إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كانت المشكلة أنني أحب الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كانت المشكلة أنني أحب الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لم أتخيل يوما أن أدخل يوما المنتدى لكي أكتب في هذا القسم
    ولكن أدعو الله أن ينتفع بمشكلتي الأخريات
    وجزاكم الله خير الجزاء
    وسامحوني إن أطلت ولكن في الإطالة أحيانا الإفادة

    أنا امرأة مسلمة أتبع منهج أهل السنة والحمد لله أحببت الله منذ صغري ولكني أخطأت كثيرا الطريق فحب الله يستلزم منا
    جهدا كبيرا ليس مجرد كلمة تتردد على الألسنة
    كانت عندي كثيرا من الظروف التي تجعلني أنحرف ولكن الحمد لله أبدا فعندما أتخبط أعود ولا أستطيع تكملة الطريق
    كنت متبرجة وإن كان في نظر الآخرين هذا هو الحجاب
    كنت أحب الخير وأحاول أن أنفع غيري أثرت كثيرا في ناس لأني حفظت كتاب الله ودرست كثيرا بحكم دراستي بالأزهر
    ولكن لم أعمل بما درست ولم أعمل بما قلت
    حينما انتهيت من دراستي بالجامعة أخذت في الإلتزام المشوش المضطرب بمعنى
    سوف أرتدي ملابس محترمة سوف أشاهد فقط مسلسلات لن أشاهد أفلاما وسبحان الله
    مداخل الشيطان تتعدد وكلما أراد الإنسان هذا الإلتزام فإنه خاسر فإما أن تلتزم مرة واحدة وتبتر كل مايخالف منهج الله
    وإما ستظل هكذا تتخبط

    وبالفعل لمدة ست سنوات وأنا أتخيل أنني أصبحت أكثر التزاما وكله هباء ولا حول ولا قوة إلا بالله وفي هذه المدة كان اهتمامي مساعدة الآخرين إلى أن بدأ الدكتورحازم شومان جزاه الله عنا خير الجزاء يعطي دروسا بالسلاب وقد سمعت عنه من قبل فذهبت فإذ به يتحدث عن الصدقات وهكذا بدأت مع الدكتور حازم فقد كان بفضل الله عليه سببا في أن بدأت أشارك في العمل الخيري
    وبرغم ذلك تخبطت حينما تطوعت للعمل بجمعية خيرية كنت أعمل فيها بفضل الله بكل جهدي ولكن تلبيس الشيطان كان له مكان كبير
    حيث الإختلاط والرحلات وشباب وبنات لكن طبعا بعمل خير الحمد لله دا كده الثواب كبير والإنسان لايعلم أن في لحظة يذهب عمله هباءا بسبب أنه لايتبع المنهج الصحيح

    كنت لا أعمل إلا بالتطوع
    ثم بدأ التغيير الجزئي
    خاصة بمرور عبر كثير في الحياة وسماع الدكتور حازم شومان
    فقد أثر كثيرا في حياتي فابتعدت تماما عن اللهو المحرم مثل مشاهدة كل ماهو مخالف للشريعة

    بدأت أرتدي عباءات أسمع دروسا أبتعد عن المخالفات التي تقوم بها المرأة ثم فجأة عرضت عليه صديقة العمل وكان أول مرة أعمل بشركة فبدأت الذهاب للعمل كنت المرأة الوحيدة وكان سمعة المكان محترم ولكني طلبت عدم التعامل مع أي موظف إلا صاحب العمل ( تلبيس الشيطان ) بدأت العمل باحترام وكان الجميع يشهد لي بحسن الأخلاق ولكن مازال هناك مدخل من مداخل إبليس ألا وهو أنني فتاة لم أتزوج وقد بدأ يكبر سني

