إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا نفعل؟ ....رسالة عاجلة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا نفعل؟ ....رسالة عاجلة

    لا أعلم إن كان هناك من سيهتم بما سأكتب الآن أم لا
    لكن أتمنى أن تصل كلماتى لأهل العلم وكل الدعاة المسلمين

    أنا طالب بالصف الثالث الثانوى

    قدر الله أن أمر طوال حياتى -بما فيها طفولتى- بمشاكل اجتماعية ونفسية عظيمة،
    قدر الله أن أعيش فى هذا المجتمع الفاحش،
    قدر الله أن أولد فى هذا العصر ! وألا أولد فى عهد عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- أو فى عهد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-

    لن احكى لك قصة حياتى وأصف لك كم الألم والمعاناة والاضطراب الفكرى الذى لاقيته

    لكنى أريدك أيها القارىء (أياً كنت) أن تنظر إلى كاتب الرسالة على أنه حالة من ملايين الحالات المختلفة،
    حالة شاء الله أن تصل كلماتها إليك تعبيراً عما يمر به جيلها بأكمله فى ربوع العالم الإسلامى،

    لست ممن يقتنعون بشىء ما بسهولة....حتى وإن كان صحيحاً فما بالك وإن كان خاطئاً؟!!
    لذا فإن التزامى سبقه شوطاً كبيراً من البحث والتدقيق فى أمور عقيدية لطالما جالت فى خاطرى وأنا صغير عندما كانت أمى تأمرنى بالصلاة.

    مثل : من هو الله؟
    ماذا إذا لم أصلى؟
    لماذا لا يتركنا الله دون صلاة؟
    لماذا هناك ظلم وقتل وسرقة؟
    لماذا خلقنا الله من الأساس؟
    لماذا لا يصلى أبى؟!

    وبالطبع لم أجد من يجيب عن هذه الأسئلة إلا الانترنت عندما بدأت أبحث بتعمق

    وحينما استقر الايمان فى قلبى فترة بلوغى.....ذقت وبحق طعمه ولذة التدبر فى القرآن وآياته والتأثر به وكأن الآيات تتحدث إلى أنا !!!


    وكانت عناية الله محيطة بى طيلة حياتى....فما كنت أظنها محنة من قبل اكتشفت أنها منحة فى أصلها حدثت لغرض ما فأنقذنى من المحنة الحقيقية.


    الآن أنا من أكثر الشباب التزاماً بين زملاء دراستى كلهم،
    يُنظر إلى على أنى شاب من العينة النادرة الملتزمة التى تحافظ على الصلاة وتغض البصر فى بيئة انتشرت فيها المهرجانات وتبرج الفتيات والاختلاط الشنيع والألفاظ البذيئة والفجر....

    لكن !

    أنا للأسف لدى شهوة
    ولدى نفس أمارة بالسوء
    وفوق كل هذا...............لدى انترنت !

    أنا فى موقف صعب حقاً

    من الصعب جداً أن أسيطر على شهوتى فى ظل تلك البيئة الفاسدة المحيطة
    من الصعب المحافظة على صلاة الفجر فى تلك الاضطرابات الاجتماعية والنفسية
    ومن الصعب المحافظة على قراءة القرآن وسط كل المهام والضغوط الدراسية

    ولكن أصعب شىء على على الإطلاق

    هو أن أعصى الله خالياً وأنا أعلم أنه يرانى ! :'

    إن تأثير ذنب العالم بأمر الله عليه والذى ذاق لذة طاعة الله يوماً ما
    يختلف عن تأثير الذنب على الشاب الذى لم يحسن طاعة الله قط !


    أمر معظم الوقت بصراع داخلى قاتل، أحدهم يصرخ داخلى ويهيننى ويعيب على عصيانى لله فى خلواتى بلا حياء،
    والآخر يقول لى أنت معذور....ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها !
    وغيرهما يصرخ بى قائلاً أن الله لن يقبلك بعد الآن مهما فعلت فأنت لا تستحق أن يتوب الله عليك.


