السجون؟ "الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ"، إزاي والأطفال بيُعذبوا وبيُلقى عليهم القذائف في غزة؟ "الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ"، إزاي والمسلمين بيتقطعوا؟ "الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ" إزاي؟ فيُقال لك انتظر لا تتعجل "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، هذه ليست النهاية، الدنيا ليست النهاية، لذلك "وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ" محمد: 4، لكن الله -سبحانه وتعالى- يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار، الله -سبحانه وتعالى- يؤخرهم لذلك اليوم، يوم العدل المُطلق، يوم الحكم الذي لا يتكلم فيه أحد، يوم يُلقى الكفار في جهنم، والمسلمون يجلسون على الأرائك متكئين في الجنة ينظرون إلى أهل الكفر، ينظرون إلى من كانوا يعذبوهم.

    "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، كلمة تسكب الطمأنينة، لذلك شوف الإعجاز، حينما يقول إنسان "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، يقول الله -سبحانه وتعالى- فوَّض إلي عبدي، أه ما أنا فوضَّت، مش خايف، مش زعلان من حاجة بتحصل في الدنيا ليه؟ لأن فيه يوم سآخذ فيه حقي كاملًا ممن ظلمني، "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ".



    معاني يجب أن نكررها في حياتنا
    مقدمة حمد وثناء على الله -سبحانه وتعالى-، أهم اسمين والاسمين بنفس المعنى -سبحان الله-، لأن سبقت رحمتي غضبي كما قال الله -سبحانه وتعالى-، "الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ"، استحضار، "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، يوم القيامة؛ دي معاني محورية في حياتك، يبقى لو احنا هنقول في سبع معاني لازم تكررهم في حياتك، لازم تكرر الثناء، الرحمة وأنك تكتسب هذا الخُلُق بينك وبين الناس، الدار الآخرة، دي من مركزيات الوحي، بعد كده تقول "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" الفاتحة: 5.



    لماذا جاءت "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" بهذه الصيغة؟
    يعني إيه "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"؟ كان المتوقع تقول نعبدك، خلينا هنا بس الأول نقول المتوقَّع إيه وبعدين نقول القرآن جابها إزاي، كان المتوقَّع، لو ده كلام بره القرآن، مش نعبدك كمان، كان متوقَّع نقول نعبده لأن أنا بتكلم عن ربنا، مقام الغيب، أنا بتكلم عن ربنا من أول السورة، بقول "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، بتكلم على ربنا، مقولتش الحمد لك مش بكاف الخطاب، أنا مش بخاطب عن ربنا، أنا بتكلم عن ربنا، ركزوا معايا في الحتة دي، أنا بتكلم عن ربنا من أول السورة، بقول "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، كأني بقول هو "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ"، خلاص، وبعد كده فجأه مقولتش نعبده، لأ، ومقولتش نعبدك، ده أنا بقول "إِيَّاكَ نَعْبُدُ"، هنا حصل نقلة عجيبة في السورة، العلماء توقفوا هنا وقالوا إيه ده، ده بيسموه في اللغة الالتفات، يعني أنا كنت بتكلم عن ربنا وفجأة وصلت لمقام وكأني أقف بين يدي الله، وكأني أرى الله -سبحانه وتعالى- وأخاطبه وأقول يارب أنا بعبدك يارب.

    إيه ده؟ يعني أنا لما قعدت أكرر الثناء على الله وأكرر معاني الرحمة، وأكرر استحضار الدار الآخر، إيماني قعد يعلى، يعلى، يعلى، لدرجة إن أنا وصلت لمرتبة الإحسان فأعبد الله -سبحانه وتعالى- كأني أراه، فأخاطبه وأقول يارب أنا بعبدك يارب. ومش بقولها بس، يارب أنا مبعبدش غيرك، أنا مفيش في حياتي غيرك، فهي دي كلمة الكاف بتاعت نعبدك شيلناها وحطيناها قدام، وحطينا معاها إي فبقت إيَّاك نعبد يعني يارب أنا معرفش في حياتي غيرك، أني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، أنا أصلًا في سليل العبودية، أنا مليش حد، أنا عبد، وأبويا عبد، وجدي عبد، وأمي أمة، وجدتي أمة، عبدك ابن عبدك ابن أمتك، أنا مليش غيرك أصلًا هروح لمين؟



    لماذا جاءت "إِيَّاكَ نَعْبُدُ" بصيغة الجمع؟
    "إِيَّاكَ نَعْبُدُ"، وبدخَّل نعبد يعني جايز أدخل في عبادك الصالحين، جايز أنا مذنب مقلتش إياك أعبد، بستحضر عبادات المسلمين، يارب دخلني وسطهم يارب، يارب أنا نفسي أوصل دخلني وسطهم، "إِيَّاكَ نَعْبُدُ"، يارب أنا وجهتي إن أنا عايز أعبدك يارب. العبودية، الخضوع، الذل، الانكسار، الحب، طريق مُعبَّد، طريق مفيش فيه مطبَّات، طريق أوامر ربنا كده تمشي عليه بقمة السهولة واليسر "إِيَّاكَ نَعْبُدُ"، بس ده طلب عالي أوي مقدرش عليه، يارب أنا بك وإليك، أنا مليش غيرك، فيارب "وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، وأيضًا أطلب منك العون على عبادتك، -سبحان الله-.



