إعلمي رحمك الله أنه ما وقع من وقع في معصية الله إلا بإحدى سببين أو كلاهما وهما ( الشهوات والشبهات ) .
-فعلاج الشهوات قوله تعالى :-
(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا .)) الأحزاب 36
-وعلاج الشبهات قوله تعالى :-
(( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) . النساء 65
وقول الإمام مالك عليه رحمة الله :-
[ لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أمر أولها ] .
إلى اختي وحبيبتي في الله ...
أختى الغالية ...
الآن .. وبعد قرائتك للرسالة الأولى من سلسلة رسائل الأحكام ... صرتِ مؤهلة لقراءة هذه الرسالة الثانية ...
فهذه الرسالة ليست لكل أحد بل لمن أسلمت لله حقا ...
لمن عرفت من هو الله ...
لمن عرفت كيف توحد الله...
لمن عرفت كيف تعبد الله...
لمن عرفت من هو الله ...
لمن عرفت كيف توحد الله...
لمن عرفت كيف تعبد الله...
فأنت الأن جديرة بقرائتها لأنى أعلم يقينا أنك ستعى كل ما فيها بل وستسارعى بحول الله وقوته ولتطبيق كل ما فيها ليكمل إسلامك لخالقك ومولاك – سبحانه وتعالى - ...
هدة الرسالة تتحدث عن أمر في غاية الاهمية...امر تتعرضين له باستمرار ...وتحتارين فية كثيرا ...أنه ...أمر ...الشبهات .
فما هي الشبهات ؟؟
الشبهات :-
هي الأحكام التي يلتبس عليك الأمر فيها ...
هل هي حلال أم حرام ؟
هل هى فرض أم سنة ؟
هل هى حرام أم مكروهة ؟
هل هي حلال أم حرام ؟
هل هى فرض أم سنة ؟
هل هى حرام أم مكروهة ؟
وذلك نظرا لاختلاف العلماء وتنوع آراءهم وأدلتهم وأختلاف فهومهم وشروحهم ...
فما التصرف الذي يرضى الله – عز وجل – فى مثل هذه المواقف ؟؟
فما التصرف الذي يرضى الله – عز وجل – فى مثل هذه المواقف ؟؟
أخيتى ...
سيخبرك ويرشدك الى التصرف الأمثل حبيبك ونبيك – صلى الله عليه وسلم - ...
عن النعمان بن بشير – رضى الله عنهما – قال :- سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول :
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) . رواه البخاري ومسلم .
عن النعمان بن بشير – رضى الله عنهما – قال :- سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول :
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) . رواه البخاري ومسلم .
فتأملى أخيتى هذه الاجابة الشافية الكافية ممن أوتى جوامع الكلم – صلى الله عليه وسلم –
تأملى – قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) .
اى : أنكِ أذا أردت السلامة فى دينك وعرضك فاجتنبى أى شبهة ( إن كنت فى معصية بتركها , وإن كنت فى طاعة بفعلها )
اى : أنكِ أذا أردت السلامة فى دينك وعرضك فاجتنبى أى شبهة ( إن كنت فى معصية بتركها , وإن كنت فى طاعة بفعلها )
وتأملى قوله – صلى الله عليه وسلم - : - ( من وقع فى الشبهات فقد وقع في الحرام ) . فهذا إسلوب تحذير من الوقوع في هذه الشبهة لأنه صار بمثابة الوقوع في المحرم .
وتأملي أخيتى هذا المثل الدقيق الذي ضربه لكِ معلمك – صلى الله عليه وسلم - :- ( كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ) .
أي كمن يرعى ماشيته حول حمى يمنع فيها الرعي ظنا منه أن ماشيته لن تدخل هذه الحمى بل ستظل ترعى حولها ولكنه - صلى الله عليه وسلم – أخبر بأنه يوشك أن تدخل ماشيته هذا الحمى لصعوبة التحكم فيها وهي قريبة من هذا الحمى الذي قد يغريها لقربها منه وهو ملئ بالأعشاب التي تتطلع إليها الماشية .
أي كمن يرعى ماشيته حول حمى يمنع فيها الرعي ظنا منه أن ماشيته لن تدخل هذه الحمى بل ستظل ترعى حولها ولكنه - صلى الله عليه وسلم – أخبر بأنه يوشك أن تدخل ماشيته هذا الحمى لصعوبة التحكم فيها وهي قريبة من هذا الحمى الذي قد يغريها لقربها منه وهو ملئ بالأعشاب التي تتطلع إليها الماشية .
ثم تأملي أخيتى كيف أوضح لكِ – صلى الله عليه وسلم – المثال أكثر بقوله – عليه السلام - :- ( ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... ) .
