إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .


    ـ أما بعد ـ

    إخوتاه
    يالهفَ نفسي على خلٍ افتقدت يداي يدَه .
    يالهفَ نفسي على أخٍ كان ودي ودَّه .
    كان يجمعنا رباط فتناثر عقده .
    كان لا يفارقني سبيلاً فكيف بغول الطريق بعدَه .
    وكأنَّها الدنيا تأبى حبيباً تديمه فما يلوح حتى ترده .
    وكيف صفاءُالعيشِ للمرءِبعدماتغيَّبَ عنه رهطُهُ وحِبُّهْ ؟ ،
    أما كان ربي ربه ، أما كان قصدي قصده ، أما كانت صلاتنا صلات قلوبنا أم قد قطع عهدَه ، أما كنا إذا باشرنا معا أمراً تدنو أقاصيه ويهون أشده .
    يا قوم إنِّي أريد أخي هذا فمن ذا يدلني عليه حتى أرده ، أخبروه عما لحقني منذ أبلاني فقده ، عساه يحنو لي ويصفو وجده ، قولوا له : ما زال حزينا بلقاء غيرك فطيبه فإنَّ وجهك سعده .
    إخوتاه
    إي والله لاشيءَفي الدنياأحبُّ لناظري من منظرِالخلانِ والأصحابِ المتحابين في الله ، ولكن أين هم ؟ أين المتحابون في الله ؟ !!
    في زمن الغربة يمضي الإنسان يبحث عن حبيب ، يبحث عن نصير ، يبحث عن معين ، وهو في الأصل يكتفي بالله عز وجل أنيسا ومعيناً ونصيراً ، ولكن مع كثرة الأعداء وكثرة الشبهات والشهوات وقلة الأتباع والأنصار يجد المرء نفسه يناجي ربه يشكو إليه ما صار إليه الحال الآن " اللهم إننا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربنا ، إلى من تكلنا ، إلى قريب يتجهمنا ، أو إلى عدو ملكته أمرنا إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لنا ، نعوذ بنور وجهك من أن ينزل بنا غضبك ، أو يحل علينا سخطك ، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك " .
    نعم والله إن هذا الدعاء لينطق بحرقة قلوبنا مما نحن فيه في هذه الآونة ، ومن خلال تلك الكلمات تجد قلباً مكلومًا ، يبحث عن حبيب يصفو إليه ، ويأوي إليه ، ويبثه همومه ، ويحمله أحزانه ، ويشاركه أفراحه وأتراحه .
    أين هذا الصديق ……؟ أين هذا الأخ الحبيب ..؟ أين أين …..؟


    قلَّ الصديقُ وإِنْ أصبحتَ تعرفُ لي مكانهُ ،فأَبِنْ لي أينَ أقصدهُ


    نظرا لاهمية الاخوة في مثل هذا الزمان قمت بعرض ما سطره شيخنا محمد حسين يعقوب بشان هذة المسالة الي اصبحت نادرة في مثل هذا الزمان ولاحول ولاقوة الا بالله
    سائلة الله ان ينفعنا واياكم بها
    والله المستعان
    انتظرونا وعرض الاحداث علي حلقات
    التعديل الأخير تم بواسطة حبيبـــه; الساعة 17-11-2009, 05:49 PM.



  • #2
    رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ماشاء الله غاليتى طالبة الجنان
    موضوع رائع ..جزاك الله خيرا
    ومتابعين إن شاء الله.

    (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
    افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
    ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
    مع المشرف العام للمنتدى

    تعليق


    • #3
      رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      جزاكي الله كل خير اختي
      يارب اشهدك اني احب كل بنات المنتدى فيك يارب كل واحده نفسها في حاجه اديهالها وفرح قلبها ارزقهم يارب بالازواج الصالحين والذريه الصالحه واجعل ذريتي من الصالحين الداعين الى دينك وكتابك واجعلهم سد حصين لدينك اللهم امين
      معجزه حصلتيلي في دا الايتام

      تعليق


      • #4
        رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        جزاااكِ الله خيرااااً أخيتى طالبة الجنان موضوع راااائع
        وجزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاااء متااابعين أن شاااء الله


        قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

        تعليق


        • #5
          رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

          جزاااكِ الله خيرااااً أخيتى طالبة الجنان موضوع راااائع
          وجزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاااء متااابعين أن شاااء الله



          تعليق


          • #6
            رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

            وجزاكن مثله خير الجزاء
            الله المستعان
            نسال الله التيسير


            تعليق


            • #7
              رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

              إخوتاه
              آهٍ على زمن اتخذ الناس فيه أهواءهم آلهة من دون الله !!
              آهٍ على زمن عبد الناس فيه المادة وأقبلوا على المنافع والمصالح !!
              آهٍ على زمن الفرقة والشتات ، آه على زمن قانونه " خذ وهات " ، زمن الجلب دون العطاء ، زمن الأنانية وحب الذات بل قل : عبودية الذات ، زمن النفوس المدلهمات ، زمن القلوب المظلمات ، آهٍ على زمان الأفاعي والحيات .


              يا قوم إني أبحث عن حبيبي في الله ، عن مؤنسي في وحشتي ، عن مشاركي في غربتي فهل بالله وجدتموه ؟ هل بالله رأيتموه ؟ عَجِبْتُ لإبعاد النوى من نُحِبُّهُ ، وتَدْنو بمن لا يُستلذُّ له قُرْب ، والبين مشجي قلبي ومسبل عبرتي ، فيا رب حبيبي فيك … أخي فيك لا تحرمني أنسه ، يا رب اجمع بين قلوبنا فإني لا أطيق بُعده .



              إخوتاه

              نريد أن تصفو قلوبنا بعد هذا الكدر الذي أفرزه واقعنا المرير ، فإنَّ أساس قضية " الأخوة " صفاء القلب لله ، هذا الصفاء الذي يثمر طمأنينة الفؤاد ، وراحة البال ، وهدوء الضمير ، فلا نرتقب خوف الغدر وحسد الأعين وأذى الأيدي وكيد القلوب وحقد النفوس ، إنها ظلال الحب في الله لا أخوة المصالح وصداقة المنافع التي شاعت في هذا العصر ، نحتاج إلى أخٍ كالمرآة الصافية ، يقيل كل منا الآخر من عثراته ، يحوطني وأحوطه من ورائه ، يقيمني وأقيمه ، يعينني وأعينه فأين هذه الأخوة ؟!!


              من أين لي والمنى ليست بنافعةٍ خلٌ أرى
              فيه أغراضي وأوطاري؟

              يمسُّه الخطبُ قَلْبي ثم يصرفُـهُ عني ولو خاضَ فيه لُجَّـةَالنـارِ


              إخوتاه ..


              سأضرب صفحاً عن مناشدتكم هذا الأخ الحبيب ، إذ السبيل إلى إيجاده يبدأ عملياً من ذات كل واحد منا ، إنني كي أجده لابد أن أبدأ بنفسي فأكون أنا أخوك قبل أن أنتظر أن تكون أنت أخي ، نعم ـ أُخيَّ ـ كن أنت أخ لكل من ترجو منه نظير ذلك تجنِ جزاءك وفاقا .

              إخوتاه ..

              لعل مثل هذا الكلام يمر على خاطركم فتستشعرونه هنيهة ثم لا تلبثون بعد ذلك أن تنطلقوا إلى مألوف ما استمرأت عليه الأنفس ، لعل بعضكم يجد في هذا الحديث تهويلا ، في نوع من معايشة الأكاذيب والأوهام التي نحاول تصديقها فرارا من الجزع واليأس ، وطامة هؤلاء أن تعلقت قلوبهم بالنتائج وسرعة جني الثمار ، والأصل أننا نبني ولو لبنة ، ونزرع ولو بذرة ، ثم الأمر كله لله نفوضه إليه ، ولكن نبقى دائما نمحص الدعوة ، ونتهم أنفسنا ، ونلقي باللائمة علينا ، فنحن لا نعمل للناس ، نحن نعمل من أجل رب الناس ، وتوفيقه مرهون بإصلاحنا لأنفسنا ، فلا يضيرك بعدها شيء لأنك اخترت الله فمحاولة النقد الذاتي ليس فيها تعجيز ولا تهوين ولا شرخ للصف ، بل هي محاولة لتمحيص النوايا وتجديد الإيمان الفينة بعد الفينة بالمواجهة الصريحة ولا نعبأ بعد ذلك بقول قائل فإننا لا نرضي سوى ربنا .