    معنى رائع جدًا لا يكون إلا من الله -سبحانه وتعالى-
    يعني أنت متخيل إنك رايح ولله المثل الأعلى، رايح لشركة تقدم مثلًا تقول لهم أنا عايز أشتغل عندكم بس انتوا اللي هتساعدوني، يعني أنت هتشتغل عندنا ولا احنا اللي هنساعدك؟ ولله المثل الأعلى هذا لا يكون إلا من الله -سبحانه وتعالى- تطيعه وتطلب العون منه فيعينك ثم يثيبك على ما أعانك عليه، ثم يدخلك الجنة بفضله وكرمه ورحمته -سبحانه وتعالى-، عايز إيه أكتر من كده؟ "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، الألف والسين والتاء بالطلب، تطلب العون، لن يعينك أحد إلا الله.

    "وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، دي، دي أنا عايزك تعتبرها مثلًا قنبلة تفجَّر أي أسباب جواك، أي تعلقات جواك بشيخ، بعالم، بمربي، بحد هيفهمك، بحد هيوصلك، "إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، دي تدمرها، "كلكم ضال"، كما قال الله في الحديث القدسي، "إلا من هديته". "إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، تخليك إنك أنت عايز توصل لربنا به وفقط، إياك أن تتعلق بغيره، أحيانًا احنا بنُؤتي إن أنا متعلق بصوت فلان الحلو، وبدرس فلان الجميل، وبكتاب فلان، لا لا، دي كلها وسائل وأسباب قد تُؤتي، وقد لا تُؤتي، قد تؤُتي ثمارها وقد لا تُؤتي ثمارها، "وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ".



    استشعار الضعف والاحتياج لله
    طيب المقدمة، ثناء، الرحمن الرحيم استحضار معنى الرحمة، استحضار الدار الآخرة، دي مركزيات لازم أكررها في حياتي، احنا قلنا، ده الإسلام في سبع آيات، هو ده الإسلام، بعد كده أنت مين؟ أنا عبد، هتعملها إزاي؟ بالاستعانة، طب عايز إيه بقى؟ خلاص المقدمة وعرَّفت نفسك، يعني أنا الثناء وعرَّفت نفسك، عايز إيه؟ هذا الطلب الذي اختاره الله لي أن أطلبه، "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، يارب أنا نفسي إنك تهديني يارب، الهدى الدلالة والإرشاد برفق، يارب خد بإيدي أنا غلبان، أنا معرفش أتحرك لوحدي يارب، يارب خد بإيدي برفق، أنا ضعيف، الهداية مش اهدنا إلي الصراط المستقيم، لا "اهْدِنَا الصِّرَاطَ"، يارب خليك معايا طول الطريق.



    الصراط يمتد من الدنيا إلى الآخرة
    الصراط المستقيم ده، الكلمة دي عجيبة أوي، كلمة كسرت الحواجز بين الدنيا والآخرة، الصراط ده مكمل لغاية الجنة، يعني الصراط ده مكمل من أول لحظة الإسلام، أشهد أن لا إله إلا الله، وبالشرائع وبالعبادات، ومكمل في القبر، ومكمل لغاية الفردوس الأعلى، لو أنت ماشي صح على الصراط المستقيم، يعني الفاتحة كسرت الحواجز بين الدنيا الآخرة، استحضر معايا كده مشهد الصراط المستقيم، ده طريق من أول لحظة الإسلام، وامتد لغاية الجنة، والطريق ده أنا مش ماشي عليه لوحدي، الطريق ده فيه ناس سبقتني عليه، الأنبياء وعلى رأسهم محمد -صلَّى الله عليه وسلم- وبعد كده، لدرجة أن بعض العلماء قال، وبعد كده المهاجرين والأنصار، وبعد كده أتباع الأنبياء وأنا بقى ماشي وراهم ماشي على الصراط.