فكذلك التي تقع في الأمور المشتبهة هي بذلك أوشكت أن تقع في محارم الله – عز وجل – إن لم تكن وقعت فيها بالفعل ....
فكذلك التي تقع في الأمور المشتبهة هي بذلك أوشكت أن تقع في محارم الله – عز وجل – إن لم تكن وقعت فيها بالفعل ....
ثم تخيلى أختاه... يوم القيامة ... وقد وقفت بين يدى سيدك الملك – سبحانه وتعالى – ليسألك عن كل صغيرة وكبيرة فعلتيها منذ بلوغك حتى لحظة خروجك من الدنيا ....
وقد ظهر لك أن تلك التى وقعتِ فيها وأنت تظنين أنها مباحة كانت معصية !!
والتى تكركتيها وكنت تظنين أنها سنة كانت فرض !!
فقولى لى بربك ما سيكون حالك فى هذا الموقف العصيب ؟ كيف سيكون ندمك ؟ كيف ستكون حسرتك .... وأنت ترى من فازوا بفعل ما تركت ... وبترك ما وقعت فيه ؟
هل ستقولين : ( يا ليتنى كنت معهم فافوز فوزا عظيما ) ؟
وقد ظهر لك أن تلك التى وقعتِ فيها وأنت تظنين أنها مباحة كانت معصية !!
والتى تكركتيها وكنت تظنين أنها سنة كانت فرض !!
فقولى لى بربك ما سيكون حالك فى هذا الموقف العصيب ؟ كيف سيكون ندمك ؟ كيف ستكون حسرتك .... وأنت ترى من فازوا بفعل ما تركت ... وبترك ما وقعت فيه ؟
هل ستقولين : ( يا ليتنى كنت معهم فافوز فوزا عظيما ) ؟
أخيتى .... الفرصة متاحة لكِ الأن ...
قوليها الأن ( يا ليتنى كنت معهم فافوز فوزا عظيما ) قبل أن تقوليها فى يوم لن تنفع فيه الأمانى ولن تقبل فيه الأعذار ..
قوليها أختى الأن فلعلها تكون دافعا لكِ أن تكونى فعلا مع الذين تجنبوا الشبهات .. مع الذين فعلوا الطاعات وإن أفتاهم من أفتاهم أنها ليست فريضة .. مع الذين تركوا المعاصى وإن أفتاهم من أفتاهم بأنها مباحة ..
قوليها أختى الأن فلعلها تكون دافعا لكِ أن تكونى فعلا مع الذين تجنبوا الشبهات .. مع الذين فعلوا الطاعات وإن أفتاهم من أفتاهم أنها ليست فريضة .. مع الذين تركوا المعاصى وإن أفتاهم من أفتاهم بأنها مباحة ..
قوليها أخيتى الان ..... وانضمى الى ركب الأوفياء
قوليها أخيتى الان ..... وانضمى الى ركب الأنقياء
قوليها أخيتى الان ..... وانضمى الى ركب الأتقياء
قوليها أخيتى الان ..... وانضمى الى ركب الأنقياء
قوليها أخيتى الان ..... وانضمى الى ركب الأتقياء
لا تخافى ... ولا تترددى ... وإلا فأين عزيمتك ؟ وأين شخصيتك المتميزة ؟ وأين أمانتك فى دينك ؟
أختى الغالية ....
الجنة غالية ... ورضا الله أكبر وأغلى ... فلا تكونى ممن ضحى بهما من أجل هذه الشبهات .
أنا أعلم جيدا وعندى يقين أنك لم ولن تتعمدى معصية الله – عز وجل - ... ولن تتضحى برضا الله والجنة مقابل هذه المعصية مهما كانت ممحببة اليك ...
ولكن ... كما ذكرت لك أختى ... احذرى أن تكون تضحيتك برضا الله والجنة كان فى سبيل الشبهات فهى كالسم فى العسل ... مهلكة لصاحبها أشد الهلاك ...
أنا أعلم جيدا وعندى يقين أنك لم ولن تتعمدى معصية الله – عز وجل - ... ولن تتضحى برضا الله والجنة مقابل هذه المعصية مهما كانت ممحببة اليك ...
ولكن ... كما ذكرت لك أختى ... احذرى أن تكون تضحيتك برضا الله والجنة كان فى سبيل الشبهات فهى كالسم فى العسل ... مهلكة لصاحبها أشد الهلاك ...
ثم تاملى أختاه حالك فى أمور الدنيا !!
مثلا .. إذا مرضت فهل تتطلبين العلاج من أى طبيب أم تبحثين عن أكثر الاطباء خبرة وإتقانا ؟ ثم تأخذين نصائحه بدقة متناهية وإن خالف هذا الطبيب فى تعليماته وإرشاداته كل الأطباء وذلك لحرصك الشديد للأخذ بكل أسباب الشفاء ...