    كنت أكاد أموت من كثرة تأنيب الضمير والتفكير

    ولكنى تبت إلى الله ورجعت وبكيت....ثم بعدها بمدة......عدت إلى معاصى الخلوات ولا أدرى ما يحدث لى!!!!!
    وفقداناً منى للأمل كان السقوط أقوى وأشنع من ذى قبل

    أنا تركت الصلاة، وفقدت هويتى تماماً....لا أستطيع أن أتمالك تفكيرى وخاطرى....أصبحت مشوه داخلياً
    لم أعد أبكى مطلقاً مهما سمعت....ربما صار قلبى شديد السواد


    أنا ليس لدى طموحات وأحلام دنيوية....لا أسعى لرغبة لنفسى
    ووالله لا أريد هذه الدنيا ولا أريد لهوها وزينتها

    لكنى الآن فى نظر من حولى (وخاصة إخوتى) قدوة ومثلاً يحتذى به للالتزام والصلاح بل والتفوق،

    وإذا لم أوفق فى هذه السنة الدراسية الصعبة المهمة فإن ما تبقى لهم من أمل أو عزيمة لا شك سيتحطم !
    وسأخيب أمل والداى وأبدد كل ما بذلاه من أجلى لتوفير المال اللازم لدراستى
    وكل من ساعدنى وتوسم الأمل فىَّ وأخبر بأن الله حتماً سيوفقنى....أخشى أن كلهم سيخيب ظنهم ويقل إيمانهم بسببى !

    هذا ما أخشاه، ولطالما تمنيت لو أنى لم أولد من الأساس أو قلت لنفسى بأنى لست أهلاً لهذا، ولست أهلاً لأن أكون من المتقين الملتزمين حقاً أو من الدعاة إلى الله !

    .................................................. .......عـــامـــةً................................ ..........................

    نحن فى مشكلة كارثية حقيقية....نحن شباب المسلمين!
    ماذا نفعل أمام هذا التبرج الفاحش الذى يؤذى فطرتنا السليمة؟
    أمام الفتيات اللائى لا يعرفون الله أصلاً ويجوبون فى كل مكان حتى لا تكاد تخلو منهن طريق!
    ماذا نفعل أمام تلك الإباحية المُيسرة لنا بالغ التيسير والتى تعد إدماناً يقبع العرى والخلاعة فى عقولنا الباطنة حتى إننا لنراها أحياناً إذا أغلقنا أعيننا!!!

    إننا مُستهدفون مُطاردون بكل السبل الممكنة
    بالمنازل نجد الإعلام والانترنت،
    وبالشوارع نجد التبرج وانعدام الحياء والبذاءة!

    ما هذا؟
    وماذا نفعل؟
    وأين أنتم يا مشايخنا الكرام؟

    هل انتهى الأمر بقنوات اسلامية أغلقت؟

    لماذا لا تتحدون معاً وتنظموا أنفسكم وتقيمون الحملات فى كل مكان وتواجهون هذا الفساد بكل ما تملكون من علم وقوة؟!!!

    لماذا كل منكم يعمل فى زاوية وحده مع أناس محددين؟
    لماذا الشيخ اليوم (فى الغالب) له طلبة علم يجتمع بهم فى مكان ما....ثم انتهى الأمر!!؟

    واللهِ سيُسأل كل صاحب علم يُقال أنه داعية إلى الله عن موقفه وما أحدث وكيف جاهد.

    الشاب الذى يستيقظ على المنكرات وينام على المعاصى، بل الشاب الملتزم الذى لا يستطيع مواجهة هذا الكم الهائل من الفتن....وأصابه الانهيار واليأس والخوف والقنوط
    سئم من حياته، وقنط من رحمة الله، لا يريد ان يتوب وهو يعلم أنه لن يستطيع الصمود بعد هذه التوبة

    إن مات هذا الشاب ففى رقبة من؟
    من تركه يموت حائراً دون خلاص ولم ينتشله مما كان فيه؟

    أيها الشيخ الفاضل....أنت لا تحس بما نعانى اليوم،
    اليوم غير البارحة....إن الفتن لتزداد وإن الفساد ليسود فى الآرض وإن الأمر علينا عصيب،
    لماذا لا تنهضون وتقفوا معنا فى وجه هذه العقبات العاتية؟
    لماذا لا نجدكم بيننا؟
    لماذا لا نراكم إلا فى شاشات التلفاز، حتى الآن لم نعد نراكم!!!
    أين أنتم على الأرض؟
    أين قوافلكم الدعوية التى يفترض أن تجوب مصر بأكملها؟


    أخشى أن أكون مخطئاً فيما ذكرت،
    لكننا فى حالة يرثى لها...لا يعلم ما بنا إلا الله
    ويموت الاسلام فى أرضه بصمت للأسف
    علينا أن ندرك الواقع أولاً لنعالجه

    فلازال السؤال قائماً:

    ماذا نفعل؟!!!

