إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ساعدوني قبل أن أغرق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ساعدوني قبل أن أغرق

    السلام عليكم و رحمة الله
    انا فتى لي 18 عاما و من تونس
    كنت اكتشفت ميولي المثلية جنسيا منذ أكثر من سنتين و من حينها و أنا أعيش صراعا داخليّا لم يأب الّا أن يقضّ مضجعي و يؤرق نومي
    منذ أكثر من سنتين و أنا أتعذب يوما بعد يوم و أموت في اليوم مرتين
    كنت اكتشفت ميولي يوم أن فتحت مدوّنة أحد مثليّي الخليج
    لم يكن فيها صور أو أفلام و لكنّه كان يكتب عن حياته و مشاعره
    و من يومها وجدت نفسي شخصا آخر و لا حول ولا قوة الا بالله
    كنت قد التزمت بالصلاة منذ اربع سنوات
    و لكن هذه النازلة قد زعزعت ايماني اكثر من مرة
    فملأتني التساؤلات و حيّرت وساوس الشيطان في قلبي الاستفسارات
    و لكن الحمد لله قوي ايماني في الفترة الماضية منذ رمضان الفارط و التزمت بالصلاة في المسجد جماعة
    كان من نتاج الثورة في تونس أن النت قد فتح و لم تعد هناك مراقبة للمواقع من قبل طرف حكومي
    فجعلت أطوف بمواقع مثليي الجنس العرب
    تحثت مع المئات منهم
    خليجيّون و سوريّون و لبنانيّون و مصريّون و تونسيّون
    و استقر بي الحال على الفايسبوك
    فصنعت لنفسي حسابا باسم مزيّف و اقتحمت عالما محرّما و لا حول ولا قوة الا بالله
    تعرّفت على العديد منهم و كانت حدودي الشاشة و المحادثات النصيّة فقط
    حتى اكتشفت بينهم شبابا في نفس سني فجعلت منهم اصدقاءا لي و احطت نفسي بهم
    طبيعتي انعزاليّة و هذا ما زاد الطين بلّة فكنت احسّ بالوحدة فتعرّف تعلى البعض منهم و كنت احادثهم على الهاتف و اقصى ما بلغته أني خرجت معهم للتفسح و الترويح عن النفس
    و كنت طيلة هذه الفترة لا أعادها الله لا ارى في الدنيا بصيص أمل .. فكّرت في الهروب لعلّي اجد في الهروب رضا و سكينة
    و وصلت بي وساوس الشياطين الى التفكير في الانتحار و لكن الحمد لله بعض ما بقي لي من الايمان بالله و عدله قد أنقذني
    منذ رمضان الماضي اعاده الله علينا باليمن و البركات لزمت المسجد لا اكاد اغادره .. تبت و اذنبت و تبت مرة و اثنتين و ألفا حتى رسى بي الأمر الى الالتزام جديّا و مصاحبة الأخيار من شباب المسجد
    غابت عن ذهني تلك الوساوس و الحمد لله .. حفظت البقرة في ثلاثة اسابيع برواية حفص و هاأنذا اعيدها بقالون
    لكن قدّر الله و ما شاء فعل
    في الفترة الماضية غلبتني نفسي الأمارة بالسوء ففتحت مواقع و عدت لعادة السوء و الفسوق التي كنت قد تركتها منذ مدة .. تبت .. قمت الليل .. قرآت القرآن .. ثم اذنبت .. و تبت .. ثم اذنبت و هذا هو حالي الى الآن
    البارحة وجدت نفسي احادث احد اصحاب تلك الفترة ..حاله كحالي يعاني و لكن زاده يتمه ألما و غصّة..
    عادت ذكريات تلك الأيّام و قهرتني حتى فوّتّ على نفسي صلاة الصبح اليوم و العصر و المغرب
    أغيثوني يا ناس
    كأني بنفسي اعود للغرق بعدما فرّجها ربي
    لا اريد العودة للذنوب و المعاصي
    لم ارتكب في تلك الفترة فاحشة مبينة و الحمد لله الذي جنّبنيها
    و لكن الآن أذنب و في نفس الوقت أصلّي و أتلو كلام ربّي ..
    هل هذا نفاق ؟ هل هذا كفر ؟ كل يوم أعيد الشهادة لخوفي من الخروج من الملّة
    ما أفعل لأتجنب المعاصي و اعود لطريق الصلاح ؟
    لست ممن يسهل عليهم جمع الأصدقاء فما بالك بصحبة صالحة قد اكون فيها خبثا و سوءا
    ماذا أفعل بالله عليكم ؟ غلبتني نفسي و شقوتني و تهت و ضعت و لا ارى سبيل الخروج
    فبالله عليكم دلّوني فو الله لا اريد المعصية و لم اكن يوما من الساعين لها
    اخاف ان كبرت وحان وقت الزواج الا اكون اهلا له بهذا البلاء الذي قدّره ربي لي
    هل مقدّر لي أن يفسُد نصف ديني الأول كما فسد الثاني ؟
    مثليّتي او شذوذي مرض او ابتلاء او بلاء سمّوه ما شئتم و لكن و الله لم يكن لي في الأمر حيلة و لم أختره و كيف أختار معصية قوم لوط ؟؟؟
    ماذا أفعل بالله أجيبوني ؟

