إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[همسآت تائِبه]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [همسآت تائِبه]

    السسسلام عليكُم ورحمة الله وبركاته

    همسات تائِبه ..!

    اهداء اليكِ يا اخيه !







    مرتجفة مذعورة تتلفت حولها كمن لا تريد أن يراها أحد من الجيران، اطمأنت أن المكان خال, بحركة مترددة أخرجت من حقيبتها مفتاحا يتراقص في دلاية فضية ثمينة بين العديد من أشباهه, تعرفه جيدا فقد استعملته يوميا لمدة عشر سنوات, دلفت مسرعة ثم أغلقت خلفها الباب, وقفت تلتقط أنفاسها المتسارعة, جالت عيناها في المكان الحزين عساها تؤنس نفسها.
    أوحشتني.. همست بها للمكان في حميمية ودموعها تنهمر في تلاحق منتظم, تفقدت البيت الذي هجرته طواعية منذ عام, منذ آخر شجار بينهما.. كان عنيفا فقدت فيه صوابها الذي احتفظت به طوال عمرها ومن يومها لم تعد لبيتها وبيته.






    على أعتاب بيته

    تجولت في المكان بحزن, تعرف أن أحدا ليس فيه الآن غيرها.. وغيره، لثمت الجدران بشفاه مشتاقة ملتاعة، تحفظ كل شبر هنا, اللوحات وضعتها بيدها, السجاد, المكتبة, المقاعد, يا للأسى.. كل شيء مؤلم, رائحة المكان كئيبة, الأشياء مبعثرة, الكتب التي تهواها وأمضت معها أحلى أوقاتها يعلوها التراب, تجولت في البهو الفسيح تبحث عن مقعدها, وجدته خاليا متربا لا أحد يهتم به, من سيهتم ببيت تركته سيدته ؟


    دخلت تتفقد الحمام, يا للبشاعة.. النعال مبعثرة هنا وهناك, رائحة البول الكريهة تنتشر في المكان, أين عطر الحمام الذي كانت تهواه ؟ بحثت عنه فوجدت علبته فارعة وملقاة خلف الباب بلا اكتراث، بسرعة.. خلعت خمارها وعباءتها وأخذت تنظف وهي تسد أنفها من خبث الرائحة.


    انتهت سريعا فقد كانت تريد أن تحادثه قبل أن يأتي إليه أحد, كانت تخشى أن تجد لديه امرأة سواها, أن يكون قد استبدلها بأخرى، ولو فعل ما لامت عليه فهي التي تركته وهو لم يتركها، تعلم أنه يعلم بقدومها, قد أخبرته بعزمها أن ترجع إليه وأن تعود إلي بيتها، وحتى لو لم تخبرهفهو يعلم, إنه يعرفها أكثر من نفسها، ويعلم كيف تفكر، وبماذا تشعر، وكيف غدا ستفعل، وعلمه بها دائما يصيب.



    إعتراف


    لا تعرف كيف تبدأ معه الحوار, لكنها يجب أن تبدأ لا أن يبدأ هو, استجمعت شجاعتها ومضت في رهبة إلي البهو الكبير, تركت موضعها المعتاد واتخذت أقرب موضع منه, خفضت عينين لم تستطع أن ترفعهما حياء منه وخوفا، همست في خشوع ووجل: أنا.. أنا.. لم تستطع أن تستمر, شعرت أن كلماتها أحجارا تتزاحم للخروج من فيها، انسابت دموعها غزيرة بدلا من الأحرف الصامتة, صارت الدموع شلالا غمر الأرض تحت قدميها وارتفع نحيبها يملأ المكان.. قد خنتك وخنت أمانتي.. إني أعترف.


    لم تستمر فقد ارتفع النحيب عاليا حتى أن المكان كله تجاوب معه ارتجاجا.. وتحركت الصور الحزينة على الجدران توشك أن تهوي، ومر بالباب صرير ريح أصابها بالهلع كهلعها من مصيبتها، أنا العفيفة المحبة المخلصة, خائنة, خنتك, نعم فعلت، أحببتك وعاهدتك على ألا أعرف غيرك, لكني حنثت في عهدي, أحببت رجلا..


    انهارت عند هذا الحد, لم تقو على الاستمرار فتركت لنحيبها ودموعها وقلبها الاستمرار، ليس لي عذر, لا أدافع عن نفسي, أنا آثمة, أنا أتيت لترحمني من عذابي، كنت أعلم من البداية أنك تعلم لكني كذبت نفسي.. بل قلت فليعلم ليس هناك ما أخجل منه, هو يعلم أني أحبه.


