هذه الرسالة يهديها إلينا - معشر النساء- فضيلة الشيخ/
عبد العزيز بن باز
فهلمي نقرؤها ولتكن كل منا علي حذر من أن تمنعها ذنوبها من تتمتها إلي النهاية
لكن لتعذر نقلها كاملة أنقل إليكِ منها - أختي - ما تحصل به الفائدة باذن الله
تذكري أختي أن هذه الرسالة اختصرتها لكِ وليست كلام الشيخ كاملا
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام علي رسوله الأمين, وعلي آله وصحبه أجمعين أما بعد:
معلوم أن الله – تبارك وتعالي – جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف تماما عن تركيب الرجال, هيأها للقيام بالأعمال التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها.
ومعني هذا أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجا عن تركيبها وطبيعتها وفي هذا جناية كبيرة علي المرأة وقضاء علي معنوياتها وتحطيم لها, ويتعدي ذلك إلي أولاد الجيل من ذكور وإناث, إذ أنهم يفقدون التربية والحنان والعطف. فالذي يقوم بهذا الدور – وهو الأم – قد فصلت منه وعزلت تماما عن مملكتها, التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها.
و واقع المجتمعات التي تورطت في هذا أصدق شاهد علي ما نقول.
والإسلام جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة, علي كل واحد منهما أن يقوم بدوره ليكتمل بذلك بناء المجتمع في داخل البيت وخارجه.
فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب, والمرأة تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة, والأعمال التي تناسبهاكتعليم البنات والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك من الأعمال المختصة بالنساء.
فترك واجبات البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه, ويترتب علي ذلك تفكك الأسرة حسيا ومعنويا, وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة ومعني.
قال الله – جل وعلا – ((الرِجَالُ قَوَّامُونَ عَلَي النِسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهَم عَلي بَعْضٍ وَ بِمَا أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم))النساء34
فسنة الله في خلقه أن القوامة للرجل علي المرأة
هذه مداخلة مني وليست كلام الشيخ
....هل تدركين أختي معني القوامة؟ الرجل قائم عليكِ معناها أنه قائم علي شؤونكِ كفيل باحتياجاتك وليس معناها أبدا أنه أفضل منكِ أو أنكِ قليلة الشأن مهدرة الكرامة بل إن قوامته عليكِ هي إكرام لكِ وإعزاز
انتهت المداخلة وهذا بقية كلام الشيخ
انتهت المداخلة وهذا بقية كلام الشيخ
وقال الله – تعالي – (( يَآ أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَ نسآء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَي أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَ كَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً)) الأحزاب59
فأمر الله نبيه – عليه الصلاة والسلام – أن يقول لأزواجه وبناته وعامة نساء المسلمين يدنين عليهن من جلابيبهن وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب وذلك إن أردن الخروج لحاجة لئلا تحصل لهن الأذية من مرضي القلوب.
فإذا كان الأمر بهذه المثابة فما بالك بنزولها إلي ميدان الرجال واختلاطها معهم وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة والتنازل عن كثير من أنوثتها لتنزل في مستواهم, وذهاب كثير من حيائها ليحصل الانسجام بين الجنسين المختلفين معني وصورة.
كما يأمر الله نبيه – صلي الله عليه وسلم – في آيات أخري أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض البصر وحفظ الفرج عن الزنا, ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكي لهم.
ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولا شك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميدان العمل وغيره من أعظم وسائل وقوع الفاحشة. وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المراة الأجنبية كزميلة أو مشاركة له في العمل.
فاقتحامها هذا الميدان معه أو اقتحامه الميدان معها لا شك انه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول علي زكاة النفس وطهارتها.
وقال الله – تعالي – (( يَانِسَآءَ الْنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحْدٍ مِنَ الْنِسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِِِِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الْذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضْ وَ قُلْنَ قَوْلَاً مَعْرُوفَاً))الأحزاب32
يعني مرض الشهوة, فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط؟
ومن البديهي أنها إذا نزلت إلي ميدان الرجال لا بد أن تكلمهم ويكلموها ولا بد أن ترقق لهم الكلام ويرققوا لها الكلام, والشيطان من وراء ذلك يزين و يحسن ويدعو إلي الفاحشة يقعوا فريسة له, والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر, فالحجاب يمنع بإذن الله من الفتنة ويحجز دواعيها ويحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء.