    و السلام عليكم و رحمة ربّي

  • #2
    رد: ساعدوني قبل أن أغرق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
    أهلاً بكم اخانا الفاضل فى بيتكم الثانى الطريق الى الله
    بداية نسأل الله ان يشرح صدوركم وييسر امركم ويبعد عنكم كل مكروه وفحش
    اخى الكريم انتم تمرون بمرحلة عمرية خطيرة لذلك كان عندكم حب الفضول والاستطلاع
    فحدث أضطراب
    لكن بفضل الله هناك علاج وحلول لهذة المشكلة المهم ان لا تيأس ابدااااااااا واستمر على مجاهدة نفسك
    أولاً افقل النت تماماً فى تلك الفترة حتى يتم علاجكم من هذا الأمر
    وأقرأ هذا السؤال والاجابة عليه


    أنا شاب تقدمت لخطبة فتاة وقبل بي أهلها وقبلت هي بي وبقي حوالي 3 أشهر على الزفاف ولكن الآن أنا في حيرة من أمري ومشكلتي هي في أني شاذ جنسيا وميولي الجنسي إلى الرجال أكثر من النساء ولحد الآن لا أحد يعلم بهذا الأمر . فهل علي كتمان هذا السر للأبد أم ينبغي علي أن أخبر الفتاة بهذا الأمر لأن ضميري يؤنبني وأحس بأن هذا خداع وخيانة في حقها وهي فتاة طيبة وتستحق من هو أفضل مني بكثير. وحتى لو تم الزفاف سيأتي يوم لا محالة وتكتشف فيه الأمر الذي أخفيته عنها وربما يحدث ما لا تحمد عقباه وخاصة إذا كان هناك أولاد وأنا لا أريد أن أظلم أحدا ؟ ترون نحن الشاذين جنسيا خياراتنا محدودة في عالمنا الإسلامي ومنبوذون في كل مكان ولا نستطيع أن نتزوج كبقية الناس العاديين فما عسانا أن نفعل وهل هو خطؤنا إذا كنا كذلك ؟ وما هي الحكمة في أن يخلق الإنسان هكذا ؟ فما العمل يا من يهمكم أمرنا ومعاناتنا... ؟؟

