الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فلا شكَّ أن قضية ضعف الإيمان من القضايا المهمة التي تُقلق المؤمنين ، و يشعر المؤمن أحياناً حينما يتأمل في هذا الموضوع بنوع من الألم و نوع من الأسى.
و هناك دواعي للحديث عن هذا الموضوع الخطير الذي له آثار عظيمة على الفرد و المجتمع فمن ذلك:
1- كثير من الناس يشكو من قسوة قلبه.
2- كثرة المعاصي و المنكرات المتفشية في المجتمع.
3- قلة الخشوع و التذوق في العبادات.
4- غلبة الحرص و الشح في النفوس على الأموال.
5- كثرة أمراض القلوب التي يبتلى بها المؤمن.
6- اليأس و القنوط و الحزن من الظروف المعيشية و المصائب.
7- الأنانية و الغرور و الأثرة و الانتصار للنفس لدى بعض المسلمين.
8- انتشار التعصب القبَلي و الجنسي و كذلك البلدي و المذهبي في كثير من طوائف المسلمين.
هذه الأمور تجعل الحديث عن زيادة الإيمان و عن ضعف الإيمان في غاية من الأهمية.
أسباب ضعف الإيمان وذهابه:
الأسباب كثيرة جدا فكل ما ذمه الله أو حذر منه و نهى الخلق عن إتيانه ، وكذلك ما نهى عنه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فهو سبب إلى ضعف الإيمان و لكن نشير إلى أهمها:
1- الجهل فهو أعظم السبل لضعف الإيمان ، لأن الجاهل زاهد في فضل الطاعات لا يعرف قدر الحسنات معرض عن العمل بأسباب زيادة الإيمان.
2- ومن الأسباب التي توهن الإيمان غلبة الهوى و طول الأمل ، فغلبة الهوى أن يغلب على النفس الميل إلى الشهوات و العياذ بالله ، و طول الأمل حب الدنيا و رجاء الخلود فيها، قال علي رضي الله عنه: ‹‹ أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى و طول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، و أما طول الأمل فينسي الآخرة ››.
3- مقارفة الكبائر و الفواحش ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كما ثبت في الصحيح : (لا يزني الزاني وهو مؤمن، و لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن). فدل ذلك على أن اقتراف الكبائر و السيئات يذهب كمال الإيمان و يضعف الإيمان.
4- كثرة تعاطي المباحات ، فالانغماس في الملذات ككثرة النوم و كثرة الأكل و الشرب وكثرة الاستمتاع وكثرة اللهو و كثرة الضحك و الاشتغال بالأمور التافهة تضعف الإيمان وتقسي القلب و قد تكلم السلف في هذا الباب كلاما طويلا.
5- التفريط في الفرائض و الواجبات فإن ذلك يقسي القلب و يضعف الإيمان و يجعل القلب سكنا للشيطان و العياذ بالله.
6- أكل المال الحرام و التساهل في الشبهات و الفتنة بالدنيا و عبادتها و الولع بها ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة). رواه البخاري. فسمى النبي صلى الله عليه و سلم من استولت الدنيا على قلبه عبدا لها.
7- الإكثار من الخلطة لكل من هب و دب ، فبعض الناس يحمله طبعه و حبه لكثرة الاجتماع على كثرة الأصحاب و شهود المجالس على الدوام مما لا يجعل له وقتاً لإصلاح فساد قلبه و السمو بإيمانه ، فهذا المسلم دائماً مضيعا لوقته بين الناس و ليس عنده وقت يخلو فيه يزكي نفسه.
8- مصاحبة السفهاء و مخالطة الفجار من المؤثرين الدنيا على الآخرة ، فإن صحبتهم و ربي تمرض القلب وتوهن الإيمان.
