إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما الحكم الشرعي في الاتي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما الحكم الشرعي في الاتي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لدي ثلاث اسئلة في الشرع وارجو من الله ان يتم الاجابة عليها
    1-ماحكم عندما نشكر منتدى على مايقدمونه من مجهود لنشر الاسلام مع العلم ان العاملين فيه هم( رجال)؟؟
    2- لدي امرا دائما يبركني واخشى ان يادي بي الى الهلاك اولا لا اعرف هل سمعتم بالحاسة السادسة ام لا ولكنها هي مثلا يوحي لك الشيطان بان فلان سيفعل كذا وكذا في يوم كذا ومن ثم ياتي هذا اليوم ويحصل ماكنت تتوقعيه او عندما جاء لي فورا امرا بان سيحصل امرا حالا بعد دقائق وفعلا بالتفصيل الممل حصل ومن ثم وصل معي لدرجة ان صديقاتي ياتون لدي ويقولون لي انا ساخذ كم درجتي في مادة كذا واقول انت ستاخذين كذا وانت كذا وانا كذا ياتي لي ايحاء بدرجاتهم وماهي الا شهور ومن ثم عرفت ان هذا مصيبة كبيرة جدا وان هذا من الشيطان ومن ثم يصل معي الى درجة الذبح لغير الله وما الى ذلك وفعلا وصل لقريبتي معها الى امور اكبر مني بكثير بكثير بكثير والحمد لله نحن علمنا ان هذه من الشركيات ومن ثم اخبرناها بذلك ولحقنا الامر والحمد لله حتى لانقع في الشرك الاكبر وتوبت طبعا وعندما ياتي لي ايحاء لا اهتم به المهم جاهدت نفسي وماهي الا قليل ومن ذهبت......
    الاان امر اصبح شيئا اخر يختلط بي بين الحرام والحلال ولا ااعرف ان كان الذي ساخبركم به يدخل في هذا الموضوع ام لا بدئت بطلب العلم الشرعي واقرء احاديث ومن ثم قرات حديث الذي يخبر اترك ما يريبك الى مالا يريبك وحديث تبع الشبهات من اتقى الشبهات فقد استبرء لدينه ...الخ
    ومن ثم بدئت امشي على احساسي سافهم لكم ما اعانيه من ضرب الامثلة ...... مثلا اريد ان اكل طعاما اسال نفسي اهذا الطعام حلال ام حرام انظر ان هذا من ملك ابي لكن ياتي لي ايحاء بان امي اخبرت ان لا ياكل من هذا الطعام نوع معين ومن ثم اتركه مع علمي ان ما يملكه الاب او الام هو حلال لنا استعماله ولكن اتركه تركا لهذه الشبهه ومن ثم ياتي بعد يوم واشتهيه هذا الطعام جدا ولا يوجدغيره وياتي ايحاء من الداخل جدا باني ساندم على فعلتي هذه او ضيقة من القلب او احد يخبرني لا لا تفعلي ذلك ستندمي لا تفعلي من الداخل وافعله وفعلا ماهي الا ساعات واندم على فعلتي ذلك بحصول امرا ما مثلا امي اشتهت هذا الطعام وانا قد اخذته .... امر اخر حتى احاول ان اصل الى مااعنيه لانه يمشي معي هذا الاحساس مسير حياتي مثلا يوجد اقلام خاصة بامي وامي اخبرت بان لا احد يستخدمه لان اخوتي ياخذونه ويضيعونه ومن ثم انا احتاج اقلامها لان اقلامي ضائعه وياتي فعلا وسواس من القلب من الداخل لاتفعليه اتركيه لها اذهبي وابحثي عن اقلامك واذهب واطلع من هنا وهناك ولااجده ومن ثم خلاص اضر الى اخذ اقلامها مع علمي ان هذا ليس سرقة لانها لو رئتني عادي مش هتقول حاجة خالص ولكن اقول تركا للشبهات ساتركه حتى لا يصبح حراما احتياطي ومن ثم خلاص اضر ومن ثم استخدمه وماهي الا ايام يعني باختصار كلما جاء لي احساس او ضيقة من فعل امر ما واني ساندم بالتاكيد على فعلتي فعلا فعلا اندم من حيث لا احتسب.... ومن ثم يوم اخر في موقف اخر اقول خلاص مستحيل اندم على فعلتي التي سافعلها الان واقول من المستحيل ان اندم لن ده خلاص حلال مافيهاش حاجة وفعلا ياتي وقت واندم على فعلتي وطبعا ندم اقصد به ان الذي فعلته سابقا وقع بي في الحرام مثلا امر الطعام كان من الواجب تركه لانه من بر الوالدين عدم اخذه كان سيؤدي بي الى حلال ولكني اخذته وبكده عقيت والدي وهكذا كلما اردت فعل امرا ما اتاني هذا الاحساس مع العلم انه غصبن عني احس بضيقة بداخلي من هذا االامر واتركه وماهي الا ساعات ويتضح لي ان فعلا كان من اليجب تركه ولو كنت تركت هذه الشبهة لفزت بالجنة ولو فعلتها لوقعت في الحرام..... وهذا يمر معي كثير جدا واتي لحظة من الداخل شوفتي الو كنتي سبتيه لكان افضل اهوة انت وقعتي في الحرام ........
    وياتيني في رمضان فجاة فجاة في راصي قال لي انت لن تجتهدي في ليلة القدر في الدعاء وغيرها من الطاعات فابعدت هذه الوسوسة وقلت لا لا لا مستحيل انا بجاهد ومن شعابن وانا بجاهد وتيجي ليلة القدر وما اجتهد لا مستحيل ومن ثم فعلا اتى ليلة القدر وحصل انها الليلة الوحيدة التي لم اجتهد فيها وخسرت خسارانا عظيما ودمرت من البكاء الشديد على الندم في تفريطي لهذا اليوم ودمرت نفسيتي جدا جدا وبكيت بكاءا مريرا وكنت انظر لان ارمي نفسي من اعلى دور في العمارة دمرت حقا فقد ابكي طول اليوم ولم اسعد بالعيد وانظر الى النس وابكي وانظر انهم اجتهدو وفازو في رمضان الا انا وابكي ....في اليوم الذي بعد ليلة القدر طبعا عرفتها انها الليلة من صباح ذلك اليوم الذي بدى غريبا جدا جدا حتى الطيور كانت كثيييرة في سطوح المنازل تقف بجانب بعضها لابعض وتنظر الى السماء وهي صامته او تعمل صوت والشمس بدات غريبة جدا جدا والسماء صافية بدون شعاع عرفت يومها انها كانت بالامس ليلة القدر ودمرت دمار يومها وكرهت المنزل الذي انا فيه وياست وحزنت كان الذي فعلته في شعبان من االجتهاد وفي رمضان ذهب هباءا منثورا مع العلم ان هذا الذي حصل قد اتاني احسس بان هذا سيحصل وللاسف خسرت حينها المعركة في رمضان وبعد انتهاء رمضان اوحى الي بان لن اصوم الستة من البيض قلت لا لا مستحيل وكنت هبكي مستحيل يحصل مثل رمضان لا وقلت من غدا ساصوم وفعلا الحمد لله صمتهم وخلصتهم ولم يحصل الحمد لله وهكذا تاتي لي اخبار فجاة غصبن عني كان احد يرمي لي كلام ويركض بعيدا سيحصل كذا وكذا ومن ثم يذهب .....طبعا موضوع ليلة القدر الحمد لله خفت قليلا لكن موضوع الشبهات وكدة حتى الان وانا معي اا فبالله ارشدوني الى الصواب هل الذي اعانيه وسوسة من الشطان ام هو من من؟؟؟

  • #2
    رد: ما الحكم الشرعي في الاتي

    جَارِي تَحْضِير الرَّدّ بإذْنِ الله
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 25-03-2012, 08:21 PM.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: ما الحكم الشرعي في الاتي

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      أمَّا بخُصُوصِ شُكْر أحَدٍ عَلَى صَنِيعِهِ الطَّيِّب، فَالأصْلُ فِيهِ الجَوَاز، لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاس لَمْ يَشْكُرِ الله ]، ولَكِنْ هُنَاكَ قَاعِدَةٌ تَقُولُ (كُلُّ مَا يُفْضِي إلى مُحَرَّمٍ فَهُوَ مُحَرَّمٌ وإنْ كَانَ أصْلُهُ حَلاَلاً)، ولِذَلِكَ أُمِرَت المَرْأة بعَدَمِ الخُضُوع في القَوْلِ مَعَ الرِّجَال، فَأصْلُ الكَلاَم حَلاَل ومُبَاح، لَكِنَّ الخُضُوع يُحَوِّلُهُ إلى حَرَام، فَمُنِعَت مِنْهُ، لِذَا: فَإنْ كَانَ هذا الشُّكْرُ مِنَ النِّسَاءِ لهَؤُلاَءِ الرِّجَال أو العَكْس يُحْدِثُ في القَلْبِ تَعَلُّقًا أو إعْجَابًا، أو يَتْرُكُ أثَرًا، أو يَفْتَحُ بَابًا للكَلاَمِ دُونَ حَاجَةٍ، فَالوَاجِبُ الكَفّ مِنْهُ وعَدَم قَوْله أو الرَّدّ عَلَيْه حَتَّى لَوْ كَانَ شُكْرًا أو دُعَاءً، ولَمَّا كَانَت مَعْرِفَة ذَلِكَ صَعْبَة، فَالوَاجِب عَدَم الإكْثَار مِنْهُ سَدًّا للذَّرِيعَةِ، واكْتِفَاء النِّسَاء بالرَّدِّ عَلَى بَعْضِهِنَّ، والرِّجَال بالرَّدِّ عَلَى بَعْضِهِم.