    ندعو الله أن يعيننا على الصراط المستقيم
    يارب أنا عايز أمشي على الطريق ده بس ده صعب أوي، الطريق ده ممكن أقع من عليه، الطريق ده أحد من السيف وأرق من الشعرة، والطريق ده فيه ناس كتير قدروا يمشوا عليه، يعني الطريق ده مش مستحيل، الناس اللي مشيت عليه مشيت إزاي؟ مشيت بفضل ربنا، فبقول يارب "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، بس الصراط ده صعب هما مشيوا عليه إزاي؟ يارب دول معرفوش يمشوا عليه غير لما أنت وفقتهم، "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ" الفاتحة: 7، أنت اللي أنعمت مش هما اللي، لا لا، ده بإنعامك يارب "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ"، لولا إنعامك مكنوش مشيوا، وأنا يارب لولا إنعامك مش هعرف أمشي، يارب أنا عايز أمشي وراهم.



    الدعاء سبب في الثبات على الصراط المستقيم
    يارب أنا عايز أحصلهم، "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ" الجمعة: 3، في سورة الجمعة، يارب أنا عايز ألحق بيهم فيه أمل؟ آه فيه أمل بالدعاء والتضرع، وتوحيد الوجهة وتجديد العزيمة، "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ"، يارب أنا عايز أمشي وراهم نفسي أوصل لهم، نفسي أوصل لغاية لما أشرب من إيد النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، في حوض النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، نفسي أوصل لغاية لما أعدي على الصراط كالبرق، أو كالريح، أو كأجاويل الخيل، من غير ما أقع من على الصراط، نفسي يارب أبقى ماشي كده في الدنيا، بس أنا بقع كتير أوي، أنا كل شويه أقع، فلذلك يارب أنا بطلب منك كل شوية "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، ما بين كل صلاة وصلاة وقعت كتير، قوم وقول "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، ما بين كل صلاة وصلاة وقعت في ذنوب، قوم وقول "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، طب الصلوات خلصت، قوم في قيام الليل قول "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، قوم بعد الفجر قول "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، صلي الضحى وقول "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ".



    إذا وقعت كثيرا فقم مرة أخرى
    هتقع كتير، قوم كتير، لأنك لو وقعت يا إما هتقع كده مع المغضوب عليهم، أو هتقع كده مع الضالين، "غَيْرِ الْمَغْضُوبِ"، اليهود، اللي كانوا عارفين الصح وأصرُّوا إن هما يعملوا الغلط، أو تقع مع الضالين النصارى اللي مرضوش يسمعوا أصلًا، ومشيوا بدماغهم ومشيوا بهواهم فوقعوا في الضلال، ففي ناس عايزك تستحضر بقى الختام بقى، مشهد الفاتحة النهائي وأنت قبل ما تقول آمين، مشهد طريق باديء من الدنيا لغاية الآخرة، مكمل معاك، فيه ناس بتقع هنا، فيه ناس بتقع هنا، فيه ناس بتقع على الصراط، أنت شايف ناس عماله تقع، اليهود والنصارى والمشركين، والمنافقين كل دول عمالين يقعوا وأنت مرعوب تقع.



    احذر أن يكون فيك شيء من الأخلاق التي تجلب الغضب
    مش معنى إن أنا بقول غير المغضوب عليهم اليهود والضالين النصارى، إن كده ان احنا مش هنقع لا لا، أنت ممكن تكون فيك أخلاق من اللي بتجلب الغضب و-العياذ بالله-، أو أخلاق من اللي بتتسبب في الضلال، لذلك وأنت بتختم ختمة رمضان بص كده إيه الآيات اللي قالت أن ربنا بيغضب على هؤلاء واوعى تعملها، الآيات اللي ربنا قال عليها أن هؤلاء لا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم، احذر منها، الآيات اللي قالت إن اللي هيعمل كده هيضل ويشقى، مين اللي هيعمل كده خد بالك.



    احذر أن يكون قدوتك اليهود أو المشركين
    يارب أنا نفسي أمشي ورا النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، أنا نفسي أمشي ورا الصحابة، خايف أقع، معقول إنسان يدعي الدعاء ده ومستحضر معانيه ويكون بيحب واحد يهودي؟ أو يكون قدوته واحد نصراني، أو يكون قدوته واحد مشرك، أو يكون منبهر بواحد وثني، أو يكون بيقلد واحد ملحد، معقول واحد يقول يارب أنا خايف أقع مع المغضوب عليهم والضالين، ويكون قدوته في الحياة غير الصحابة، معقول؟ ده واحد مش فاهم هو بيقول إيه، ده واحد مش فاهم المعاني الرئيسية لذلك عجبني الشيخ إبراهيم السكران لما عمل مقالة اسمها "كل المنهج في أم الكتاب"، كان معنى جميل جدًا وركز في الآخر على خطورة الصراط المستقيم وإنك أنت ممكن تقع.