              وقد يتلقى بعضنا مثل هذه الدعوات بنفس جزعة ، لا تنزع من قولة " ليت " ، ولسان حالهم كما قالت العرب قديما : "قد كان ذلك مَرَّة فاليوم لا " ، وهؤلاء مرضى الجزع لا صبر لهم البتة ، والخطب ما زال هيناً فما يدريك والبلية أعظم " هذا ولما ترى تهامة !! " وامتحان الإيمان في الصبر " أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ " [آل عمران/165]نعم إنَّ مصابنا الآن في فقدان إخواننا الذين افترستهم الدنيا حتى تكاد تعدم الحبيب في الله ، إنَّ تلك البلية تحتاج إلى تصحيح للنيات من جديد ، وبداية لصحوة جديدة قبل أن تهلكنا الدنيا ، والتي عادت كأن لم يعد شيء سواها يهمنا .





              لا .. لا إخوتاه لسنا لمثل هذه ننتسب ، لسنا حاملي هذه الجنسية فنحن فيها غرباء ، فلا تزيدوا الوحشة ، إنما نهفو لأن نكون مواطني الجنة ، أم قد نسيتم !!


              يتبع...بإذن الله
              التعديل الأخير تم بواسطة حبيبـــه; الساعة 17-11-2009, 05:50 PM.


              تعليق


              • #8
                رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                ماشاء الله بارك الله فيكِ اخيتى ونفع بكِ
                اختيار موفق بإذن الله
                جزاكِ الله خيرااا وجزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاااء متااابعين إن شاااء الله
                اللهمَّ لا أرَى شَيٌئاً مِن الدُّنيَا يَدوم, ولا أرَى فيٌها حَالاً يَسٌتقيم, فاجعلني أنُطق فِيٌها بعلم, وأصٌمت فيٌها بِحلٌم !
                [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ]

                تعليق


                • #9
                  رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                  ما شاء الله تبارك الله
                  وزادكـِ الله من فضله
                  جزاكـِ الله عنا خيراً أختنا
                  طالبه الجنان
                  أسأل الله أن ينفع بتلك الحلقات وأن يبارك فى شيخنا الفاضل
                  نتابع معكـِ بفضل الله .....


                  إلهى أنت رحمانى .... فصرف عنى أحزانى
                  رحمــــاك ربى

                  تعليق


                  • #10
                    رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                    ما شاء الله


                    جزاكِ الله خيرا وجزي الله الشيخ خيرا

                    وتقبل منكِ و منه نتابع بفضل الله
                    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

                    استمعي بقلبك



                    تعليق


                    • #11
                      رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                      وجزاكم مثله خير الجزاء
                      اللهم امين


                      تعليق


                      • #12
                        رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                        إخوتاه ..
                        الإخلاص الخلاص ، وإنما يتعثر من لم يخلص ، ولا يخلص إلا من يراد ، إنَّ الفوضى والعبثية والاضطراب والتخبط والتلون وعدِّد كما شئت من هذه البليات كل ذلك مآله ومرجعه إلى عدم الإخلاص ثم عدم المتابعة ، لابد من سبر أعماق النفس حتى نتخلى عن عيوبها ، نريد قلوبا تشتاق لرضا الله جل وعلا ، نريد رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، فهؤلاء أهل التمكين ، وهؤلاء هم الإخوة .


                        إخوتاه ..

                        تعالوا بنا نعيد بناء صرح الأخوة الشامخ ، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله ، وأسأل الله تعالى أن يظلنا جميعا بظله يوم لا ظل إلا ظله بما تعاقدت عليه القلوب من الحب فيه جل وعلا .

