إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنت زعلانه من ربنا.!؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنت زعلانه من ربنا.!؟!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أرجو تعديل العنوان
    ربنا
    وليست ربنه
    خطأ عن غير قصد


    زعلانه من ربنا ؟؟؟؟
    للشيخ هانى حلمى
    حفظه الله



    أختاه، كثيرًا من الممكن أن تقابلي ناس لديهم هذا المرض الخطير .. ومن الممكن أن يكون داخلك وأنتِ لا تدري خطورته .. كثيرًا ما تسمعي هذه العبارات، ولا تتصوري أن هناك من يعيش وبداخله هذه المعاني تجاه ربنا تعالي ..



    أحكي لكِ مكالمة واقعية حدثت معي ..



    قالت: أريد أن أحكي لك قصتي، ولكن اسمعني حتى النهاية وأرجوك لا تحتقرني .. قلت لها: تفضلي ..




    قالت: أنا إنسانة من عائلة مستواها الاجتماعي جيد بشكل عام، الكل يشيد بأخلاقي وباجتهادي في عملي .. لكن كنت أعيش فراغ عاطفي شديد .. وبتعبيرها قالت: منهم لله أهلي الذين جنوا علي َّ، وفقدت عندهم الحنان الكافي الذي تحتاجه أي إنسانة من أهلها .. المهم أن هذا الفراغ جعلني وقعت في حب واحد، كان يمثل لي كل شيء في الحياة .. والله لم أعرف رجل قبله ولا بعده، تعلقت به جداً وكان هو يجيد التمثيل عليَّ بحق .. لم أعد أستطيع الاستغناء عنه، أصبح كل شيء في حياتي .. أصبح متملكني تماماً .. لا أستطيع أن أقول له لا وهو عرف كيف يستغل هذا في َّ .. وللأسف الشديد عرف كيف يتحكم في عواطفي وأحاسيسي، ومشاعري حتى أغواني .. وللأسف سلمت له نفسي وفقدت أعز ما تملكه المرأة الطاهرة العفيفة .. طبعاً قال لي: أنه لا يستطيع أن يتركني، وأنه لابد سيتزوجني .. وكان يقول لي على كل شيء في حياته؛ لذلك أعطيته الأمان حتى رصيده في البنك كنت أعرفه .. وبالفعل ذهب وكلم أهله لكي يتزوجني، لكن للأسف رفضوا وأصروا أن يتزوج أخرى غيري .. وبعد قليل وجدت الخائن يقول لي: أنه لا يستطيع مواجهة أهله وأنه يجب أن يتزوج ..





    ما لا أفهمه، وهذا كان هدف المكالمة الأساسي الذي كانت تبحث عنه .. وقالت: أريدك أن تفسره لي، البنت التي تزوجها في منتهى الأدب ويبدو عليها أنها بنت ناس .. لماذا تتزوج رجل كهذا؟ .. وهو أيضاً كان دائماً يعمل أعمالاً لا تتماشى أبدًا مع الحال الذي كان بيني وبينه، كان يقوم بأداء عمرة .. يذهب للحج .. لماذا يوفق لهذا؟!! .. هل تتصور أنه قبل أن يدخل بهذه الفتاة كان معي قبلها بأربع وعشرين ساعة؟!! وبعدها بيومين كان معي!!





    أنا لم أكن أستطيع أن أقول له لا، ووالله لم تكن القضية قضية ميل امرأة لرجل بتعبيرها .. تقول: أنا لا أفكر إلا فيه .. أكون معه كالمسحورة تماماً .. طالما هو يكلمني أو يكون بجانبي ..





    قلت لها: هذا مرض العشق؛ مرض يسلب الواحد عقله تماماً حتى يتصرف هذه التصرفات العجيبة ..




    قالت: أريد أن أفهم، لماذا يتزوج هو وينجب من زوجته هذه؟ ولماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أستطيع أن أتزوج؟ لماذا لم أعد عذراء؟ .. فكيف تكون لي حياة من جديد؟ وأنا لا أستطيع أن أخدع أي إنسان بالواقع الذي أعيشه!! .. لماذا أنا هكذا وهو لا؟!، العقاب إذًا ربنا يريد أن يعذبنا فالعذاب يكون لي وله .. نعذب نحن الاثنين ..


    لكن لماذا أتعذَّب أنا فقط وهو لا؟!!





    قلت لها: سبحان الله، هل هذا ما يحزنك؟!! .. هل هذا ما تسألي عنه؟ .. هل هذا ما يزعجك؟!! .. أنه تزوج أو لم يتزوج، والذي يريح بالك أن ينتقم لكِ الله منه أو يُعذَّب مثلك ..



    تفكري فقط في الانتقام ونسيتي الله ذو الجبروت والملكوت؟!!


    أول ما فكرتِ في الموضوع الشيطان لبس عليكِ الأمر، وجعلك مشغولة بعقاب هذا الرجل ولا تنظري لما فعلتيه ..




    أتعرفين ما أخطر شيء فعلتيه بدون أن تنتبهي؟!! .. ليست العلاقة الُمحرَّمة ..




    أخطر شيء:: إنكِ زعلانة من ربنا ..



    أنكِ لا ترين عذابه في هذا الرجل كما تشعري أنتِ بالعذاب؛ لذلك أنتِ متسخطة على ربنا ..



    وأنا أقول لكِ: ما أدراكِ أنه ليس مُعذَّب؟!، فكم من ناس تضحك أمام الناس بملء الفم وهم يعيشون في منتهى التعاسة والحزن ويمثلون .. وما أدراكِ بأي طريقة يعامله ربنا؟!! .. ألا يمكن أن يكون مستدرج حتى إذا أخذه أخذة لم يفلته؟!! .. وساعتها تكون سوء خاتمة .. وما أدراكِ ألا يحتمل أن يكون وفق للتوبة، وأنتِ تعيشين في السخط .. وتعيشين زعلانة من ربِّك .. بأي عين تنظرين للموضوع ؟!! .. ألا ترين الموضوع إلا من هذه العين !! ..




