- 8 -
حكم وصور الربا
مقدمة
أختي المسلمة ...
كلما زادت خشية الله في القلب ...
وكلما زاد الرجاء لرحمة الله في القلب ...
وكلما زادت محبة الله في القلب ...
وكلما زادت اللهفة على رضى الله في القلب ...
< كلما زاد الحرص على تجنب كل ما يغضب الرب ... وإن قيل أنه به شبهة أو شك أو ريب > .
كلما زادت خشية الله في القلب ...
وكلما زاد الرجاء لرحمة الله في القلب ...
وكلما زادت محبة الله في القلب ...
وكلما زادت اللهفة على رضى الله في القلب ...
< كلما زاد الحرص على تجنب كل ما يغضب الرب ... وإن قيل أنه به شبهة أو شك أو ريب > .
أختي المسلمة ...
إعلمي رحمك الله أنه ما وقع من وقع في معصية الله إلا بإحدى سببين أو كلاهما وهما ( الشهوات والشبهات ) .
-فعلاج الشهوات قوله تعالى :-
(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا .)) الأحزاب 36
(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا .)) الأحزاب 36
-وعلاج الشبهات قوله تعالى :-
(( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) . النساء 65
(( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) . النساء 65
وقول الإمام مالك عليه رحمة الله :-
[ لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أمر أولها ] .
[ لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أمر أولها ] .
أدلة تحريم الربا
وفي المقابل ... تأملي هذا الوعيد الشديد (( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ )) ... أي فإن لم تتركوا الربا (( فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ )) .
ومن منا يتحمل ذلك ... أن يحاربه الله ورسوله ...
>> الله ورسوله << من أسمى وأعظم أمانينا رضاهما عنا !!
نخسرهما بهذه السهولة ؟؟ من أجل متعة زائلة لن تدوم ؟؟
وقال عز وجل : (( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ )) البقرة 275 ، 276
أدلة تحريم الربا من السنة
1 / عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اجتنبوا السبع الموبقات . قالوا وما هم يا رسول الله ؟ قال : " الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " )) .- فهنا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الربا من الكبائر الموبقة المهلكة .
2 / وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله الربا وموكله وشاهديه وكاتبه " .
- واللعن : هو الطرد من رحمة الله .
صور الربا
إعلمي أختي المسلمة أنه قد يلتبس على البعض أن الربا المحرم لم يقع فيه إلا القليل من عصاة المسلمين وأن سائر التعاملات التي قد تكون ربوية يظنونها مباحة بحكم أنهم لم يجدوا من ينكر عليهم ذلك وأحيانا لكثرة انتشارها وإقرار بعض العلماء لها .لذلك لابد أن تعلمي أختي المسلمة ما هي صور الربا كما حددها العلماء الثقات لئلا تقعي في أحدها وأنتِ لا تشعري :
- الصورة الأولى من صور الربا :
إيداع مبلغ من المال في البنك ثم أخذ فائدة ثابتة شهرية أو سنوية عليها .
والصواب :
ألا تحدد الفائدة بل تتركها لربح وخسارة رأس المال المودع في البنك .
- الصورة الثانية من صور الربا :
اقتراض مبلغ من البنك أو غيره ثم سداده بأكثر من قيمته .
والصواب :
أن يرد الدين كما أخذ بدون زيادة أو نقصان .
- الصورة الثالثة من صور الربا :
استبدال الذهب القديم بذهب جديد مع دفعه الفارق .
والصواب :
بيع الذهب القديم وقبض ثمنه ثم شراء الذهب الجديد .
لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تبعول الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل تشفوا – ولا تزيدوا – بعضها على بعض .... ))
فهذه الصور الثلاث وغيرها من صور الربا لابد أن يسارع العبد ويعجل بالتخلص منها قبل أن يحارب من قبل الله ورسوله وذلك هو الخسران المبين .
واعلمي أختي المسلمة أن من أهم شروط التوبة هو الإقلاع عن المعصية وإلا لم تقبل التوبة .