    وهنا تبدأ المشكلة التي أدعو الله لمن يقرأها أن ينتفع بها

    كان معي موظف وصاحب العمل هو عمه كان يتحدث معي القليل وكان دائما يغض البصر يسمع كثيرا قرآن وكنت بدأت تغيير أشياء كثيرا في المكان بداية بالتعامل مع الأشخاص وطلبت أن يتعامل هو مع الرجال وأنا مع النساء فرحب بالفكرة كنت أراه شابا متواضع مهذب خلوق وحيي وكنت أحترمه كثير ثم مالبث أن تحول هذا الإحترام بيننا إلى مشاعر طيبة ولكن لم يفصح أحدا منا عنها ثم بدأ يسألني ألا تشاهدي أبدا إلا ماهو ديني ألا تسمعي أغاني وكثير مما رآه غريبا في فتاة مظهرها لايدل كثيرا عن ذلك ثم بدأت أعرف أن والديه أطباء ولكنه متواضع للغاية من مظهر يدل أنه بسيط لأبعد مدى فأحببته في الله ( تلبيس شيطان ) وأحبني وتقدم لي وعرفت أن حياته مليئة بالمصاعب وكانت أولها مشاكل كبيرة في بيته جعله يتناول مخدرات ولكنه يريد أن يعيش كريما وكنت أكبره بست سنوات فبدأت أدعوه للصلاة فبدأ يصلي في المسجد وترك من البداية السجائر وبدأ يسمع للدعاة فتأثر بالدين وتم قبوله في العائلة برغم أن مرتبه كان ضئيلا جدا وبدأت العمل الخيري منفصلا من قبل العمل

    ثم بدأت أحب الله حبا حقيقيا فحب الله أبدا لايتجزأ

    فأصبحت لا أفعل الا مايرضي الله فأحب لله وأبغض من أجل الله
    ارتديت النقاب غيرت صحبتي فجعل الله لي صحبة خير في كل مكان وزاد العمل الخيري وبدأت أعمل بالدعوة واشتركت هنا وهناك وفتح الله عليه والحمد لله

    عندما أحببت الله حبا حقيقيا فتح الله عليه
    كان هذا الشاب خطبني فطبقت معه شريعة الله وكنت أراه أكثراه التزاما وأسمع عنه كل خير فقررنا أن نعقد القران وكنت ألجأ إلى الله وأدعوه في كل مرة أن ييسر لي الخير ويبعد عني الشر والحمد لله ثم بدأت أراه بعد عاما من عقد القران يتغير أسأله كان يقول أن الأسباب وراء عمله أهله كنت أتحمل كنت أعامله وأهلي بما يرضي الله
    وقفنا بجانبه حيث تخلى عنه أهله من حيث الإلتزمات المادية وبحكم أنني يتيمة كان الكثير في العائلة يعاملني كابنته وقف الكثير بجانبنا عاملته عائلتي بكل احترام وحب احتوته والدتي جعل الله كل مافعلته في ميزان حسناتها ثم أصيبت أمي بالسرطان عفانا الله وإياكم فدخلنا في متاهة المرض وبدأ يظهر زوجي بمظهر آخر كانت العصبية الشديدة هي أكثر شئ ظهر عليه وأثر عليه كثيرا فطلبت من أمي أن أنهي الزواج ولكنها مرضت أكثر فأتممته وحددنا ليلة البناء وكانت من خمسة أشهر أو أقل

    تزوجته لإني أردت أن أعيش حياة كريمة وأبني بيتا مسلما حق وأرضي ربي ثم أمي
    رأيت أكثر من منام في الصبر والجنة فقلت أصبر عليه عسى أن يكتب الله لي الجنة بصبري عليه تكفل أهلي بالكثير أبدا لم أطلب منه شئ