                        تعالوا نداوي تلك الآفات ؛ فإن نسيجنا الأخوي يحتاج إلى إصلاح وتجديد وصيانة، فتلك الروابط التي كانت تجمع قلوب الأخوة قد بليت ، والحاجة ملحة إلى إعادة إقامتها من جديد .

                        نعم ـ إخوتاهـ إن تلك الوشائج والأواصر التي كانت سمة بارزة للملتزمين وكانت الصفة الواضحة لحياتهم قد توالت عليها الخطوب والمحن فلم تصمد أمام التيارات الجارفة فضعفت ووهنت حتى دبَّ الشيب في أوصالها ، فما عادت قوية فتية كما كانت .


                        إنَّ صرح الأخوة الشامخ لابد أن يسمو بالنفوس لسماء الإيمان ، فتظل حائمة حول العرش لا يدنسها خشاش الأرض ، والطريق الوحيد هو الواقعية في المواجهة لنحاول علاج الأدواء التي ترسبت عبر السنين الماضية ، بيد أنَّ هذا لا يتأتى دون استشعار الفاقة والإحساس بحجم البلية ، ولا يكون حتى تتكاتف الأيدي وتتلاقى القلوب ، ويمضي الجميع يحفهم منهج السلف سائرين وفق أصوله وقواعده فيحفظهم من التخبط والاضطراب .

                        تعالوا نعيد ترتيب منظومة " الأخوة " ، وهذا لا يتم حتى نعود لنتبين الأهداف والسبل الشرعية للوصول لتلك الغايات ، فإذا كان هدفنا هو بناء المجتمع الإسلامي الذي يحيا في ظل شرع الرحمن ، فإنَّ لبنة هذا المجتمع تنبع من ههنا من صرح "الأخوة " .

                        فهلموا ـ إخوتاه ـ نسير في ركب الأخوة نحاول تعميق أواصرها ، فذاك منشدنا ومطلبنا وهاكم السبيل . والله المستعان .

                        يتبع ان شاء الله
                        التعديل الأخير تم بواسطة حبيبـــه; الساعة 17-11-2009, 05:51 PM.


                        تعليق


                        • #13
                          رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                          بارك الله فيكي لاتنسوا الدعاء لشيخي ابي اسحاق الحويني
                          التعديل الأخير تم بواسطة رحيق العفة; الساعة 03-11-2009, 10:38 PM. سبب آخر: تعديل لفظ الجلالة
                          صاحب الهمه مايهمه حر
                          ولا يخيفه القر ولا يزعجه الضر
                          ولا يقلقله المر لانه تدرع بالصبر
                          اميه بن خلف لما جلس مع الخلف
                          ادركه التلف ولما سمع بلال بن رباح
                          حي علي الفلاح اصبح من اهل الصلاح

                          تعليق


                          • #14
                            رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                            وفيكم بارك الله
                            الله نسال ان يشفي شيخنا شفاءا لايغادر سقما
                            اللهم امين


                            تعليق


                            • #15
                              رد: أين الأخوة أيها الأخوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                              الأخوة لماذا ؟