      أمَّا بخُصُوصِ الحَاسَّة السَّادِسَة، فَهِيَ لَيْسَت اكْتِشَافًا جَدِيدًا، ولا هي خَاصَّة بالنِّسَاءِ وَحْدهنَّ مِثْلَمَا يُشَاعُ، بَلْ هي في كُلِّ البَشَر، تَخْتَلِف قُوَّتهَا باخْتِلاَفِ ثَقَافَة وإيِمَان الشَّخْص، إذْ أنَّ هذه الحَاسَّة هي مَا يُسَمِّيهَا البَعْضُ (الفَرَاسَة) ويُسَمِّيهَا آخَرُونَ (البَصِيرَة)، وأيًّا مَا كَانَ الاسْمُ، فهي القُدْرَة عَلَى تَوَقُّعِ الأُمُورِ المُسْتَقْبَلِيَّةِ في ظِلِّ ظُرُوفٍ حَالِيَّةٍ أو مَاضِيَةٍ، وهي نَفْس مَا يُوجَد في عِلْمِ الإحْصَاء باسْمِ (عِلْمُ التَّنَبُّؤ والتَّوَقُّعِ)، لَكِنَّ الشَّخْص هُنَا يَفْعَلهَا بتِلْقَائِيَّةٍ دُونَ قَوَاعِد عِلْمِيَّة، فَيَبْنِي عَلَى أُمُورٍ شَاهَدَهَا أو سَمِعَهَا تَصَوُّرَاتٍ لِمَا يُمْكِن أنْ تَتَطَوَّر إلَيْهِ في المُسْتَقْبَلِ، أحْيَانًا يُصِيبُ وأحْيَانًا يُخْطِئُ، والإصَابَةُ والخَطَأ هُنَا يَتَوَقَّفَانِ كَمَا قُلْنَا عَلَى دَرَجَةِ ذَكَاء الشَّخْص ورَجَاحَةِ عَقْلِهِ وتَقْيِيمِهِ للأُمُورِ، بَلْ تَكْفِي قُوَّة إيِمَانه وَحْدهَا وإنْ كَانَ قَلِيلُ الذَّكَاءِ والعِلْم، فَيُعْطِيهِ اللهُ البَصِيرَةَ في الأُمُورِ ويُجَلِّيهَا لَهُ، وفي النِّهَايَةِ: مَا وَافَقَ القَدَر مِنْهَا أصَابَ الشَّخْصُ في تَوَقُّعِهِ، ومَا خَالَفَ القَدَر مِنْهَا، سَبَقَ القَدَرُ وأخْطَأ الشَّخْصُ في تَوَقُّعِهِ، وتَتَمَيَّز النِّسَاء بهذا الأمْر في الأُمُورِ العَاطِفِيَّة، إذْ أنَّ المَرْأةَ بطَبِيعَتِهَا تَمِيلُ إلى العَاطِفَةِ أكْثَر، وتُحَكِّمُ مَشَاعِرهَا قَبْلَ وبَعْدَ عَقْلهَا، لِذَلِكَ تَظْهَر في الأُمُورِ العَاطِفِيَّةِ أكْثَر فَرَاسَةً وإصَابَةً مِنَ الرَّجُلِ، ولَكِنَّ الحَاسَّة نَفْسهَا مَوْجُودَة عِنْدَ الجَمِيعِ وتَخْتَلِف باخْتِلاَفَاتِ النَّاس.
      ومِنْ أبْرَزِ الأمْثِلَة عَلَى وُجُودِهَا: الفَارُوقُ عُمَر، فَكَثِيرًا مَا كَانَ يَتَكَلَّمُ فَيُنَزَّل القُرْآن مُوَافِقًا لكَلاَمِهِ حَرْفِيًّا، وهذا لَيْسَ رَجْمًا بالغَيْبِ مِنْهُ، ولَكِنَّهُ لَمَّا اسْتَقْرَأ الوَاقِع المُحِيط بِهِ وفَكَّرَ في مُعْطَيَاتِهِ ورَبَطَ بَيْنَ الأُمُور، وَقَعَ في قَلْبِهِ شَكْلاً للأُمُورِ تَكُون عَلَيْهَا، فَأنْطَقَهُ اللهُ بكَلاَمٍ يُوَافِق القُرَآن قَبْلَ نُزُولِهِ، ولا يَخْفَى عَلَى أحَدٍ رَجَاحَة عَقْل الفَارُوق وقُوَّة إيِمَانه مِنْ أوَّلِ لَحْظَةٍ إسْلاَم، فَاجْتَمَعَت فِيهِ رَجَاحَةُ العَقْل وقُوَّةُ الإيِمَان ومُوَافَقَةُ القَدَر، فَأصَابَ في أكْثَرِ مِنْ تَوَقُّعٍ، رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّهُ قَالَ [ وَافَقْتُ رَبِّي في ثَلاَثٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إبْرَاهِيم مُصَلَّى، فَأُنْزِلَت (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وآيَةُ الحِجَابِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لَوْ أمَرْتَ نِسَاءَكَ أنْ يَحْتَجِبْنَ، فَإنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ والفَاجِرُ، فَنَزَلَت آيَة الحِجَاب، واجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في الغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: عَسَى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبْدِلَهُ أزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ، فَأُنْزِلَت هذه الآيَة ].
      والأصْلُ في هذه الفَرَاسَةِ أنَّهَا مُبَاحَة، وإنَّمَا تُحَرَّمُ تَبَعًا للقَاعِدَةِ سَالِفَة الذِّكْر أعْلاَه؛ لَمَّا تَتَحَوَّل إلى افْتِتَانٍ واغْتِرَارٍ بِهَا، وتَدْخُل في الرَّجْمِ بالغَيْبِ في أُمُورٍ لا يَعْلَمهَا إلاَّ الله، ويَبْدَأ الشَّخْص في الجَزْمِ بتَوَقُّعَاتِهِ عَلَى أنَّهَا قَدَرٌ وَاجِبُ النَّفَاذِ لا مُجَرَّد تَوَقُّعَات تَحْتَمِلُ الخَطَأ، وهُنَا يَكُونُ الخَطَر والتَّحْرِيم وتَكُون مِنَ الشَّيْطَانِ.
      يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ 112 وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ 113 ]، فَأحْيَانًا نَجِد الشَّيْطَان يُزَيِّن للشَّخْصِ أفْعَالاً وأقْوَالاً هي في أصْلِهَا صَحِيحَة، ولَكِنَّهُ يَسْتَخْدِمُهَا ليُضِلّ بِهَا الشَّخْص عَلَى طَرِيقَةِ (قَوْلٌ حَقٌّ أُرِيدَ بِهِ بَاطِل)، فَنَجِدُهُ يَدْفَعُ الشَّخْصَ نَحْوَ عَمَلٍ بدَعْوَى أنَّهُ خَيْر، وهُوَ في الحَقِيقَةِ يُرِيدُ أنْ يَغْتَرَّ هذا الشَّخْص بهذا العَمَل، فَيُفْتَن بِهِ ويَضِلّ، فَيَصِلُ الشَّيْطَانُ إلى مُرَادِهِ، فَالعِبْرَة عِنْدَهُ بالنَّتِيجَةِ لا بالوَسِيلَةِ، فَمَثَلاً نَجِدُ دَاعِيَةً مِنَ الدُّعَاةِ، افْتُتِنَ بالكَامِيرَاتِ والأضْوَاءِ والشُّهْرَةِ وهُوَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ، وأخَذَ في مُدَاهَنَةِ النَّصَارَى مُخَالِفًا تَعَالِيم الإسْلاَم، فإذا سَألْتهُ يَقُولُ أنَّهُ يَفْعَل بغَرَضِ دَعْوَتهم للإسْلاَمِ وكَسْب قُلُوبهم، بَلْ ويَسْتَشْهِد بأدِلَّةٍ مِنَ الدِّينِ ويُوَظِّفهَا في غَيْرِ مَوْضِعِهَا ليُثْبِتَ صِحَّة مَوْقِفه، وقَدْ تَنَاسَى أنَّ دِينَهُ أمَرَهُ بخِلاَفِ ذَلِكَ، وأنَّ الأدِلَّةَ المَبْتُورَة الَّتِي يَنْتَقِيهَا تَرُدُّ عَلَيْهِ فِعْلَهُ لَوْ أنَّهُ أكْمَلَهَا ولَمْ يَبْتُرْهَا عَلَى طَرِيقَةِ (ولا تَقْرَبُوا الصَّلاَة)، وأنَّ دَعْوَةَ المُسْلِمُ لغَيْرِ المُسْلِمِ لا تَسْتَلْزِم مُدَاهَنَةً ولا وَلاَءً، ومَشْرُوطَةٌ بشُرُوطٍ وضَوَابِط وبَرَاءٍ، فَفَتَنَهُ الشَّيْطَان بحُجَّةٍ صَحِيحَةٍ وهي دَعْوَة غَيْر المُسْلِمِينَ للإسلام، ولَكِنَّهُ أوْقَعَهُ فِيمَا لا تُحْمَد عُقْبَاهُ مِنْ مُخَالَفَاتٍ عَقْدِيَّةٍ خَطِيرَةٍ، فَضَلَّ بنَفْسِهِ وأضَلَّ غَيْره.
      نَفْسُ الشَّيْءِ يَحْدُثُ مَعَ المُنَجِّمِينَ والعَرَّافِينَ والسَّحَرَة، فَيُصَوِّرُ الشَّيْطَانُ للنَّاسِ ضِعَاف الإيِمَان أنَّ هَؤُلاَء الدَّجَّالِينَ عَلَى حَقٍّ، وكَلاَمَهُم يَتَحَقَّقُ دَائِمًا، وتَوَقُّعَاتهم لا تَخِيبُ، فَيَتَّبِعُونَهُم، فَيَضِلُّونَ بضَلاَلِهِم، ويَحْدُثُ أيْضًا مَعَ الَّذِينَ يَغْتَرُّونَ بتَوَقُّعَاتِهِم (وأحْلاَمِهِم) والَّذِينَ يُصَدِّقُونَهُم ويُفْتَنُونَ بهم، فَيُحَقِّقُ اللهُ لَهُم بَعْض مَا يَقُولُونَ ليَخْتَبِرَهُم هَلْ سَيَزْدَادُونَ افْتِتَانًا أمْ سَيَرْجِعُونَ للصَّوَابِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى [ الم 1 أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ 2 وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ 3 ].

      أمَّا بخُصُوصِ الذَّبْح لغَيْرِ الله، فَتُرَاجَع فِيهِ الفَتْوَى التَّالِيَة:
      متى يكون الذبح لغير الله شركًا