    الحمد لله
    أولا :
    الشذوذ الجنسي مرض عظيم ، وبلاء كبير ، وإذا صاحبه الفاحشة الكبرى كان أعظم وأعظم ، لما في هذه الفاحشة من الإثم والوزر والقبح ، وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة .
    ولهذا كان ينبغي أن يكون انشغالك بكيفية العلاج من هذا الشذوذ ، والنجاة من هذا الشر الماحق ، أعظم من انشغالك بمسألة كتمانه أو إفشائه لمخطوبتك .
    واعلم أن هذا البلاء له أسباب ، وهذه الأسباب من كسبِ المبتلى نفسه ، فمن أراد النجاة مما هو فيه : فليقف على هذه الأسباب ، وليتخلَّص منها ، وليفعل ما نوصيه به ، وإلا فهو راضٍ عن حاله ، ولا يريد تحولاً إلى ما هو خير ، ومن هذه الأسباب التي هي من فعله :
    1. ضعف الإيمان ، وبُعد القلب عن حب الله تعالى ، وقلة الخوف من عقابه .
    2. إطلاق النظر للمردان ، والتمتع بجمالهم وهيئتهم .
    وهذا هو أول طريق المعصية التي يسلكها المبتلى بهذا الداء ، وقد أمره ربه تعالى بغض بصره عن المحرمات ، وكذا أمره نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلما ترك الأمر ووقع في النهي : أدخل إبليس سهمه المسموم في قلبه ، فقضى عليه .
    قال ابن القيم رحمه الله :" والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ؛ فإن النظرة تولِّد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولِّد الفكرة شهوة ، ثم تولِّد الشهوة إرادة ، ثم تَقوى فتصبر عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع منه مانع ، وفي هذا قيل : " الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده " انتهى من "الجواب الكافي" ( ص 106 ) .
    ومن هنا فإن كلمة العلماء قد اتفقت على حرمة النظر إلى الأمرد ، بل إن بعضهم جعله أكثر حرمة من النظر للنساء .
    قال الإمام النووي رحمه الله : " وكذلك يحرم على الرجل النظر إلى وجه الأمرد إذا كان حسن الصورة ، سواء كان بشهوةٍ أم لا ، سواء أمن الفتنة أم خافها ، هذا هو المذهب الصحيح المختار عند العلماء المحققين ، نص عليه الشافعي ، وحذاق أصحابه - رحمهم الله تعالى - ، ودليله : أنه في معنى المرأة ، فإنه يُشتهى كما تشتهى ، وصورته في الجمال كصورة المرأة ، بل ربما كان كثيرٌ منهم أحسن صورةً من كثيرٍ من النساء ، بل هم في التحريم أولى لمعنى آخر : وهو أنه يتمكن في حقهم من طرق الشر ما لا يتمكن مثله في حق المرأة " انتهى من "شرح مسلم " ( 4 / 31 ) .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " والنظر إلى وجه الأمرد لشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم ، والمرأة الأجنبية بالشهوة ، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء ، أو شهوة التلذذ بالنظر ، فلو نظر إلى أمِّه ، وأخته ، وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية : كان معلوماً لكل أحدٍ أن هذا حرام ، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة " انتهى من "مجموع الفتاوى " ( 15 / 413 ) و ( 21 / 245 ) .
    وقال أيضاً : " ومن كرَّر النظر إلى الأمرد ونحوه ، أو أدامه ، وقال : إني لا أنظر لشهوة : كذب في ذلك ، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر : لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك ، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره " انتهى من "مجموع الفتاوى" ( 15 / 419 ) و ( 21 / 251 ) .
    ومن النظر الذي ابتلي به هؤلاء المرضى : ما يشاهدونه في القنوات الفضائية ، والصحف والمجلات ، ومواقع الإنترنت من صور الأطفال والشباب المردان ، وهو ما يهيجهم على الفاحشة .
    3. التقصير في الواجبات والنوافل .
    ولو أن هذا المبتلى أدى الصلوات في أوقاتها ، وبشروطها وواجباتها : لكانت ناهية له ورادعة عن الوقوع في الفحشاء والمنكر ، قال تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت/من الآية45 ، فكيف إذا حافظ على الرواتب والنوافل ؟! .