                              إخوتاه ..
                              نريد أن تنتشر بيننا هذه السنة المباركة وهذا الهَدْى القويم، نريد أن نعتاد سؤال أنفسنا قبل الإقدام على الأعمال " لماذا ؟ " .
                              قال الحسن : رحم الله رجلاً توقف عند همه ، فإن كان لله أمضاه ، وإن كان لغيره أمسك .
                              أُخيَّ .. امكث برهة ، وفكّر لحظة ، وتأمل هنيهة ، نعم لماذا ..؟ ما هو الدافع الحقيقي وراء هذا العمل؟ وهنا لابدَّ أن يسعفك العلم ، فدونه قد تصطدم الإرادة الشرعية بالأهواء والمصالح الشخصية المحضة، لابدَّ من علم ينير لك السبيل فتتبصر وتدرك حقيقة الأمور وفق الميزان الشرعي.
                              من هذا المنطلق تعالوا نعالج قضية " الأخوة " في عصرنا الحالي ، تعالوا نسبر أعماقنا بواقعية تامة ، ليرسخ في قلوبنا اعتقاد جازم بضرورتها، وتعقد النوايا على إعلاء صرحها من جديد.
                              إخوتاه ..
                              إذا ما سألنا " لماذا الأخوة ؟ " فبماذا تجيب ؟ لعل في حياة كل ملتزم مجموعة من رفقاء الدرب كانوا كلَّ شيء بالنسبة له في وقت من الأوقات ، أحبَّ الدين في سمتهم ، وسار معهم رغبة في مشاركتهم واللحاق بهم ، وكل جيل يُحدثك عن هذا الشأن ، وكيف كان الحال أفضل مما هو عليه الآن، فما الذي حدث ؟! لعلكم لا تشعرون بخطورة الأمر الذي ضيعتموه ، إنني أحاول أن أمد المبضع نحو أصل الداء ، أحاول أن أستأصل هذا الورم السرطاني الذي دبَّ في جسد الأمة ، إنه فساد ذات البين .
                              قال رسول الله e " فإنَّ فساد ذات البين هي الحالقة " (1) . لذا أعينوني بتجريد الإخلاص والصبر حتى ينجع الدواء ، سأفتح صفحة جديدة مصطحبًا أخطاء الماضي، محاولاً فقه الواقع المر ، فهلا ساعدتموني بصدق الاستعداد، والرغبة في العمل للإصلاح فَهَلْ من مشمر ؟ هل من مجيب ؟!

                              إخوتاه .. لماذا الأخوة ؟



                              أولاً: لإقامة كيان الأمة الإسلامية.

                              إننا في عصر استذل فيه المسلمون، وبلغوا من العجز والوهن على نحو لم يسبق له مثيل ، عَصرٌ سقطت فيه خلافتهم التي استمرت من عهد النبي محمد e إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري ، ليسجل التاريخ وصمة عار على جبين كل المسلمين في هذا العصر ، عَصرٌ سقطت فيه أراضى المسلمين تباعًا ومازال المسجد الأقصى الأسير يئن تحت أيدي أعداء الله ، عَصرُ الفوضى والغُثائية ، عصر الغزو الفكري والثقافي ومحو الهوية الإسلامية ، ثمَّ هو عَصْرُ الشتات والفُرقة والعداوات.
                              كل هذا ونحن في سبات عميق، فبعضنا قصارى جهده الأحلام والأوهام، وبعضنا لا يعرف سوى الخطب والكلام، وبعضنا والى أعداءه وترك شرعة الإسلام ، وبعضنا راح ضحية القهر فقصف الأقلام ، وغالبنا صار يهوى الغفلة كيفما اتفقت له وعلى الدين السَّلام.
                              فالمسلمون مقهورون نفسيًّا، أُريد لهم ذلك وللأسف انصاعوا لتيار أعدائهم ، حتى انسحب البساط من تحت أرجلهم وهم في غفلة معرضون ، لم تنفع معهم النذر الإلهية وراحوا في خوضهم يعمهون.

                              إخوتاه ..
                              وسط كل هذا أنتم ـ يا صفوة الخَلْق ـ معاشر الملتزمين ـ مطالبون بتغيير وجه الأرض، وإقامة دولة الإسلام، ولا يتأتى لكم ذلك حتى تقيموا في نفوسكم للإسلام دولة، حتى تكونوا فيما بينكم نموذجاً مصغرًا لهذه الدولة، فيرى العالم بأسره من سمتكم ما يدعوه للحوق بركابكم ، فوالله الذي نفسي بيده لئن أقمتم الإسلام فيما بينكم حقًا ليستخلفنكم الله في الأرض ، لكن ذلك مرهون بإصلاح أنفسكم ، وهذا موعود الله لأهل الإيمان في كل زمان .
                              قال تعالى : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ " [النور/55-57]
                              إنَّ شروط الاستخلاف والتمكين وحصول الأمن والطمأنينة واضحة جلية ، إنَّه تحقيق الإسلام بسلامة المعتقد وعبودية الله وحده ، وتزكية النفوس بالعبادة والطاعة ومتابعة الرسول e ، ثم من وراء ذلك استشعار العزة واليقين بعلو دين الله ، فإنَّما الخطب فينا ، إذ لو تعاون أهل الإيمان على تحقيق الإسلام أولاً فيما بينهم ، وأصلحوا ذوات أنفسهم فليكن الجميع على يقين بأنَّ نصر الله قادم، وأنَّ المستقبل لهذا الدين ، والعزة للمسلمين ولو كره الكافرون.