      أمَّا بخُصُوصِ أحَادِيث (دَعْ مَا يُرِيبكَ إلى مَا لاَ يُرِيبكَ) ومَا شَابَهَهَا مِنْ أحَادِيث تَرْك الشُّبُهَات، فَوَاضِحٌ أنَّكِ أخَذْتِهَا عَلَى ظَاهِرِ لَفْظهَا، وفَاتَكِ الوُقُوف عَلَى شَرْحِهَا ومَعْرِفَة كَيْفِيَّة تَطْبِيقهَا، كَمَا يَفْعَلُ البَعْض مَعَ حَدِيثِ (اسْتَفْتِ قَلْبكَ) ويَخْتَارُونَ مَا يُوَافِق هَوَاهُم وإنْ خَالَفَ الشَّرْع، والحَدِيثُ لا يَقُولُ هذا أبَدًا، بَلْ هذا مِنَ التَّسَرُّعِ في الفَهْمِ والأخْذِ بالظَّوَاهِر، ولا يَفُوتنَا في هذا المَقَامِ أنْ نُذَكِّرَ أنَّ أكْثَر المُخَالَفَات الَّتِي تُؤْخَذ عَلَى مَذْهَبِ الإمَام ابْن حَزْم أنَّهُ كَانَ يَتَّبِعُ المَذْهَب الظَّاهِرِيّ، فَجَرَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ مَشَاكِل كَثِيرَة، رَغْمَ مَا عُرِفَ عَنْهُ مِنْ ذَكَاءٍ فَذّ، فَلَيْسَ مِنَ الفِقْهِ أنْ نَأخُذَ الكَلِمَة بظَاهِرِهَا دُونَ مَعْرِفَة شَرْحهَا والمُرَاد مِنْهَا، وإلاَّ مَا طَبَّقْنَا عِبَادَة التَّدَبُّر والتَّفَكُّر وطَلَب العِلْم الَّتِي أمَرَنَا اللهُ بِهَا وتَنَاسَيْنَاهَا عَنْ عَمْدٍ وغَيْرِ عَمْد.
      إنَّ تَفْسِيرَ الكَلِمَة –وخَاصَّةً في القُرْآن- يَتِمُّ عَلَى ثَلاَثِ مُسْتَوَيَاتٍ: تَفْسِيرٌ بالمَعْنَى (الظَّاهِر)، وتَفْسِيرٌ بلاَزِمِ المَعْنَى، وتَفْسِيرٌ بالمُرَادِ، وهَكَذَا يُفْهَم القَصْد الصَّحِيح مِنَ الكَلِمَة، فَمَثَلاً كَلِمَة (اسْتَفْتِ قَلْبَكَ):
      - مَعْنَاهَا الظَّاهِر: اسْألْ قَلْبَكَ وخَيِّرْهُ بَيْنَ الأُمُور.
      - لاَزِمُ مَعْنَاهَا: هذا السُّؤَال وهذا التَّخْيِير لاَبُدَّ أنْ يُبْنَى عَلَى قَدْرٍ مِنَ العِلْمِ مِنْ أجْلِ اخْتِيَار الصَّحِيح ورَفْض البَاطِل.
      - المُرَادُ مِنْهَا: تَحَرِّي الدِّقْةَ في الاخْتِيَارِ بنَاءً عَلَى أُسُسٍ عِلْمِيَّةٍ صَحِيحَةٍ للفَصْلِ في أُمُورٍ مُخْتَلطَةٍ، مِنْ أجْلِ اخْتِيَار الصَّحِيح والمُوَافِق للحَقِّ وإنْ خَالَفَ مَا تُرِيدُهُ النَّفْسُ والرَّأي الشَّخْصِيّ.
      لَكِنْ مَنْ يَقِف عِنْدَ حَدِّ لَفْظِهَا الظَّاهِر فَقَط، نَرَاهُ يَتَتَبَّع زَلاَّت العُلَمَاء، ويَأخُذ بالرُّخَصِ، ويَتَّبِع الشُّبُهَات ويُصَدِّقهَا، ويُحَكِّم هَوَاه ويَضَعهُ في الدَّلِيلِ بَلْ وفَوْقَ الدَّلِيل.
      وعَلَى ذَلِكَ، فَإنَّ الأحَادِيثَ الَّتِي تَأمُرُ بتَرْكِ الشُّبُهَات وتَحَرِّي الحَقّ والبُعْد عَنْ مَوَاطِن الرَّيْبَة، كُلّهَا لاَبُدَّ عِنْدَ اسْتِخْدَامهَا أنْ تُبْنَى عَلَى أدِلَّةٍ، لأنَّ الشُّبْهَةَ تُدْرَأُ باليَقِينِ، فَلَوْ شَكَكْتُ مَثَلاً في مَالِ أبِي، وخِفْتُ أنْ آكُلَ مِنْهُ إذْ قَدْ يَكُون حَرَامًا، وأرَدْتُ تَطْبِيق جُمْلَة الأحَادِيث الَّتِي تُطَالِبنِي بالتَّحَرِّي اتِّقَاءً لله في نَفْسِي، فَلاَ يَقِفُ الأمْر عَلَى مُجَرَّدِ أوْهَامٍ أو ظُنُونٍ، بَلْ يَجِبُ التَّحَرِّي فِعْلاً، فَأرَى مَصَادِر دَخْل أبِي، وكَيْفِيَّة كَسْبه للمَالِ، وأنْظُرُ للحُكْمِ الشَّرْعِيّ في عَمَلِهِ وكَسْبِهِ، فَإنْ وَجَدْتَهَا طَيِّبَة، أكَلْتُ مِنْ مَالِهِ، وإنْ وَجَدْتَهَا غَيْر ذَلِكَ، تَتَبَّعْت الأحْكَام في الحَالاَتِ المُخْتَلِفَة سَوَاء كَانَ مَالُهُ مُخْتَلطًا بحَرَامٍ وفِيهِ حَلاَل أو كُلّهُ حَرَام، أمَّا أنْ أقْعُدَ هَكَذَا ولا أتَحَرَّى وأقُولُ (وَقَعَ في نَفْسِي ودَائِمًا يَتَحَقَّقُ تَوَقُّعِي - أو ظَنَنْتُ ولا يَخِيبُ ظَنِّي أبَدًا - أو حَلِمْتُ ومَا يَخْتَلِفُ لِي حِلْمٌ، أو خَمَّنْتُ، أو شَكَكْتُ - أو أيّ كَلِمَةٍ مِنْ هذه الكَلِمَات الَّتِي لا دَلِيلَ فِيهَا يُثْبِت حُرْمَة المَال) فَلاَ اعْتِبَارَ لَهَا، وبَعِيدَة كُلّ البُعْدِ عَنْ فَهْمِ وتَطْبِيقِ الأحَادِيث.
      أمَّا قَوْلُكِ (بدأت أمشي على إحساسي) فَأقُولُ لَكِ: كُلُّ بِنَاءٍ لاَبُدَّ لَهُ مِنْ أسَاسٍ، وتَتَوَقَّف قُوَّةُ البِنَاءِ عَلَى قُوَّةُ الأسَاسِ، فَإنْ قَوِيَ الأسَاسُ قَوِيَ البِنَاءُ، وإنْ خَابَ الأسَاسُ، فَإنَّ البِنَاء مَآلُهُ الانْهِيَار مَهْمَا عَلاَ وارْتَفَعَ وظَهَرَ بمَظْهَرٍ قَوِيٍّ خَادِعٍ، ومِمَّا سَبَقَ فَإنَّنَا لَمَّا نَعْتَمِدُ عَلَى إحْسَاسِنَا فَنَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فَقَط لَمَّا يَكُون مَبْنِي عَلَى عِلْمٍ صَحِيحٍ، ونَسْتَخْدِمُهُ بنَاءً عَلَى قَوَاعد وأُسُس صَحِيحَة، أمَّا أنْ نَبْنِيَ إحْسَاسَنَا عَلَى هَوَى النَّفْسِ دُونَ عِلْمٍ، فَمَا أفْسَدَ ذَلِكَ وأضَرّهُ عَلَيْنَا، ولَقَدْ ذَمَّ اللهُ الهَوَى في القُرْآنِ في كُلِّ مَوْضِعٍ جَاءَ ذِكْرُ الهَوَى فِيهِ، ولذَلِكَ فَرَضَ اللهُ عَلَيْنَا طَلَبُ العِلْمِ، حَتَّى نُحَصِّنَ أنْفُسَنَا مِنَ الهَوَى، وأوْجَبَ عَلَيْنَا سُؤَال أهْل العِلْم، ولُزُوم الجَمَاعَة، واخْتِيَار الرّفْقَة الصَّالِحَة، حَتَّى نَقْضِيَ عَلَى مَنَافِذ تَحَكُّم الهَوَى في النَّفْسِ، ونَضَعُ أمَامَ كُلّ مَنْفَذٍ وَسِيلَةً صَحِيحَةً تُعِينُنَا عَلَى الحُكْمِ الصَّحِيحِ عَلَى الأشْيَاءِ.
      ووَاضِحٌ أنَّ كُلَّ هذا مِنْ تَلاَعُبِ الشَّيْطَان برَأسِكِ، فَتَارَّةً يُرِيكِ الطَّعَام عَلَى أنَّهُ حَرَام فَتَتْرُكِيه اتِّقَاءً للشُّبْهَةِ، وهُوَ نَفْس الطَّعْام بَعْدَ يَوْمَيْنِ تَشْتَهِينَهُ ولا تَأكُلِيهِ مُرَاعَاةً لأُمِّكِ، ثُمَّ هُوَ نَفْسهُ الَّذِي تَأكُلِينَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ يَتَلاَعَبُ برَأسِكِ، ويُنَوِّعُ لَكِ الأسَالِيب، مَرَّة شَرْعِيَّة، ومَرَّة نَفْسِيَّة تِجَاه أُمّكِ، ومَرَّة شَهْوَةُ بَطْنٍ، وقَدْ لا يَكُون قَصْدهُ الطَّعَام أصْلاً، بَلْ قَصْدهُ إيِقَاعكِ في هذه الحِيرَةِ الَّتِي أنْتِ فِيهَا الآن، فَيُشْغِل عَقْلكِ ووَقْتكِ بأيِّ شَيْءٍ، حَتَّى لا يَكُون لَدَيْكِ وَقْت للعِبَادَةِ ولا الخُشُوعِ ولا التَّدَبُّرِ، وإنْ فَعَلْتِ، يَجْعَلكِ تَفْعَلِينَ تَحْتَ تَأثِير نَفْس الفِكْرَة، فَلاَ تَقْرَئِينَ إلاَّ في مَوْضُوعَاتٍ مُحَدَّدَةٍ، ولا تَفْهَمِينَ مَا تَقْرَئِينَهُ إلاَّ مِنْ زَاوِيَةٍ مُحَدَّدَةٍ، تُثْبِتُ لَكِ مَا يشْغِلُ بَالكِ، وتُزِيدُ مِنْ حِيرَتِكِ أكْثَر.