    وبدأت حياتي تتغير
    للأسف إلى الأسواء منذ أول يوم بدأت أصبر ثم فوجئت بأنه يدخن فعندما ثرت لذلك طلقني وكان ذلك في أول رمضان وبدأ يسب الدين والعياذ بالله ويسب المشايخ ثم يعود ويبكي ويعتذر ويتوب ثم يعاود كل مرة أقول لنفسي أصبر عليه لكي أنل الجنة ولكن يزيد عنفا وأزيد كراهية له لإن حبي لله كان يملأ قلبي دعوته كثيرا وصبرت عليه كثيرا ولكنه قابل ذلك بالإساءة لم أجده قواما ولا مسؤولا ولم يسترنا بصوته العالي فأسمع بنا الناس كنت أبكي وأقول له لله لاتفضحنا لاتسب
    استغفر الله
    حتى جاء الشهر التالي وهو شوال فطلق الأخري تدخل أناس للإصلاح وجاء شيخا وأخذ ينصحنا
    وعندما سأله ماعيب زوجتك قال له أنها تريد الآخرة وأنا أريد الدنيا فتعجب الشيخ وقال له أهذا عيبا ولكنه أصر لم يكن غضبانا فحكم الشيخ بطلقة وقال أنني في فترة العدة بعد شهرين من الزواج سترته ولم أخبر أحدا بما فعل ثم عاد وعادت معه السيئات والإهانات
    وعاد وطلق ذهب لدار الإفتاء فحكم باثنتان ثم لم يطمئن قلبي فاتصلنا بشيخ من شيوخ السلفية فأفتى باثنتان ونصح له وكفارة وقال معظم من تدخل أنه سحر كنت الوحيدة التي تعلم أنه ليس سحرا كنت أحمل منه في شهر رمضان فدعوت الله ألا أحمل منه إن لم يكن صالحا فأنا أدعو الله ليلا نهارا بالذرية الصالحة فاستجاب لي الله والحمد لله
    ثم طرد من عمله وكان قد سبق أن طرد من عمل سابق ثم أغلقت كل أبواب الرزق أمامه وأصبحت داخليا لاأقبله زوجا ولكن أقول لنفسي أربعة أشهر مطلقة
    حتى سمعت شيخنا الفاضل أبو إسحاق الحويني يقل
    إن كان الزواج من أجل الدين والإسلام فهذا هو الزواج السليم وإن كان غير ذلك فاتركيه لله ولاتقولي الناس تمنيت أن آخذ قرار بذلك
    حتى طلقت أول أمس والحمد لله فأنا راضية عن الله وأحمد الله على كل نعمه ظاهرة وباطنة وأستغفر الله من كل ذنب نعم أحتاج لثبات ولكن الله وكيلي لقد تألمت مدة أربعة أشهر وكأنهم أربعون سنة ولما الإنسان يحزن عندما يبتليه الله ثم يعفو عنه ألا يستحق ذلك أن نحمد الله ليلا ونهارا

    أقول لكل من ترك طريق الله لن يسقيم حالك أبدا إلا بهذا الطريق

    وأقول لكل من تزوجت ليس العار أن أكون مطلقة وأحمل هذا اللقب العار أن أعيش مع من يكون سببا في انتكاسة ديني

    أحتاج فقط لكل من يقرأ كلماتي أن يدعو لي
    ويعلم الله أنني لا أحب إلا هو ولا أريد إلا رضاه
    وأنني بالتأكيد أخطأت الطريق ولكن عندما اخترت طريق الله استقام لي الطريق
    فحمدا لله

    جزيتم الجنة

  • #2
    رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

    الهمك الله الصبر ورزقكى واياى الجنه بارك الله لكى يا اختى وعوضك الله زوجا مؤمنا صالحا تقيا يحبكى ويصونك ياخذ بايديكى الى الجنه(انى احبك فى الله)
    واسالك الدعاء لى وللمسلمين

    تعليق


    • #3
      رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
      نسأل الله ان يبدلك زوجاً تقيا نقيا وان يثلج قلبك بذرية الصالحة
      ويعينك على دينك ودنياك وان يبشرك بلفردوس الأعلى
      ولم نجد افضل من قوله تعالى
      ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

        ربنا يصونك يا اختى ويحفظك ويبدلك ويخلف عليكى بما هو خير منه
        لقد تعلمت منك درسا لن انساه فى الصبر
        وانى ايضا احبك فى الله
        )اختك فى الله )

        تعليق


        • #5
          رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

          المشاركة الأصلية بواسطة غير مسجل مشاهدة المشاركة
          الهمك الله الصبر ورزقكى واياى الجنه بارك الله لكى يا اختى وعوضك الله زوجا مؤمنا صالحا تقيا يحبكى ويصونك ياخذ بايديكى الى الجنه(انى احبك فى الله)
          واسالك الدعاء لى وللمسلمين
          جزاك الله خير الجزاء وتقبل الله منكِ
          أحبكِ الله الذي أحببتني فيه
          ولن أنساكِ إن شاء الله بالدعاء

          تعليق


          • #6
            رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

            المشاركة الأصلية بواسطة فريق استشارات سرك فى بير مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
            نسأل الله ان يبدلك زوجاً تقيا نقيا وان يثلج قلبك بذرية الصالحة
            ويعينك على دينك ودنياك وان يبشرك بلفردوس الأعلى
            ولم نجد افضل من قوله تعالى
            ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خير الجزاء
            وأثابكم الفردوس الأعلى من غير حساب ولاسابقة عذاب
            وأسألكم الدعاء بأن يجعل الله لي مخرج
            لأن هذا الإنسان للأسف لم يراعي الله
            حسبي الله ونعم الوكيل

