أفضل صلاة بعد الفريضة الخير العميم
قيام الليل عبادة عظيمة كان للمصطفى – صلى الله عليه وسلم - بها اختصاص مذكور في قوله تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } (سورة الاسراء) وسياق الآية مشعر بفضل قيام الليل وعظيم أثره ، وذلك لربطه بما ذكر بعده من نيل المصطفى – صلى الله عليه وسلم - المقام المحمود ، وهو مقام الشفاعة يوم القيامة ، وقيام الليل عمل ذكره الحق - جل وعلا - في أعمال وأوصاف المؤمنين حيث قال : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) } . (سورة السجدة) وامتدح الله به المتقين عند ذكر أنهم { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} (سورة الذاريات) وعده من خلال عباد الرحمن فقال في حقهم : {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً }. (سورة الفرقان)
قيام الليل مدرسة الإيمان والتقوى ، ومنبع التزكية والتطهير، به تحيا القلوب وتزداد إشراقاً ، وبه تسمو النفوس وتمتلئ أشواقاً ، فيه تذرف العيون دموع الخشية والندامة ، وتلهج الألسن بدعوات التضرع والإنابة ، وتتمرغ الجباه في سجود الذل والاستكانة .
قيام الليل مظنة إجابة الدعاء كما قال خاتم الرسل والأنبياء – صلى الله عليه وسلم - : ( إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه ، وذلك في كل ليلة ) [ رواه مسلم ] .
وهو من أسباب دخول الجنة كما يبين البشير النذير - عليه الصلاة والسلام - حين قال : ( أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) [رواه الترمذي ] .
وقيام الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة بنص حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم - . رواه مسلم .
والآن لعلك تقول كما يقول كثير من الناس- وكلنا ذاك الرجل – : "لم نعد نقوم الليل، ولا طاقة لنا به ، ضعفت عنه هممنا ، وقعدت عنه عزائمنا ، وثقلت عن القيام به أجسادنا ، وشغلتنا عنه أموالنا وأهلونا ، ومع أنني أدعو نفسي وأدعوك وأدعو كل مسلم أن لا يفوّت قيام الليل ولو ركعتين ؛ فإن في ذلك خير كثير ، وأجر كبير ، ولكنني مع ذلك أسوق لك غنيمة عظمى من غنائم الفجر ، إذا أديت صلاة الفجر فكأنما قمت الليل كله ، نعم !كله لا بعضه ، وليس هذا من عندي ، بل هي غنيمة جاء بها حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ، عنه - عليه الصلاة والسّلام - أنه قال : ( من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ). [ رواه مسلم ] .
إذن فأنت بذلك تنال غنيمة جديدة أكيدة ، فتمسك بها ولا تفرّط .
الخير العميم
خير بلا حد ، وفضل بلا سد ، وحسنات بلا عد ، عطاء يفوق الوصف ، وهبات تزيد على الضعف ، لا لا تقل إنها مبالغات ، كلا ! فهذا جود رب الأرض والسماوات ، إنه الذي لا تنفذ خزائنه ، ولا ينقص ملكه ، وإن أعطى كل سائل مسألته .. {وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .(سورة المائدة)
تصور- أخي القارئ- وأختي القارئة أن هذه الغنيمة التي سأخبرك بها ليست من غنائم صلاة الفجر ، بل هي غنيمة ركعتي السنة قبل صلاة الفجر ، ولك -بعد أن تعرف الغنيمة – أن تتساءل وتقول : إذا كان هذا لركعتي السنة ، فكيف إذن ركعتي الفريضة ؟ .
اقرأ معي حديث عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها - ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه مسلم ، وفي رواية : ( لهما أحب إليّ من الدنيا وما فيها ) .
سبحان الله (خير من الدنيا وما فيها ) !! الدنيا بذهبها وفضتها ، وجمالها ونسائها ، الدنيا بكل ملذاتها وشهواتها(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) (سورة المائدة)
نعم ركعتا الفجر خير من كل ذلك ، ويعدل كل ذلك ويزيد عليه ، والرواية الثانية مؤيدة ومؤكدة لهذا المعنى عندما جاء لفظها بالمقارنة بين الدنيا وركعتي الفجر وقال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – ( لهما أحب إليّ من الدنيا جميعاً ) ، إذن فكرر معي فكيف صلاة الفجر ذاتها ؟ .
إنها غنيمة بلا حدود ، فاسع إليها وقيدها بالقيود ؛ فإن عائشة – رضي الله عنها – قالت : (لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم - على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر ) [ متفق عليه ] .