    وإلى الله المُشتكى.............
    اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك
    اللهم اهدنا سراطك المستقيم
    اللهم أعنا على ما ابتلينا به
    رب ليس لنا غيرك وإنا لبذنوبنا مُقرون
    اللهم ارزقنا الصبر واجعلنا من المتقين.


    هذه كلمات صارخة تستغيث بالله أولاً ثم بكل داعية إلى الله أو آتاه الله علماً واستقامة

    لا تنسونا.......

    ولو بالدعاء.

  • #2
    رد: ماذا نفعل؟ ....رسالة عاجلة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    نكرر الترحاب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُصلح لنا ولك النية والأحوال، وأن يُلهمنا جميعًا رُشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، وندعوك إلى الاستعانة بالله الذي قلبك وقلب العباد بين أصبعين من أصابعه يُقلبها كيف يشاء، والجأ إليه لجوء المضطر وأبشر، فإنه سبحانه يُجيب المضطر إذا دعاه، فكيف إذا كان هذا المضطر مُصليا، يخشع في صلاته ويبكي ويتأثر عندما يسمع كتاب الله تبارك وتعالى.

    إنَّ في نفسك بذرةٌ للخير كبيرة، فاجتهد في تنميتها وصيانتها، واعلم أن الله تبارك وتعالى ما سمى نفسه غفورًا إلا ليغفر لنا، فاطلب مغفرة الغفور، ورحمة الرحيم، وتب إلى الله توبة صادقة، وحاول أن تتخلص من روافد بحيرة الشهوات، فإن الإنسان إذا غضَّ بصره واجتهد في البُعد عن مواطن النسا، وشغل نفسه بالخير، وتجنب الخلوة بالنساء، وحرص على ألا يأتي لفراشه، أو يأتي لمكان إلا عندما يكون جاهزًا للنوم، واستخدم الأوقات في رضا رب الأرض والسموات، واسأل الله تبارك وتعالى المعونة والعصمة والتأييد، فإن هذا هو أنجع علاج لكل شهوة يمكن أن تجر صاحبها إلى الهواية.

    كما أرجو أن تُخطط لنفسك في مسألة الزواج، وتجتهد في أن تستكمل هذا الجانب الذي عندك، ولا يحملك هذا الذي يحدث لك على اليأس؛ لأن هذا مما يريده الشيطان، يريد أن تيأس وتقول (ما في فائدة، ما فيَّ خير، الله غاضب عليَّ) ثم تنهمك في المعاصي، ولكن فوّت الفرصة على هذا العدو، وكرر التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أن ذنوبنا لو بلغت عنان السماء، ثم لقي الواحد منا ربه لا يُشرك به شيئًا غفر الله له ذلك كله، يسامحه في ذلك كله، بل إذا تاب إلى الله تبارك وتعالى وأخلص في توبته وأوبته فأولئك الذين يُبدل الله سيئاتهم حسنات، وقد قال: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} بالمعاصي والموبقات {لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا} وهو القائل: {إن الله لا يُغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.

    فلا تيأس من رحمة الرحيم؛ لأن هذا مما يريده الشيطان، واجتهد في البعد عن أسباب فوران الشهوة وثوران الشهوة؛ فإنها لا تثور إلا بأسباب، فهنا منافذ إذا قام الإنسان بسدها: إذا شغل نفسه بالخير، إذا تجنب الوحدة – لأن الشيطان مع الواحد – إذا حرص على أن يعيش حياته منشغلاً بأمر يُفيده في الدنيا أو في الآخرة، هذا كله مما يعين الإنسان بعد توفيق الله وتأييده على محاصرة الشهوة ووضعها في إطارها المناسب.

    نسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، ونحن نشكرك على خشوعك في الصلاة، ونبشرك بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فواظب على الصلاة، واظب على الطاعات، واجتهد في تحويل نصوص الشريعة، وابحث عن الصلاة وآثار هذه العبادات، واجتهد في الصوم وفي غيره، واجتهد أيضًا في استفراغ طاقات البدن في رياضات مفيدة، وهوايات نافعة، أو قراءات مرشّدة، واجعل كتاب الله جليسًا، فإنه جليس لا يُملّ وصاحب لا يغش.

    نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، ونكرر ترحيبنا بك، ونحن على ثقة - إن شاء الله تعالى – أنك ستنتصر على الشيطان وعلى هذه الشهوة، فاستعن بالله وتوكل عليه، واعلم أن كيد الشيطان ضعيفًا، وأن الشهوات أمرها محدود، وأن هذه الشهوات والنزوات لا توصل للإشباع ولكنها توصل للسعار، فتجنب الدخول في درب المعصية، ونسأل الله لك العصمة والتأييد والثبات،




    لعلك سمعت يوماً حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصه:
    (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه -طرقه- كلها) ولعلك سمعت كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) ولعلك سمعت أيضاً قوله : (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) وبلا شك لقد قرأت قوله تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.
    إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين لنا مدى حقد الشيطان وكراهيته للمسلمين، بل وحرصه على إفسادهم وإضلالهم، وهذا كله يجعلك في غاية الانتباه واليقظة؛ لأن عدوك أقسم بعزة الله على أن يفسد الناس جميعاً ويوقعهم فيما حرم الله، وها أنت الآن قد استجبت له وضحك عليك وصرفك عن الحق والطاعة، وجعلك مطيعاً له في معصية ربك ومولاك ، ولذلك كلما تبت وتوقفت عن المعصية وصممت على عدم العودة إليها جاءك فضحك عليك وأوقعك مرةً أخرى في معصية حبيبك وربك ومولاك، والسبب الرئيسي في ذلك أنك لم تنتبه لتذكير الله لك بعدواه الشيطان وكيده ومكره بك، وهذه التصرفات التي تفعلها كلها من إغواء الشيطان وكيده أن يدمرك ويضيع وقتك في معصية الله، ويصرفك عن المذاكرة والتفوق ؛ حتى تتحول إلى مسلم بائس يائس فاشل لا تستطيع أن تجد قوت يومك أو أن تعيش عيشة محترمة، وفوق ذلك ينسيك الجرح النازف من قلب الأمة ألا وهو جرح فلسطين الحزينة التي تعاني أشد المعاناة من أشد أعداء الله ورسوله، ينسيك أن الأقصى يناديك: قم يا محمد وانهض فأنا في انتظارك وانتظار اللحظة التي تثأر لي ممن هدمني ودنسني وحرم المسلمين من الصلاة في، فهل يعقل يا ولدي محمد أن يضحك عليك الشيطان إلى هذا الحد؟! هل أنت ضعيف إلى هذه الدرجة؟! لا يا محمد، أنت إنسان عظيم وتحمل أعظم الأسماء وابن الأرض المباركة، فلا يليق بمثلك أبداً أن يكون حاله هكذا، قم يا ولدي وانهض وقاوم الشيطان، وأعلن وبكل قوة من أعماق قلبك لم ولن أسمع كلام الشيطان بعد اليوم، واعلم أنك قادر على ذلك ورب الكعبة، وأن حل مشكلتك فيك أنت، أنت وحدك القادر بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة أن توقف هذه التصرفات، وأن تتركها إلى غير رجعة، وألا تعود إليها أبداً، فهل تفعل ذلك يا ولدي؟ صدقني لديك قوى عظمى، ولكنك تنتقص نفسك ويضحك عليك الشيطان ويستدرجك وأنت غافل، فقط انتبه وقف مع نفسك، وخذ القرار الجريء والشجاع لن أفعل ذلك بعد اليوم أبداً مهما كانت الأسباب ، وهذا هو سبيل العلاج الأولى .

    وهناك عوامل يمكنها أن تساعدك كذلك في الثبات على هذا القرار منها:

    1- الدعاء والإلحاح على الله أن يثبتك على الحق وأن يرد عنك كيد الشيطان.