            تعليق


            • #7
              رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

              المشاركة الأصلية بواسطة غير مسجل مشاهدة المشاركة
              ربنا يصونك يا اختى ويحفظك ويبدلك ويخلف عليكى بما هو خير منه
              لقد تعلمت منك درسا لن انساه فى الصبر
              وانى ايضا احبك فى الله
              )اختك فى الله )
              جزاكِ الله خيرا
              وتقبل الله منكِ
              وأحبكِ الله الذي أحببتني فيه
              وأنا أقل مما أن يتعلم مني الصبر
              وغفر الله لي ما لاتعلمون

              تعليق


              • #8
                رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

                الله أكبر عليكى ..ربنا يسعدك يااااارب ويرزقك عن قريب الزوج صالح الذى يقر عينك فى الدنيا والاخرة يااااااااارب يااااااااااااارب يسعدك

                تعليق


                • #9
                  رد: كانت المشكلة أنني أحب الله

                  ربنا يعوضك خير ويفرج همك


                  كلمه لكل مهموم
                  السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                  بسم الله والصلاه والسلام علي رسول الله محمد صلي الله عليه واله وصحبه وسلم

                  الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره... أما بعد:
                  لقد خلق الله الإنسان في هذه الحياة وهيّأ له من الأسباب والمسببات ما يضمن له صلاح حياته القلبية والبدنية، إن هو أحسن استغلالها وترويض نفسه عليها، فالإنسان في هذه الدنيا في مجاهدة مع أحوالها لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ[البلد:4] مكابدة لنفسه، ومكابدة لنزعات الشيطان، ومكابدة لمصاعب الحياة ومشاقها وأهوالها، يَغلبُ تارةً ويُغلبُ أخرى، يفرح ويحزن، يضحك ويبكي، وهكذا دواليك. فالحياة لا تصفو لأحد من أكدارها.
                  يختلف الناس في خوض معتركها، يتعثر أقوام فيستبطئون ويبادر آخرون إلى جهاد أنفسهم فيعانون، وقد تعاودهم أكدار الحياة كرة بعد أخرى.
                  وإن من أكدار الحياة حالة تنتاب كثيراً من الناس، بل لو قيل ( لا يسلم منها أحد ) لم يكن ذلك بعيداً، والناس فيها بين مستقل ومستكثر.
                  إن ضيق الصدر وما ينتاب المسلم من القلق والأرق أحياناً، مسألة قد تمر على كل واحد منا، تطول مدتها مع قوم وتقصر مع آخرين.
                  ترى الرجل إذا أصابته تلك الحالة كئيباً كسيراً تتغير حاله، وتتنكر له نفسه، قد يعاف الطعام والشراب، بكاء وحزن، وحشة وذهول، وقد تغلب أحدهم نفسه، فيشكو أمره إلى كل من يجالسه ويهاتفه، دون أن يجاهد نفسه طرفة عين.
                  يراه جليسه ومن يشاهده فيرى عليه من لباس الهم والغم ما الله به عليم، يستسلم للشيطان بجميع أحاسيسه، فيُظهر لك من اليأس والقنوط والشكوى، ما يغلق أمامك الكثير من أبواب الفرج والتنفيس، حتى إن بعض أولئك يوغل في الانقياد لتلبيس الشيطان، ويكاد أن يقدم على خطوات تغير مجرى حياته، من طلاق للزوجة، وترك للوظيفة، وانتقال عن المنزل، وما يتبع ذلك، وقد يصل أمره إلى الإنتحار؛ مما يدل على عظم تلبيس إبليس عليه.
                  إن للهمّ أسباباً حسّية ومعنوية، وقد يكون الهم مفاجئاً لصاحبه لا يعرف له سبباً.
                  شاهد المقال: أن حالة ضيق الصدر، تجعل العبد أحياناً حبيس الهواجس والوساوس ؛ فيبقى المسكين أسيراً لكيد الشيطان، مرتهناً بقوة تلبيسه عليه، وبضعف مجاهدته له.