    4. هجر القرآن ، وهجر قراءة كتب سير الصالحين وتراجم الأئمة .
    وكتاب الله تعالى فيه الهدى والنور والشفاء ، فهو خير وقاية للمسلم من الوقوع في الآثام والمعاصي ، وهو خير علاج لمن وقع فيها .
    وإذا قرأ في كتب الأئمة وتراجم العلماء : اتخذهم قدوة له ، وأنس بصحبتهم ، وترفع عن الرذائل والقبائح .
    5. التقصير في طلب العلم .
    فالعلم نور ، وبه يعرف الحلال فيفعله ، والحرام فيجتنبه ، وبه يتعرف على ربه تعالى ، على أسمائه وصفاته وأفعاله ، فيولِّد ذلك في قلبه حياء من ربه ، وحياء من ملائكته أن يقع في فاحشة قبيحة ، وبه يتعرف على أحوال العصاة وما أعده الله لهم من العقوبة .
    6. كثرة الفراغ في حياة هؤلاء المبتلين .
    ولو أنهم شغلوا أوقاتهم بالطاعة ، والرياضة ، والأعمال المباحة ، وطلب العلم : لما وجدوا أوقاتاً يصرفونها في التفكير في المحرمات فضلا عن فعلها .
    7. اتخاذ أصدقاء السوء ، وجلساء الشر .
    8. ترك الزواج .
    وقد خلق الله تعالى في الرجال شهوة طبيعية ، وجعلها تصريفها في النساء ، والطريق المباح لذلك هو الزواج أو مِلك اليمين ، ومن انتكست فطرته فإنها يصرفها في أمثاله من الذكور ، وها هي البهائم التي خلقها الله تعالى أمامنا فهل رأينا ذكراً يعلو ذكراً ، أو ينظر إليه نظر شهوة ؟! فانظر لهذا وقارنه بحال من ينظر للمردان من جنسه بشهوة ، ومن يفعل معهم الفاحشة ، بل إن ذلك يجعله يعزف عن تزوج النساء !
    وانظر جواب السؤال رقم (20068) ففيه بيان المخرج والعلاج من هذا الداء .
    وقال ابن القيم رحمه الله في بيان علاج العشق والتعلق المحرم : " ودواء هذا الداء القتَّّال : أن يعرف أن ما اُبتُليَ به من هذا الداء المضاد للتوحيد إنما هو مِن جهله وغفلة قلبه عن الله ، فَعَلَيْهِ أن يعرف توحيد ربِّه وسُننه وآياته أولاً ، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه ، ويُكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه ، وأن يرجع بقلبه إليه وليس له دواء أنفع من الإخلاص لله ، وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال : { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } ، فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه ؛ فإن القلب إذا خلص وأخلص عمله لله : لم يتمكن منه عشقُ الصور ؛ فإنه إنما تمكن من قلب فارغ ، كما قيل :
    أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكنا"
    انتهى من " الجواب الكافي " ( ص 150 ، 151 ) .
    ثانيا :
    من أكبر الخطأ أن تظن أن هذا المرض ليس له علاج ، وأن الشاذ لا يمكن أن يعود مستقيما ، ولو كان الأمر كذلك لما أمر الله تعالى قوم لوط بالتوبة ، ولما دعاهم نبي الله لوط عليه السلام إلى ترك الشذوذ ، والله سبحانه هو خالق الإنسان ، وهو يعلم ما يمكن أن يتغير فيه أو لا يتغير ، فلا تلتفت لكل دعوى تخالف ذلك .
    وكم من شاذ أقبل على ربه وتاب وأناب ، فتغير حاله ، وذهب عنه ما كان يجد من الشهوة المحرمة . وقد دعا لوط عليه السلام قومه للزواج ، لأنه علاج نافع ، يتمكن منه المبتلى من تصريف شهوته على الوجه المباح .
    ثالثا :
    وقد تبين مما سبق أن ما يقع فيه الشاذ من تعلق بصور المردان ، أو من الفاحشة المنكرة ، هو من فعله وبكسبه ، وأنه مطالب بترك ذلك ، وأنه يمكنه الخلاص من ذلك . ولو فرض أنه شعر بالميل نحو الرجال ، فإن عليه أن يقاوم ذلك ، وأن يتجنب أسباب الوقوع في الحرام ، كما أن الرجل السوي يميل بطبعه للنساء ، لكنه مطالب بغض البصر ، وعدم الخلوة ، وترك جميع أسباب الفتنة .
    رابعا :
    أما قولك : " فما عسانا أن نفعل ؟ " ؛ فقد بينا لك ما عساك أن تفعل ، وما يجب عليك من تقوى الله تعالى ، وإجلال مقامه أن يراك في مقام السوء والقذر الذي يكرهه منك ، ويعاقب أهل عليه العقاب الأليم .
    لكن الذي أفزعنا فعلا هو قولك بعد ذلك :
    " وهل هو خطؤنا إذا كنا كذلك ؟ وما هي الحكمة في أن يخلق الإنسان هكذا ؟ "
