إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

    الجدية في الالتزام


    لفضيلة الشيخ
    محمد حسين يعقوب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمد عبده ورسوله .
    اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
    اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "
    [ آل عمران/102 ]
    " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "[ النساء /1 ]
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
    [ الأحزاب/70-71 ]
    ـ أما بعد ـ
    فإنَّ أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
    إخوتي في الله ..
    والذي برأ الحبة وخلق النسمة إنِّي أحبكم في الله ، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، اللهم اجعل عملنا كله صالحًا ، واجعله لوجهك خالصًا ، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا .
    أحبتي في الله ..
    كثيرًا ما سألتكم وما يزال السؤال مطروحًا إلى الآن ،
    لماذا دبَّ الوهن فينا ؟
    لماذا لا يعتقد أي منَّا أنه أهل لأن يمكن له ؟
    لماذا انتكس من انتكس ؟
    لماذا تولى من تولى ؟
    لماذا صرنا إلى نقصان بعد أن كنا في زيادة ؟…
    . إنه داء الفتور في الالتزام .
    أخي في الله ..
    هل كنت تحفظ القرآن ثم تركت ؟!
    هل كنت تقوم الليل ثم نمت ؟!
    هل كنت ممن يطلب العلم ثم فترت ؟!
    هل كنت ممن يعمل في الدعوة ثم تكاسلت ؟!
    هذا واقع مرير يمر به كثير من شباب الأمة ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، وتمام العافية ، ودوام العافية ، والشكر على العافية .
    فكم من أعمال بدأت ولم تتم بسبب مرض الفتور !!
    وكم من أعمال بمجرد أن بدأت ماتت وانتهت ، وهي مازالت مشروعات على الأوراق !
    وكم من أناس ما زال الفتور بهم ، وتقديم التنازلات حتى وصل إلى ترك الدين بالكلية ، والبعد عن الدين بالمرة ، ونسيان الله بالجملة .
    كم من أناس هم موتى اليوم ، وهم لا يشعرون ولا يعلمون ، هل هم أحياء أم ميتون ؟!! نسأل الله أن يحيي قلوبنا .
    أحبتي في الله ..
    رسالتنا هذه تحمل اسم " الجدية في الالتزام " ، فإنَّ أكبر سبب من أسباب الفتور هو فقدان الجدية ، فأنت ترى الجدية واضحة عند كثير من المسلمين في طلب الدنيا ، فهو إذا افتتح مصنعًا أو شركة أو دكانًا أو نحو ذلك فإنه يبذل أقصى جهده ، ويستولي هذا العمل على جهده ليلاً ونهارًا ، يستولي عمله على كل قوته ، وكل تفكيره ، وكل إمكانياته ، فهو يعيش وينام لهذا العمل الدنيوي .
    أما أهل الدين ففي الخذلان والكسل والتواني والإخلاد إلى الأرض والرغبة في الدعة والراحة .
    إخوتاه ..
    إنني ـ والله ـ أتعجب من لاعبي الكرة كيف يبذلون جهدهم وطاقتهم إخلاصًا للكرة !!
    وهؤلاء الممثلون في إخلاصهم من أجل الشهرة ، والمطربون والمغنيين إخلاصًا للموسيقى ، ونفقد نحن هذا الإخلاص في الملتزمين بشريعة رب العالمين .
    فمن يعملون لأجل جنة عرضها السموات والأرض متكاسلون فاترون ،
    وللأسف الشديد إنَّ أحدنا ليستحي من لاعب كرة يتدرب ليل نهار ، ويلعب ليل نهار، من أجل حطام الدنيا الفاني ،
    للأسف الشديد إنَّ أي طالب في الثانوية العامة يبذل جهدًا أضعاف أضعاف أي طالب علم يطلب العلم لله ، أليس الأمر كذلك أم أنَّ هذا الكلام غير واقعي ؟!
    يا شباب الإسلام ..
    إنه واقع مر يستوجب منا وقفات ، لماذا يدب الوهن في قلوبنا ؟ لماذا تفتر سريعًا عزائمنا ؟ لماذا يولي بعضنا الأدبار عند أول صدمة ؟!!
    الجواب
    في الصفحة القادمة إن شاء الله


    قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

  • #2
    رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))




    والجواب

    لأننا أخذنا ديننا بضعف ، كانت لي محاضرة قديمة بعنوان " بين سحر الحواة ولعب الهواة ضاع الدين " ضاع الدين لأن كثيرًا من شباب المسلمين حملوا هذا الدين هواية ، كهواية جمع طوابع البريد ، وهواية المراسلة ، وهواية لعب الكرة ، فدخل الدين هواية ، ونحن نواجه ملحدين محترفين ،
    نواجه كفارًا محترفين ، ولا يمكن للهواة أن يقفوا في وجه هؤلاء ، فلابد ـ إخوتاه ـ من احتراف الدين .
    إنني لا أطلب منك أن تترك دراسة الهندسة ،
    ولا الطب ،
    ولا الزراعة ؛
    لتطلب العلم الشرعي ،
    لا أطالبك بشيءٍ من هذا ،
    وإنما أطالبك أن تكون مهندسًا محترفًا في أعمال الهندسة وإخضاعها للدعوة إلى الله ، وخدمة الدين .
    أطالبك أن تكون طبيبًا ولكنك احترفت الطب لخدمة الدين ، أطالبك أن تكون تاجرًا ولكن عبدتّ المال لخدمة رب العالمين .
    من أنت ؟!!
    أخي في الله ..
    لو أنني سألتك هذا السؤال وقلت لك :
    ما اسمك عند رب العالمين ؟
    فبم تجيب ؟
    من أنت ؟!!
    هل أنت فلان الكذاب ،
    أو الغشاش ، أو المرائي ، أو المنافق ، أو .. أو ؟!
    أم أنت فلان المؤمن ، أو الموحد ،
    أو القوَّام ، أو الصوام ، أو القائم بالقسط ،
    أو الذكير، أو الصديق .. آهٍ .. آهٍ من أنت ؟!
    أجبني ـ أخي ـ الآن ،
    قبل أن تنبأ به غدًا على رؤوس الأشهاد يوم تبلى السرائر ،
    يوم الفضيحة الكبرى فلا أبأس ولا أشقى ولا أذل منك يومئذٍ .
    ني أريد أن أسألك ما هي وظيفتك عند الله ؟!!
    إن أكثرنا يعمل لحساب نفسه ،
    ونسي الله الذي خلقه ،
    ما هي وظيفتك في خدام الله ؟!
    إن قلت لي : لا شيء .
    فأنت ـ أيضًا ـ لا شيء ،
    فإن لم يكن لك وظيفة عند ربك فلا نفع لك في هذه الدنيا ، ولا قيمة لك عند الله ،
    فإنما قيمة العبد عند الله حين يعظم العبد الله ،
    فيعظم الله في قلبه ، وإذا عظم الله في قلبك فأبدًا لا تطيق ولا تستطيع أن تجلس هكذا لا تدعو إلى طريق مولاك .
    أخي
    لا تخادع نفسك ، فأنت على نفسك بصير ،
    لا تقل : كنت وكان وسوف ،
    فإنها حبائل الشيطان ، بل سل نفسك بصدق وفي الحال :
    من أنا عند الله ؟!
    فإن أدركت أنك في الحضيض ، فقل لها : وحتى متى ؟! فإن تسرب إليك هاتف من يأس فذكرها بالله الرحيم ،
    فإن تعلقت بالرحمة ولم تعمل فهذا عين الغرور ،
    فمن يحسن الظن بالله يحسن العمل ،
    وما مآل المغترين إلا أن يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .
    وإن كنت على خير فإياك أولا أن تغتر أو تعجب ، بل سل نفسك حينئذٍ : أين شكر النعم ؟!
    وهل ما أنا فيه استدراج ؟ ومدار النجاة في أن تكون دائمًا في زيادة ، فإن كنت في نقصان فهنا البلية الكبرى ،
    لأنَّ الموت قد يفجأك على هذه الحالة ،
    ومازلت أنت تذكر ليلة قمتها ، ويوم بعيد صمته ،
    وتركن على أعمال هزيلة لا تغني عنك من الله شيئًا ،
    فما عساك تصنع حينها ؟
    قال ابن مسعود : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبته ، ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له .
    أخي ..
    أفق من غفوتك ، وانهض من رقدتك ، فالعمر قليل ،
    والعمل كثير ، فإلى متى النكوص والفتور والتواني والكسل ، إلى متى هجران الطاعات ؟
    وترك المندوبات ؟ بل قل : ترك الواجبات ،
    وآكد الفرائض المحتمات ،
    واستمراء المعاصي والسيئات ،
    والاجتراء على الوقوع في المهلكات .
    إلى متى ؟! إلى متى ؟
    يا نفس :
    بالله أجيبيني !!
    مادمت تعرفين أنَّك لا تساوين شيئًا عند الله ،
    وأنَّك رضيت بالهوان فآثرت نعيمًا فانيًا ،
    وزهدت في جنات خالدة ،
    أما تنظرين إلى من ساروا في هذا الدرب كيف فتنوا ؟ كيف ذلوا وصغروا ؟ كيف شقوا فما والله سعدوا ؟
    ثمَّ بعد ذلك إلى الردى تريدين !!
    لا .. لا لن أنصت لحديثك مرة أخرى . بل سأبدأ من اللحظة ، سأبدأ في الحال صفحة جديدة في عمري لا شعار لي فيها إلا الجدية في الالتزام .
    ومن هنا البداية ،
    فاعرف اولًا من أين أوتيت ؟
    وكيف قهرت جيوش النفس والشيطان حصون قلبك فأردتك ، ضع يدك في يدي ، وتعال نعمل سويًا لأجل رضا ربنا ، حتى نصل بإذن الله إلى الجنة.



    قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

    تعليق


    • #3
      رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

      جزاكِ الله خيرا أم نظام الغالية
      بارك الله فيك
      أرجو أن تتذكريني بالدعاء
      تعاهد نفسك في ثلاث :
      إذا عملتَ :
      فاذكر نظر الله إليك
      وإذا تكلمتَ : فاذكر سمع الله منك
      وإذا سكتَ : فاذكر علم الله فيك

      تعليق


      • #4
        رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

        أسباب ضعف الالتزام
        إخوتاه
        ما هي الأسباب وراء ضعف الالتزام ؟
        السبب الأول:
        عدم الجدية في أخذ الدين .
        فإننا لم نأخذ هذا الدين في الأصل بجد ، بل دخلنا فيه هوى وهواية ، وكثيرًا جدًا ما أطالبكم بأن يراجع كل منا نفسه ،
        فيبدأ بسبب التزامه الأول ،
        تدري عندما أصرخ فيمن لا يصلي لماذا لا تصلي ؟
        أحتاج ـ أيضًا ـ
        أن أوجه صرخة أخرى لمعاشر المصلين وأنتم لماذا تصلون ؟
        نعم لماذا تصلي ؟!
        نعم يا من أعفيت لحيتك لماذا أعفيتها ؟
        لماذا ـ أخي ـ قصرت ثوبك ؟!
        لماذا تركت أشرطة الأغاني وأقبلت على سماع القرآن ؟!
        لماذا خلا بيتك من الدش والفيديو والتليفزيون ؟
        لماذا ؟!!
        لماذا اقتنيت مصحفًا ؟
        لماذا بدأت تقرأ القرآن ؟ لماذا تحفظ القرآن ؟
        لماذا تحضر دروس العلم ؟
        لماذا لا تصاحب إلا مؤمنًا ؟ ….
        لماذا .. لماذا ؟
        إن لم يكن كل هذا لله فإنه مردود عليك ، فيضمحل ويتلاشى ويتواري ويعود كأن لم يكن .
        قال تعالى :
        " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا " [ الفرقان / 23 ]
        لابد أن نمحص نياتنا على جمرات الإخلاص ،
        ارجع إلى البدايات الأولى ، اتهم نيتك ،
        فكثير منا التزم الدين في ظروف غير طبيعية قد تكون دفعته أو اضطرته إلى الالتزام ، وبعضنا ـ ولله الحمد ـ التزم لله مخلصًا ، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ،
        لكن ارجع وصحح نيتك فهذه هو الأصل .


        قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

        تعليق


        • #5
          رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

          السبب الثاني : الترف
          والترف مفسد أي مفسد ، إذ يتعلق قلب صاحبه بالدنيا ، وللأسف الشديد إنَّ أكثر الأمة اليوم يعيش ترفًا غريبًا عجيبًا دخيلاً علينا .
          فالفقراء يحاولون أن يفتعلوا الترف ،
          ولو في بعض الأشياء ،
          تجده لا يجد إلا قوته الضروري ولكنه يقتطع منه من أجل أن يقتني المحمول ، ويشتري أفخر الأثاث ،
          ويشتري أحدث الأجهزة ،
          ليشتري الدش فيدخل الفساد على أهله ويقره في بيته دياثة ، وهذا يقتطع من قوت أطفاله لكي يصيّف هنا أو هناك ،
          والقائمة طويلة تعرفونها جيدًا ، وإلى الله المشتكى .
          ترف وللأسف الشديد أمر يخجل ، فلأجل الله يشح ويبخل ، ويقدم لك الاعتذارات لضيق الوقت وضيق ذات اليد و … و… الخ لكن للدنيا وللشهوات يحارب ويدبر ويفكر .
          إنه التنافس على الدنيا ،
          وكأنه لو لم يحصل هذه الأمور سيعيش في الضنك ،
          وسيبلغ به الحرج المدى ،
          ولا والله فما الزيادة في الدنيا إلا زيادة في الخسران .
          فالغني يصاب بالبطر والكبر ، ويصبح ماله نقمة عليه في الآخرة فيصرخ يوم القيامة :
          " مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ " [ الحاقة /28-37]
          والفقير يحلق دينه بالحقد والحسد ،
          ناهيك عمَّن يتكبر وهو معوز فيدخل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم : " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر " رواه مسلم
          فرجل كبير السن يزني ،
          وملك يكذب على رعيته ولا يحتاج لذلك فإذا كذب غش ، فهنا ـ كما يقول العلماء ـ ضعف الداعي ، وتم الفعل ، فعظم الوزر.
          إنها عقوبة تروع قلب أي مسلم ألا يكلمه الله ، انظر لكعب بن مالك لما خاصمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كادت روحه تزهق ، تفكر في حالك ولو أتيت من تحب فوجدته معرضًا عنك أو خاصمك كيف تكون حينها ؟!
          ألا تشعر أنَّ الدنيا اسودت في وجهك ، ويحل بك من الضيق والحزن ما يقطع قلبك ، فما بالك أن يقاطعك الله ،
          لا يكلمك ، لا ينظر إليك ، يعرض عنك ،
          لا يزكيك ،
          هذا أشد من عذاب جهنم عند الموقنين المحبين الموحدين .
          والثالث : عائل أي فقير وهو مع هذا مستكبر ،
          فأن يطغى الغني بالمال هذا أمر معروف قال تعالى :
          " إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى " [ العلق /6-7 ]
          لكن فقير يتكبر فلماذا ـ يا عبد الله ـ ؟ !!
          وكذلك فقير مترف هذا شيء يبغضه الله تعالى .


          قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

          تعليق


          • #6
            رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

            إخوتاه ..
            ولا شك أنَّ الترف أفسد أبناءنا ،
            فوجدنا فينا من يتفاخر يقول :
            أنا لا أجعل ابني في احتياج إلى شيء أبدًا فأنا ألبي له جميع طلباته ورغباته .
            ومثل هذا يظن أنه أحسن إلى ولده ، وأنا أعرف أنَّ العاطفة لها دخل كبير في هذا ، بل من لا يستطيع أن يفعل ذلك يظل مهمومًا بهذه الرغبات من الأولاد والتي لا يستطيع أن يلبيها لهم ، والحقيقة أنَّ هذا ليس من التربية في شيء ،
            فأنت بذلك تفسد الولد ، إننا نفتقد الحكمة في التربية ،
            نفتقد التربية الإيمانية الصحيحة لأولادنا .
            لماذا لا تربي ولدك منذ البداية على أن يتعلق بالله ،
            فإذا طلب شيئًا مفيدًا ولم تستطع أن تجيبه فقل له :
            هيا يا بني نصلي ركعتين وندعو الله فيهما ،
            فإنَّ الله هو الرزاق ، وهو ربنا المدبر لأمورنا ،
            فإذا لم يمنحنا المال الذي أستطيع به أن آتيك بما تريد ،
            فاعلم أنَّ هذا ليس مفيدًا لنا الآن ؛ لأنَّ الله صرفه عنَّا .
            فتعلمه قول النبي صلى الله عليه وسلم :
            " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله "
            أخرجه الترمذي
            وليس من التربية أن تلبي جميع متطلبات أولادك فينشأ الواحد منهم عبد شهواته،
            كلما تاقت نفسه إلى شيء طلبه
            فإنَّه إن لم يجده سيسرق ويزنى ويخون من أجل أن يحقق ما يشتهي .
            إن لابنك حقًا أعظم من الدنيا ،
            وهو أن تعلمه كيف ينجو من النار ،
            اللهم نجنا وأولادنا من النار .
            قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون " [التحريم / 6 ]
            إخوتاه ..
            نحتاج إلى صفات " الرجولة " ، والرجل الحق لا يعرف الترف .
            قال عمر : اخشوشنوا فإنَّ النعمة لا تدوم .
            وقالت العرب قديما : وعند الصباح يحمد القوم السُّري (1).
            قال الشاعر :
            ليسَ أمرُ المرءِ سهلاً كله............ إِنَّما الأمرُ سهولٌ وحزونْ
            ربما قرَّتْ عيونٌ بشجى....... مُرْمضٍ قد سخنتْ عنه عيونْ
            تطلبُ الراحةَ في دارِ العنا....... خابَ من يطلبُ شيئاً لا يكونْ


            قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

            تعليق


            • #7
              رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

              أيها الأحبة في الله ..
              موقف لطيف جرى بين عالمين جليلين ،
              فقد اجتمع يومًا ابن حزم الأندلسي الفقيه الظاهري مع أبي الوليد الباجي الفقيه المالكي، وجرت بينهما مناظرة سنة 440 من الهجرة ،
              فلما انقضت المناظرة قال أبو الوليد الباجي لابن حزم :
              تعذرني فإن أكثر مطالعاتي كانت على سرج الحراس .
              فأبو الوليد الباجي كان فقيرًا لا يجد مالاً ، لا يجد مصباحًا في بيته ،
              فاعتذر لابن حزم لأن قراءته ومذاكرته وطلبه للعلم كان على مصابيح الحراس ، فالحراس كانوا يمشون في الليل بمشاعل لحماية البلاد من اللصوص ، فكان هو يسير وراءهم يقرأ في الكتاب ، ويذاكر على ضوء مصابيح الحراس .
              سبحان الله العظيم !!
              وهذا بقي بن مخلد المحدث المشهور صاحب المسند ،
              وهو أكبر من مسند الإمام أحمد بن حنبل ،
              الشاهد قال لتلاميذه يومًا : أنتم تطلبون العلم !!
              إنني كنت أطلب العلم فلا أجد ما أتقوت به فأجمع من على المزابل أوراق الكرنب الخضراء لآكلها ، وأتعشى بها ،
              حتى أتي اليوم الذي بعت فيه سراويلي من أجل أن أشتري أوراقًا أكتب بها ،
              وجلست بلا سراويل .
              قال ياقوت الحموى : فالغني أضيع لطلب العلم من الفقر .
              وقال بعض المحققين : كثرة المال وطيب العيش تسد مسالك العلم إلى النفوس ، فلا تتجه النفوس إلى العلم مع الترف غالبًا ، فإن الغني قد يسهل اللهو ويفتح بابه ،
              وإذا انفتح باب اللهو سد باب النور والمعرفة ،
              فلذائذ الحياة وكثرتها تطمس نور القلب ، وتعمي البصيرة ،
              وتذهب بنعمة الإدراك ، أما الفقير وإن شغله طلب القوت ،
              فقد سدت عنه أبواب اللهو ، فأشرقت النفس ،
              وانبثق نور الهداية والله الموفق والمستعان.
              إخوتاه ..
              هذه هي القضية أن الترف مفسد ، وكثرة المال تلهى ،
              فاللهم أعطنا ما يكفينا ، وعافنا مما يطغينا .
              وللأسف الشديد الناس في هذا الزمان لا يطلبون ما يكفيهم ،
              بل يطلبون ما يطغيهم ، لا يكتفون بما يرضيهم بل يطلبون ما يعليهم .
              انظر لطلبة العلم الآن ،
              فأكثرهم لم يختم القرآن حفظًا ،
              والحفاظ أصبحوا ندرة ، فإذا سئلت لماذا لم تحفظ القرآن ؟!!
              فالجواب عادة : لأنني لا أجد الوقت .
              لماذا ـ أخي ـ لا وقت عندك ،
              لأنك تضيعه في طلب الدنيا أو طلب شهوات النفس ،
              أليس لله حق في وقتك ، فاتقِِ الله .
              ولا حول ولا قوة إلا بالله .


              قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

              تعليق


              • #8
                رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

                السبب الثالث : رواسب الجاهلية
                من أسباب ضعف الالتزام رواسب الجاهلية ،
                فإن أكثرنا يدخل طريق الالتزام وفي داخلة نفسه رواسب من رواسب الجاهلية مثل : حب الدنيا ، والاعتزاز بالنفس ،
                والآمال الدنيوية العريضة ، وعدم قبول النصيحة ،
                وكثرة الأكل ، وكثرة النوم ، وكثرة الكلام ، و.. و…الخ .
                قال الله جل جلاله عن قوم موسى الذين لم يستطيعوا أن يدخلوا معه الأرض المقدسة قال عنهم : " فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ " [يونس /83 ] .
                هؤلاء الذين أسلموا لموسى بعد السحرة ، يخبرنا الله أنهم أسلموا على خوف ،
                إنهم ربُّوا على القهر والذل والاستعباد ، وسياقهم كالقطيع ،
                نشأوا على ذلك ، عاشوا على هذا ،
                فلما آمنوا ظلت فيهم رواسب من هذا فلم ينجحوا مع موسى عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام ، فاتعبوه ، وبدأت الجاهليات تظهر ،
                فتارةً قالوا : " لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً " [ البقرة /55 ] ،
                وتارة قالوا :
                " لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ " [ البقرة /61 ] ،
                وتارةً
                " قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " [المائدة /24 ] .
                والشاهد أن سبب هذا أنهم آمنوا أصلاً على خوف من فرعون وملأهم ، فإذا اجتمع الالتزام مع رواسب الجاهلية ، تظل الرواسب تشدك للماضي.
                كم من شباب التزم ثم نكص على عقبيه ،
                وأنت تعلمون أنِّي ـ والله ـ أحبكم في الله ،
                فلا تغضبوا مني ، فإني أحاول أن نصل معًا إلى حل ،
                إلى علاج لتلك الأمراض التي تفت في عضدنا ،
                وتطمس الجهود الدعوية المبذولة لإعلاء كلمة الله في الأرض ،
                فلكي نصل إلى الجنة لابد من تحمل مرارة الدواء،
                فهل يعز عليكم تحمل هذا في سبيل الوصول للجنة ؟‍‍‍‍‍‍!!
                لذلك تعالوا بنا إلى بعض السبل العلاجية لظاهرة ضعف الالتزام والفتور .


                قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                تعليق


                • #9
                  رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

                  المشاركة الأصلية بواسطة أم صلاح الدين مشاهدة المشاركة
                  جزاكِ الله خيرا أم نظام الغالية
                  بارك الله فيك
                  أرجو أن تتذكريني بالدعاء
                  وجزاكِ الله خيراً مثله أختي أم صلاح الدين


                  قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                  تعليق


                  • #10
                    رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))


                    جزاكى الله خيرا
                    بحــــــبك يــــارب
                    فليرضوا عنى الناس أو أن يسخطوا..أنا لم أسعى إلا لغير رضاااك
                    يارب اهدى زوجى يااااااااارب
                    يارب اجبر كسر قلبى ياجبار السموات والارض