    2- ابحث لك عن صحبةٍ تقضي معها غالب وقتك وتذاكر معها وتتفق معها على عمل برامج إيمانية تقوي قلبك وعزيمتك وتربطك بربك.

    3- اخرج الجهاز من غرفتك الخاصة، وضعه في الصالة أو في مكان عام بالمنزل، ولا تذهب إلى الأماكن التي تعرض فيها هذه الأشياء ولا تمر من طريقها.


    4- غير أصدقاءك الذين يساعدونك على الوقوع في هذه المعاصي فالصاحب ساحب.

    5- ضع لنفسك جدولاً للدراسة والمذاكرة، وأضف إليه برنامجاً رياضياً، ووقت للقراء الحرة خاصة حفظ القرآن الكريم.

    6- لا تجلس وحدك قدر الاستطاعة؛ حتى لا ينفرد بك الشيطان فيتغلب عليك ويفسد عليك توبتك.

    7- سل والديك الدعاء لك باستمرار فإن دعاء الوالد لولده لا يرد.

    8- حافظ على صلاة الجماعة، ولا تتخلف عنها إلا لعذر شرعي.



    فإننا نقول لك: لا تيأس من العلاج، فما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه ‏وجهله من جهله. ومن تأمل حال التائبين وجد أن أكثرهم قبل التوبة يقولون: لا ‏نستطيع التخلص مما نحن فيه! ولكن من الله عليهم بالتوبة لأنهم راجعوا أنفسهم، ‏وقوي عندهم إيمانهم لحظة التوبة، وأخلصوا في طلبها، ومن هنا فإننا ننصحك بعلاج ‏قلبك حتى يقوى على مقاومة الشهوات والشبهات التي تعرض له، ومن الشهوات التي ‏ينبغي مقاومتها: شهوة ممارسة العادة السرية المدمرة، كما أن تأمل آثار المعصية على ‏القلب وسائر أعمال الجوارح يدفع للتوبة، ويجعل المرء يعمل فكره وعقله للتخلص ‏منها، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الشباب إلى الزواج، ومن لم يستطع منهم ‏الزواج أرشده إلى الصوم، ولم يرشدهم إلى العادة السرية، ولو كان ذلك خيراً لدلهم ‏عليه. واعلم أن الوسائل المثيرة تميت القلب وتذهب نوره وما أحسن قول القائل: ‏رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها. وعليك أن تعلم أن قولك: إنك لا ‏تستطيع ترك الوسائل المثيرة دليل الخور والضعف، بل إن استعمال هذه الوسائل من ‏الشهوات التي ينبغي مقاومتها وتركها، فلا بد من فطم النفس عن الهوى وإلا أوردتك ‏موارد الهلكة
    والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
    كما نوصيك بمصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار، وتعلم العلم النافع الذي يشغل ‏وقتك ويصرفك عن السوء، واعلم أن أنجع وسيلة للبعد عن الوقوع في ما لا يرضي الله ‏هي أن تستشعر مراقبة الله لك وأنه مطلع عليك غاية الإطلاع. نسأل الله تعالى أن ‏يطهر قلبك ويحصن فرجك ويقيك السوء.‏
    والله أعلم.‏







    فننصحك بأن تتوجه إلى الله بصدق أن يرزقك العفاف، وأن ييسر لك الزواج، ونرجو أن تتدبر معنا هذه القصة والتي حدثت لشاب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    روى الإمام أحمد عن أبي أمامة قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه فقال: ادنه فدنا منه قريبا قال فجلس قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال أفتحبه لابنتك؟ قال لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال أفتحبه لأختك؟ قال لا والله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال أفتحبه لعمتك؟ قال لا والله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال أفتحبه لخالتك؟ قال لا والله جعلني الله فداءك. قال ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.