* فهل سيكون حرصك أخيتى على الشفاء أعظم قدرا من حرصك على رضا الله والجنة ؟؟
إذن أختى أهديك هذه القاعدة: - ( إنظر عمن تأخذ دينك )
غال جدا لا يؤخذ إلا ممن هم أهله...
ممن رسخ دين الله فى قلوبهم وظهر على سمتهم ...
ممن قائدهم كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – عملا وتطبيقا لا قولا فحسب ....
ممن يحرصون على التشبه بالأجيال الأولى ...
جيل ليس ككل الأجيال ...
جيل فريد متميز ...
جيل الصحابة – رضى الله عنهم أجمعين – فهم وحدهم الذين يوخذ منهم ديننا ...
هم تلامذة خير معلم ...
رباه أفضل مربى عرفته البشرية ...
أدبهم بدين الله أفضل مؤدب شهده التاريخ ...
وباقتفاء أثرهم وحدهم تكون النجاة ويكون الفوز ويكون رضا الله وتكون الجنة ...
وتأملى أختى مقولة الإمام مالك – رحمة الله عليه - : - ( لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أمر أولها )
فاحرصى أختى الغالية أن ترضى سيدك ومولاك بأن تاخذى دينك من منبعه لا من الترع والقنوات وهذه مقولة أحد الصالحين تؤكد هذا المعنى ( اقصد البحر وخل القنوات )
وبذلك ينجى الله برحمته وبلطفه من الوقوع فى الشبهات ... وعلى قدر صدقك حبيبتى فى طلب رضاه يكون توفيق الله لك بطاعته والبعد عن مخالفة شرعه ....
فاحرصى أختى الغالية أن ترضى سيدك ومولاك بأن تاخذى دينك من منبعه لا من الترع والقنوات وهذه مقولة أحد الصالحين تؤكد هذا المعنى ( اقصد البحر وخل القنوات )
وبذلك ينجى الله برحمته وبلطفه من الوقوع فى الشبهات ... وعلى قدر صدقك حبيبتى فى طلب رضاه يكون توفيق الله لك بطاعته والبعد عن مخالفة شرعه ....
العاقلة هى التى تعى هذا الكلام .. هى التى تضحى بأهوائها وشهواتها وجميع مرادها فى سبيل رضا ربها ....
هى التى تشتاق لأن تكون ظاهرها وباطنها على هدي نبيها – صلى الله عليه وسلم – وصحابته وكل من سار على نهجهم إلى يوم الدين ... فهناك تكون السعادة ... وهناك تكون النجاة ... وهناك يكون الفوز العظيم .
هى التى تشتاق لأن تكون ظاهرها وباطنها على هدي نبيها – صلى الله عليه وسلم – وصحابته وكل من سار على نهجهم إلى يوم الدين ... فهناك تكون السعادة ... وهناك تكون النجاة ... وهناك يكون الفوز العظيم .
ختاما
أختي المسلمة ....
أذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنهما :-
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) . رواه البخاري ومسلم .
* فتأملي أختي المسلمة قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يعلمهن كثير من الناس " أي القلة هم الذين يعلمونها ولذلك مدح الله سبحانه القلة في اكثر من موضع في كتابه عز وجل .....
- فقال تعالى : ((وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )) سبأ 13
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحقي بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحقي بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )
ولا تغتري اختي المسلمة بالكثرة وتقولي ( كل الناس خطأ وأنتم أيها القلة المتشددون الصواب ؟؟ )
فنقول لكِ أختي الحبيبة : أن الكثرة ما ذكرت إلا مذمومة
واخيرا اختي المسلمة :-
إعلمي أن الدنيا زائلة ... زائلة لا محالة وإن طالت وقد تزول الآن ... وقد تزول اليوم .. وقد تزول غدا ... الله أعلم متى الزوال ؟؟ المهم انها ستزول إما عاجلا ... وإما آجلا .. فمهما تمتعت بأمور قد لا أقول أنها محرمة ولكن اختلف العلماء في تحريمها فهي إلى زوال .
فاحرصي أختي العاقلة على ما يدوم وآثريه على ما يزول وإن كان مباحا .
واعلمي ايضا أنك محتاجة لرحمات الله عز وجل في الدارين وبقدر ورعك تنالين تلك الرحمات من رب الأرض والسماوات .
واحذري أن يلتبس عليكِ هذا المعنى مع قول الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا إختار ايسرهما . فإن ذلك كان في مباحات الأمور لا في الأمور الشرعية لأنه صلى الله عليه وسلم الذي قال :-
( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) .
اسأل الله عز وجل أن يحيينا على أتم ما يرضيه .
و يقبضنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .
... إنه نعم المجيبون ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باقى الاجزاء
تعليق