" إحترز من العثـَرات "
مقتطف من كتاب صيد الخاطر لإبن الجوزي رحمه الله
رأيت كلّ من يعثر بشيء أو يزلق في مطر يلتفت إلى ما عثر بِه، فينظر إليه . طبعًا موضوعًا في الخَلق. إمّا ليحذر منه إن جازَ عليه مرّة أخرى، أو لينظر ـ مع إحترازه و فهمه ـ كيف فاته التحرّز من مثل هذا.
فأخذتُ في ذلك إشارة و قلتُ:
يا من عثر مرارًا، هلا ّ أبصَرت ما الذي أعثرك فاحترزت من مثله؟ أو قبحت لنفسك مع حزمها تلك الواقعة ؟
فإنّ الغالب ممن يلتفت أنّ معنى إلتفاته كيف عثر مع إحترازه بمثل ما رأى.
فالعجب لك
كيف عثرت بمثل الذنب الفلاني و الذنب الفلاني؟
كيف غرّك زخرف فتـَعلم بعقلك باطنه، و ترى بعين فكرك مآله؟ كيف آثرت فانيًا على باق؟ كيف بعت بِوكس (1)؟
كيف إخترت لذّة رقدة على إنتباه معاملة؟
آه لك لقد إشتريت بما بعت أحمال ندم لا يُقلـِّها ظهر (2) ، و تنكيس رأس أمسى بعيد الرفع، و دموع حزن على قبح فعل ما لِمددها إنقطاع.
و أقبحُ الكلّ أن يقال لك :
بماذا؟ و من أجل ماذا؟ و هذا على ماذا؟
يا من قلب الغرور عليه الصنجة، و وزن له و الميزان راكب.
ــــــــــــ
(1) الوكس: النقص.
(2) لا يقلها ظهر : لا تحملها دابة.
مقتطف من كتاب صيد الخاطر لإبن الجوزي رحمه الله
رأيت كلّ من يعثر بشيء أو يزلق في مطر يلتفت إلى ما عثر بِه، فينظر إليه . طبعًا موضوعًا في الخَلق. إمّا ليحذر منه إن جازَ عليه مرّة أخرى، أو لينظر ـ مع إحترازه و فهمه ـ كيف فاته التحرّز من مثل هذا.
فأخذتُ في ذلك إشارة و قلتُ:
يا من عثر مرارًا، هلا ّ أبصَرت ما الذي أعثرك فاحترزت من مثله؟ أو قبحت لنفسك مع حزمها تلك الواقعة ؟
فإنّ الغالب ممن يلتفت أنّ معنى إلتفاته كيف عثر مع إحترازه بمثل ما رأى.
فالعجب لك
كيف عثرت بمثل الذنب الفلاني و الذنب الفلاني؟
كيف غرّك زخرف فتـَعلم بعقلك باطنه، و ترى بعين فكرك مآله؟ كيف آثرت فانيًا على باق؟ كيف بعت بِوكس (1)؟
كيف إخترت لذّة رقدة على إنتباه معاملة؟
آه لك لقد إشتريت بما بعت أحمال ندم لا يُقلـِّها ظهر (2) ، و تنكيس رأس أمسى بعيد الرفع، و دموع حزن على قبح فعل ما لِمددها إنقطاع.
و أقبحُ الكلّ أن يقال لك :
بماذا؟ و من أجل ماذا؟ و هذا على ماذا؟
يا من قلب الغرور عليه الصنجة، و وزن له و الميزان راكب.
ــــــــــــ
(1) الوكس: النقص.
(2) لا يقلها ظهر : لا تحملها دابة.
تعليق