ضروري بارك الله فيكم(فتوى عن كفارة اليمين)

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفَّارةُ اليمينِ هَلْ يجوز أن أُعْطيها لأهل البيت من الأقارب لو كانوا بحاجة إليها مثلا أقوم بكساء أخ أو أخت هم بحاجة للمال أو أقوم بإطعامهم, أم لَّا بد أن أقوم بإعطائها لعشرة مساكين لا أعرفهم.
وجزاكم الله خيرًا

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: ضروري بارك الله فيكم(فتوى عن كفارة اليمين)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لأَخُ السَّائِلُ - الأُخْتُ السَّائِلَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أمَّا بَعْدُ؛
فَالحَمْدُ للهِ؛
الزَّكَاةُ والصَّدَقَةُ وكَفَّارَةُ اليَمِينِ يَجُوزُ إِخْرَاجهَا لِمَنْ لا تَجِبُ عَلَى الشَّخْصِ نَفَقَتُهُمْ، أَمَّا إِذَا كَانَتْ تَجِبُ عَلَيْهِ نَفَقَتُهُمْ فَهُوَ مُلْزَمٌ بِهَا ولا يَجُوزُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنَ الزَّكَاةِ أَوِ الكَفَّارَاتِ، ومَنْ تَلْزَمُ الشَّخْص نَفَقَتُهُمْ هُمُ: الوَالِدَيْنِ والأَجْدَاد والزَّوْجَة والأَوْلاَد والأَحْفَاد، أَمَّا نَفَقَةُ الأَقَارِب كَالإِخْوَةِ والأَخَوَاتِ والأَعْمَامِ وبَنِيهِمْ، فَتَجِبُ عَلَى مَنْ يَرِثهُ الشَّخْص بفَرْضٍ أَوْ بتَعْصِيبٍ، فَإِذَا كَانَ الشَّخْصُ يَرِثُ هَذَا الإِنْسَان الفَقِير لَوْ مَاتَ، فَإِنَّهُ عَلَيْهِ نَفَقَتهُ إِذَا افْتَقَرَ، فَإِذَا كَانَ لا يَرِثهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ نَفَقَتهُ ولَوْ كَانَ فَقِيرًا، أَمَّا مَا عَدَا ذَلِكَ فَالنَّفَقَة لَيْسَت بوَاجِبَة لأَحَدٍ، بَلْ هِيَ مِنَ الإِحْسَانِ إِلَى الأَقَارِبِ وصِلَتِهِمْ، ويَجُوزُ إِعْطَاء المُسْتَحِقّ مِنْهُمْ مِنَ الزَّكَاةِ والصَّدَقَاتِ والكَفَّارَاتِ، وفي ذَلِكَ أَجْرٌ مُضَاعَفٌ، قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ ] رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ، وصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيحِ النَّسَائِيّ.


أَمَّا النُّقْطَةُ الثَّانِيَةُ في سُؤَالِكُمْ فَهِيَ إِعْطَاءُ الطَّعَامِ أَوِ الكِسْوَةِ لشَخْصٍ وَاحِدٍ، فَهَذِهِ لا تُجْزِئ عَنِ العَشَرَةِ حَتَّى لَوْ أَطْمَعْتُمُوهُ عَشْر مَرَّات، بَلْ هُوَ وَاحِدٌ مِنْ عَشَرَةٍ، ويَبْقَى لَكُمْ تِسْعَةٌ تُطْعِمُوهُمْ أَوْ تَكْسُوهُمْ، سَوَاء كَانُوا كُلُّهُمْ أَوْ بَعْضُهُمْ مِنْ الأَقَارِبِ مِمَّنْ لا تَجِبُ عَلَيْكُمْ نَفَقَتُهُمْ كَمَا تَقَدَّمَ، وهَذَا يَخْتَلِف عَنْ فِدْيَةِ الإِفْطَار في رَمَضَان، فَيَجُوزُ إِطْعَام المِسْكِين الوَاحِد كُلّ يَوْمٍ بعَدَدِ أَيَّام الفِطْر، ولا يُشْتَرَطُ لعَدَدِ الأَيَّام عَدَد مَسَاكِين، والسَّبَبُ في الاخْتِلاَفِ أَنَّ اللهَ أَوْجَبَ في الفِدْيَةِ إِطْعَام مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ فِطْر، ومِسْكِينُ اليَوْمِ هُوَ نَفْسُهُ مِسْكِين غَدًا، فَيَجُوزُ إِطْعَامُهُ هُوَ هُوَ بعَدَدِ أَيَّام الفِطْر، أَمَّا في كَفَّارَةِ اليَمِين والنَّذْر فَقَدِ اشْتَرَطَ اللهُ عَدَدَ عَشْرَة مَسَاكِين، فَلاَ يَجُوزُ اخْتِزَالهمْ في شَخْصٍ وَاحِدٍ حَتَّى لَوْ أَطْعَمْتُهُ أَوْ كَسَوْتُهُ عَشْر مَرَّاتٍ.


أَمَّا النُّقْطَةُ الثَّالِثَةُ: فَلاَ يَجُوزُ إِخْرَاج القِيمَة نَقْدًا، أَوْ تَرْك الإِطْعَام مَعَ الاسْتِطَاعَةِ والانْتِقَال إِلَى الصِّيَام.


ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
لا يجزئ إطعام مسكين واحد عشر مرات في كفارة اليمين
هل يخرج نقوداً في كفارة اليمين لأنها الآن أنفع من الطعام
طلب فتوى عاجله (الحنث في اليمين من أجل كشف المنتقبة وجهها أمام القاضي)


وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