قيام الليل عبادة عظيمة كان للمصطفى – صلى الله عليه وسلم - بها اختصاص مذكور في قوله تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } (سورة الاسراء) وسياق الآية مشعر بفضل قيام الليل وعظيم أثره ، وذلك لربطه بما ذكر بعده من نيل المصطفى – صلى الله عليه وسلم - المقام المحمود ، وهو مقام الشفاعة يوم القيامة ، وقيام الليل عمل ذكره الحق - جل وعلا - في أعمال وأوصاف المؤمنين حيث قال : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) } . (سورة السجدة) وامتدح الله به المتقين عند ذكر أنهم { كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} (سورة الذاريات) وعده من خلال عباد الرحمن فقال في حقهم : {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً }. (سورة الفرقان)
قيام الليل مدرسة الإيمان والتقوى ، ومنبع التزكية والتطهير، به تحيا القلوب وتزداد إشراقاً ، وبه تسمو النفوس وتمتلئ أشواقاً ، فيه تذرف العيون دموع الخشية والندامة ، وتلهج الألسن بدعوات التضرع والإنابة ، وتتمرغ الجباه في سجود الذل والاستكانة .
قيام الليل مظنة إجابة الدعاء كما قال خاتم الرسل والأنبياء – صلى الله عليه وسلم - : ( إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه ، وذلك في كل ليلة ) [ رواه مسلم ] .
وهو من أسباب دخول الجنة كما يبين البشير النذير - عليه الصلاة والسلام - حين قال : ( أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) [رواه الترمذي ] .
وقيام الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة بنص حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم - . رواه مسلم .
والآن لعلك تقول كما يقول كثير من الناس- وكلنا ذاك الرجل – : "لم نعد نقوم الليل، ولا طاقة لنا به ، ضعفت عنه هممنا ، وقعدت عنه عزائمنا ، وثقلت عن القيام به أجسادنا ، وشغلتنا عنه أموالنا وأهلونا ، ومع أنني أدعو نفسي وأدعوك وأدعو كل مسلم أن لا يفوّت قيام الليل ولو ركعتين ؛ فإن في ذلك خير كثير ، وأجر كبير ، ولكنني مع ذلك أسوق لك غنيمة عظمى من غنائم الفجر ، إذا أديت صلاة الفجر فكأنما قمت الليل كله ، نعم !كله لا بعضه ، وليس هذا من عندي ، بل هي غنيمة جاء بها حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ، عنه - عليه الصلاة والسّلام - أنه قال : ( من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ). [ رواه مسلم ] .
إذن فأنت بذلك تنال غنيمة جديدة أكيدة ، فتمسك بها ولا تفرّط .
الخير العميم
خير بلا حد ، وفضل بلا سد ، وحسنات بلا عد ، عطاء يفوق الوصف ، وهبات تزيد على الضعف ، لا لا تقل إنها مبالغات ، كلا ! فهذا جود رب الأرض والسماوات ، إنه الذي لا تنفذ خزائنه ، ولا ينقص ملكه ، وإن أعطى كل سائل مسألته .. {وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .(سورة المائدة)
تصور- أخي القارئ- وأختي القارئة أن هذه الغنيمة التي سأخبرك بها ليست من غنائم صلاة الفجر ، بل هي غنيمة ركعتي السنة قبل صلاة الفجر ، ولك -بعد أن تعرف الغنيمة – أن تتساءل وتقول : إذا كان هذا لركعتي السنة ، فكيف إذن ركعتي الفريضة ؟ .
اقرأ معي حديث عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها - ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه مسلم ، وفي رواية : ( لهما أحب إليّ من الدنيا وما فيها ) .
سبحان الله (خير من الدنيا وما فيها ) !! الدنيا بذهبها وفضتها ، وجمالها ونسائها ، الدنيا بكل ملذاتها وشهواتها(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) (سورة المائدة)
نعم ركعتا الفجر خير من كل ذلك ، ويعدل كل ذلك ويزيد عليه ، والرواية الثانية مؤيدة ومؤكدة لهذا المعنى عندما جاء لفظها بالمقارنة بين الدنيا وركعتي الفجر وقال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – ( لهما أحب إليّ من الدنيا جميعاً ) ، إذن فكرر معي فكيف صلاة الفجر ذاتها ؟ .
إنها غنيمة بلا حدود ، فاسع إليها وقيدها بالقيود ؛ فإن عائشة – رضي الله عنها – قالت : (لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم - على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر ) [ متفق عليه ] .
تعليق