للشيخ
محمد صالح المنجد
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، الذي قال في كتابه المبين : { وقوموا لله قانتين } ،
وقال عن الصلاة:
{ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين }
والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الخاشعين محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد
فإن الصلاة أعظم أركان الدين العملية ،
والخشوع فيها من المطالب الشرعية ،
ولما كان عدو الله إبليس قد أخذ العهد على نفسه بإضلال بني آدم وفتنتهم ،
وقال :
{ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم }
صار من أعظم كيده صرف الناس عن الصلاة بشتى الوسائل ، والوسوسة لهم فيها
لحرمانهم لذة هذه العبادة
وإضاعة أجرهم وثوابهم،
ولما كان الخشوع أول ما يرفع من الأرض
ونحن في آخر الزمان ،
انطبق فينا قول حذيفة رضي الله عنه :
أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ورُبّ مصلٍّ لأخير فيه ، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا . المدارج 1/521 ومما يلمسه المرء من نفسه ويسمعه من كثرة المشتكين من حوله بشأن قضية الوساوس في الصلاة
وفقدان الخشوع ؛
تتبين الحاجة إلى الحديث عن هذا الموضوع ،
وفيما يلي تذكرة لنفسي ولإخواني المسلمين أسأل الله أن ينفع بها :
فقد قال الله تعالى :
{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون }
أي خائفون ساكنون
و
" الخشوع هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته . "
تفسير ابن كثير ط. دار الشعب 6/414
والخشوع هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذلالمدارج 1/520
ويروى عن مجاهد قال : ( قوموا لله قانتين ) :
فمن القنوت : الركوع والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله عز وجل
تعظيم قدر الصلاة 1/188
ومحل الخشوع في القلب وثمرته على الجوارح .
والأعضاء تابعة للقلب فإذا فسد خشوعه بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء والجوارح
فإن القلب كالملك والأعضاء كالجنود له
فبه يأتمرون وعن أمره يصدرون
فإذا عُزل الملك وتعطّل بفقد القلب لعبوديته ضاعت الرعية وهي الجوارح.
وأما التظاهر بالخشوع ممقوت ، ومن علامات الإخلاص :
إخفاء الخشوع
كان حذيفة رضي الله عنه يقول : إياكم وخشوع النفاق فقيل له : وما خشوع النفاق قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع .
وقال الفضيل بن عياض : كان يُكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه .
ورأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن فقال : يا فلان ، الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره ، لا هاهنا وأشار إلى منكبيه .
المدارج 1/521
محمد صالح المنجد
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، الذي قال في كتابه المبين : { وقوموا لله قانتين } ،
وقال عن الصلاة:
{ وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين }
والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الخاشعين محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد
فإن الصلاة أعظم أركان الدين العملية ،
والخشوع فيها من المطالب الشرعية ،
ولما كان عدو الله إبليس قد أخذ العهد على نفسه بإضلال بني آدم وفتنتهم ،
وقال :
{ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم }
صار من أعظم كيده صرف الناس عن الصلاة بشتى الوسائل ، والوسوسة لهم فيها
لحرمانهم لذة هذه العبادة
وإضاعة أجرهم وثوابهم،
ولما كان الخشوع أول ما يرفع من الأرض
ونحن في آخر الزمان ،
انطبق فينا قول حذيفة رضي الله عنه :
أول ما تفقدون من دينكم الخشوع ، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ورُبّ مصلٍّ لأخير فيه ، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا . المدارج 1/521 ومما يلمسه المرء من نفسه ويسمعه من كثرة المشتكين من حوله بشأن قضية الوساوس في الصلاة
وفقدان الخشوع ؛
تتبين الحاجة إلى الحديث عن هذا الموضوع ،
وفيما يلي تذكرة لنفسي ولإخواني المسلمين أسأل الله أن ينفع بها :
فقد قال الله تعالى :
{ قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون }
أي خائفون ساكنون
و
" الخشوع هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته . "
تفسير ابن كثير ط. دار الشعب 6/414
والخشوع هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذلالمدارج 1/520
ويروى عن مجاهد قال : ( قوموا لله قانتين ) :
فمن القنوت : الركوع والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله عز وجل
تعظيم قدر الصلاة 1/188
ومحل الخشوع في القلب وثمرته على الجوارح .
والأعضاء تابعة للقلب فإذا فسد خشوعه بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء والجوارح
فإن القلب كالملك والأعضاء كالجنود له
فبه يأتمرون وعن أمره يصدرون
فإذا عُزل الملك وتعطّل بفقد القلب لعبوديته ضاعت الرعية وهي الجوارح.
وأما التظاهر بالخشوع ممقوت ، ومن علامات الإخلاص :
إخفاء الخشوع
كان حذيفة رضي الله عنه يقول : إياكم وخشوع النفاق فقيل له : وما خشوع النفاق قال : أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع .
وقال الفضيل بن عياض : كان يُكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه .
ورأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن فقال : يا فلان ، الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره ، لا هاهنا وأشار إلى منكبيه .
المدارج 1/521
يتبع بإذن الله
تعليق