    فتضرع إلى الله تعالى أن يقيك شر نفسك، وابذل الأسباب الممكنة ومن ذلك: أن تسعى في أمر الزواج قدر الإمكان ومحاولة تيسير أمره، فإن النكاح كلما كان أيسر مؤنة كان أكثر بركة، وإلى أن يتيسر لك الزواج فننصحك بمواصلة الصوم فهو وجاء كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى ما ذكرت من الحرص على الطاعات ومرافقة الأخيار والبعد عن الأشرار، وممارسة التمارين الرياضية، واعلم أن من أعظم أسباب الوقاية اجتناب مثيرات الشهوة من النظر المحرم ونحو ذلك. وأما تخفيض الشهوة ببعض العقاقير فليس ممنوعا بإطلاق، فيجوز استخدام مثل هذه العقاقير – إن وجدت - إذا لم يترتب عليها ضرر، ويستشار في ذلك أهل الاختصاص.

    فإن شهوة الفرج من الشهوات العاتية والغرائز الطبيعية التي ركبها الله تعالى في الإنسان لحكمة أرادها سبحانه وتعالى لتسوقه بسلطانها وتدفعه بقوتها إلى ما فيه مصلحته في هذه الحياة، وبقاؤه كنوع بشري استخلفه الله في هذه الأرض وعمارتها، ومن شأنها أن تطلب متنفساً تؤدي فيه دورها وتشبع نهمها، ولهذا شرع الإسلام الزواج ويسر سبيله، ونهى عن التبتل واعتزال النساء، وحرم الزنا وكل ما يمت إليه بصلة من قريب أو بعيد، ولولا تحريم الزنا ووجوب اختصاص الرجل بزوجته أو زوجاته، لما تكونت أسرة تظلها المودة والرحمة والعطف والحنان والإيثار، ولولا وجود الأسرة لما وجد المجتمع الذي تسوده الأخوة والعدالة والمحبة والمساواة.
    ولخطورة شهوة الفرج وعتوها سَدَّ الإسلام كل وسيلة تؤدي إلى جريمة الزنا فحرم الخلوة بالأجنبية، وحرم الدخول على النساء، وحرم على المرأة إبداء الزينة، وحرم عليها التبرج..
    ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: " لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ." وفيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء ." فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: " الحمو الموت ." وقال تعالى: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن وقال تعالى:( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى.) وأمر المؤمنين بغض البصر كما أمر بذلك المؤمنات فقال تعالى:( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن.. )
    ولخطورة شهوة الفرج واللسان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه؟ وأضمن له الجنة . رواه البخاري عن سهل بن سعد فهذه هي شهوة الفرج، وهي كغيرها من الشهوات والغرائز سلاح ذو حدين، إن استعملت في الخير كانت خيراً وإن استعملت في الشر كانت شراً.
    وإن كُبتت وحُرمت كان ذلك مصادمة للفطرة وتعطيلاً للمنفعة، ومنافاة لحكمة الله تعالى الذي ركبها في الإنسان وفطره عليها، ومصادمة لسنته تعالى في الحياة.









    9- وختاماً:
    أهم شيء الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، فلا تضعف ولا تحتقر نفسك؛ لأنك الوحيد القادر على رد هجمات الشيطان وهزيمته، فتوكل على الله وأري الله من نفسك خيراً .






    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: ماذا نفعل؟ ....رسالة عاجلة

      لم يشهد عصر من العصور انتشار الشهوات وسهولة الحصول عليها.. وتيسير الوقوع فيها مثل ما حدث في عصرنا هذا.. وإذا كنا نتكلم عن انتشار هذا البلاء عموما فإن نصيب الشباب من التعرض له لا شك أكبر من نصيب غيرهم؛ خصوصا مع قلة الوازع الديني الناتج عن حياة سياسية وقيادة بعيدة كل البعد عن نشر الوعي الديني والأخلاقي، وكذلك زيادة البطالة وصعوبة إيجاد فرص العمل؛ مما ارتفع بمتوسط سن الزواج ارتفاعا مخيفا. وهذا ما حدا بطائفة كثيرة أو سول لها أو يسر لها أو اضطرها أحيانا لتكون صيدا سهلا وفريسة قريبة المنال للشهوات.

      وهذه القضية تنعكس - لا ريب - على حقل الدعوة والتربية، إذ إن جهد المربين ينصرف أكثر ما ينصرف إلى الشباب وتربيتهم على الصلاح والعفة والاستقامة.