    نعم يا عبد الله ، اللوم والعتاب ، والوعيد والعذاب إنما يقع على فاعل الذنب ، وهو يستحقه بما قدم لنفسه من سوء ، وبما اقترفت يداه :
    قال الله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) .
    وقال تعالى أيضا : ( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) .
    قال الشيخ السعدي رحمه الله : " .. فأخبر هنا أن { الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ } بالحجج الباطلة، والشبه المتناقضة { مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ } أي: من بعد ما استجاب للّه أولو الألباب والعقول، لما بين لهم من الآيات القاطعة، والبراهين الساطعة، فهؤلاء المجادلون للحق من بعد ما تبين { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ } أي: باطلة مدفوعة { عِنْدَ رَبِّهِمْ } لأنها مشتملة على رد الحق وكل ما خالف الحق، فهو باطل.
    { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ } لعصيانهم وإعراضهم عن حجج اللّه وبيناته وتكذيبها. { وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } هو أثر غضب اللّه عليهم، فهذه عقوبة كل مجادل للحق بالباطل " انتهى .
    وقال الله تعالى عن أعدائه المكذبين : ( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) .
    قال الشيخ السعدي رحمه الله : " يقول تعالى مبينا لقبح حال المشركين الذين يفعلون الذنوب، وينسبون أن الله أمرهم بها : { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً } وهي: كل ما يستفحش ويستقبح، ومن ذلك طوافهم بالبيت عراة { قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا } وصدقوا في هذا. { وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } وكذبوا في هذا، ولهذا رد اللّه عليهم هذه النسبة فقال: { قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ } أي: لا يليق بكماله وحكمته أن يأمر عباده بتعاطي الفواحش لا هذا الذي يفعله المشركون ولا غيره { أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } وأي افتراء أعظم من هذا ؟" انتهى .
    عبد الله ؛ إن هذا الذي قلته هو فرع مقالة أعداء الله المشركين به ، والمكذبين لرسله ؛ يقعون في المعاصي ، ثم يحتجون عليها بالقدر : أن الله خلقهم على ذلك ، أو أمرهم به ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
    وهكذا فليقل الزاني : ما ذنبي ، والله خلقني كذلك ، والسارق ، والقاتل ، و.... ،
    ونهاية هذه الحجة الباطلة أن تبطل كل الشرائع ، ويبطل الأمر والنهي ، ويبقى الناس سدى ، يتهارجون تهارج الحمر ، حتى ليوشك أحدهم أن يواقع الفاحشة في طريق الناس ، كما يكون في آخر الزمان ، بل كما وقع في بعض بلاد الكفر والعصيان !!
    أعلمت أنك الذي فتحت على نفسك الباب ، وأن الحجة لله عليك ، وليس لك على الله تعالى حجة !!
    فاشتغل الآن يا عبد الله بإغلاق باب الشر والفساد عنك ، قبل ألا تستطيع أن تغلقه ؛ بدلا من أن تشغل نفسك بمن صنع الباب ، كيف لم يجعله مغلقا دائما ؛ فيبدو أنك لم تعرف الفرق بين الباب والحائط !!
    فإذا أردته حائطا كله ، لا باب فيه ، ولا مشكاة ؛ فما قيمة التكليف ، وما قيمة الأمر والنهي والحلال والحرام ، والثواب والعقاب ، والجنة والنار ؟!!
    وخلاصة ما ننصحك به أن تبادر الزواج ، لتضع نطفتك في الطهر الحلال ، وتصون نفسك عن النجس الحرام !!
    لكن ، وحتى لا تغرر بمن وثق فيك ، وتغش من أمنك ، وتجني على من لم يظلمك ؛ لا بد أن تبدأ أولا بالتوبة النصوح لله تعالى مما أصابك من بلاء الشذوذ ، وتجتهد في أبواب الطاعة ، وتشغل نفسك بالله تعالى ومرضاته ؛ حتى إذا أنست منها بدء السير في طريق الهداية ، ولاحت عليها علامات الصلاح ، فقوِّ دواعي الخير والطهر في نفسك بالزواج ممن تعفك ؛ وأما قبل البدء في العلاج ، والإحساس بصدق التوبة ، فلا تجنِ على غيرك ، ولا تخدع من وثق فيك .
    نسأل الله تعالى أن يعافيك ، وأن يطهر قلبك ، ويحصّن فرجك .
    والله أعلم .