                    تعليق


                    • #11
                      رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

                      بسم الله ما شاء الله
                      جزاكى الله خيرا يا ام نظام وزادكى من علمه
                      فداك روحى يا رسول الله

                      تعليق


                      • #12
                        رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

                        المشاركة الأصلية بواسطة اريد ان البس النقاب مشاهدة المشاركة

                        جزاكى الله خيرا
                        وجزاكِ الله خيراً مثله أختي


                        قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                        تعليق


                        • #13
                          رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

                          المشاركة الأصلية بواسطة ضياء القلب هو حجابى مشاهدة المشاركة
                          بسم الله ما شاء الله
                          الأصح أن نقول :
                          اللهم بارك أو ماشاء الله لا قوة الإ بالله


                          جزاكى الله خيرا يا ام نظام وزادكى من علمه
                          وجزاكِ الله خيراً مثله أختي ضياء القلب
                          اميييين واياكِ أختنا


                          قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                          تعليق


                          • #14
                            رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

                            طرق العلاج من ضعف الالتزام
                            أولا: قف مع نفسك وقفة صادقة جادة .
                            لابد من وقفة جادة مع النفس ، اصدق مع نفسك ،
                            ولا تبخل في بذل النصح لها .
                            قل لها : ثمَّ ماذا ؟‍‍ما هي النهاية لكل ما أنت فيه من إعراض عن سبيل الله؟‍
                            هذا أول سبيل للعلاج ، سل نفسك : ماذا تريدين ؟ هل تريدين الجنة أم النار ؟ فإن قلت : الجنة فبماذا تطمعين فيها وأنت في هذا البلاء،
                            وأنت تعصين الله في السر والعلن ، في الليل والنهار ،
                            حالك هذا والله لا يرضي الله ، إنَّ هذا لهو الغرور عينه .
                            سل نفسك : مالك تشتهين الدنيا وقد علمت حقيقتها ؟
                            أليس نعيمها منغصًا ؟ أليس كل فيها يزول ويفنى ؟
                            فمالك تريدين الدنيا وهي إلى رحيل ولا تعملين للجنة وهي دار الخلود ؟
                            اصدق مع نفسك في الجواب ، وإياك من التلون والخداع ،
                            إياك أن تظفر بك نفسك في التسويف والقنوط .
                            بعضنا إذا سالته : هل تريد الدنيا أم الآخرة ؟ يقول :
                            الآخرة قطعًا ، وحاله شاهد على كذبه .
                            وآخرون لا يدرون ماذا يريدون ؟ وبعضنا لا يريد أن يفوت الدنيا ولا الآخرة ، والجمع بين النقيضين محال .
                            كم من شاب يمني نفسه بالعروس الجميلة ذات المؤهل العالي والمركز الاجتماعي المرموق ، وبطبيعة الحال كل سلعة لها ثمن ، ففي المقابل ستجد التكاليف الباهظة من مهر وشقة ومستلزمات …لخ ، وهكذا تظل تعمل من أجل الدنيا ، فتتملكك ثمَّ تقول : أريد الدنيا والآخرة ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ !!
                            إخوتاه ..
                            أهل الآخرة يكفي أحدهم أقل القليل من حطام الدنيا ، فمن كان همُّه الآخرة لم يبالِ بما حصَّل الناس من الدنيا ، إذا رأى الناس يتنافسون في الحصول على المرأة الجميلة تذكر هو قول الله في الحور العين :
                            " إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ "
                            [ الواقعة /35-38] ،
                            فصرف رغبته إليهن ، وشمَّر عن ساعد الجد لنيلهن ، وهكذا تلمح دائمًا الفرق بين أهل الدنيا وأهل الآخرة فممن أنت ؟‍!
                            ‍الشاهد أننا نريد موقفًا جديًا ، نمحص به نياتنا ، نعيد من خلاله ترتيب أهدافنا ، وابدأ بسؤال نفسك ماذا تريدين ؟ ثم الأمر يحتاج بعد ذلك إلى قرارات صارمة .