9- الذهاب إلى مكان المعصية و الفجور و الإقامة في البيئة الفاسدة و الرضا بذلك وكثرة مشاهدة المنكرات ، فإن ذلك يورث ضعف الإيمان و ذهاب الغيرة الشرعية فكما أن رؤية كتاب الله و رؤية الصالحين و رؤية الكعبة و رؤية المسجد و رؤية مشاهد الإيمان تزيد في الإيمان فكذلك رؤية الأشياء التي تدل على الشيطان وتحمل على السوء تذهب بهاء الوجه و تضعف الإيمان.
أسباب زيادة الإيمان:
لزيادة الإيمان أسباب كثيرة من أهمها :
1- التعرف على الله بأسمائه و صفاته و التفكر فيها ، فإن ذلك يقوي الإيمان فإذا تعرف المسلم على أسماء الله الحسنى و صفاته العلى و أفعاله الحسنة وعاداته الجميلة و تمعن في آلاء الله ونعمه على العباد و البلاد. قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل:18]، وإذا تعرف المؤمن على ذلك زاد الإيمان في قلبه و عظم الرب في قلبه.
2- مما يورث زيادة الإيمان : طلب العلم النافع و شهود مجالس العلماء فإنه سبيل الخشية و الخوف من الله و يحصل به زيادة الإيمان،{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:48].
3- الخلوة بالله و معالجة القلب و إعمار القلب بأعمال القلوب من التعظيم و المحبة و الخوف و الرجاء و التذلل و اليقين، فإن ذلك يزيد في الإيمان ومداواة القلب من الأمراض و العلل.
4- دعاء الله و سؤاله في زيادة الإيمان و الثبات عليه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما عند الحاكم: (إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم).
5- تلاوة القرآن و التدبر فيه و سماعه ممن يحسن تلاوته فإنه نور في القلب يورث الطمأنينة و الخشوع مما يكون سببا في زيادة الإيمان. قال الله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال:2].
6- الإكثار من الذكر، من التسبيح و التهليل و التكبير و التحميد والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
7- قيام الليل، إذا هدأت العيون و سكنت النفوس فله أثر كبير في حصول السكينة والتلذذ والتدبر و صفاء الروح.
8- الصوم، فإنه من أعظم العبادات التي تزيد الإيمان لأنه يقطع تأثير الشهوات ولا يجعل للشيطان سبيلا على المؤمن مما يطهر القلب و يطهر الجوارح فيرتفع مستوى الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كما ثبت في الحديث الصحيح: (الصوم جنة).
9- المواظبة على أداء الفرائض و النوافل، فإنها تحافظ على ارتفاع الإيمان وتذهب أثر الغفلة والمعصية عن قلب المؤمن.
10- الورع عن ارتكاب الكبائر و الإصرار على الصغائر، فإن مجانبة ذلك طاعة لله يورث زيادة الإيمان.
11- ترك فضول المباحات و الملذات، طمعاً بما عند الله و ابتغاء رضوانه يورث النفس سكينة فيزيد من الإيمان.
12- بذل المال و الإنفاق في سبيل الله يشرح الصدر و يرفع من الإيمان و يقويه، لأنه يدل على صدق الإيمان و المتاجرة مع الله. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (والصدقة برهان). رواه مسلم.
13- صحبة أهل الإيمان من العلماء و الزهاد و الناسكين فإن ذلك يحمل المؤمن على عمل الصالحات و زيادة الإيمان. قال الحسن البصري رحمه الله: ‹‹ إخواننا عندنا أغلى من أهلينا، أهلونا يذكروننا الدنيا و إخواننا يذكروننا الآخرة ››.
14- زيارة القبور و التفكر في حال الموتى ، فإن ذلك يحمل النفس على الندم و التوبة و التزود من الصالحات مما يرفع مستوى الإيمان.
15- التوبة و الإكثار من الاستغفار و الندم و الحسرة على الذنوب التي فعلها المؤمن فإن هذه الملامة تورث التذلل و الافتقار لله و تزيد في الإيمان.
و الحاصل أن الأسباب التي تزيد الإيمان كثيرة و قد ذكرنا أشهرها وأعظمها نفعاً بإذن الله.
