إن نعمة الهداية إلى طريق الله سبحانه وتعالى هي أعظم المنن التي يمن الله عزَّ وجلَّ بها على عباده ..
وبعد أن اصطفاكي الله عزَّ وجلَّ بتلك النعمة العظيمة على الرغم من عدم استحقاقك لها،
هلا قابلتي هذا الإحسان بالشكر والعرفان؟! ..
أم إنكِ تقابليه بالتكاسل عن الطاعات والفتور والوقوع في المعاصي ؟!
يقول الله تبــارك وتعالى {..وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة: 211] .. فقد أنعم الله عليكِ بنعمة الهداية، ولكن قلبك ألتفت وغرته الدنيــــا .. وبعد أن كان مُقبلاً على ربِّك، صار مُتعلقًا بأشيــــاء كثيرة تُبعده عنه .. فيكون عقوبة ذلك الالتفات؛ ضيق وألم نفسي شديد، فتنتكسي وتفتري وتبتعدي عن طريق ربِّك جلَّ وعلا!.
ويقول الله عزَّ وجلَّ {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}[محمد: 25] .. فمن يضل بعد الهداية، قد استحوذ عليه الشيطان وأوقعه في الغفلة، فلا ينتفع بخيرٍ أبدًا .. ومن علامة إعراض الله عن العبد، أن تجده مشغولاً بما لا ينفعه.
يــــا أختـــــــاه، إن دينك أغلى ما تملُكين.. فدينـــــك حيــــاتك، وبدونه أنتِ ميتة وإن كنتِ بين الناس حية ..
أترضي بالدنية في دينك وبكِ رمقٌ من حيـــــــاة ؟!!
تعليق