    http://www.youtube.com/watch?v=3xBt1...feature=relmfu
    http://www.youtube.com/watch?v=UC0a6...feature=relmfu

    http://www.youtube.com/watch?v=pg7dn...feature=relmfu
    http://www.youtube.com/watch?v=hQkVI...feature=relmfu
    http://www.youtube.com/watch?v=GY4OV...feature=relmfu
    وسنضع لكم نصائح ومواد علمية اخرى تابعونا بارك الله فيكم


    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: ساعدوني قبل أن أغرق

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      نرجو منك قراة هذة المواضيع ايضا فيها خطوات عملية ستفيدك

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

      اخى الفاضل

      نحمد الله تعالى ان تبت الى الله مما فعلت ولكم يجب ان تعلم

      أي قبح أشنع وأي فعل أفظع من أن يتلذذ رجل كرمه الله بالذكورة وفضله بالرجولة بأن يؤتى كما تؤتى النساء، ولا يرتاب ذو عقل في أن فاحشة اللواط من أشنع الفواحش وأرذلها بل هي أقبح من الزنا ولذلك سماها الله (الفاحشة) بالتعريف في قول لوط لقومه: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ {النمل:54}، وكانت عقوبة هذا الفعل قتل فاعله محصناً كان أو غير محصن لحديث ورد في ذلك ولاتفاق الصحابة رضي الله عنهم على ذلك، ولا شك أن سد الذرائع إلى المحرمات واجب، وما سأل عنه السائل ذريعة قوية لارتكاب الفاحشة الكبرى التي هي اللواط.


      فإنا نسأل الله تعالى أن ييسر لك الهدى، وأن يفرج كربك، وننصحك بصدق التوجه إلى الله تعالى والتضرع إليه ليعافيك مما ابتليت به، فإن الله سبحانه يستجيب دعاء المضطرين ويكشف عنهم السوء، واحرص على البدار بالزواج فإنه أنجع الوسائل في التحصين والعفة، ثم أكثر من صوم النفل إلى أن تتزوج فقد قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.



      وحافظ على صلاة الفرائض في جماعة، ثم أكثر من النوافل وخصوصا قيام الليل،وواظب على الأذكار المقيدة والمطلقة، فإن الصلاة وكثرة الذكر لهما أثر عظيم في نهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر قال سبحانه تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.{العنكبوت: 45}.

      جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء.... قال ولذكر الله أكبر من أن تبقى معه معصية. انتهى.

      وجاء في الحديث: أن يحيى بن زكريا قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر لله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.



      ثم أكثر من مطالعة كتب الترغيب والترهيب وسير السلف وقصص التائبين وأهوال القيامة والقبور، فقد دلت السنة المطهرة على أن العلم بأحوال القبور والآخرة يقمع الشهوات والأهواء، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلملضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم على الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه الحاكم ووافقهالذهبي والألباني.

      وابحث عن صحبة صالحة تتواصى معهم بالحق وتتعاون معهم على البر والتقوى،واحذر كل الحذر من النظر إلى المردان والصبيان خصوصا من يعجبك منظرهم وهيئتهم،وابتعد عن الخلوة بهم، وأكثر من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وحاربه بالصبر عما يزينه من الشهوات، وبتعلم العلم حتى تعلم الحق فتصد عنك كيده ووسوسته وتدفع ما يلقيه عليك من الشبهات فقد قال تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ.{الأعراف:201،200}.

      ثم احذر أيضاالبطالة والفراغ فإن لها أثرا كبيرا في انشغال المرء بالباطل وقد قيل: النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. .