                              إخوتاه ..
                              إنَّ بناء الأمة من جديد يحتاج إلى تضافر الجهود، ولا ينتج هذا إلا عن صفاء السرائر والاجتماع على قلب رجل واحد ، فإننا ـ معاشر الملتزمين ـ نحمل العبء الثقيل أمام الله تعالى تجاه هذه الأمة وهذا دورنا الذي لا ينبغي أن نتخلف عنه .
                              وهنا لابدَّ من وحدة الهدف ووحدة المنهج لتجتمع هذه القلوب المؤمنة برباط إيماني متين ، وهذا هو ما صنعه النبي محمد eحين أرسى دعائم الأمة، فجعل الصحابة يجتمعون على هدف واحد هو التوحيد ، فصارت " لا إله إلا الله " هي العروة الوثقى ، حدث هذا في حلقة صغيرة كانت تعقد في بيت الأرقم بن أبى الأرقم لتلاوة القرآن ، فأقبل الصحابة على تلكم الوجهة ، وارتضوا آنئذٍ التضحية بكل شيء في سبيل الله جل وعلا، ورسخ في صدورهم معنى "الولاء والبراء" ، فكانوا بالأمس تقوم بينهم العلاقات على قرابة الدم أو المصلحة المشتركة أو لقاءات الشهوة، ومثل هذه العلاقات كانت تصنع فيهم روابط من نوع ما، كانت لا تصل أبدًا لحد الالتحام والتلاصق ، أما وقد غُيرت وجهتهم ونفضوا عنهم جاهلياتهم فحينئذٍ ذابت ذاتياتهم في بوتقة الإيمان، لم يعد هناك هذا السياج المنصوب من كل فرد حول نفسه بحيث لا يمكن أن يتسع لغيره ، فالحب في الله نسيج وحده ؛ لأنك حينئذٍ ستجتمع معي في المرجعية وهي كتاب الله وسنة رسوله ، فلا يحدث شقاق ولا تنافر ،أمَّا إذا دخلت الأهواء فالنُّفرة والضغائن والشّجار والتشاحن.

                              إخوتاه ..
                              حين نقول: إن بناء كيان الأمة يبدأ من لبنة " الأخوة " التي هي ثمرة " التَّوحيد " نعنى أنَّ الرباط العقدي الإيماني هو الرباط الوحيد الذي يمكنُه أن تتسع له جميع القلوب المؤمنة ، وانظر إلى احتكاك الناس على مستوى المعاملات المادية كيف يفسد العلاقات بينهم .
                              انظر مثلاً : كيف أنَّ كل إنسان ينصب حوله حدًا لا يسمح لأحدٍ أن يتجازوه ، وحين يقترب منه الآخرون تبدأ المشاكل وتظهر العورات وتنكشف الحقائق ، أمَّا المتحابون في الله فعلى شاكلة أخرى إذ هذه الهموم السفلية لا تشغل أذهانهم ، ثمَّ إنهم لا يتعلقون بالذوات، فأنت لا تحبني لذاتى لكونى فلانًا، بل لارتباطي بك برباط أسمى وأوثق من المصالح الذاتية إنه عبادة الله وحده ، إنَّه الحب في الله الذي لا تُحَلّ وشائجه بسيوف الدنيا، فصار الهَمّ الأول والأوسط والأخير هو رضا الله جل وعلا فانعدم الخلاف، ولذلك علينا أن نتهم نياتنا ونجرد إخلاصنا إذا ما وجدنا الخلاف يحتدم بيننا، ونعى جيدًا أننا أصحاب دين لا دنيا، فلا تشغلنا تلك السفاسف التي لا يتناولها إلا الرعاع.
                              قالوا : إذا رأيت الرجل ينافُسك في الدنيا فألقها في نحره .