                  معاشر المسلمين:

                  ولما كان تلك الحالة تعتري كثيراً من المسلمين فتؤثر على عباداتهم وسلوكياتهم، ناسب أن يكون الكلام عن الأسباب التي تعين على انشراح الصدر، وتنقله من تلك الغشاوة التي أظلمت عليه، إلى حالة يشعر فيها بالراحة النفسية والطمأنينة القلبية.
                  فيقال وبالله تعالى التوفيق: إن أسباب انشراح الصدر كثيرة، يكتفي في هذا المقام بذكر ثمانية أسباب منها، علها أن تكون شاملة لغيرها مما لم يذكر.

                  السبب الأول: قوة التوحيد

                  إن من أعظم الأسباب لشرح الصدر وطرد الغم، بل هو أجل الأسباب وأكبرها: قوة التوحيد وتفويض الأمر إلى الله تعالى، بأن يعتقد العبد اعتقاداً جازماً لا شك فيه ولا ريب، أن الله عز وجل وحده الذي يجلب النفع ويدفع الضر، وأنه تعالى لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، عدل في قضائه، يعطي من يشاء بعدله، ولا يظلم ربك أحداً. فعلى العبد أن يحرص على عمارة قلبه بهذه الاعتقادات وما يتبعها فإنه متى كان كذلك؛ أذهب الله غمه، وأبدله من بعد خوفه أمناً.
                  قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
                  ( فمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره، والسكون إليه والطمأنينة إليه، وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة، بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته، هو جَنّةُ الدنيا، والنعيم الذي لا يشبهه نعيم، وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين ). انتهى كلامه رحمه الله.

                  السبب الثاني: حسن الظن بالله

                  حسن الظن بالله تعالى، وذلك بأن تستشعر أن الله تعالى فارجٌ لهمك كاشفٌ لغمك، فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه، فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب،فعليك يا عبد الله بحسن الظن بربك ترى من الله ما يسرك، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قا رسول الله : { قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظنّ شراً فله } [أخرجه الإمام أحمد وابن حيان]، فأحسن ظنك بالله، وعلِّق رجاءك به، وإياك وسوء الظن بالله، فإنه من الموبقات المهلكات، قال تعالى: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [الفتح:6].

                  السبب الثالث: كثرة الدعاء

                  كثرة الدعاء والإلحاح على الله بذلك، فيا من ضاق صدره وتكدر أمره، ارفع أكف الضراعة إلى مولاك، وبث شكواك وحزنك إليه، واذرف الدمع بين يديه، واعلم رعاك الله تعالى: أن الله تعالى أرحم بك من أمك وأبيك وصحابتك وبنيك.
                  عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قدم على النبي سبيٌ، فإذا امرأه من السبي تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال النبي : { أترون هذه طارحةً ولدها في النار؟ } قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال : { الله أرحم بعباده من هذه بولدها } [أخرجه البخاري].

                  السبب الرابع: المبادرة إلى ترك المعاصي

                  تفقد النفس والمبادرة إلى ترك المعاصي، أتريد مخرجاً لك مما أنت فيه وأنت ترتع في بعض المعاصي؟ يا عجباً لك! تسأل الله لنفسك حاجتها وتنسى جناياتها، ألم تعلم هداك الله تعالى أن الذنوب باب عظيم ترد منه المصائب على العبد: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]، أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:165].
                  استسقى العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه، فقال في دعائه: ( اللهم إنه لم تنزل عقوبة إلا بذنب ولا تنكشف إلا بتوبة ).
                  قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
                  ( وما يُجازى به المسيء من ضيق الصدر، وقسوه القلب، وتشتته وظلمته وحزازاته وغمه وهمه وحزنه وخوفه، وهذا أمر لا يكاد من له أدنى حس وحياة يرتاب فيه، بل الغموم والهموم والأحزان والضيق: عقوبات عاجلة، ونار دنيوية، وجهنم حاضرة. والإقبال على الله تعالى والإنابه إليه والرضى به وعنه، وامتلاء القلب من محبته، واللهج بذكره، والفرح والسرور بمعرفته: ثواب عاجل، وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة... ) [الوابل الصيب:104] انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
                  فبادر رعاك الله إلى محاسبة نفسك محاسبة صدق وإنصاف، محاسبة من يريد مرضاة ربه والخير لنفسه، فإن كنت مقصراً في صلاة أو زكاة أو غير ذلك مما أوجب الله عليك أو كنت واقعاً فيما نهاك الله عنه من السيئات، فبادر إلى إصلاح أمرك، وجاهد نفسك على ذلك، وسترى من الله مايشرح صدرك وييسر أمرك وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3،2] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً[الطلاق:4] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق:5].
                  فبادر هداك الله إلى تقوى الله ولن ترى من ربك إلا ما يسرك بإذنه تعالى.
                  قال الإمام ابن الجوزي: ( ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة وبكل وجه، فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرضت لي هذه الآية: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًفعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج... ) [صيد الخاطر:153] انتهى كلامه.