    ألا تخافين على نفسك من أن تلقي الله وقد ارتكبتِ أكبر الكبائر التي يتنزل بها غضب الجبار سبحانه؟!!



    أنتِ أخطر شيء تقوليه في كل ما حكيتِ: كلمات التسخط هذه




    وللأسف أنتِ لم تعرفيه لذلك تجرأتِ على ربك وشعرتِ أنه ظلمك



    مع أن ربك يقول: في الحديث القدسي "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً" صحيح مسلم




    مع أن ربك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } النساء40 .. مع أن ربك منزه سبحانه وتعالى عن العيوب .. أيحابي ربنا سبحانه وتعالى أحد على أحد؟! .. هل يتشفى ربنا سبحانه وتعالى من أحد؟!! .. حــــاشــاه سبحانه .. كل هذا لأنكِ والله لا تعرفين من هو الله .. {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } الأنعام 91 ... وهذا لأنك تشعرين أنك تري نفسك بطريقة غير سليمة




    الغلطة الثانية:: أنكِ تشعري أنكِ شيء معين .. أنا لا أستحق أن يحدث لي كل هذا ..




    أو أنا لو أخطأت فأنا أستحق كذا، لكن كلنا نتساوى .. أنتِ تنظري لنفسك نظرة خاطئة .. فأنتِ لا تنشغلي بعيبك، أنتِ تنظري للأمور بمنظور خاطئ ..




    Û المفترض أن تفتشي عن عيوبك التي أنتِ منها على يقين؛ لأنك أدرى الناس بأحوالك وأحوال قلبك .. أما ذنوب الناس وعيوب الناس، فالله أعلم بأحوالهم ..


    نحن من ذنوبنا على يقين ومن ذنوب الناس على شك ..



    مرضك مرض فتاك .. مرض خطير .. ليس المرض فقط العشق الذي جعلكِ تقعين في الفاحشة ..




    الأخطر منه والله ما تقولينه الآن::


    مرض التسخط على قدر الله ..



    هذا ما يضيعك وهذا ما يضيع كثير من الناس وهم لا ينتبهون ..



    فلذلك إياكِ أن تكوني زعلانة من ربك في حقيقة



    أمرك وأنتِ لا تدرين،،



    اليوم سنتكلم عن هذه الآفة الخطيرة، التي هي من أخطر معاصي القلوب التي تجعلك مشلولة ولا تستطيعين أن تمشي الطريق لربك ...



    تجعلك عاجزة عن أن تفعلي أي شيء؛ لأنك دوماً ترين الأمور


    بسوداوية وأنكِ لا تصلحي لشيء، وأن ربنا لا يريدك، وأن كل


    الأمور تسير في الطريق العكس لا في الطريق الذي يجب أن


    تمشي فيه .. فأنتِ ماذا بيدك كل الأمور هكذا، دائماً تجديها على


    لسانك .. لماذا يحدث كل هذا؟ .. أنا لم أكن أريد ذلك .. أنا في


    أوقات كنت أريد أن أتوب وأكون إنسانة ملتزمة وأحفظ القرآن


    كنت أريد المواظبة على الصيام والقيام .. أنا في رمضان كنت


    أفعل كذا وفي العشر الأول من ذي الحجة كنت أفعل كذا .. أنا أنا


    أنا .. لكن للأسف أفتر وأنتكس وأحوالي ليست على ما يرام


    ، لماذا يحدث هذا معي ؟؟!!


    ابن القيم يضع لكِ النقاط على الحروف ويبين لكِ أخطر أدواء النفوس، وأخطر أمراض القلوب، وأشد ما يمكن أن يعطلك في الطريق إلى الله ..




    يقول ابن القيم والكلام في زاد المعاد في الجزء الثالث صفحة رقم 235 يقول:


    "فأكثر الخلق، بل كلهم إلا مَن شاء الله يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوْءِ، فإن غالبَ بنى آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق، ناقصُ الحظ وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ، ولِسان حاله يقول: ظلمنى ربِّى، ومنعنى ما أستحقُه، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره ولا يتجاسرُ على التصريح به، ومَن فتَّش نفسَه، وتغلغل فى معرفة دفائِنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامِناً كُمونَ النار فى الزِّناد، فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما فى زِناده، ولو فتَّشت مَن فتشته، لرأيت عنده تعتُّباً على القدر وملامة له، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغى أن يكون كذا وكذا، فمستقِلٌ ومستكثِر، وفَتِّشْ نفسَك هل أنت سالم مِن ذلك ؟ .. فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذِى عَظِيمَةٍ ... وَإلاَّ فَإنِّى لاَ إخَالُكَ نَاجِيَاً "


    فأكثر الخلق بل كلهم .. اسمعي ثانية .. فأكثر الخلق بل كلهم ...


    هذا المرض مرض عام، يجب أن نجتهد جميعنا في استئصاله من قلوبنا ..




    .


    .


    .


    يتبع إن شاء الله






    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 15-12-2010, 12:39 PM.
    عبادٌ أعرضوا عنا بلا جُرمٍ ولا معنى
    أساؤا ظنهم فينا فهلا أحسَنُوا الظنَ
    فإن عادوا فقد عُدنا وإن خانُوا فما خُنا
    وإن كانوا قد استغنوا!! فإنا عنهُمُ أغنى
    ***
    عن الحب نتحدث
يعمل...
X