- 4 -
مقدمة
أختي المسلمة ...
كلما زادت خشية الله في القلب ...
وكلما زاد الرجاء لرحمة الله في القلب ...
وكلما زادت محبة الله في القلب ...
وكلما زادت اللهفة على رضى الله في القلب ...
< كلما زاد الحرص على تجنب كل ما يغضب الرب ... وإن قيل أنه به شبهة أو شك أو ريب > .
كلما زادت خشية الله في القلب ...
وكلما زاد الرجاء لرحمة الله في القلب ...
وكلما زادت محبة الله في القلب ...
وكلما زادت اللهفة على رضى الله في القلب ...
< كلما زاد الحرص على تجنب كل ما يغضب الرب ... وإن قيل أنه به شبهة أو شك أو ريب > .
أختي المسلمة ...
إعلمي رحمك الله أنه ما وقع من وقع في معصية الله إلا بإحدى سببين أو كلاهما وهما ( الشهوات والشبهات ) .
-فعلاج الشهوات قوله تعالى :-
(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا .)) الأحزاب 36
-وعلاج الشبهات قوله تعالى :-
(( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) . النساء 65
وقول الإمام مالك عليه رحمة الله :-
اعلمى أختى المسلمة أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت .... صلحت وسائر عمله ، وإن فسدت ... فسدت وسائر عمله.
لذلك كان ينبغى علينا إتقان هذه الطاعة إتقانا يكون سببا لصلاح وقبول سائر الطاعات .
وأول ما يجب إتقانه فى أعمال الصلاة هو شروطها فإن الشرط إن فقد بطل العمل .
وشروط الصلاة خمس وهى :-
1-الطهارة
2-ستر العورة
3-دخول الوقت
4-استقبال القبلة
5-النيه ( ومحلها القلب دون التلفظ بها ) .
فكما رأيتِ هنا أختى المسلمة أن من شروط الصلاة ستر العورة ...
فما هى عورة المرأة في الصلاة ؟
-أجمع العلماء أن المرأة كلها عورة فى الصلاة ما عدا وجهها وكفيها ( فقط ) – أى أن القدمين من العورة – وقد وضع العلماء شرطا للحجاب الذى يستر العورة الذى لايشف ولايصف .
فحجابك أيتها المسلمة فى الصلاة لا ينبغى أن يظهر إلا وجهك وكفيك إبتداءا ثم لا يشف ولا يصف سائر جسدك المأمورة بحجبه فى الصلاة .
فمن صور عدم الستر الكامل للعورة فى الصلاة :-
1-الصلاة بالبنطلون ( لأنه كما علمت يصف فهنا فقد شرط الحجاب )
2-الصلاة بالملابس الضيقة ( لأنها تصف الجسم )
3-الصلاة بالطرحة ( لأنها تحدد وتصف الأكتاف )
4-الصلاة والقدمين مكشوفتان ( لأن القدمين عورة فى الصلاة وخارج الصلاة – أمام الرجال الأجانب - )
والأدلة على ذلك :-
1-ما روته عائشة – رضى الله عنها – عن النبى – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ).
-أي لا يقبل الله صلاة مكلفة إلا بخمار والخمار ليس لستر الرأس والعنق فقط وأنما لستر الكتفين والصدر أيضا .
2-وعن أم سلمة – رضى الله عنها – أنها سألت النبى – صلى الله عليه وسلم – أتصلى المرأة فى درع وخمار بغير إزار قال : إذا كان الدرع سابغا يغطى ظهور قدميها .
-الدرع : هو الثوب الواسع .
-الإزار : ثياب تستر بها المرأة تحت الدرع .
-سابغاً : أى واسعا يغطى قدميها .
3-وعن محمد بن زيد بن قنفذ عن أمه أنها سألت أم سلمة – رضى الله عنها – فى أى ثياب تصلى المرأة قالت : - تصلى فى الخمار والدرع السابغ إذا غيب ( أى غطي ) ظهور قدميها .
-ومعنى ظهور القدمين أى بيان موضع القدمين مع الكفين
ختاما
أختي المسلمة ....
أذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنهما :-
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) . رواه البخاري ومسلم .
* فتأملي أختي المسلمة قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يعلمهن كثير من الناس " أي القلة هم الذين يعلمونها ولذلك مدح الله سبحانه القلة في اكثر من موضع في كتابه عز وجل .....
- فقال تعالى : ((وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) سبأ 13
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحقي بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحقي بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )
ولا تغتري اختي المسلمة بالكثرة وتقولي ( كل الناس خطأ وأنتم أيها القلة المتشددون الصواب ؟؟ )
فنقول لكِ أختي الحبيبة : أن الكثرة ما ذكرت إلا مذمومة
واخيرا اختي المسلمة :-
إعلمي أن الدنيا زائلة ... زائلة لا محالة وإن طالت وقد تزول الآن ... وقد تزول اليوم .. وقد تزول غدا ... الله أعلم متى الزوال ؟؟ المهم انها ستزول إما عاجلا ... وإما آجلا .. فمهما تمتعت بأمور قد لا أقول أنها محرمة ولكن اختلف العلماء في تحريمها فهي إلى زوال .
فاحرصي أختي العاقلة على ما يدوم وآثريه على ما يزول وإن كان مباحا .
واعلمي ايضا أنك محتاجة لرحمات الله عز وجل في الدارين وبقدر ورعك تنالين تلك الرحمات من رب الأرض والسماوات .
واحذري أن يلتبس عليكِ هذا المعنى مع قول الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا إختار ايسرهما . فإن ذلك كان في مباحات الأمور لا في الأمور الشرعية لأنه صلى الله عليه وسلم الذي قال :-
( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) .
اسأل الله عز وجل أن يحيينا على أتم ما يرضيه .
و يقبضنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .
... إنه نعم المجيبون ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باقى الاجزاء
تعليق