      وأمَّا بخُصُوصِ تِكْرَار نَدَمكِ في مَوَاقِف كُنْتِ تَعْرِفِينَ مُسْبَقًا أنَّكِ سَتَنْدَمِينَ فِيهَا، فَلَهُ سَبَبَانٍ:
      السَّبَبُ الأوَّلُ: تَوَقُّعُكِ للنَّدَمِ قَبْلَ مَجِيئِهِ، فَالشَّخْصُ عِنْدَمَا يُوَطِّنُ نَفْسَهُ عَلَى الشُّعُورِ بإحْسَاسٍ مُعَيَّنٍ في مَوْقِفٍ مُعَيَّنٍ لَمْ يَأتِ بَعْدُ، غَالِبًا مَا يَحِسّ بهذا الإحْسَاس فِعْلاً لَمَّا يَأتِي المَوْقِف، وقَدْ كَانَ مِنَ المُمْكِنِ ألاَّ يَحِسّهُ ويَحِسّ بغَيْرِهِ لَوْ لَمْ يُوَطِّن نَفْسَهُ عَلَيْهِ، وأضْرِبُ لَكِ مِثَالاً مَشْهُورًا في عِلْمِ النَّفْسِ عَنِ العِلاَقَةِ بَيْنَ الإثَارَةِ والمُثِيرِ (مَعَ كَامِلِ احْتِرَامنَا لَكِ): قَامَ فَرِيقٌ مِنَ العُلَمَاءِ بعَمَلِ تَجْرِبَةٍ لدِرَاسَةِ العِلاَقَة بَيْنَ الإثَارَةِ والمُثِيرِ، فَجَاءُوا بكَلْبٍ وحَبَسُوهُ في غُرْفَةٍ، وأخَذُوا يُقَدِّمُونَ لَهُ الطَّعَام كُلّ يَوْمٍ في وَقْتٍ مُعَيَّنٍ، وقَبْلَ أنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ الحَارِس كَانَ يَضْرِبُ جَرَسًا أوَّلاً ثُمَّ يَدْخُل ويُقَدِّم لَهُ الطَّعَام، فَيَسِيل لُعَاب الكَلْب، اسْتَمَرُّوا عَلَى هذه الحَالِ فَتْرَة، وفي يَوْمٍ جَاءَ الحَارِس وضَرَبَ الجَرَس ودَخَلَ ولَمْ يَكُن مَعَهُ أيّ طَعَامٍ، فَوَجَدَ لُعَاب الكَلْب يَسِيل، فَعَرفُوا أنَّ الكَلْبَ رَبَطَ في ذِهْنِهِ بَيْنَ ضَرْبِ الجَرَس ودُخُول الطَّعَام، ومِنْ هذا اسْتَنْتَجُوا أنَّ الإنْسَانَ لَمَّا يُوَطِّن نَفْسَهُ عَلَى شُعُورٍ مُعَيِّنٍ لحَدَثٍ مُعَيَّنٍ لَمْ يَأتِ بَعْدُ، فَغَالِبًا مَا يُطَبِّق هذا الشُّعُور لا إرَادِيًّا إذا وَقَعَ الحَدَث، ومِنْ ثَمَّ فَمِنْ أهَمِّ ضَوَابِط عَمَل البَحْث العِلْمِيّ هُوَ عَدَم تَوَقُّع نَتِيجَة مُحَدَّدَة قَبْلَ انْتِهَاء البَحْث، لأنَّ هذا يَجُرّ البَاحِث دُونَ وَعْي في طَرِيقٍ غَيْر مُحَايِد، فَيُخْرِج البَحْث بنَفْسِ النَّتِيجَة الَّتِي تَوَقَّعَهَا، وقَدْ تَكُون غَيْر حَقِيقِيَّة بالمَرَّة، وسُبْحَانَ الله، العَكْسُ يَكُونُ في الإسْلاَمِ، فَلَعَلَّ هذا هُوَ سِرٌّ مِنْ أسْرَارِ وُجُود عِبَادَات مُتَكَرِّرَة في الإسْلاَمِ، كَالصَّلاَة خَمْس مَرَّات في اليَوْم والجُمُعَة مِنْ كُلِّ أُسْبُوعٍ، والصِّيَام كُلّ سَنَة، وصِيَام الاثْنَيْنِ والخَمِيس والأيَّام القَمَرِيَّة، وكَوْن الدَّعْوَة بَيْنَ التَّرْغِيب والتَّرْهِيب، ووُجُود أذْكَار اليَوْم واللَّيْلَة، وفَرْض الأمْر بالمَعْرُوفِ والنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ، ووُجُوب التَّذْكِرَة والنَّصِيحَة باسْتِمْرَارٍ، وأُمُورٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا في الإسْلاَمِ، قَدْ يَكُون الغَرَض مِنْ تِكْرَارِهَا تَوْطِينُ النَّفْسِ عَلَيْهَا، وتَرْسِيخُ الثَّوَاب والعِقَاب، والجَنَّة والنَّار، حَتَّى يَعْمَل الإنْسَان في ضَوْءِ ذَلِكَ كُلّه ولا يَنْسَى، فَيَكُون يَقِظًا عَلَى الدَّوَامِ، ولَعَلَّهُ هُوَ نَفْسهُ السَّبَب الَّذِي يَجْعَل أعْدَاء الدِّين يُحَاوِلُونَ باسْتِمَاتَةٍ التَّلاَعُب في الدِّينِ، بمَنْعِ شَرَائِعِهِ، والتَّغْيِيرِ فِيهَا شَكْلاً ومَضْمُونًا، وتَشْوِيهِهَا ونَشْرِ الشُّبُهَاتِ حَوْلهَا، حَتَّى يَنْزَعُوا عَنِ الإنْسَانِ هذه الوِقَايَة المُسْتَمِرَّة مَعَهُ مَا دَامَ حَيًّا، الشَّاهِدُ في الكَلاَمِ: أنَّ تَوَقُّعَكِ للنَّدَمِ في مَوْقِفٍ مُعَيَّنٍ هُوَ البَاعِثُ عَلَى حُدُوثِ النَّدَم فِعْلاً عِنْدَ حُدُوثِ المَوْقِف، ولَوْ كُنْتِ تَوَقَّعْتِ شَيْئًا آخَر غَيْر النَّدَم ووَطَّنْتِ نَفْسكِ عَلَيْهِ، لَحَدَثَ هُوَ نَفْسهُ عِنْدَ حُدُوثِ المَوْقِف ولَمْ يَحْدُث النَّدَم.
      السَّبَبُ الثَّانِي: أمْرٌ طَبِيعِيٌّ أنْ يَشْعُرَ الإنْسَانُ بالنَّدَمِ مِنْ مَوْقِفٍ يَسْتَحِقّ النَّدَم فِعْلاً، فَأنْتِ تَعْرِفِينَ مُسْبَقًا أنَّ أُمَّكِ حَذَّرَت مِنْ أنْ يَأخُذَ أحَدٌ أقْلاَمِهَا، وبالتَّالِي لَمَّا تَأخُذِينَ مِنْ أقْلاَمِهَا، فَإنَّ نَفْسَكِ لاَبُدَّ وأنْ تَشْعُرَ بالنَّدَمِ، لمَعْرِفَتِهَا بالنَّهْي عَنِ الأخْذِ، كَمَنْ يَفْعَل ذَنْبًا وبَعْدَ أنْ يَنْتَهِيَ مِنْهُ يَشْعُر بالنَّدَمِ، لمَعْرِفَتِهِ بعُقُوبَةِ الذَّنْب والنَّهْي عَنْهُ، ومِثْلَمَا يَفْرَحُ الإنْسَانُ لَمَّا يَفْعَل شَيْئًا جَمِيلاً، لمَعْرِفَتِهِ باسْتِحْسَانِ هذا الفِعْل ومُكَافَأتِهِ، فهذا أمْرٌ طَبِيعِيٌّ في النَّفْسِ السَّوِيَّةِ الَّتِي لَمْ تَتَبَدَّلْ فِطْرَتهَا ويَتَبَلَّدْ إحْسَاسهَا وتَصِير كُلّ الأُمُور عِنْدَهَا سَوَاء، ولا عِلاَقَة لهذا الشُّعُور بالفَرَاسَةِ الَّتِي تَكَلَّمْنَا عَنْهَا مِنْ قَبْل، إذْ أنَّ هذه أُمُور مِنَ الَّتِي تُعْرَف بطَبِيعَةِ الحَال دُونَ حَاجَةٍ إلى فَرَاسَةٍ.

      وأمَّا بخُصُوصِ حَصْر مَا تَشْعُرِينَ بِهِ في نِطَاقِ (إنْ فَعَلْت فَهُوَ حَلاَل وأفُوزُ بالجَنَّةِ – وإنْ لَمْ أفْعَلْ فَهُوَ حَرَام وأكُونُ في النَّارِ) فَهُوَ غَيْر صَحِيح بإطْلاَقِهِ، بَلْ يَجِبُ وَضْع كُلّ أمْرٍ في نِصَابِهِ، ومَا أرَاهُ أنَّ كُلَّ مَا تَقَعِينَ فِيهِ سَوَاء مِنْ أفْعَالٍ أو مِنْ نَتِيجَتِهَا بالحِيرَةِ هُوَ مِنْ نِتَاجِ تَشْوِيشٍ شَيْطَانِيٍّ عَلَى عَقْلِكِ، اسْتَغَلَّ فِيهِ قِلَّة عِلْمكِ وتَفْسِيركِ للعِلْمِ بنَفْسِكِ، فَأوْقَعَكِ في كُلِّ هذا التَّخَبُّط في العَمَلِ والإحْسَاس، ونَصِيحَتِي لَكِ في ذَلِكَ أنْ تَطْلُبِي العِلْم مِنْ أبْوَابِهِ، فَإنْ لَمْ يَكُن لَدَيْكِ مَسَاجِد مَوْثُوقَة تُقَام فِيهَا دُرُوس عِلْم لعُلَمَاءٍ ثِقَات، فَعَلَيْكِ بقَنَاةِ الرَّحْمَة، وبتَحْمِيلِ دُرُوس العُلَمَاء مِنْ عَلَى الانْتَرْنِتّ، والاشْتِرَاك في المُنْتَدَيَاتِ الإسْلاَمِيَّةِ المَوْثُوقَة الَّتِي تُقَدِّم شُرُوحًا لكُتُبِ العِلْم وتَعْقِد الدَّوَرَات العِلْمِيَّة، وكَذَا يُمْكِنكِ الاشْتِرَاك في المَعَاهِد الشَّرْعِيَّة عَنْ طَرِيقِ الانْتَرْنِتّ، وأنَا وَاثِقٌ أنَّ حَالكِ سَيَتَغَيَّر تَمَامًا ويَذْهَب عَنْكِ مَا تَجِدِينَ بمُجَرَّدِ التَّغَلْغُل في الفَهْمِ الصَّحِيحِ للدِّينِ.

      وأمَّا بخُصُوصِ لَيْلَة القَدْر: فَمَنْ قَالَ لَكِ أنَّهَا في يَوْمٍ مُعَيَّنٍ حَتَّى إذا لَمْ تَجْتَهِدِي فِيهِ تَظُنِّي أنَّهَا ضَاعَت وأنَّكِ خَسِرْتِ؟ يَا أُخْتَاه لَيْلَة القَدْر غَيْر مَعْلُوم وَقْتهَا، ولا يَسْتَطِيع مَخْلُوق أنْ يجْزِمَ أنَّ لَيْلَةً بعَيْنِهَا هي لَيْلَة القَدْر، ومِنَ الحِكْمَةِ في إخْفَائِهَا أنْ يَجْتَهِدَ المُسْلِمُ في العَشْرِ الأوَاخِر كُلّهَا، وعَلَى ذَلِكَ فَإنْ كُنْتِ اسْتَشْعَرْتِ لَيْلَةً بعَيْنِهَا وضَاعَت مِنْكِ، فَعَلَيْكِ بأُخْرَى مَا دَامَت العَشْر الأوَاخِر لَمْ تَنْتَهِ بَعْدُ، وإنْ كُنْتِ رَأيْتِ عَلاَمَاتهَا (ولَيْسَت عَلاَمَة وَاحِدَة فَقَط) وشَكَكْتِ أنَّهَا كَانَت لَيْلَة القَدْر، ألاَ يُمْكِن أنْ تَكُونِي مُخْطِئَة في تَقْيِيمِ العَلاَمَات، وتَكُون هي بَعْدَ ذَلِكَ أو كَانَت قَبْلَ ذَلِكَ؟ هَل أُغْلِقَت صَحِيفَتكِ وانْتَهَت أعْمَالكِ؟ هَلْ قَالَ اللهُ أنَّ مَنْ لَمْ يَفُز بلَيْلَةِ القَدْر سَيَدْخُل النَّار بغَضِّ النَّظَر عَنْ بَقِيَّةِ أعْمَالِهِ؟ صَحِيحٌ أنَّ لضَيَاعِهَا حَسْرَة، لَكِنْ لا تُؤَدِّي إلى الكُفْرِ، أرَأيْتِ كَيْفَ يَفْعَل الجَهْل بصَاحِبِهِ؟ أرَأيْتِ كَيْفَ يَتَلاَعَب الشَّيْطَان بالإنْسَانِ؟ رُبَّمَا مَا فَكَّرْتِ فِيهِ أضَاعَ عَلَيْكِ بَقِيَّة اللَّيَالِي، بَلْ ورُبَّمَا أضَاعَ مَجْهُود الشَّهْر، ولَوْ كُنْتِ نَفَّذْتِ لمُتِّ كَافِرَة، أي أضَعْتِ إسْلاَمكِ كُلّهُ، فَهَلْ هذا تَفْكِيرٌ سَلِيمٌ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ؟ وهَلْ كُلّ مَنْ ضَاعَت مِنْهُ فُرْصَة عَمَل صَالِح وكَسْب حَسَنَات يُفَكِّر هَكَذَا؟ وهَلْ كُلّ مَنْ ضَاعَت مِنْهُ حَسَنَة، فَمَعْنَى ذَلِكَ أنَّ كُلَّ مَا سَبَقَهَا مِنْ حَسَنَاتٍ قَدْ ضَاعَت؟
      لا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر
      أمَّا قَوْلُكِ عَنِ النَّاسِ أنَّهُم فَازُوا وأنْتِ لا، فَنَسْألكِ: هَلِ اطَّلَعْتِ عَلَى الغَيْبِ فَعَرِفْتِ مَنْ فَازَ ومَنْ خَسَرَ؟ وهَلْ مَنْ وَافَقَ اجْتِهَادهُ لَيْلَة القَدْر لاَبُدَّ أنْ يَفُوزَ بِهَا؟ وهَلْ قَرَأتِ صَحَائِف الأعْمَال فَوَجَدْتِ نَفْسَكِ الأخِيرَة؟ لَكِ أنْ تَحْزَنِي لأنَّكِ أضَعْتِ لَيْلَةً بدُونِ اجْتِهَادٍ قَدْ تَكُون هي لَيْلَة القَدْر، ولَكِنْ لَيْسَ لَكِ أنْ تَتَفَوَّهِي بقَوْلٍ لا يَصِحّ، وتَذَكَّرِي قَوْل الله تَعَالَى [ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ]، وقَوْله تَعَالَى [ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ]، وقَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في وَفَاةِ ابنه إبْرَاهِيم [ إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولا نَقُولُ إلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا ].