    كنت أول من يدعمني, تعطيني في نفسي القوة والثقة, تعرف أني لم أحب غيرك هذا الحب، تعرف تيهي على أقراني أني لم أعرف شبابا مثلهم ولا مسني داء الحب.


    كنت أشير عليهم بالرأي في مشاكلهن، وأحياها معهن، وأكتب الأشعار لهن، لكني أبدا لم أعرف الحب مثلهن.


    كنت أرى الشباب تافهين لا ترقى اهتماماتهم لاهتماماتي, ولا عقولهن لمجاراتي, فقط يرغبون في السيطرة, ذكوريون ما يعترفون بعقل الأنثى ورغم ذلك يتشدقون بكلامهم عن حقوق المرأة !!


    كنت أحتفظ بقلبي لمن سأرتبط به, حتى عرفتك أنت وأسلمتك قلبي وروحي وبدني وحياتي كلها وكنت صادقة معك، إلى أن عرفته, أعرف أنك تعرف هذا ولكن اعترافي يريحني فاستمع إلي, أقسمت عليك بالله ألا تعرض بوجهك الجميل عني.


    استرسلت في اعترافاتها الذليلة: لا أعرف كيف حدث هذا بيننا, أنا العفيفة التي لم ترفع عيناها في وجه رجل، ولم تتأمل وجها نظرت إليه، أنا التي لا تعرف زملائها في العمل إلا من أصواتهم لا وجوههم, أنا التي تنصح الأخريات أن الحب وهم ثم غرقت فيه !


    أعترف.. كنت أظن أن ما بي يمكنني وقفه في أي وقت، وكنت أظنني قوية أردعه.. أوقفه أجعله لا يقترب.. لكنه اقترب.. اقترب واقترب كما لم يقترب مني أحد.. أنا محطمة القلوب يتهاوى قلبي وبدني؟, ربي يعلم أنها المرة الأولى في حياتي.. والأخيرة، فقد عاهدته على ذلك وأنا لا أحنث عهدي, فهل تغفر؟


    أعاهدك لن يقترب مني أحد.. لا هو ولا غيره


    فهل تغفر خيانتي؟


    هل يمكن أن نعود إلى سابق


    عهدنا ؟


    أعود إليك ومازال قلبي معلق به.. عساك تنقذني ....
    التعديل الأخير تم بواسطة تاركة الدنيا; الساعة 09-08-2010, 09:08 PM. سبب آخر: حذف الروابط



    لا اله الا انت سبحآنك انى كنت من الظالمين ..


    دعواتكم لى بالثبات والهدايه
    ..

  • #2
    رد: [همسآت تائِبه]


    تناقض

    أنا لم أعد أنا.. صًرت مسخا مشوها, أنهى الناس عن الفعل وآتيه معه في نفس الساعة، لا أدري كيف صرت هكذا ؟!
    أصبحت حقلا للمتناقضات : حب وكره.. نقاء وخبث, وفاء وخيانة, براءة وإثم, صدق وكذب ,ارتقاء وتهاوي, فروسية وخسة, تقدم وتراجع, طهر وفسق, نعم هذه أنا الآن !
    أتيت إليك لأعترف بحبي بعد أن شربت من نفس الكأس، اكتشفت خطابه إلي غيري.. يغازلها يطلب ودها.. يرسم طيفها، وأخرى يؤويها لدفء المشاعر ويشدو شعرا لها، غير التي ينشد الترحال إليها في أقصى البقاع و.. و.. و.. يقول إنها انطلاقته, حريته, محطاته التي لا يتوقف عندها، وعلي ألا أوقف القطار وإلا دهسني, يقول أنه يهواني.. وأني شيء مختلف لكنه يخشى الملل ويخشى أن يجعلنا الحب ننفصل، لأن الحب قيد وهو يهوى العيش حرا.
    لم تقل لي يوما أن حبي لك قيد عليك, تحب أن أعيش كلي لك وأن يفيض حبي على الناس, أن نصير معا في كل مكان, لا نفترق أبدا حتى نصل إلى الجنة.
    لكني مازلت أهواه, حمقاء أنا حتما.. أو أن قلبي ليس ملكا لي بل ملكا له هو, هذا هو قلبي فخذه وافعل به ما تشاء فقد طال اغترابه، مازلت طفلة صغيرة تهرع إليك لترمي نفسها بين يديك وتبكي لأن زميلها ضربها وهي لا تريد أن تؤذيه فقط تشكوه لك.
    هو يهوى مالا يدركه فإذا أدركه زهده. ثم يبحث عن شئ آخر يلهث خلفه, حتما أستطيع أن أنازله في نفس الساحة، لكني لا أقوى على إشقائه.. فقط أشكوه لك.
    لم أجد في حبه إلا العناء, ولم أجد في حبك إلا الهناءة، حبه ممزوج بالشهوة.. لا يريدني إلا جسدا، لا يرى في روحا.. ولا يقنع أن لي عقلا, يطلب كل اهتمامي, واهتمامه لكل النساء فيما سواي.
    أما أنت فتحبني عقلا وجسدا وروحا, بناء متكاملا.. وتزكي في هذا وتمنحني لكل الدنيا، وترضى أن تجدني دوما للآخرين.
    يريدني جارية لا تتدخل في عمله ولا خصوصياته ولا دعوته، لم أعترض لكني تذكرتك، أنت تريدني ملكة يحسن احترامي كل الناس، وأعرف كل شيء عنك، بل وأخلفك في بعضشئونك
    ما الذي حدث لي إذن ؟