فلا شكَّ أن قضية ضعف الإيمان من القضايا المهمة التي تُقلق المؤمنين ، و يشعر المؤمن أحياناً حينما يتأمل في هذا الموضوع بنوع من الألم و نوع من الأسى.
و هناك دواعي للحديث عن هذا الموضوع الخطير الذي له آثار عظيمة على الفرد و المجتمع فمن ذلك:
1- كثير من الناس يشكو من قسوة قلبه.
2- كثرة المعاصي و المنكرات المتفشية في المجتمع.
3- قلة الخشوع و التذوق في العبادات.
4- غلبة الحرص و الشح في النفوس على الأموال.
5- كثرة أمراض القلوب التي يبتلى بها المؤمن.
6- اليأس و القنوط و الحزن من الظروف المعيشية و المصائب.
7- الأنانية و الغرور و الأثرة و الانتصار للنفس لدى بعض المسلمين.
8- انتشار التعصب القبَلي و الجنسي و كذلك البلدي و المذهبي في كثير من طوائف المسلمين.
هذه الأمور تجعل الحديث عن زيادة الإيمان و عن ضعف الإيمان في غاية من الأهمية.
أسباب ضعف الإيمان وذهابه:
الأسباب كثيرة جدا فكل ما ذمه الله أو حذر منه و نهى الخلق عن إتيانه ، وكذلك ما نهى عنه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فهو سبب إلى ضعف الإيمان و لكن نشير إلى أهمها:
1- الجهل فهو أعظم السبل لضعف الإيمان ، لأن الجاهل زاهد في فضل الطاعات لا يعرف قدر الحسنات معرض عن العمل بأسباب زيادة الإيمان.
2- ومن الأسباب التي توهن الإيمان غلبة الهوى و طول الأمل ، فغلبة الهوى أن يغلب على النفس الميل إلى الشهوات و العياذ بالله ، و طول الأمل حب الدنيا و رجاء الخلود فيها، قال علي رضي الله عنه: ‹‹ أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى و طول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، و أما طول الأمل فينسي الآخرة ››.
3- مقارفة الكبائر و الفواحش ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كما ثبت في الصحيح : (لا يزني الزاني وهو مؤمن، و لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن). فدل ذلك على أن اقتراف الكبائر و السيئات يذهب كمال الإيمان و يضعف الإيمان.
4- كثرة تعاطي المباحات ، فالانغماس في الملذات ككثرة النوم و كثرة الأكل و الشرب وكثرة الاستمتاع وكثرة اللهو و كثرة الضحك و الاشتغال بالأمور التافهة تضعف الإيمان وتقسي القلب و قد تكلم السلف في هذا الباب كلاما طويلا.
5- التفريط في الفرائض و الواجبات فإن ذلك يقسي القلب و يضعف الإيمان و يجعل القلب سكنا للشيطان و العياذ بالله.
6- أكل المال الحرام و التساهل في الشبهات و الفتنة بالدنيا و عبادتها و الولع بها ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة). رواه البخاري. فسمى النبي صلى الله عليه و سلم من استولت الدنيا على قلبه عبدا لها.
7- الإكثار من الخلطة لكل من هب و دب ، فبعض الناس يحمله طبعه و حبه لكثرة الاجتماع على كثرة الأصحاب و شهود المجالس على الدوام مما لا يجعل له وقتاً لإصلاح فساد قلبه و السمو بإيمانه ، فهذا المسلم دائماً مضيعا لوقته بين الناس و ليس عنده وقت يخلو فيه يزكي نفسه.
8- مصاحبة السفهاء و مخالطة الفجار من المؤثرين الدنيا على الآخرة ، فإن صحبتهم و ربي تمرض القلب وتوهن الإيمان.