      الحَاصِلُ أُخْتنَا الكَرِيمَة هُوَ تَسَلُّط الشَّيْطَان عَلَيْكِ وتَحْزِينهُ لَكِ، وعَلَيْكِ بالآتِي:
      1) طَلَبُ العِلْمِ.
      2) قِرَاءَةُ سُورَةِ البَقَرَة كُلّ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ: لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم [ لا تَجْعَلُوا بُيُوتكُم مَقَابِر، إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفُرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأ فِيهِ سُورَة البَقَرَة ].
      3) المُدَاوَمَةُ عَلَى قِرَاءَةِ الأذْكَار اليَوْمِيَّة: كَقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى سَبِيلِ المِثَال لا الحَصْر [ إذا دَخَلَ الرَّجُل بَيْتهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُم ولا عَشَاء، وإذا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُر اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أدْرَكْتُم المَبِيت، وإذا لَمْ يَذْكُر الله عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أدْرَكْتُم المَبِيتَ والعَشَاءَ ].
      4) إزَالَةُ أو طَمْسُ صُوَر ذَوَات الأرْوَاح المُعَلَّقَة والتَّمَاثِيل: لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم [ لا تَدْخُل المَلاَئِكَة بَيْتًا فِيهِ صُورَة ].
      5) إخْرَاجُ الكِلاَب مِنَ البَيْتِ (إنْ كَانَ يُوجَد): لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم [ لا تَدْخُل المَلاَئِكَة بَيْتًا فِيهِ كَلْب ولا صُورَة ].
      6) تَخْلِيصُهُ مِنَ المُنْكَرَاتِ: كَالأغَانِي والمُوسِيقَى والأفْلاَم وغَيْرهَا، قَالَ تَعَالَى [ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَقَالَ ابْنُ القَيِّم رَحِمَهُ اللهُ في إغَاثَةِ اللَّهْفَان [ وهذه الإضَافَة إضَافَة تَخْصِيص، كَمَا أنَّ إضَافَةَ الخَيْل والرَّجِل إلَيْهِ كَذَلِكَ، فَكُلّ مُتَكَلِّمٍ في غَيْرِ طَاعَةِ الله أو مُصَوِّتٍ بيَرَاعٍ أو مِزْمَارٍ أو دُفٍّ حَرَامٍ أو طَبْلٍ فَذَلِكَ صَوْت الشَّيْطَان، وكُلّ سَاعٍ إلى مَعْصِيَةِ الله عَلَى قَدَمَيْهِ فَهُوَ مِنْ رَجِلِهِ، وكُلّ رَاكِبٍ في مَعْصِيَتِهِ فَهُوَ مِنْ خَيَّالَتِهِ، كَذَلِكَ قَالَ السَّلَف كَمَا ذَكَرَ ابْن أبِي حَاتِم عَنِ ابْن عَبَّاس: رَجِله كُلّ رِجْلٍ مَشَت في مَعْصِيَةِ الله ].
      واللهُ المُوَفِّقُ والمُسْتَعَانُ.

      وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: ما الحكم الشرعي في الاتي

        كلام مؤثر جدا وفعلا يجب طلب العلم فعلا للاهميته وقد كنت اعاني ايضا من تفكير في الخالق وكم دمرت كثير في هذا الموضوع وكنت على حافة الهلاك فقد عانيت كثيرا وحاولت اقناعي بان هناك خالق يراني حاولت حاولت ادعو الله وقلبي ؟؟.. حاولت مع نفسي كنت اصلي ولا اقتنع ابدا انا اصلي لمن؟؟ واي احد يكلمني ع دين اخركان من الممكن جدا تصديقه لذلك اخاف من ان اعرف دين الاخرين خشية الهلاك .... ولكن بفضل الله بعد دوامة شديدة التجات الى العلم الشرعي وخفت هذه الامور من ناحية الرب وهكذا وتحسنت كثيرا وقل هذا الموضوع بنسبة 70 ولكن مازلت اعاني من بعض الامور فاحاول دائما تجديد فكري والذي جعلني اتحسن بمصائب مررت بها ودعوة الله وانجاني منها فعلمت ان هناك من يراني وان هناك ملكان يكتبان ما افعله ولكن انا لا اعلم ماهو سبب هذه الشكوك عانيت معها معناة اتعبتني فعلا لان اسال نفسي واحاول ان اقنعها بان هناك خالق لكن لا فائدة بفضل الله حجيت حجة واتحسنت كثير جدا لعله ذنب فعلته وعاقبني الله به وارجو من الله يتمم شفاء قلبي حتى اصل 100 بالمئة كنت اتسائل دوما كيف لهؤلاء العلماء لا يختلون فكرهم بالله وكيف ماشاء الله يعتقدون تماما بان هناك خالق ولا يشتت فكرهم اطلاقا والصراحة سافرت الى بلد عربية مسلمة لان اصلنا هناك حيث الخضار وغيرها والله اهتز ديني هزا شديدا اقتعت نفسي بالعافية بان هناك خالق يعني احس ان انا في خطر ديني يهتز بين حين واخر ارجو من الله ان اصل الى اقتناع اكيد بان الله موجود وهو الخالق .......حالا تحسنت حالا لكن يعود لي شكوك بين ايام واخرى ارجو من الله يثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا ..
        ولكن هذه الشكوك زادت وسافعل بقوة الله فقد عانيت معناة شديدة في هذا الموضوع وعلاجها فعلا هو طلب العلم الشريعي فاسال الله ان يعينني في طلبه مع هذه الدراسة العنيفة يارب اعني على طلبه ....
        ومن ناحية ليلة القدر الذي زادني دمارا نفسيا جدا جدا وبكاء لدرجة امي شكت اني مت لان صباح الليلة كنت افتح المصحف ووجدت اول اية عن المنافقين والله ياشيخ كان الايات تكلمني عن الكفر بالله والنفاق لو تفتحو سورة التوبة في الايات تجدون ان غالبا الايات تتكلم عن المنافقين كل ما افتح صفحة تتكلم ان اعمالهم احبطت هؤلاء هم الكفار يعني الايات كانت تتكلم عن احباط عمل المنافقين فا اعتقدت بان الله يكلمني ان الاعمال التي فعلتها احبطت وان كل الي عملته راح خلاص هباءا منثورا انا خلاص دمرت واحسست بان سامسك نفسي واضربها واشد شعري مصدومة صدمة شديدة جدا الشعور كنت لا استطيع وصفه لاحد لان مافعلته في شعبان ورمضان وتجهيزات وغيرها ولم يكن احد يعلم بما افعله الا الله الا اشياء قلية كان يعلمها الناس وكنت اقول لما انا منافقة انا اصلا الاعمال التي اعملها لله اصلا ماحدش يعرفها كانت سرية اين النفاق في الموضع اين الكفر انا اؤؤمن بان الله موجود كانت ايام عصيبة جدا ولكن مثلما قلتم انه من (لعنة الله عليه الشيطان) فقد دمر حياتي واوقعني في دوامات وعلاجه مثلما قلتم العلم الشرعي وارجون من الله ييسر لي طلبه وشكر الله لكم الكلام الذي قلتموه يجب التفكر فيه جيدا لانه هام جدا ومن مفهوم كلامكم انه يجب ان لا اتسرع في الطلب فانا كنت اخذ كتاب احدايث الذي رواه مسلم واخذ بظاهرها دون معانيها ودون المراد بها فقد بظاهرها لان كنت اقرء الشرح في هاتفي ومابعرف ايه المصدر فاخذت على الكلام ...... اسال الله ان يعننا على الطلب لان حال قلبي متغير مرة شك ومرة يقين ومرة اسال لماذا ولماذا وخاصة اذا مسكت الدراسة جدا وتركت العلم الشرعي ولا اسمع اي دين اخر حتى لا اهتز فارجو من الله ان يساعد لان التحقت بمعاهد شرعية في النت والله يساحهم شروطهم صعبة ودراسة شديدة جدا التحقت بواحدة وكدت ان اضيع في الدراسة وراجو من الله اذا تم فتح معهد ابن تيمية فقد سمعت انه ميسر ان ييسر لي المتابعة ...... جزاكم الله خيرا يارب العالمين