      إن مما يخفف الشهوة:



      كثرة الصوم، والزواج لمن لم يكن متزوجاً، وتعدد الزوجات لمن استطاع ذلك، ولم تكفه زوجة واحدة.




      ومما يعين كذلك اجتناب الأسباب المهيجة للشهوة، من النظر المحرم إلى النساء والصور، والأفلام الخليعة، وأقبح منها الصور العارية في وسائل الإعلام والإنترنت، ومما يهيج الشهوة الاستماع إلى الأغاني، ومخالطة النساء في الأماكن العامة، ومخالطة المردان.




      ومما يهيجها أيضا البطالة، وكون الإنسان ـ رجلاً أو امرأة ـ من غير عمل يشغله، وكذلك الخلوة وقتاً طويلاً... هذه كلها مما يهيج الشهوة.




      وأنجح علاج هو:



      التوقي من هذه الأسباب بصدق وعزيمة، وشغل النفس بطاعة الله، وعمل النافع، وصحبة الأخيار.
      ويمكن بعد ذلك الاستعانة بأهل الاختصاص من الأطباء، لكن يكون ذلك بعد اتخاذ التدابير الواقية سالفة الذكر، وليس قبلها.




      والله أعلم.

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: ساعدوني قبل أن أغرق

        الحمد لله نسأل الله تعالى أن يعجل بشفائك من هذا الداء العظيم ، وأن يطهر فؤادك من كل درن ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، فإن الوقوع في مثل هذه المعصية العظيمة ، لا يتوقف ضرره عند حد العقوبة الأخروية ، وإنما يتجاوز ذلك ليكون جزءً منه مقدما ً في الحياة الدنيا ، ولو لم يكن من ذلك إلا دوام الحسرة والألم التي لا تكاد تفارق ذهن المرء لكفى ، فكيف إذا انضاف إلى ذلك تلك الأمراض الفتاكة المستعصية التي أجمع الأطباء على أنها تكون ملازمة لهؤلاء الشواذ ، ولعلك أخي أن تستزيد من ذلك إذا رجعت إلى السؤال رقم (10050)
        وأما العلاج لمشكلتك فيتلخص فيما يلي :
        أولاً :
        عليك بإحداث التوبة الصادقة من قلبك ، واللجوء إلى الله ، والندم على ما بدر منك ، وكثرة الدعاء والإلحاح على الله أن يغفرها لك ، وأن يعينك على التخلص منها ، فإن الله أكرم مسؤول وأقرب مجيب ، وقد قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر / 53
        فانطرح بين يدي الله باكياً متضرعاً مظهراً الفقر والحاجة إليه ، مستغفراً ، وأبشر من عند الله تعالى بالفرج والمغفرة .
        ثانياً :
        احرص على تعاهد بذرة الإيمان في قلبك ، فهي حين تنمو تثمر سعادة الدنيا والآخرة.
        إن الإيمان بالله عز وجل هو العاصم- بعد توفيق الله سبحانه- للعبد من مواقعة الحرام ، أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"
        رواه البخاري (2475) ومسلم (57)
        إذاً فحين يعمر الإيمان قلبك، ويملأ فؤادك ومشاعرك فلن تتجرأ بإذن الله على محارمه ، والمؤمن لو وقع مرة فسرعان ما يفيق؛ فقد وصف الله تعالى عباده بقوله : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) الأعراف / 201 .
        ثالثاً :
        حاول أن تأخذ بالوصية النبوية لمعشر الشباب ، ألا وهي الوصية بالزواج إذا كنت تستطيع ذلك ، ولا تلتفت إلى كون سنك صغيراً فليس صغر السن مانعاً من الزواج ، كلا ، ومادمت محتاجاً إلى الزواج فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " رواه البخاري (5065) ومسلم (1400) ، فاحرص على هذه الوصية النبوية ، فإن فيها علاجاً لك بإذن الله .
        ولا بأس أن تصارح أباك وأمك بحاجتك ورغبتك في النكاح ، واحذر أن يمنعك الحياء من ذلك . ففكر تفكيراً جادا بالزواج ولا تخش الفقر وسيغنيك الله من فضله قال تعالى : ( وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور /32 .
        ويخبر صلى الله عليه وسلم أن من تزوج بنية صالحة أعانه الله تعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف " رواه الترمذي (1655) والنسائي (3120) وابن ماجه (2518) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم(1917)
        رابعاً : حين لا يتيسر أمامك أمر الزواج ، فثمة حلّ آخر إنه الصيام ، فلم لا تفكر أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، أو يومي الاثنين والخميس ؟
        فكم في الصيام من الأجر العظيم ، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " رواه البخاري (1904) ومسلم (1151) .