                              إخوتاه ..
                              بهذا الآن أدعوكم لكى تبنوا أمتكم، فتجتمع قلوبكم على الحب في الله، ويحدث بينكم هذا الإخاء العجيب الذي يغير من شكل ومنظومة المجتمع بأسره، فنرى الأخ يسارع في الحفاوة بأخيه، يسعى في قضاء حوائجه، يعينه على الطاعات، يحوطه من روائه، يقدم له يد العون في أى لحظة، تتلاقى قلوبهم حتى يكون الأخ أحب إلى أخيه من ملء الأرض ذهبًا.

                              إخوتاه ..
                              أذيبوا جبل الجليد التي ترسب على قلوبكم تجاه إخوانكم ، فوالله إنَّ القلب ليحترق كمدًا على واقع الإخوة الآن، ولا أدرى ماذا أصنع حتى تعودوا إلى الجادة من جديد؟ ماذا تريدون بعد هذا العمل المكثف الدعوى من أجل إيصال نداء الحق لكل مكان، ما هو المطلوب مِنَّا حتى تفيق، إننى أشعر بمرارة وحرقة حين ألمس واقعنا المعاصر ،كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يسير الاثنان في الطريق فتفرق بينهم شجرة فيعودان ليسلم أحدهما على الآخر، وهي من السنن التي باتت مهجورة بيننا في جملة السنن الموات ، فكيف صارت أحوالنا الآن ؟ ولماذا ؟
                              إخوتاه ..
                              سبيلنا لإقامة كيان الأمة يبدأ من قلوب المؤمنين المتحابة في الله جل وعلا ، فلابدَّ من تجريد المحبة الفينة بعد الفينة، فإنكم لا تؤمنون حتى تحابوا.
                              كان عُمر ـ رضى الله عنه ـ يقول: إنَّه ليمر بخاطري الرجل من إخواني وأنا في الليل فأقوم لأدعوَ الله وأقول: يا طولها من ليلة، فإذا أصبحت بادرته فالتزمته.
                              فأين بالله عليكم هذه الروح بيننا الآن ؟!!


                              إخوتاه ..
                              الله سائلكم وَسَائِلُ كل أحد عن هذه الأمة الـمُضَيّعة ، فأعدوا لهذا السؤال جوابًا من واقع المسئولية الملقاة على عاتقكم، لا أطالبكم بالشيء العسير، أقول لكم: تصافوا فكونوا صفًا واحدًا " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ " [الصف/4] تصافوا، فأذهبوا عن أنفسكم الدَّخن والدَّخل حتى تصفو سرائركم فتلتئم بوشائج الإيمان ، ابدأ من الآن فاتصل بمن هجرته ، بمن ضاع وتاه في خضم البلاء، اتصل بمن لزمته الأيام على طاعة الله ثم حالت بينكم الدنيا وتشاغلتم بها عن مقصودكم الأسمى وهو رضا الله تبارك وتعالى ، نعم حاول أن يتسع صدرك للجميع ، وثق أنك ملاقٍ حسابك وجزاءك في العاجل قبل الآجل، ضع همَّ الأمة نصب عينيك ولا تكن أنت على الأمة همّا.
                              إخوتاه ..
                              الله الله في أمتكم قبل فوات الوقت، وحينها ستوفي كل نفس ما كسبت وحينها لن يجدي الصراخ " حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُون " [ الأنعام/31-32] أنذرتكم مغبة واقعنا الأليم فاللَّهم فاشهد.



                              (1) أخرجه الترمذي (2590) ك صفة القيامة ، وقال : حديث صحيح ، وأبو داود (4919) ك الأدب ، باب في إصلاح ذات البين ، والإمام أحمد (6/444) ، وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (2595) .


                              يتبع ................إن شاء الله
                              التعديل الأخير تم بواسطة حبيبـــه; الساعة 17-11-2009, 05:52 PM.


                              تعليق

                              يعمل...
                              X