        تعليق


        • #5
          رد: ما الحكم الشرعي في الاتي

          لأنَّ الشُّبْهَةَ تُدْرَأُ باليَقِينِ
          ووَاضِحٌ أنَّ كُلَّ هذا مِنْ تَلاَعُبِ الشَّيْطَان برَأسِكِ، فَتَارَّةً يُرِيكِ الطَّعَام عَلَى أنَّهُ حَرَام فَتَتْرُكِيه اتِّقَاءً للشُّبْهَةِ، وهُوَ نَفْس الطَّعْام بَعْدَ يَوْمَيْنِ تَشْتَهِينَهُ ولا تَأكُلِيهِ مُرَاعَاةً لأُمِّكِ، ثُمَّ هُوَ نَفْسهُ الَّذِي تَأكُلِينَهُ بَعْدَ ذَلِكَ،
          فعلا هذا الذي يحصل معي تماما ....
          مِنْ ثَمَّ فَمِنْ أهَمِّ ضَوَابِط عَمَل البَحْث العِلْمِيّ هُوَ عَدَم تَوَقُّع نَتِيجَة مُحَدَّدَة قَبْلَ انْتِهَاء البَحْث ف
          علا لم اتوقع نتيجة محددة لكن ندم بمعنى ياريت ان لم افعل كذا لان تبين لي ان الذي فعلته كان حراما بمعنى مثلا الغش في موضوع الواجبات كانت من داخلي احس باحد يقول لي لاتفعلي ذلك لربما يكون حراما احس بضيقة في الداخل احد يقول لا لا لا تفعلي ويمنعي من عمله مع العلم اني سباقا لم ياتيني هذا الاحساس في غش الواجبات فطيلة ايامي اعطي واغش واخذ من هنا هناك .... ولكن تركته لاني اعرف ان الغش حراما ولكني اتاني شك هل الغش يقع في مثل هذا الموقف ام لا فتركته يمكن يكون حرام وسالت عنه وتبين لي فعلا انه حرام لو اني حينها كتبت الواجب وغششت وسلمته لكان حرام والمفروض حينها كنت تركت هذا العمل وحمدت الله كثيرا من قلب لان لو عملته لكان حراما ففي مثل مواقف مشابهة لذلك يتضح لي بعد فترة ان الذي تركته والاحساس بضيق في الداخل كان حراما ولذلك عندما احس بضيقة من داخلي في امر ما اعرف ان سياتي وقت ويتضح لي ان هذه الضيقة كانت في الحقيقة حرام ولكن تاتي من حيث لا احتسب المهم ان هذه الضيقة احد يقولي ستريني بان الذي في قلبك سيكون حراما ولذلك عندما يضيق صدري بشيء اتركه واذا فعلت بعد احساسي بالضيقة واقول عادي لا حرام ولا حاجة ايه يعني ياتي بعد فترة اما عن طريق السماع محاضرة او عن اي طريق اخر احد يقول بالنص مثلا في التلفاز ان العمل كذا وكذا حرام شرعا فاندم اني لم اترك هذا الشك سابقا ,,,,,,
          أنْتِ تَعْرِفِينَ مُسْبَقًا أنَّ أُمَّكِ حَذَّرَت مِنْ أنْ يَأخُذَ أحَدٌ أقْلاَمِهَا، وبالتَّالِي لَمَّا تَأخُذِينَ مِنْ أقْلاَمِهَا، فَإنَّ نَفْسَكِ لاَبُدَّ وأنْ تَشْعُرَ بالنَّدَمِ، لمَعْرِفَتِهَا بالنَّهْي عَنِ الأخْذِ،
          فعلا امي حذرت من ذلك بسبب اخواتي ياخذون الاقلام ويضيعونها ولكن انا لن افعل ذلك سارجعوها مثلما كانت لكن اخاف ان تعتبر هذه سرقة او اكون مخالفة لامر امي واخذ ذنب لكن اقول في نفسي ولو رئتني امي كان عادي جدا لان اولا انا كبيرة ومش بضيعة ولو ستاذنتها اا هتستغرب انت ليه بتساذني ايه المشكلةّ!!! مع العلم ان هذا الامر وهذا الاحاسيس تاني كثيرا وتضيع وقتي ومثلما قلتم ووَاضِحٌ أنَّ كُلَّ هذا مِنْ تَلاَعُبِ الشَّيْطَان برَأسِكِ، فَتَارَّةً يُرِيكِ الطَّعَام عَلَى أنَّهُ حَرَام فَتَتْرُكِيه اتِّقَاءً للشُّبْهَةِ، وهُوَ نَفْس الطَّعْام بَعْدَ يَوْمَيْنِ تَشْتَهِينَهُ ولا تَأكُلِيهِ مُرَاعَاةً لأُمِّكِ، ثُمَّ هُوَ نَفْسهُ الَّذِي تَأكُلِينَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ يَتَلاَعَبُ برَأسِكِ، ويُنَوِّعُ لَكِ الأسَالِيب، مَرَّة شَرْعِيَّة، ومَرَّة نَفْسِيَّة تِجَاه أُمّكِ، ومَرَّة شَهْوَةُ بَطْنٍ، وقَدْ لا يَكُون قَصْدهُ الطَّعَام أصْلاً، بَلْ قَصْدهُ إيِقَاعكِ في هذه الحِيرَةِ الَّتِي أنْتِ فِيهَا الآن، فَيُشْغِل عَقْلكِ ووَقْتكِ بأيِّ شَيْءٍ، حَتَّى لا يَكُون لَدَيْكِ وَقْت للعِبَادَةِ ولا الخُشُوعِ ولا التَّدَبُّرِ، وإنْ فَعَلْتِ، يَجْعَلكِ تَفْعَلِينَ تَحْتَ تَأثِير نَفْس الفِكْرَة، فَلاَ تَقْرَئِينَ إلاَّ في مَوْضُوعَاتٍ مُحَدَّدَةٍ، ولا تَفْهَمِينَ مَا تَقْرَئِينَهُ إلاَّ مِنْ زَاوِيَةٍ مُحَدَّدَةٍ، تُثْبِتُ لَكِ مَا يشْغِلُ بَالكِ، وتُزِيدُ مِنْ حِيرَتِكِ أكْثَر فعلا ويكفي انها مضيع للوقت وتعب حتى الواحد خلاص حرام حرام لكن الذي اقوله هل اترك هذا الامر واحارب الشيطان ام ماذا مثلا موضوع الغش كنت سابقا اغش لكن اشمعنا في هذا الساعة وهذا الوقت اتاني ضيقة هل لاني ازدت رصيدا من علمي وتذكرت ان الغش حرام وان من فضل الله عليه جعلني اشعر بضيقة قبل الذنب ام هو ايحاء من الشيطان حتى يتعبني ويجعلني امل جدا لان كل ما افعل شيء او اخذ شيء اسال نفسي هل هو حرام ام حلال ؟؟؟مثلا اخذ شيء من ملك امي واتذكر كلامها وانا في امس الحاجة لها وامي والله لو راتني لن تقول شيئا او حتى لن تحزن واتعب نفسي وابحث واظل ابحث وازعج اخوتي حتى اجد من ممتلكاتي هل هو من الله بان لا يجعلني اقع في الحرام مثل تمنيت من الله ان يجعلني عندما اتكلم بكلمة افكر بها اهذا حلال ام حرام وفعلا الحمد لله دائما اسل نفسي حتى اتفه الاشياء هل هذه الكلمة من رضاء الله ........ يعني الان هل اذا احسست بهذه الضيقة هل اتركها ؟؟؟ واتحمل واصبر ويكون تحت عنوان ( الورع)هو ترك الشيء خوفا من الوقوع في الحرام......

          ليلة القدر....
          رُبَّمَا مَا فَكَّرْتِ فِيهِ أضَاعَ عَلَيْكِ بَقِيَّة اللَّيَالِي، بَلْ ورُبَّمَا أضَاعَ مَجْهُود الشَّهْر، ولَوْ كُنْتِ نَفَّذْتِ لمُتِّ كَافِرَة، أي أضَعْتِ إسْلاَمكِ كُلّهُ، فَهَلْ هذا تَفْكِيرٌ سَلِيمٌ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فعلا فعلا هذا الي حصل ولن اتكلم بما كنت افكر فيه وللاسف فكرت بامور لا يستحسن قولها ...لكن كنت دائم استفسر لما حصل هذا كله ؟؟ وافكر في ليلة القدر هذا الحزن الذي حزنته ترك اثرا في قلبي حتى لا احب ابدا تذكر هذه الايام ولا احب المكان الذي كنت فيه وبحاول انسى .... ولكن صدقتم لربما لم تكن هذه هي الليلة لان الايام الباقية اجتهدت فيها اكثر واكثر واكثر بعد هذا الحزن وقلت في نفسي لربما تكون الايام الباقية هي ليلة القدر ولربما ابتلاني الله في هذه الليلة حتى اجتهد في الباقي لان فعلا اجتهدت كثيرا في الباقي وفعلا لانعلم متى هي ليةلة القدر..
          الله يعين واللهم فقهنا في الدين

          تعليق


          • #6
            رد: ما الحكم الشرعي في الاتي

            بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
            الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
            السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
            بالنِّسْبَةِ لقَوْلِكِ (واي احد يكلمني ع دين اخر كان من الممكن جدا تصديقه لذلك اخاف من ان اعرف دين الاخرين خشية الهلاك) فَأقُولُ: اتَّفَقَ العُلَمَاءُ –بِلاَ خِلاَفٍ أعْرِفُهُ- عَلَى عَدَمِ جَوَاز النَّظَر في كُتُبِ أهْل البَاطِل والضَّلاَل، وأنَّ هذا يُبَاحُ فَقَط لطَالِبِ العِلْم أو العَالِم الَّذِي وَصَلَ لمَرْتَبَةٍ إيِمَانِيَّةٍ وعِلْمِيَّةٍ تُمَكِّنُهُ مِنَ النَّظَرِ في هذه الكُتُب دُونَ أنْ يَتَأثَّرَ إيِمَانُهُ، ويَكُون نَظَرُهُ لسَبَبٍ وَاحِدٍ فَقَط: وهُوَ الرَّدُّ عَلَى شُبُهَاتِهِم، سَوَاء الَّتِي يُثِيرُونَهَا ضِدَّ الإسْلاَمِ اعْتِمَادًا عَلَى عَقَائِدِهِم، أو الَّتِي يُثِيرُونَهَا لبَيَانِ صِحَّة عَقَائِدهم عِنْدَ دَعْوَتِهِم لدِينِ الإسْلاَم، أمَّا غَيْر ذَلِكَ فَلاَ يَجُوزُ لأحَدٍ النَّظَر في مِثْلِ هذه الكُتُب، ولا السَّمَاع لصَوتِيَّاتٍ أو مُشَاهَدَةِ مَرْئِيَّات لَهُم ولطُقُوسِهِم أو كُلّ مَا فِيهِ تَعَرُّف عَلَى عَقَائِدِهِم، فَالمُسْلِم غَيْر مُطَالَب بالتَّعَرُّفِ عَلَى دِيَانَاتِ وعَقَائِد الآخَرِينَ والنَّظَرِ في كُتُبِهِم والبَحْثِ في أُمُورِهِم، ولهذا غَضبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا رَأى في يَدِ عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كِتَابًا أخَذَهُ مِنْ بَعْضِ أهْل الكِتَاب، فَقَالَ لَهُ [ أَمُتَهَوِّكُونَ (أي: مُتَحَيّرُونَ) فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي ] رَوَاهُ الإمْاَمُ أحْمَد، وحَسَّنَهُ الألْبَانِيُّ في إرْوَاءِ الغَلِيل (6/34).
            لا ننصحك باستمرار الاطلاع على كتب أهل الضلال
            حكم النظر في كتب أهل الكتاب، ومحاورتهم عبر الإنترنت

            وأمَّا قَوْلُكِ (ولكن انا لا اعلم ما هو سبب هذه الشكوك عانيت معها معاناة اتعبتني فعلا) فَأقُولُ: الشُّبْهَةُ خَطَّافَةٌ، والشَّيْطَانُ مِنَ الإنْسَانِ كَالذِّئْب مِنَ الغَنَمِ القَاصِيَةِ، فَإنْ كَانَت الشُّبْهَة في الحَلاَلِ قَدْ تَجُرّ إلى الابْتِدَاعِ والضَّلاَلِ إنْ لَمْ تَقُم عَلَى عِلْمٍ ودَلِيلٍ صَحِيحٍ، فَكَيْفَ بالشُّبْهَةِ الَّتِي مَنْبَعُهَا البَاطِل والضَّلاَل بعَيْنِهِ؟ رَوَى الدَّارمِيُّ عَنْ عَمْرو بْن سَلَمَة قَالَ [ كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ؟ قُلْنَا: لاَ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ للهِ إِلاَّ خَيْرًا، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى، فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِئَةً فَيُكَبِّرُونَ مِئَةً، فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِئَةً فَيُهَلِّلُونَ مِئَةً، وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِئَةً فَيُسَبِّحُونَ مِئَةً، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ، قَالَ: أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ! ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ، قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلاَلَةٍ، قَالُوا: وَاللهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ، قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ ].

            وأمَّا قَوْلُكِ (ولكن بفضل الله بعد دوامة شديدة التجات الى العلم الشرعي وخفت هذه الامور من ناحية الرب وهكذا وتحسنت كثيرا وقل هذا الموضوع بنسبة 70 ... بفضل الله حجيت حجة واتحسنت كثير جدا) فَأقُولُ: أرَأيْتِ كَيْفَ هُوَ مُفِيدٌ التَّقَرُّبُ إلى اللهِ؟ أرَأيْتِ مَا كُنْتُ أقُولُهُ مِنْ أهَمِّيَّةِ طَلَب العِلْم، أعْتَقِدُ أنَّكِ الآن أقْدَر عَلَى فَهْمِ الحَدِيثِ القُدُسِيّ التَّالِي مِنْ غَيْرِكِ [ ...، ومَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيْءٍ أحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، ومَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوَافِل حَتَّى أُحِبُّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، ويَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، ورِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وإنْ سَألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ،... ].