                            قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                            تعليق


                            • #15
                              رد: (( *** الجـــدية فـــي الالتـــــــــــزام *** ))

                              ثانيًا : مخالفة النفس طريق الهدى
                              انظر لربك وهو يعاتب موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام في تربية قومه يقول الله عز وجل :
                              " وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا " لماذا ؟ " سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ " [ الأعراف /145 ] ،
                              فهذا أول السبيل تهذيب النفس بمخالفة الهوى ، فلا تتابع نفسك في كل ما تشتهي ، فلا تجبها في كل ما تطلب .
                              مثال ذلك : أن تعرف من نفسك أنها لا تصبر على طاعة ، فإذا قالت لك : هيا لنأكل أو لنذهب لزيارة فلان أو نحو ذلك من المباحات ، فقل لها : ليس قبل أن أقرأ وردي من القرآن . فستظل تلح عليك فإن خالفتها ولم تفعل ما تطلبه منك المرة بعد المرة فسوف تتحكم فيها ، ومن هنا تعلو همتك ، وتكون صاحب إرادة ، وهذه هي الرجولة الحقيقية فتأمل .
                              كذلك أنت ـ أيتها الأخت المسلمة ـ إذا حادثتك النفس في أن تكلمي فلانة أو فلانة ، فقولي لها : لا ليس قبل أن أنتهي من حفظ هذا الجزء من القرآن ، أو ليس قبل أن أنتهي من أذكار الصباح والمساء ، ليس قبل أن أقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، وهكذا خالفيها في المباحات فإنَّها لا تأمرك بفعل المكروهات ، ومن باب أولى المحرمات .
                              فمن تابع نفسه في كل ما تطلب أهلكته ، لذلك قال تعالى في عاقبة من يخالف نفسه في هواها
                              " وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى " [ النازعات /40-41]
                              وقد بين لنا ربنا حقيقة النفس فقال :
                              " إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ " [ يوسف/53] .
                              فالنفس قد تكون طاغوتًا يعبد من دون الله دون أن يدري الإنسان منا ،
                              قال تعالى " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " [ الجاثية /23 ]
                              فاتباع الهوى سبب الضلال ، قال تعالى : " فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين " [ القصص/ 50 ]
                              فاللهم اهدنا بفضلك فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ،
                              وقنا شر أنفسنا ، واجعلنا من المرحومين .
                              (اللهم اميييين) هذا الدعاء لي
                              أخي الحبيب ..
                              هذب نفسك ، وأعلمْها حقيقتها ، فهي أمة لله الكبير المتعال ،
                              فلابد أن تقيم حاكمية الله على النفس ، فالله هو الذي يحكم نفسك ،
                              وليست الشهوات ، ولا الشيطان .
                              إنك تتعجب حين تطالع سير سلفنا الصالح ،
                              كان الواحد يأكل في اليوم مرة ، ويشرب في اليوم مرتين فقط ،
                              كما أثر هذا عن الإمام أحمد وغيره .
                              فأي رجال كان هؤلاء ، لكن من عاش ليأكل ويشرب ،
                              فهذا قد يكون عبدًا لبطنه ، طالع سير السلف لتعرف قدرك جيدًا .
                              سئل بعض السلف : الرجل يأكل في اليوم أكلة ؟ قال : طعام المتقين .
                              قيل : فالرجل يأكل في اليوم مرتين . قال : طعام المؤمنين .
                              قيل : فالرجل يأكل في اليوم ثلاث مرات . قال : قل لأهله : ابنوا له معلفًا .
                              فالناس اليوم تعمل من أجل أن تأكل من أفخر الأطعمة ،
                              إنه شره النفس ، فليس الأمر ما يسد الحاجة ، لا .. لا ..
                              إنه يريد أن يحاكي هذا وذاك ،
                              وأعداء الإسلام لا ينفكون في تزيين الباطل للناس ،
                              حتى تتحطم عقيدة المسلمين في خضم الشهوات والملذات ،
                              إنها كما قيل : صناعة الغفلة ،
                              نسأل الله لنا ولكم العافية .
                              (اللهم اميييين)


                              قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                              تعليق

                              يعمل...
                              X