    عطاء

    أنا لا عرف, كانت الأمور طبيعية في بداياتها وكانت علاقة عمل محترمة، كنت أحتاج إلي من يحتويني كلية, يهتم بي, يشاركني عقلي وفكري وأحلامي، لكني لم ألحظ هذا, كانت حياتي لهث وعمل وعطاء للآخرين بلا مقابل, فناء في الآخر, ولا شيء لها, لم أشتك لأني لم أعرف حاجاتها.
    حتى كان ذلك اليوم العاصف الذي أهانني فيه أهلك وطردوني, لم أجدك قد تدخلت بيننا ولا أنصفتني, علم الناس بما حدث, سألني وحكيت, تعاطف معي, ساندني, ملأ مربعات كياني شغلني عنك فلم أفتقدك, لا أعرف كيف لم أفتقدك؟!
    هل سحرني بكلامه ؟ .. كلامك أجمل.. كلامك صادق.. لا تكذب أبدا.. أما هو فأضبطه كثيرا متلبسا بالكذب.
    كنت أبتعد عن مداره واثقة أني لن أعود إليه فأجدني أعود إلي المركز وأحترق، فانطلق إلى المدار وأبتعد لأنجذب من جديد إلى المركز وأحترق.
    عبثية غدت حياتي بدونك.. صرت سلعة رخيصة.. أنا التي كنت درة النساء، بعدها لما كنت أقترب منه كان يلفظني، فإذا انزويت عاد يقترب.. غرتني ثقتي بنفسي وبكرمك, كنت أعلم أنك تنتظر عودتي، وأني حتما سأعود لك!
    كنت أقنع نفسي بهذا، وأنني تقية لن أتقدم في معصية فكنت أتهاوى!
    مغرورة أنا بنفسي وبك


    لم تمنع إنفاقك عني.. بل كنت ترسل لي أموالا طائلة عن احتياجي، لكني لم أتراجع..

    لم تطلبني إلى بيتك عنوة، وحقك بيت الطاعة.
    ليتك فعلت ليتك فعلت
    أخفت وجهها بين كفيها المليئتين بدمعها المتفجر من عينيها وأنفها وشفتيها، فانساب من بين أصابعها إلي شعرها المتهدل أرضا في مذلة واتخذ طريقه ليغمر قدميها..
    أقسى عقاب علي ألا تمنعني من الخطأ وتقومني كما كنت تفعل من قبل، أقسى انتقام أن تتركني وأنا بعد طفلة تترنح تدفع يدك لأنها تريد أن تركض، فتتركها لتقع !!
    كنت أظن أني لا أخطئ ، لكنك أنت الذي كنت بجانبي تراقب وتعلم وتمنع حتى بالقوة كي أظل أنا..
    كنت أشعر بالقوة مهما زلزل الزمن جداره، لم أع أن قوتي لم تكن لي بل كانت قوتك!!
    لأول مرة أشعر إني تائهة في صحراء واسعة محرقة بلا سبل, أجري هنا وألهث هنا.. وأسقط هنا، أبكي وحدي، تغرب شمسي على سماء فارغة بلا سحاب بلا نجوم بلا قمر, أبحث عن ملاذ فلا أجد، أسأل عن أمي.. لا أحد, أبحث عن صاحب أو سند, وحدي أنا.. ضعيفة.. جوعى, عطشى, أنادي على نفسي فيرتد إلي الصدى فلا أجيب !!
    كان جسدي يرتجف وقلبي تتسارع دقاته لكني مضيت ومضيت ولم أتوقف، أنا ضدي.. أنا ...فمن أنا ؟


    توبة

    أنا خائنة.. أنا مغرورة ..
    أنا ضئيلة.. وأنت من أنت

    فهل تغفر؟

    هل يمكن أن نعود إلى سابق عهدنا ؟

    لم تلق جوابا فأردفت في لوعة :

    أنت لا تكلمني لا ترد علي وهذا يقتلني..