            وأمَّا قَوْلُكِ (لعله ذنب فعلته وعاقبني الله به وارجو من الله يتمم شفاء قلبي حتى اصل 100 بالمئة) فَأقُولُ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]، ولَوْ لاَحَظْتِ أنَّكِ لَمَّا بَدَأتِ تَخْطِينَ نَاحِيَة الصَّوَاب، أكْمَلَهُ اللهُ لَكِ بنَتِيجَةٍ مُرْضِيَةٍ، فَالجَزَاء مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، ولذَلِكَ إنْ أرَدْتِ الشِّفَاء بنِسْبَةِ 100%، فَعَلَيْكِ بالعَمَلِ مِنْ أجْلِهَا، كَمَا عَلَّمَنَا اللهُ تَعَالَى بقَوْلِهِ [ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ]، وكَمَا قَالَ في حَقِّ التَّائِب مِنَ الذَّنْبِ [ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 70 وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71 ]، والأصْلُ في ذَلِكَ أنَّ الإيِمَانَ قَوْلٌ يُصَدِّقُهُ عَمَلٌ، والنِّيَّةُ الصَّالِحَةُ لاَبُدَّ لَهَا مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ يُثْبِتُهَا، وإلاَّ ضَيَّعَهَا العَمَلُ الفَاسِدُ.

            وأمَّا قَوْلُكِ (ارجو من الله ان اصل الى اقتناع اكيد بان الله موجود وهو الخالق .......حالا تحسنت حالا لكن يعود لي شكوك بين ايام واخرى ارجو من الله يثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا) فَأقُولُ: اعْلَمِي أُخْتِي الكَرِيمَة أنَّ هذه الشُّكُوك خَطَرٌ أكِيدٌ، يَجِبُ عَلَيْكِ مُدَافَعَتهَا ونَهْي النَّفْس عَنْهَا، وإشْغَال الذِّهْن بغَيْرِهَا، سَوَاء في وَقْتِ مَا تَأتِيكِ، أو في أوْقَاتِ فَرَاغكِ والَّتِي قَدْ تَكُون سَبَبًا في تَوْفِيرِ مَنَاخٍ خِصْبٍ لنُمُوِّهَا، فَعَلَيْكِ بقَتْلِ الفَرَاغ بكُلِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ، وشَغْلِهِ بالمُفِيدِ النَّافِعِ، لأنَّ نَفْسَكِ إنْ لَمْ تَشْغَلِيهَا بالحَقِّ شَغَلَتْكِ هي بالبَاطِل، فَعَلَيْكِ بحُضُورِ دُرُوس العِلْم أو مُشَاهَدَتِهَا أو سَمَاعِهَا، وقِرَاءَةِ كُتُب العِلْم المُبَسَّطَة المَوْثُوقَة، والبَقَاء في صُحْبَةٍ صَالِحَةٍ، والإكْثَارِ مِنْ قِرَاءَةِ القُرْآن شِفَاء القُلُوب، والتَّحَصُّنِ بالأذْكَارِ، ويُمْكِنُكِ أيْضًا مُرَاجَعَة مَا يَلِي:
            الأدلة على وجود الله، والحكمة من خلقه للعباد
            سِلْسِلَةُ مَقَالاَتِ: أدِلَّةُ وُجُودِ الله – للشَّيْخِ عُمَر سُلَيْمَان الأشْقَر
            اسْطِوَانَةُ: مَنْ هُوَ الله – لمَجْمُوعَةٍ مِنَ الشُّيُوخِ، مِنْ بَرْمَجَتِي، وهي تَصْلُحُ لَكِ كَبِدَايَةٍ لتَعَلُّمِ العَقِيدَة، وفِيهَا سَلاَسِل دُرُوس وكُتُب ومَقَالاَت حَوْلَ: مَنْ هُوَ الله.

            وأمَّا قَوْلُكِ (ومن ناحية ليلة القدر الذي زادني دمارا نفسيا جدا جدا وبكاء لدرجة امي شكت اني مت لان صباح الليلة كنت افتح المصحف ووجدت اول اية عن المنافقين والله ياشيخ كان الايات تكلمني عن الكفر بالله والنفاق لو تفتحو سورة التوبة في الايات تجدون ان غالبا الايات تتكلم عن المنافقين كل ما افتح صفحة تتكلم ان اعمالهم احبطت هؤلاء هم الكفار يعني الايات كانت تتكلم عن احباط عمل المنافقين فا اعتقدت بان الله يكلمني ان الاعمال التي فعلتها احبطت وان كل الي عملته راح خلاص هباءا منثورا انا خلاص دمرت) فَأقُولُ:
            أوَّلاً: سُورَةُ التَّوْبَةِ تُسَمَّى سُورَةُ بَرَاءَة والفَاضِحَة، وهي نَزَلَت في المُنَافِقِينَ، فَأيُّ شَخْصٍ سَيَفْتَح السُّورَة سَيَجِدَهَا تَتَكَلَّم عَنِ المُنَافِقِينَ وأحْوَالِهِم وعِقَابِهِم، ولَيْسَت هذه عَلاَمَة صَلاَح أو فَسَاد للقَارِئ.
            ثَانِيًا: أحْيَانًا يَشْعُرُ الإنْسَانُ وكَأنَّ هُنَاكَ تَنْبِيهًا مُعَيَّنًا جَاءَهُ مِنَ اللهِ، وهذا صَحِيحٌ، فَمَا أكْثَرَ الرَّسَائِل الرَّبَّانِيَّة الَّتِي يُرْسِلُهَا اللهُ لَنَا، فَهِمَهَا مَنْ فَهِمَهَا بفَضْلٍ مِنَ اللهِ، وغَفِلَ عَنْهَا مَنْ غَفِلَ لضَعْفِ إيِمَانِهِ وبُعْدِهِ عَنِ الله، ولَكِنَّهَا في النِّهَايَةِ رَسَائِل تَحْذِيرِيَّة ولَيْسَت إخْبَارِيَّة تَقْرِيرِيَّة، فَعِنْدَمَا تَفْتَحِينَ المُصْحَف وتَسْتَشْعِرِينَ رِسَالَة مُعَيَّنَة مِنْ سُورَةِ التَّوْبَة، فَهِيَ تُحَذِّرُكِ مِنْ أنْ تَكُونِي مِثْلهُم فَتَلْحَقِي بِهِم في عِقَابِهِم، ولَيْسَ مَعْنَاهَا أنَّكِ فِعْلاً هَكَذَا، لأنَّهَا لَيْسَت وَحْيًا، هي فَقَط للتَّنْبِيهِ، إنْ أخَذْتِهَا وعَمِلْتِ بِهَا، تَابَ اللهُ عَلَيْكِ وبَدَلَ سَيِّئَاتكِ حَسَنَات، وإنْ لَمْ تَعْمَلِي بِهَا، ومِتِّ عَلَى ذَلِكَ، حَقَّ عَلَيْكِ العِقَاب، فَالأمْرُ مَازَالَ بَيْنَ يَدَيْكِ والاخْتِيَارُ لَكِ، فَأيِّ النِّهَايَتَيْنِ تُرِيدِين اعملي من أجلها، وتَذَكَّرِي أنَّهَا إمَّا جَنَّة وإمَّا نَار، ولا ثَالِث.

            وأمَّا قَوْلُكِ (واحسست بان سامسك نفسي واضربها واشد شعري) فَأقُولُ: لا يَجُوزُ للمُسْلِمِ إيِذَاء نَفْسِهِ: بتَكْلِيفِهَا مَا لا تُطِيق، أو بِمَا يُؤْذِي البَدَن مِنْ ضَرْبِهَا أو حَرْقِهَا أو جَرْحِهَا أو قَتْلِهَا، أو الاسْتِعَانَةِ بأحَدٍ ليُطَبِّقَ عَلَيْهِ حَدًّا، أو القِيَامِ في الشَّمْسِ، أو مَا شَابَهَ مِنْ تَعْذِيبٍ، فَلَيْسَ هذا مِنَ المُعَاقَبَةِ المَحْمُودَةِ، بَلْ بزِيَادَةٍ في الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ بِلاَ مَشَقَّة زَائِدَة، أو حِرْمَانهَا مِمَّا تَرْغَب، والإنْسَانُ طَبِيبُ نَفْسِهِ، ويَعْلَمُ مَا يُسَاعِدهَا عَلَى الفُتُورِ والعِصْيَانِ فَيَتْرُكهُ، قَالَ المَقْدِسِيُّ رَحِمَهُ اللهُ [ اعْلَم أنَّ المُؤْمِنَ إذا حَاسَبَ نَفْسَهُ فَرَأى مِنْهَا تَقْصِيرًا أو فَعَلَت شَيْئًا مِنَ المَعَاصِي، فَلاَ يَنْبَغِي أنْ يُهْمِلَهَا، فَإنَّهُ يَسْهُل عَلَيْهِ حِينَئِذٍ مُقَارَفَة الذُّنُوب ويَعْسُر عَلَيْهِ فِطَامهَا، بَلْ يَنْبَغِي أنْ يُعَاقِبَهَا عُقُوبَةً مُبَاحَةً كَمَا يُعَاقِب أهْلَهُ ووَلَدَهُ، وكَمَا رُوِيَ عَنْ عُمَر أنَّهُ خَرَجَ إلى حَائِطٍ لَهُ -أي: بُسْتَان- ثُمَّ رَجَعَ وقَدْ صَلَّى النَّاسُ العَصْرَ، فَقَالَ: إنَّمَا خَرَجْتُ إلى حَائِطِي، ورَجَعْتُ وقَدْ صَلَّى النَّاسُ العَصْرَ، حَائِطِي صَدَقَة عَلَى المَسَاكِينَ. ورُوِيَ أنَّ تَمِيمًا الدَّارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نَامَ لَيْلَةً لَمْ يَقُمْ يَتَهَجَّد فِيهَا حَتَّى طَلَعَ الفَجْر، فَقَامَ اللَّيْل سَنَة لَمْ يَنَمْ فِيهَا عُقُوبَة لنَوْمِهِ تِلْكَ اللَّيْلَة. ومَرَّ حَسَّان بْن سنَان بغُرْفَةٍ فَقَالَ: مَتَى بُنِيَت هذه؟ ثُمَّ أقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: تَسْألِينَ عَمَّا لا يَعْنِيكِ، لأُعَاقِبَنَّكِ بصَوْمِ سَنَة، فَصَامَهَا. أمَّا العُقُوبَات الَّتِي فِيهَا إضْرَارٌ بالبَدَنِ أو ارْتِكَابُ مَنْهِيّ عَنْهُ: فَلاَ تَجُوز، كَمَا رُوِيَ أنَّ رَجُلاً نَظَرَ إلى امْرَأةٍ فَقَلَعَ عَيْنَيْهِ، وآخَر عَصَى اللهَ بيَدِهِ فَوَضَعَهَا في النَّارِ حَتَّى شُلَّت، فَمِثْل هذا لا يَجُوز، فَإنَّهُ لَيْسَ للإنْسَانِ أنْ يَتَصَرَّفَ في نَفْسِهِ بمِثْلِ هذا ] مُخْتَصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينَ.