                  السبب الخامس: أداء الفرائض والمداومة عليها

                  المحافظة على أداء الفرائض والمداومة عليها، والإكثار من النوافل من صلاة وصيام وصدقة وبر وغير ذلك، فالمداومة على الفرائض والإكثار من النوافل من أسباب محبة الله تعالى لعبده، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : { إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه } الحديث [أخرجه البخاري].

                  السبب السادس: مجالسة الصالحين

                  الاجتماع بالجلساء الصالحين والاستئناس بسماع حديثهم والاستفادة من ثمرات كلامهم وتوجيهاتهم، فالجلوس مع هؤلاء مرضاة للرحمن، مسخطة للشيطان، فلازم جلوسهم ومجالسهم واطلب مناصحتهم، ترى في صدرك انشراحاً وبهجة ثم إياك والوحدة، احذر أن تكون وحيداً لا جليس لك ولا أنيس، وخاصة عند اشتداد الأمور عليك، فإن الشيطان يزيد العبد وهناً وضعفاً إذا كان وحيداً، فالشيطان من الواحد أقرب ومن الإثنين أبعد وليس مع الثلاثة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
                  شاهد المقال: أن تحرص أعانك الله تعالى على عدم جلوسك وحيداً، فجاهد نفسك وغالبها على الإجتماع بأهل الخير والصلاح، والذهاب إلى المحاضرات والندوات، وزيارة العلماء وطلبة العلم فذلك يدخل الأُنس عليك؛ فيزيدك إيماناً وينفعك علماً.

                  السبب السابع: قراءة القرآن

                  قراءة القرآن الكريم تدبراً وتأملاً، وهذا من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم، فقراءة القرآن تورث العبد طمأنينة القلوب، وانشراحاً في الصدور الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].
                  قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: ( أي تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيراً، ولهذا قال تعالى أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُأي هو حقيق لذلك ) انتهى كلامه رحمه الله.
                  فاحرص رعاك الله على الإكثار من تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وسل ربك أن تكون تلاوتك له سبباً في شرح صدرك، فإن العبد متى ما أقبل على ربه بصدق؛ فتح الله عليه من عظيم بركاته يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57]، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء:82].

                  السبب الثامن: أذكار الصباح والمساء

                  المداومة على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار النوم، وما يتبع ذلك من أذكار اليوم والليلة، فتلك الأذكار تحصن العبد المسلم بفضل الله تعالى من شر شياطين الجن والإنس، وتزيد العبد قوةً حسيّة ومعنوية إذا قالها مستشعراً لمعانيها موقناً بثمارها ونتاجها، ولتحرص رعاك الله على تلك الأذكار المتأكدة فيمن اعتراهم همّ أو غم، ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله يقول عند الكرب: { لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم }، وكذا ما أخرجه البخاري عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبيكان يكثر من قوله: { اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل... } إلى آخر الحديث.
                  وعن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي إذا نزل به هم أو غم قال: { يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث } [أخرجه الحاكم].





                  وعن أبي بكر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال: { دعوات المكروب: ( اللهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأنه كله لا إله إلا أنت ) } [أخرجه أبو داود وابن حيان].
                  وعن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي : { ما أصاب عبداً هم ولا حزن، فقال: ( اللهن إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب غمي )، إلا ذهب الله حزنه وهمّه، وأبدله مكانه فرحاً } [أخرجه أحمد في مسنده وابن حيان في صحيحه]، إلى غير ذلك مما ورد من الأذكار في هذا الباب ونحوه.


                  اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا ويسر أمورنا، وهيء لنا من أمرنا رشداً.
                  وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
                  منقوووووووووووول

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x
                  إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                  x
                  أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                  x
                  x
                  يعمل...
                  X