      إننا ونحن نحاول معالجة هذه القضية الخطيرة ينبغي ألا نقع فيما وقع فيه البعض من التهويل أحيانا الذي قد يصيب العاصين باليأس والقنوط، أو التهوين الذي يفتح لهم باب التساهل ويهون عليهم المعصية. فكلا طرفي قصد الأمور ذميم، والوسط دائما ما يقع بين طرفين، وقد يميل لأحدهما دون الآخر حسب كل شخص وحاله.

      نحو منهج راشد:
      نحن نؤمن تمام الإيمان بأن منهج القرآن والسنة في معالجة هذا الأمر وغيره من الأمور هو المنهج الأسمى والأسنى والأجدى والأحق بالاتباع من غيره، فهو يستند إلى شريعة محكمة، ووحي لا يتطرق إليه الخلل، غير أن الخلل إنما يكون في وسيلة التطبيق وطريقة المطبق لهذا النظام.

      إن هناك بعض المحاور التي يدور عليها تناول هذه القضية نرى أنها تمثل المنهج القرآني والنبوي لمواجهة إلحاح الشهوة، كما يقول بعض من حاول معالجة هذا الموضوع.. لعل من أهمها:

      كل ابن آدم خطاء
      فميل النفوس إلى الشهوة ليست سُبَّة وإنما هو سنة في الخلق، ولا هي ممَّا يعاب طبعا لأن الله فطر كلا الجنسين للميل للآخر في هذا الباب خصوصا؛ وفطر العباد على حب الشهوات عموما؛ وهو ما قرره القرآن الكريم: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ}[آل عمران:14]. غير أن هذا الميل لا يبيح للإنسان التعلل به لفعل الفاحشة ولا لإدراك الشهوة من طريق محرم.. ذلك لأن الله تعالى أخبرنا أن دفع هواجس الشهوات ومقدمات المعاصي والسيطرة عليها ليس بالأمر العسير، بل هو داخل في تكليف العبد وإلا كان الأمر به من قبيل العبث وتكليف مالا يقدر عليه.. والله تعالى نفى ذلك بقوله سبحانه: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وإنما تتمرد الشهوة على صاحبها وتطوِّعه لها حينما يعرض نفسه لدواعيها، وينأى بنفسه عن معالم الطريق الذي رسمه الشارع الحكيم للتعامل معها، فهذا ما يجعل الأمر بالنسبة إليه عسيراً.

      علاج نبوي عظيم
      روى الأمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة رضي الله عنه: "أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ائذن لي في الزنا. فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا: مه مه. فقال: ادنه. فدنا منه قريبا فقال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أتحبه لخالتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه. قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.

      وفي هذا الحديث فوائد تتعلق بموضوعنا منها:
      أن بعض الشباب لا يفكر إذا ثارت شهوته إلا في قضائها ويظن أنه بذلك ستنتهي معاناته، والحق أن هذا بعينه قد يكون بداية المعاناة لا نهايتها.

      في حمأة الشهوة ينسى الإنسان أو يذهل عقله عن عواقب إتيان الشهوة الحرام.. وأثر ذلك عليه وعلى مجتمعه. وربما إذا بان له عواقب فعله انزجر عنه؛ وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الشاب.

      الزجر والترهيب ليس علاجا حقيقيا، وإنما الإقناع هو الباب الأعظم لصرف العقول والقلوب عن المخالفات.. لقد انتفض الصحابة عند سماع الطلب من الشاب لرسوله عليه السلام.. فزجروه.. "مه.. مه"، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عالجه بطريقة أخرى وهو بيان مفاسد مطلبه، وسوء عواقبه، وذكره أننا لو أذنا لكل راغب في الزنا لربما طال ذلك بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وعماتنا وخالاتنا وهو ما لا يرضاه أحد منا لأهله.. فلا ينبغي أن يرضاه لغيره.
      ارض للناس جميعا .. .. مثلما ترضى لنفسك
      إنـمـا النـاس جميعـا .. .. كلــهم أبـنـاء جنسك
      غير عدل أن توخى .. .. وحشة الناس بأنسك
      فلــهم نــفس كنفسك .. .. ولهـم حـس كـحسك

      تقوية البناء الإيماني:
      الشهوات في الغالب أمور يتطلبها البدن وتميل إلها النفس، وأحيانا يكون العلاج في تنبيه النفس إلى الجانب الروحاني والإيماني بل هو في كثير من الأحيان يكون من أنجع أساليب العلاج.. فدفع أهواء النفس يحتاج إلى قوة لا تتأتى إلا بتقوية الجانب الإيماني,, فكلما زاد إيمان المسلم كلما كان دفعه للشهوات ورده للآفات أسهل وأيسر، خصوصا إذا أضاء جانب المراقبة في قلبه.. وربما دل على ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء](متفق عليه).