    تقول نفسي: التائب من الذنب كمن لا ذنب لها, لكني أريد أن اسمعها منك فهل تفعل ؟
    أقسمت عليك أن تفعل, أقسمت عليك بحبك للرسول أن تفعل, أقسمت عليك بحبك لي وحبي لك أن تفعل..
    حبي لك ؟ لعلك تقول أني كاذبة لكني فعلا احبك وأشهد الله على ذلك..
    لا تقل لي أني كاذبة.. لا.. لا تفعل فما جرى علي لساني كذب منذ أن عرفتك .
    لم يعد صوتها يسري في المكان.. فقد ماتت الأحرف على شفتيها الخاطئتين.. ولم يعد يُسمع إلا صوت نحيبها, صمت مطبق يسري بين ثنايا شقوق الجدران وشقوق روحها معا، صوت لعندليب عذب يتردد عند النافذة المكسورة, لطالما تجاوبا معا يصدحان أيهما أجمل صوتا، يصدح العندليب ويصمت في رهبة ثم يمضي بلا صوت، إلا من رفرفرة جناحيه كأنه أدرك رهبة الموقف!
    سقطت ورقة جافة من فرع البوتس الذابل المتدلي من سقف الحجرة, وسرى في المكان صوت
    مواء قطة طويل أرجفها
    أمسكت بكتابها تختار شيئا من كلماته التي أرسلها لها يوما لتشدو بها, حاولت التغني متوددة له لكن صوتها أتى مرتشعا ذليلا
    فجأة سمعت أقدام تقترب من الباب, ارتعبت أن يراها أحد على تلك الحالة، دونما تروي سحبت خمارها وجلبابها وهرعت إلى الغرفة الصغيرة بجوار باب النساء الخلفي.
    لملمت أنفاسها وخطواتها المتسارعة نحو الباب لتكتب له بمداد دمعها عليه جملة أخيرة :


    أحبك


    فاغفر

    فاغفر

    فاغفر

    ونقشت على قلبها أحرفا طالما عشقتها لاسمه

    يا ودود..

    يا حنان..

    يا منان..
    وسحبت باب المسجد خلفها ومضت..

    وجزاكم الله خيرا


    التعديل الأخير تم بواسطة تاركة الدنيا; الساعة 09-08-2010, 09:06 PM. سبب آخر: حذف الروابط



    لا اله الا انت سبحآنك انى كنت من الظالمين ..


    دعواتكم لى بالثبات والهدايه
    ..

    تعليق


    • #3
      رد: [همسآت تائِبه]

      فى انتظار التعليقات ع المقال



      لا اله الا انت سبحآنك انى كنت من الظالمين ..


      دعواتكم لى بالثبات والهدايه
      ..

      تعليق


      • #4
        رد: [همسآت تائِبه]

        فين تعليقاتكم



        لا اله الا انت سبحآنك انى كنت من الظالمين ..


        دعواتكم لى بالثبات والهدايه
        ..

        تعليق


        • #5
          رد: [همسآت تائِبه]

          انا هزعل منكم يا اخوات ..

          فين تعليقاتكم ولو كلمه شكر فقط مش هتخسر



          لا اله الا انت سبحآنك انى كنت من الظالمين ..


          دعواتكم لى بالثبات والهدايه
          ..

          تعليق


          • #6
            رد: [همسآت تائِبه]

            جزاكِ الله خيرااا اختى ونفع الله بكِ
            التمسى الاعذار لاخواتك فهن مشغولات برمضان
            ان شاء الله بعد رمضان ستجدى الموضوع ملئ بالردود والتعليقات
            اسأل الله ان يرزقنا توبه قبل الممات وشهاده عند الموت وجنه ونعيم بعد الموت
            بارك الله فيكِ
            ونفع الله بكِ

            تعليق


            • #7
              رد: [همسآت تائِبه]

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              على فكره يا
              استشهاد زى
              زوزو
              ماقالت لك مشغولين برمضان
              وعلى راى
              الشيخ كشك
              رحمه الله الناس بتقسم رمضان ثلاثة اقسام
              اول عشره"مرق"
              كثرة الطبيخ
              تانى عشره"خلق"
              شراء الملابس
              ثالث عشره"حلق"
              بمعنى الكعك والبسكوت
              رحم الله الشيخ ونفعنا بعلمه
              وبارك الله فيكى
              كل عام وانتم بخير

              تعليق


              • #8
                رد: [همسآت تائِبه]

                جزاك الله الفردوس الاعلى ..!
                اكيد بعذرهم عذرهم معاهم



                لا اله الا انت سبحآنك انى كنت من الظالمين ..


                دعواتكم لى بالثبات والهدايه
                ..

                تعليق

                يعمل...
                X