    معاني هامة يجب أن نستحضرها عند قراءة الفاتحة
    يبقى أنا داخل الصلاة بقول الله أكبر أنا خايف، خايف، نفسي ربنا يهديني خايف أقع، سُبل الضلال كتير، كمية الشبهات اللي بنسمعها لا تُحصى، كميه الشهوات اللي حوالينا كتير، بدخل الصلاة في كل مرة مستحضر كلمة اهدنا عايز أوصلها صح، عايز مقدمة صح وعايز تعريف صح، "إِيَّاكَ نَعْبُدُ"، وعايز دعاء صح، وعايز مستحضِر "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ"، صح، وخايف من المغضوب عليهم وخايف من الضالين، خايف أقع، مش معنى أن ربنا هداك أنك مش هتقع، ممكن تقع، "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا" الأعراف: 175، لذلك الدعاة بيقولوا إزاي مسلم، مؤمن، عابد ولي من أولياء الله ويقول "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، طب ما ربنا هداه، لا مش معنى كده أن خلاص أنك أنت فزت، حتى تصل إلى الفردوس.



    إياك والاغترار بنفسك
    ما أنت ممكن تقع، أنت ممكن تكون من أولياء الله ثم تُعجب بنفسك، ثم تظن في نفسك ويصيبك الكبرياء و-العياذ بالله-، فتسقط، أو تتبع شهوة أو شبهة فتسقط فلذلك بتكرر "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ"، ناس كتير مشيت في الطريق، الطريق ده قابل للتطبيق مش مستحيل، "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ"، بفضل من الله "عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ"، اللي ربنا غضب عليهم "وَلَا الضَّالِّينَ"، في الآخر تقول -وليست من الفاتحة- آمين، اللهم استجب، لأنك نفسك أن ربنا يستجيب دعائك، لذلك صلاة الجماعة، تدعي مع الناس وتأمينك يوافق تأمين الملائكة فتُهدى وتكرر الدعاء في كل مرة.



    معنى هام يجب أن نخرج به من سورة الفاتحة
    عايزين نخرج من الفاتحة بهذا المعنى، إنك أنت فيه معاني لازم تكررها في حياتك، الثناء على الله -سبحانه وتعالى-، الرحمات، الخوف من الدار الآخرة، تعريفك بنفسك، العبادة والاستعانة، طلب الهداية من الله -سبحانه وتعالى-، استحضار قدوتك "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ"، الخوف من اللي ضلوا، واللي غضب الله عليهم، دول سبع معاني لازم تكررهم في حياتك، كل معنى من دول محاور أُفردت بقى بعد كده بقى في القرآن، المغضوب عليهم قصص ذُكرت في المصحف، الضالين قصص، الثناء قصص، المُجمل السبع آيات فُصل تفصيلًا في المصحف بعد كده.

    وهذا من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بنا، أنه اختصر لنا معاني المصحف ومعاني الكتب السابقة في هذه السورة، فنشكر ربنا على هذه النعمة إن احنا نتعلم سورة الفاتحة، نقرأها من تفاسير، نستحضر المعاني ونكرر دائمًا ونقول "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ "



    اسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقني وإياكم إلى الهداية،
    وأن يوفقنا -سبحانه وتعالى- إلى السير في هذا الصراط المستقيم، وأن يتقبل منا أعمالنا،
    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    تم بحمد الله




    الهامش
    "مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ"، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: "مالِكِ يَومِ الدِّينِ"، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: "إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: "اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ" قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ" صحيح مسلم
    " قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ألَا أُنشِدُك مَحامِدَ حَمِدتُ بها ربِّي تبارَك وتعالَى؟ قال: أمَا إنَّ ربَّك عزَّ وجلَّ يُحِبُّ الحَمدَ" ضعفه شعيب الأرناؤوط
    " يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يومَ القيامةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ من كلِّ مَكَانٍ يُساقُونَ إلى سِجْنٍ في جهنمَ يُسَمَّى : بُولَسَ تَعْلوهُمْ نارُ الأنْيارِ ، يُسْقَوْنَ من عُصارَةِ أهلِ النارِ طِينَةَ الخَبالِ" صحيح الترمذي
    "..... يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ......" صحيح مسلم


    التعديل الأخير تم بواسطة أم إسلام; الساعة 28-05-2019, 05:29 AM.

    صبرااا
    فإن الصـبر للأحـرار زادُ
    ولو زاد البلاء بهم لزادوا

    *************
    أسألكم الدعاء لأمي وأبي بالرحمة والمغفرة




    تعليق

    يعمل...
    X