فسارعي بتطبيق قول الله تعالى (( وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ))
فيؤخذ رأس المال بفوائده من البنك ثم يتم التخلص من الفوائد بإعطائها للمحتاجين حاجة شديدة ويصبح رأس المال مباح لصاحبه .
واستشعري أختي الحبيبة أن هذا هو السبيل الوحيد لتكفير هذه الكبيرة المهلكة ( الربا )
وأن الله تعالى يثيبك على ذلك في الدنيا والآخرة ويبارك لكِ في القليل [ فالجزاء من جنس العمل ] وهو سبحانه أكرم الأكرمين .
ختاما
أختي المسلمة ....
أذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنهما :-
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) . رواه البخاري ومسلم .
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) . رواه البخاري ومسلم .
* فتأملي أختي المسلمة قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يعلمهن كثير من الناس " أي القلة هم الذين يعلمونها ولذلك مدح الله سبحانه القلة في اكثر من موضع في كتابه عز وجل .....
- فقال تعالى : (( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) سبأ 13
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحقي بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )
- فقال تعالى : (( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) سبأ 13
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحقي بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )
ولا تغتري اختي المسلمة بالكثرة وتقولي ( كل الناس خطأ وأنتم أيها القلة المتشددون الصواب ؟؟ )
فنقول لكِ أختاه : أن الكثرة ما ذكرت إلا مذمومة
فنقول لكِ أختاه : أن الكثرة ما ذكرت إلا مذمومة
واخيرا اختي المسلمة :-
إعلمي أن الدنيا زائلة ... زائلة لا محالة وإن طالت وقد تزول الآن ... وقد تزول اليوم .. وقد تزول غدا ... الله أعلم متى الزوال ؟؟ المهم انها ستزول إما عاجلا ... وإما آجلا .. فمهما تمتعت بأمور قد لا أقول أنها محرمة ولكن اختلف العلماء في تحريمها فهي إلى زوال .
فاحرصي أختي العاقلة على ما يدوم وآثريه على ما يزول وإن كان مباحا .
واعلمي ايضا أنك محتاجة لرحمات الله عز وجل في الدارين وبقدر ورعك تنالين تلك الرحمات من رب الأرض والسماوات .
واحذري أن يلتبس عليكِ هذا المعنى مع قول الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا إختار ايسرهما . فإن ذلك كان في مباحات الأمور لا في الأمور الشرعية لأنه صلى الله عليه وسلم الذي قال :-
( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) .
اسأل الله عز وجل أن يحيينا على أتم ما يرضيه .
و يقبضنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .
و يقبضنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .
... إنه نعم المجيبون ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
●♥♥ الرسالة الأولى"رسالة إلى أختي المسلمة " ♥♥●
●♥♥ الرسالة الثانية " حكم الشبهات " ♥♥●
●♥♥ الرسالة الثالثة " حكم تغطية الوجه والكفين" ♥♥●
●♥♥الرسالة الرابعة "زي المرأة في الصلاة "♥♥●
●♥♥ الرسالة الخامسة " حكم النمص "♥♥●
●♥♥الرسالة السادسة " حكم الغناء والموسيقى" ●♥♥
●♥♥رسائل مهمة في نصح الأمة "7"حكم الصور والتصوير♥♥●
●♥♥ الرسالة الأولى"رسالة إلى أختي المسلمة " ♥♥●
●♥♥ الرسالة الثانية " حكم الشبهات " ♥♥●
●♥♥ الرسالة الثالثة " حكم تغطية الوجه والكفين" ♥♥●
●♥♥الرسالة الرابعة "زي المرأة في الصلاة "♥♥●
●♥♥ الرسالة الخامسة " حكم النمص "♥♥●
●♥♥الرسالة السادسة " حكم الغناء والموسيقى" ●♥♥
●♥♥رسائل مهمة في نصح الأمة "7"حكم الصور والتصوير♥♥●
تعليق