      وقد نبه ابن القيم على مثل هذا الأمر فقال في مدارج السالكين: (اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه، فلها نور، وتفاوت أهلها في ذلك النور قوةً وضعفاً لا يحصيه إلا الله تعالى، فمن الناس من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس، ومنهم من نورها في قلبه كالكوكب الدري، ومنهم من نورها في قلبه كالمشعل العظيم، وآخر كالسراج المضيء، وآخر كالسراج الضعيف.... إلى أن قال: وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتدَّ، أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته، حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنباً إلا أحرقه).

      وباب تقوية الإيمان أول ما يتأتى من المحافظة على العبادات المفروضات وعلى رأسها جميعا الصلاة والصوم ثم تأتي بعد ذلك النوافل وعلى رأسها قيام الليل، وكل عبادة فإنما هي باب للقرب وزيادة التقوى في قلب صاحبها يعظم بها إيمانه كما قال تعالى: {يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}(البقرة:21).

      سد ذرائع الفتنة:
      في محاولة الابتعاد عن الشهوات ومعالجة النفس عن الوقوع فيها لابد من غلق الأبواب التي تفتح عليها، وتجفيف المنابع التي تتأتى منها، وعدم التعرض لأسبابها ودواعيها..

      ويأتي على رأس هذه الدواعي البصر.. فغض البصر من أهم أبواب رد الفتن ودفع الشهوات وغلق أبوابها.. فكم من نظرة أصابت قلبا في مقتل، فهي سهم من سهام إبليس إن لم يقتل فإنه يجرح.. ولا يخفى ما لإطلاق النظر في المحرمات من مفاسد على دين المسلم وعرضه وخلقه، يقول الإمام ابن الجوزي - رحمه الله-: "وليحذر العاقل إطلاق البصر، فإن العين ترى غير المقدور عليه على ما هو عليه، وربما وقع من ذلك العشق فيهلك البدن والدين،. "، وقال أيضاً: "واعلم أن أصل العشق إطلاق البصر، وكما يُخاف على الرجل من ذلك ... يخاف على المرأة. وقد ذهب دين خلق كثير من المتعبدين بإطلاق البصر وما جلبه، فليحذر من ذلك"(أحكام النساء:265)

      وقال ابن القيم رحمه الله: "والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد، ما لم يمنع مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده".
      كـل الحــوادث مبـداها من النظر .. .. ومعظم النار من مستصغر الشرر
      كم نظرة فتكت في قلب صاحبها .. .. فــتك الســهام بلا قــوس ولا وتــر
      والعبــد ما دام ذا عـيــن يقــلبـها .. .. في أعين الغيد موقوف على الخطر
      يـسـر مقـلـته ما ضـــر مهـجــته .. .. لا مـرحــبا بســرور عـاد بالضـرر

      ويأتي بعد ذلك دفع الخواطر والأفكار: فإن الخطرة تولد الفكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع.. كما قال ابن القيم رحمه الله.

      ومن أهم الأبواب أيضا الإرشاد إلى أهمية الصحبة الصالحة، والتحذير من تبعات مصاحبة أصدقاء السوء.
      ومنها: التعامل مع الجنس الآخر وَفق الضوابط الشرعية، والتي منها: عدم المصافحة، وعدم الخلوة، وترك الكلام لغير حاجة. فإن التساهل في هذا يجر متاعب وعواقب غير محمودة.

      ونهاية وهي الأصل والبداية الاستعانة بالله وكثرة الابتهال والدعاء إليه أن يصرف عنك السوء فهو من وراء قلب الإنسان وعقله وفكره وبصره.. فاللهم حبب إلينا الأيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.. آمين.

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X