قال الله – عز وجل – ((وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعَاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب ٍ ذَالِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ))الأحزاب53
وخير الحجاب للمرأة – بعد حجاب وجهها وجسمها باللباس –هو بيتها. وحرم عليها الإسلام مخالطة الرجال الأجانب لئلا تعرض نفسها للفتنة بطريق مباشر أو غير مباشر. وأمرها بالقرار في بيتها وعدم الخروج منه إلا لحاجة مباحة مع لزوم الأدب الشرعي
وقد سمي الله – عز وجل – مكث المرأة في بيتها قرارا وهذا المعني من أسمي المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها فخروجها عن هذا القرار يفضي إلي اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها و تعريضها لما لا تحمد عقباه.
وقد يتعلق بعض دعاة الاختلاط ببعض ظواهر النصوص الشرعية, التي لا يدرك مغزاها ومرماها إلا من نور الله قلبه وتفقه في دين الله, وضم الأدلة بعضها إلي بعض وكانت في تصوره وحدة لا يتجزأ بعضها عن بعض
ومن ذلك خروج بعض النساء مع الرسول – صلي الله عليه وسلم – في بعض الغزوات والجواب عن ذلك:
أن خروجهن كان مع محارمهن لمصالح كثيرة لا يترتب عليه ما يخشى عليهن من الفساد,لإيمانهن وتقواهن وإشراف محارمهن عليهن وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آياته, بخلاف حال الكثير من نساء العصر, ومعلوم أن خروج المرأة من بيتها إلي العمل يختلف تماما عن الحالة التي خرجن بها مع الرسول – صلي الله عليه وسلم – في الغزو.فقياس هذه علي تلك يعتبر قياسا مع الفارق.
لقد ذكرنا من الأدلة الشرعية والواقع الملموس ما يدل علي تحريم الاختلاط واشتراك المراة في أعمال الرجال مما فيه كفاية ومقنع لطالب الحق ولكن نظرا إلي أن بعض الناس قد يستفيدون من كلمات رجال الغرب والشرق أكثر مما يستفيدون من كلام الله وكلام رسوله – صلي الله عليه وسلم 0- وكلام العلماء المسلمين (اللهم لا تجعلنا منهم) رأينا أن ننقل لهم ما يتضمن اعتراف رجال الغرب والشرق بمضار الاختلاط ومفاسده لعلهم يقتنعون
قالت الكاتبة الإنجليزية كوك: إن الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها وعلي كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا وهاهنا البلاء العظيم علي المرأة. إلي أن قالت: علموهن الابتعاد عن الرجال, أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد.
وقال شوبنهور الألماني: قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المراة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته,وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنيئة حتى أفسدت المدينة الحديثة بقوي سلطانها ورديء آرائها.
وقالت الدكتورة ايدايلين:إن سبب الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف الدخل فزاد الدخل وانخفض مستوي الأخلاق ثم قالت: إن التجارب أثبتت أن السبيل الوحيد لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه هو عودة المراة إلي الحريم.
والخلاصة: إن استقرار المراة في بيتها والقيام بما يجب عليها من تدبيره – بعدد القيام بأمور دينها – هو الأمر الذي يناسب طبيعتها وفطرتها وكيانها وفيه صلاحها وصلاح المجتمع وصلاح الناشئة فان كان عندها من فضل ففي الامكان تشغيلها في الميادين النسائية كالتعليم لنساء والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك مما يكون من الأعمال النسائية وفيها شغل لهن شاغل وتعاون مع الرجال في أعمال المجتمع وأسباب رقيه كل في جهة اختصاصه.
ولا ننسي هنا دور أمهات المؤمنين –رضي الله عنهن – ومن سار في دربهن وما قمن به من تعليم للأمة وتوجيه وإرشاد وتبليغ عن الله – سبحانه وتعالي – وعن نبيه المصطفي – صلي الله عليه وسلم – فجزاهن الله عن ذلك خيرا وأكثر في المسلمين اليوم من أمثالهن مع الحجاب والصيانة والبعد عن مخالطة الرجال في ميدان أعمالهم.
هنا..انتهي كلام الشيخ
فهل استوعبنا الدرس؟
وختاما...أراد الله بنا الخير والرفعة فهل سنريد لأنفسنا اقل من ذلك؟
أسأل الله أن تكون هذه الكلمات في ميزان الشيخ وفي ميزان أختي التي أهدتني هذا الكتيب
تعليق