            وأمَّا قَوْلُكِ (لان حال قلبي متغير مرة شك ومرة يقين ومرة اسال لماذا ولماذا وخاصة اذا مسكت الدراسة جدا وتركت العلم الشرعي) فَأقُولُ:
            - أمَّا تَغَيُّرُ القَلْب: فَهُوَ أمْرٌ وَارِدٌ، لأنَّ الإيِمَانَ يَزِيدُ ويَنْقُصُ، يَزِيدُ بالطَّاعَاتِ والعِلْمِ، ويَنْقُصُ بالمَعَاصِي والبُعْدِ عَنِ الطَّاعَاتِ وبالجَهْلِ واتِّبَاعِ الهَوَى، فَعَلَيْكِ بزِيَادَتِهِ، وسَدِّ أبْوَاب نَقْصه، وتَذَكَّرِي أنَّ مِنْ شُؤْمِ المَعْصِيَة أنْ يُحْرَمَ الإنْسَان لَذَّة الطَّاعَة، وتُرَاجَع (المعصية وأثرها على صاحبها).
            - وأمَّا السُّؤَالُ: فَلاَ بَأسَ بِهِ مِنْ أجْلِ التَّعَلُّمِ لا الجِدَال، ومِنْ أجْلِ التَّدَبُّرِ وإزَالَةِ الشَّكّ لا تَأكِيد الشَّكّ، ومِنْ أجْلِ العَمَل والتَّطْبِيق، وتُرَاجَع (المقصود بالنهي عن كثرة السؤال).
            - وأمَّا تَعَارُضُ الدِّرَاسَة مَعَ طَلَبِ العِلْم، فَإلَيْكِ مَا يَلِي:
            طالب علم تطلب منه أمه الاهتمام بدراسته الجامعية فكيف يوفق بين الأمرين؟
            كيفية طلب العلم
            جدول مقترح للمسلم في شهر رمضان
            أسئلة في طلب العلم
            المرأة وطلب العلم

            وأمَّا قَوْلُكِ (مثلا الغش في موضوع الواجبات كانت من داخلي احس باحد يقول لي لاتفعلي ذلك لربما يكون حراما احس بضيقة في الداخل احد يقول لا لا لا تفعلي ويمنعي من عمله مع العلم اني سباقا لم ياتيني هذا الاحساس في غش الواجبات فطيلة ايامي اعطي واغش واخذ من هنا هناك .... ولكن تركته لاني اعرف ان الغش حراما ولكني اتاني شك هل الغش يقع في مثل هذا الموقف ام لا فتركته يمكن يكون حرام وسالت عنه وتبين لي فعلا انه حرام لو اني حينها كتبت الواجب وغششت وسلمته لكان حرام والمفروض حينها كنت تركت هذا العمل وحمدت الله كثيرا من قلب لان لو عملته لكان حراما ففي مثل مواقف مشابهة لذلك) فَأقُولُ: قُلْنَا فِيمَا سَبَقَ أنَّ هُنَاكَ رَسَائِل رَبَّانِيَّة، وهُنَاكَ شُؤْم للمَعْصِيَةِ، فَقَدْ يَكُون مَا يَأتِي في بَالِكِ هُوَ مِنَ الرَّسَائِل الرَّبَّانِيَّة، يُلْقِيهَا الله في نَفْسِكِ، فَتَنْفُرِينَ مِنَ الحَرَامِ بفِطْرَتِكِ، فَلَوْ أخَذْتِ بالرِّسَالَةِ، فَالحَمْدُ للهِ، ومَا كَانَ ضِيقُهَا إلاَّ للتَّنْبِيهِ عَلَى أنَّهُ أمْرٌ مُنْكَرٌ، ولَوْ لَمْ تَأخُذِي ووَقَعْتِ في المَعْصِيَةِ، فَمِنْ شُؤْمِهَا أنْ يَضِيقَ صَدْرُكِ بَعْدَهَا، وهَكَذَا يَظَلّ الإنْسَان حَتَّى يَمُوت فَيَلْقَى الله ويَقْرَأ كِتَابَهُ، وكَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ القُدُسِيّ [ إنَّمَا هِيَ أعْمَالكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ؛ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فلْيَحْمَدِ اللهَ، ومَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فلا يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ ]، ولِكَي لا يَلُوم الإنْسَان نَفْسَهُ، عَلَيْهِ بتَحَرِّي الشَّيْء قَبْلَ فِعْلِهِ أو قَوْلِهِ، حَتَّى لا يُحِلّ حَرَامًا أو يُحَرِّمُ حَلاَلاً أو يَقَعُ في مَعْصِيَةٍ دُونَ أنْ يَدْرِي، لأنَّهُ يَحْكُم عَلَى الأُمُورِ بمُجَرَّدِ الظَّنِّ فَقَط وبالهَوَى دُونَ دَلِيلٍ صَحِيحٍ.

            وأمَّا بخُصُوصِ الغِشّ، فَأرْجُو مُرَاجَعَة المَوْضُوع التَّالِي ومَا بِهِ مِنْ فَتَاوَى (حكم أخذ الواجب المنزلي).

            وأمَّا قَوْلُكِ (لان كل ما افعل شيء او اخذ شيء اسال نفسي هل هو حرام ام حلال) فَأقُولُ: بَدَلاً مِنْ أنْ تَسْألِي نَفْسكِ، اسْألِي عَالِمًا وطَبِّقِي قَوْل الله تَعَالَى [ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ] وتَذَكَّرِي أنَّ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى عَقْلِهِ ضَلَّ، وإلَيْكِ المَوَقِع التَّالِي للفَتَاوَى، يُشْرِفُ عَلَيْهِ الشَّيْخُ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد، يُمْكِنُكِ البَحْث فِيهِ عَنْ أسْئِلَةٍ مُشَابِهَةٍ لِمَا تُرِيدِينَ، وأيْضًا يُمْكِنُكِ مُرَاسَلَته لطَلَبِ فَتْوَى وِفْقَ الأوْقَات المُحَدَّدَة للإرْسَالِ، ولَكِنَّ الإجَابَة قَدْ تَتَأخَّر عَلَيْكِ لكَثْرَةِ الضَّغْط عَلَى المَوْقِعِ:
            موقع الإسلام سؤال وجواب

            وأيْضًا يُمْكِنُكِ التَّوَاصُل مَعَ عُلَمَاءِ قَنَاة الرَّحْمَة وبَرَامِج الفَتَاوَى فِيهَا:
            للتواصل مع قناة الرحمة عبر الهاتف يرجى الاتصال على الأرقام التالية

            من خارج مصر علي: 002023855570 – 0020238555869
            من داخل مصر من أي تلفون أرضي: 09000729
            من أي موبايل: 2379
            وللتواصل من داخل المملكة العربية السعودية: 70057420

            والدولي: 8821622774572
            للتواصل عبر الموقع الإلكتروني: www.alrahma.tv

            والتواصل عبر الفيس بوك: http://www.facebook.com/AlRahmh.TV
            وللتواصل عبر التويتر: http://twitter.com/alrahmatv


            ويوجد برنامج اسمه (فتاوى الرحمة) يستقبل الاتصالات ويجيب عليها

            يذاع مباشرة كل يوم ما عدا يوم الجمعة، من الساعة 16:15 إلى الساعة 17:30

            وأمَّا قَوْلُكِ (مثلا اخذ شيء من ملك امي) فَأقُولُ: رَاجِعِي الفَتْوَى التَّالِيَة (لا يحل مال الأب إلا برضاه).

            وأمَّا قَوْلُكِ (دائما اسل نفسي حتى اتفه الاشياء هل هذه الكلمة من رضاء الله) فَأقُولُ: هذا أمْرٌ طَيِّبٌ ومُوَافِقٌ للدِّينِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لا يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ]، وقَوْلُهُ (لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً) لا يَعْنِي أنَّهُ لَمْ يَقْصد الكَلِمَة أو لَمْ يَنْوِهَا، وإنَّمَا المُرَادُ أنَّهُ لَمْ يَتَثَبَّت فِيهَا ويَتَحَرَّى صِحَّتهَا ويَتَأكَّد مِنْ مُوَافَقَتِهَا للشَّرْعِ، ولَمَّا كَانَ الانْضِبَاطُ بضَوَابِطِ الشَّرْع بَعِيدًا عَنْ سُلُوكِهِ كُلَّ البُعْدِ؛ لَمْ يَظُنّ أنَّهَا تَبْلُغ مَا بَلَغَت، كَمَا جَاءَ في الرِّوَايَةِ الأُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ [ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ؛ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا؛ يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ، وفي رِوَايَةٍ [ يَهْوِي بِهَا في نَارِ جَهَنَّم سَبْعِينَ خَرِيفًا ]، ورَوَى أحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ وابْنُ مَاجَه عَنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ [ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ؛ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ فَيَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ؛ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ؛ فَيَكْتُبُ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ]، قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَر رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ في الفَتْحِ (11/311) [ قَوْلُهُ: (لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً) أي: لا يَتَأمَّلُهَا بخَاطِرِهِ ولا يَتَفَكَّرُ في عَاقِبَتِهَا ولا يَظُنُّ أنَّهَا تُؤَثِّر شَيْئًا، وهُوَ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)، وقَدْ وَقَعَ في حَدِيثِ بِلاَل بْنِ الحَارِثِ المُزَنِيّ الَّذِي أخْرَجَهُ مَالِك وأصْحَاب السُّنَن وصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيّ وابْن حِبَّان والحَاكِم بلَفْظِ (إنَّ أحَدَكُم ليَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ مَا يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَت؛ يَكْتُبُ الله لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلى يَوْمِ القِيَامَة)، وقَالَ في السَّخَطِ مِثْل ذَلِكَ ]، وعَنْ عُقْبَة بْن عَامِر الجُهَنِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا النَّجَاة؟ قَالَ: أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، ولِيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ]، وفي رِوَايَةٍ [ أمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانُكَ ]، وعَنْ مُعَاذ بْن جَبَل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في سَفَرٍ، فَأصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ ونَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّة ويُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: لَقَدْ سَألْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وإنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ ولا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وتَصُومُ رَمَضَانَ، وتَحُجُّ البَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: ألاَ أدُلُّكَ عَلَى أبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، والصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، قَالَ: ثُمَّ تَلاَ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ – حَتَّى بَلَغَ – يَعْمَلُونَ)، ثُمَّ قَالَ: ألاَ أُخْبِرُكُم برَأْسِ الأمْرِ كُلّه وعَمُودِهِ وذُرْوَةِ سَنَامِهِ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: رَأْسُ الأمْرِ الإسْلاَمُ، وعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وذُرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ، ثُمَّ قَالَ: ألاَ أُخْبِرُكَ بمَلاَكِ ذَلِكَ كُلّه، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَأخَذَ بلِسَانِهِ، قَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هذا، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ وإنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذ، وهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِم أو عَلَى مَنَاخِرِهِم إلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِم ]، وفي رِوَايَةٍ بزِيَادَةٍ [ إنَّكَ لَنْ تَزَال سَالِمًا مَا سَكَتَّ، فإذا تَكَلَّمْتَ كُتِبَ لَكَ أو عَلَيْكَ ]، ومِنْ أقْوَالِ عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [ يَا لِسَان؛ قُلْ خَيْرًا؛ تَغْنَم، واسْكُتْ عَنْ شَرٍّ؛ تَسْلَم، مِنْ قَبْلِ أنْ تَنْدَم، تَنْدَم لاَتَ حِينَ مَنْدَم ] أي وَقْت لا يَنْفَعُ النَّدَم، وقَالَ الحَسَنُ البَصْرِيّ [ المُؤْمِنُ وَقَّافٌ حَتَّى يَتَبَيَّن ]، وأُذَكِّرُ ثَانِيَةً: لا تَسْألِي نَفْسَكِ، واسْألِي أهْلَ العِلْمِ.

            نَسْألُ اللهَ لَكِ الهِدَايَة والثَّبَات والتَّوْفِيق، اللَّهُمَّ آمِينَ.

            وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
            والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
            في
            :

            جباال من الحسنات في انتظارك





            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x
            إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
            x
            أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
            x
            x
            يعمل...
            X