9- الذهاب إلى مكان المعصية و الفجور و الإقامة في البيئة الفاسدة و الرضا بذلك وكثرة مشاهدة المنكرات ، فإن ذلك يورث ضعف الإيمان و ذهاب الغيرة الشرعية فكما أن رؤية كتاب الله و رؤية الصالحين و رؤية الكعبة و رؤية المسجد و رؤية مشاهد الإيمان تزيد في الإيمان فكذلك رؤية الأشياء التي تدل على الشيطان وتحمل على السوء تذهب بهاء الوجه و تضعف الإيمان.
أسباب زيادة الإيمان:
لزيادة الإيمان أسباب كثيرة من أهمها :
1- التعرف على الله بأسمائه و صفاته و التفكر فيها ، فإن ذلك يقوي الإيمان فإذا تعرف المسلم على أسماء الله الحسنى و صفاته العلى و أفعاله الحسنة وعاداته الجميلة و تمعن في آلاء الله ونعمه على العباد و البلاد. قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل:18]، وإذا تعرف المؤمن على ذلك زاد الإيمان في قلبه و عظم الرب في قلبه.
2- مما يورث زيادة الإيمان : طلب العلم النافع و شهود مجالس العلماء فإنه سبيل الخشية و الخوف من الله و يحصل به زيادة الإيمان،{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:48].
3- الخلوة بالله و معالجة القلب و إعمار القلب بأعمال القلوب من التعظيم و المحبة و الخوف و الرجاء و التذلل و اليقين، فإن ذلك يزيد في الإيمان ومداواة القلب من الأمراض و العلل.
4- دعاء الله و سؤاله في زيادة الإيمان و الثبات عليه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما عند الحاكم: (إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم).
5- تلاوة القرآن و التدبر فيه و سماعه ممن يحسن تلاوته فإنه نور في القلب يورث الطمأنينة و الخشوع مما يكون سببا في زيادة الإيمان. قال الله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال:2].
6- الإكثار من الذكر، من التسبيح و التهليل و التكبير و التحميد والصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
7- قيام الليل، إذا هدأت العيون و سكنت النفوس فله أثر كبير في حصول السكينة والتلذذ والتدبر و صفاء الروح.
8- الصوم، فإنه من أعظم العبادات التي تزيد الإيمان لأنه يقطع تأثير الشهوات ولا يجعل للشيطان سبيلا على المؤمن مما يطهر القلب و يطهر الجوارح فيرتفع مستوى الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كما ثبت في الحديث الصحيح: (الصوم جنة).
9- المواظبة على أداء الفرائض و النوافل، فإنها تحافظ على ارتفاع الإيمان وتذهب أثر الغفلة والمعصية عن قلب المؤمن.
10- الورع عن ارتكاب الكبائر و الإصرار على الصغائر، فإن مجانبة ذلك طاعة لله يورث زيادة الإيمان.
11- ترك فضول المباحات و الملذات، طمعاً بما عند الله و ابتغاء رضوانه يورث النفس سكينة فيزيد من الإيمان.
12- بذل المال و الإنفاق في سبيل الله يشرح الصدر و يرفع من الإيمان و يقويه، لأنه يدل على صدق الإيمان و المتاجرة مع الله. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (والصدقة برهان). رواه مسلم.
13- صحبة أهل الإيمان من العلماء و الزهاد و الناسكين فإن ذلك يحمل المؤمن على عمل الصالحات و زيادة الإيمان. قال الحسن البصري رحمه الله: ‹‹ إخواننا عندنا أغلى من أهلينا، أهلونا يذكروننا الدنيا و إخواننا يذكروننا الآخرة ››.
14- زيارة القبور و التفكر في حال الموتى ، فإن ذلك يحمل النفس على الندم و التوبة و التزود من الصالحات مما يرفع مستوى الإيمان.
15- التوبة و الإكثار من الاستغفار و الندم و الحسرة على الذنوب التي فعلها المؤمن فإن هذه الملامة تورث التذلل و الافتقار لله و تزيد في الإيمان.
و الحاصل أن الأسباب التي تزيد الإيمان كثيرة و قد ذكرنا أشهرها وأعظمها نفعاً بإذن الله.
تعليق