السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه : أما بعد:
من كتاب \ صانعة الرجال
للشيخ \ محمود المصرى "أبو عمار"
------------------
"صفية" تربى رجلا بألف رجل
إذا قلبت صفحات تاريخنا الإسلامى , فلا تكاد تقف على عظيم ممن ذلت لهم نواصى الأمم , ودانت لهم الممالك , وطبق ذكرهم الخافقين , إلا وهو ينزع بعرقه وخُلُقه إلى أم عظيمة, وكيف لا يكون ذلك والأم المسلمة قد اجتمع لها من وسائل التربية ما لم يجتمع لأخرى ممن سواها ؟ مما جعلها أعرف خلق الله بتكوين الرجال , والتأثير فيهم , والنفاذ إلى قلوبهم , وتثبيت دعائم الخلق العظيم بين جوانحهم , وفى مسارب دمائهم :
فالزبير بن العوام : فارس رسول الله "صلى الله عليه وسلم" , الذى بلغ من بسالته وبطولته , أن عدل به الفاروق "رضى الله عنه" ألفا من الرجال , حين أمد به جيش المسلمين فى مصر , وكتب إلى قائدهم عمرو بن العاص "رضى الله عنه" يقول :
" أما بعد : فإنى أمددتك بأربعة آلاف رجل , على كل ألف : رجل منهم مقام الألف : الزبير بن العوام , والمقداد بن عمرو , وعبادة بن الصامت ومسلمة بن خالد "
وقد صدقت فراسة الفاروق "رضى الله عنه" وسجل التاريخ فى صفحاته أن الزبير لا يعدل ألفا فحسب , بل يعدل أمة بأسرها , فقد تسلل إلى الحصن الذى كان يعترض طريق المسلمين, وصعد فوق أسواره , وألقى بنفسه بين جنود العدو , وهو يصيح صيحة الإيمان "الله أكبر" ... ثم اندفع إلى باب الحصن , ففتحه على مصرعيه , واندفع المسلمون , فاقتحموا الحصن , وقضوا على العدو قبل أن يفيق من ذهوله
هذا البطل العظيم إنما قامت بأمره أمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبى "صلى الله عليه وسلم" وأخت حمزة أسد الله , فقد شب فى كنفها ونشأ على طبعها , وتخلق بسجاياها
لقد توفى عنها زوجها العوام بن خويلد وترك لها طفلا صغيرا هو ابنها " الزبير" فنشأته على الخشونة والبأس .... وربته على الفروسية والحرب ... وجعلت لعبه فى برى السهام واصلاح القسى , ودأبت على أن تقذفه فى كل مخوفة وتقحمه فى كل خطر....
فإذا رأته أحجم أو تردد ضربته ضربا مبرحا , حتى إنها عُوتبت فى ذلك من قبل أحد أعمامه حيث قال لها : ما هكذا يُضرب الولد ... إنك تضربينه ضرب مُبغضة لا ضرب أم , فارتجزت قائلة :
من قال قد أبغضته فقد كذب وإنما أضربه لكى يَلِب ويهزم الجيش ويأتى بالسلب
خلفت جيلا من الأبطال سيرتهم *** تضوع بين الورى روحا وريحانا
كانت فتوحهموا برا ومرحمة *** كانت سياستهم عدلا وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادا ومسبحة *** بل أشبعوا الدين محرابا وميدانا
-------------
يتبع.......
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه : أما بعد:
من كتاب \ صانعة الرجال
للشيخ \ محمود المصرى "أبو عمار"
------------------
"صفية" تربى رجلا بألف رجل
إذا قلبت صفحات تاريخنا الإسلامى , فلا تكاد تقف على عظيم ممن ذلت لهم نواصى الأمم , ودانت لهم الممالك , وطبق ذكرهم الخافقين , إلا وهو ينزع بعرقه وخُلُقه إلى أم عظيمة, وكيف لا يكون ذلك والأم المسلمة قد اجتمع لها من وسائل التربية ما لم يجتمع لأخرى ممن سواها ؟ مما جعلها أعرف خلق الله بتكوين الرجال , والتأثير فيهم , والنفاذ إلى قلوبهم , وتثبيت دعائم الخلق العظيم بين جوانحهم , وفى مسارب دمائهم :
فالزبير بن العوام : فارس رسول الله "صلى الله عليه وسلم" , الذى بلغ من بسالته وبطولته , أن عدل به الفاروق "رضى الله عنه" ألفا من الرجال , حين أمد به جيش المسلمين فى مصر , وكتب إلى قائدهم عمرو بن العاص "رضى الله عنه" يقول :
" أما بعد : فإنى أمددتك بأربعة آلاف رجل , على كل ألف : رجل منهم مقام الألف : الزبير بن العوام , والمقداد بن عمرو , وعبادة بن الصامت ومسلمة بن خالد "
وقد صدقت فراسة الفاروق "رضى الله عنه" وسجل التاريخ فى صفحاته أن الزبير لا يعدل ألفا فحسب , بل يعدل أمة بأسرها , فقد تسلل إلى الحصن الذى كان يعترض طريق المسلمين, وصعد فوق أسواره , وألقى بنفسه بين جنود العدو , وهو يصيح صيحة الإيمان "الله أكبر" ... ثم اندفع إلى باب الحصن , ففتحه على مصرعيه , واندفع المسلمون , فاقتحموا الحصن , وقضوا على العدو قبل أن يفيق من ذهوله
هذا البطل العظيم إنما قامت بأمره أمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبى "صلى الله عليه وسلم" وأخت حمزة أسد الله , فقد شب فى كنفها ونشأ على طبعها , وتخلق بسجاياها
لقد توفى عنها زوجها العوام بن خويلد وترك لها طفلا صغيرا هو ابنها " الزبير" فنشأته على الخشونة والبأس .... وربته على الفروسية والحرب ... وجعلت لعبه فى برى السهام واصلاح القسى , ودأبت على أن تقذفه فى كل مخوفة وتقحمه فى كل خطر....
فإذا رأته أحجم أو تردد ضربته ضربا مبرحا , حتى إنها عُوتبت فى ذلك من قبل أحد أعمامه حيث قال لها : ما هكذا يُضرب الولد ... إنك تضربينه ضرب مُبغضة لا ضرب أم , فارتجزت قائلة :
من قال قد أبغضته فقد كذب وإنما أضربه لكى يَلِب ويهزم الجيش ويأتى بالسلب
خلفت جيلا من الأبطال سيرتهم *** تضوع بين الورى روحا وريحانا
كانت فتوحهموا برا ومرحمة *** كانت سياستهم عدلا وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادا ومسبحة *** بل أشبعوا الدين محرابا وميدانا
-------------
يتبع.......
تعليق