        وأخبر تبارك وتعالى أنه فرض علينا الصيام لتحقيق التقوى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُـمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة / 183 .
        إن الصوم - مع ما فيه من الوقاية من الانسياق وراء الشهوة، ومن الأجر العظيم عند الله - يربي في الإنسان قوة الإرادة والصبر والتحمل ، والاستعلاء على رغبات النفس وملذاتها ، فبادر أخي بالصوم لعل الله أن يخفف عنك .
        خامساً :
        إياك والتساهل في النظر إلى المحرمات من المجلات الهابطة والصور الخليعة ، التي تهيج على ارتكاب الفواحش والموبقات ، وتُبقي في القلب أثراً عميقاً سيئاً والعياذ بالله ، قال تعالى : ( ْقل للمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور / 30
        واعلم أنك حين تتساهل بهذا المنكر تعطي الشيطان فرصة سانحة ليزين لك ما وراء ذلك مما لا يخفى ، وإنما نشط في ذلك بسبب أنك تنازلت له ولو لمرة واحدة .
        سادساً :
        تذكر حين يأتيك هاجس المعصية ، ووسوسة الشيطان باقتراف المعصية أن جوارحك هذه ستشهد عليك يوم القيامة بهذه المعصية ، ألا تعلم أن هذه الجوارح وهذه الفتوة والنشاط نعمة من الله عز وجل عليك ؟
        فهل من شكر نعمة الله أن تصرفها في المعصية والتمرد على أوامر الله عز وجل ؟
        ثمة أمر آخر جدير بك أن تتفطن له، اقرأ معي هذه الآية ( حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) فصلت / 20-21.
        فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ ، فَقَالَ : ( هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ ؟ قَالَ : قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنْ الظُّلْمِ ؟ قَالَ : يَقُولُ : بَلَى . قَالَ : فَيَقُولُ : فَإِنِّي لا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلا شَاهِدًا مِنِّي . قَالَ : فَيَقُولُ : كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا ، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا . قَالَ : فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ : انْطِقِي . قَالَ : فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ . قَالَ : ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلامِ . قَالَ : فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ ) رواه مسلم (2969).
        سابعاً :
        ابتعد عن الخلوة بنفسك فإنها مدعاة للتفكير في الشهوة ، وحاول أن تملأ وقتك بما يفيدك من الأعمال الصالحة ، من قراءة القرآن ، والذكر والصلاة .
        ثامناً :
        اجتنب مصاحبة الأشرار الفساق الذين يطرقون هذه المواضيع ، ويتحدثون فيما يثير الشهوة ويُهَوِّنُ المعصية ويجرئ عليها . وعليك بصحبة الأخيار الذين يذكرونك بالله تعالى ، ويعينونك على طاعته ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ) رواه الترمذي (2378) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1937) .
        تاسعاً :
        لو قُدِّر أنك وقعت في المعصية على حين ضعف منك ، فلا تتمادى في ذلك بل كن سريع التوبة أواباً إلى الله تعالى ، عسى أن تكون من هؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران / 135 .
        أخي . . لا تيأس من رحمة الله تعالى ، وإياك ثم إياك أن يتمكن الشيطان من نفسك ، ويوسوس لك أن الله تعالى لن يغفر لك ، فإن الله تعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب إليه .
        أرجو من الله تعالى أن يعينك على نفسك ويسهل لك الخروج من هذا الداء .
        وللاستزادة من الموضوع أنصحك بقراءة كتيب ( كيف تواجه الشهوة حديث إلى الشباب والفتيات )

        الاسلام سؤال وجواب

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x
        إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
        x
        أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
        x
        x
        يعمل...
        X