إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عاشِق في غرفة العمليات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: عاشِق في غرفة العمليات

    مع الطبيب
    الطب مهنة شريفة .. وكان عيسى عليه السلام نبياً يعالج الناس .. فيبرئ الأكمه والأبرص .. بل كان يحيي الموتى بإذن الله ..
    فهو مهنة شريفة وعمل رائد .. فحري بالطبيب الناصح أ، يتحلى بأمور ، منها :
    1/ الأمانة والمحافظة على أسرار المرضى :
    قال صلى الله عليه وسلم : " من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة " .. رواه مسلم ..
    فبعض الناس بحكم مهنته يكون مُطّلعاً على أسرار الآخرين ، كالطبيب والمفتي وأمين السر وغيرهم .. فهؤلاء يجب عليهم كتمان السر إلا إذا أذن صاحب السر بإفشائه ..
    ولكن يجوز إفشاء السر للمصلحة كإبلاغ الجهات المختصة بإصابة المريض بمرض وبائي .. أو إبلاغ أحد الزوجين أن الآخر مصاب بمرض جنسي مُعدٍ كالإيدز مثلا ..
    2/ عدم استغلال منصبه لمصالحه الشخصية :
    خرجت يوماً من إحدى المحاضرات .. فجاءني شخص وقال :
    يا شيخ أنا مسئول في شركة كبرى لإنتاج وتوزيع الأدوية .. وتصرف الشركة ملايين الريالات في الدعاية والتسويق .. وتضع تحت تصرفي سنوياً مبلغ مليون ريال إقامة علاقات مع الأطباء !! قلت : كيف ..
    قال : نرسل للطبيب تعريفاً بمنتجاتنا .. ونبعث معه هدية .. ساعة .. طقم أقلام .. سماعة .. نتكفل له بتكاليف السفر لحضور بعض المؤتمرات الطبية .. أو تذاكر له ولعائلته لسفر سياحي ..
    وكلما كان المستشفى الذي يعمل فيه الطبيب أكثر سحباً لمنتجاتنا علمنا أن الطبيب يكتب الوصفات بهذه الأدوية .. وبالتالي نزيده إكراماً .. وعموماً لنا طرق في معرفة الطبيب النشيط معنا دون غيره ..
    قلت له : طيب .. هل يمكن أن يدفع تشجيعكم هذا الطبيب إلى الضرر بالمريض ؟
    قال : تشجيعنا وهدايانا .. تدفع الطبيب إلى صرف منتاجاتنا مع ارتفاع سعرها عن غيرها .. مع إمكان الطبيب أن يصرف منتجاً لشركة أخرى له نفس المميزات والتأثير بسعر أقل ..
    وكذلك يقوم الطبيب أحياناً بصرف أدوية للمريض غير ضرورية .. كبعض مسكنات الحرارة والفيتامينات .. مع عدم حاجة المريض الشديدة إليها غالباً .. ولكن لأجل أن يفيدنا .. ويستفيد ..
    قلت : والضحية المريض المسكين .. وماله وعرق جبينه ..
    قال : نعم .. لكن المريض - يا شيخ – مشتري الدواء لا محالة .. فنجعله يشتريه منا دون غيرنا ..
    قلت : لكنه سيدفع مالاً زائداً لشراء منتجكم .. وشراء أدوية ومقويات لا يحتاجها .. لكن لتستفيدوا من ماله .. صحيح ؟؟ قال : نعم ..
    من هنا أستطيع أن أقول للإخوة الأطباء بكل صراحة ..
    إن ما تفعله بعض شركات الأدوية من الجرائم يجب أن لا يستجيب له الأطباء .. بل يجب أن يقاوموه ..
    بعض الشركات يعطوا الطبيب مدحاً للدواء .. وأوصافاً عجيبة للعلاج .. والطبيب الذكي لا يروج عليه دعايات كاذبة .. فمن أمانة الطبيب أن يصف للمريض الدواء الصحيح ولو كان من شركة غير التي كونت معه علاقة .. أو عملت له دعاية .. أو أعطوه أشياء .. أو وعدوه بدعوة للخارج وإقامة في فنادق وتذاكر طيران .. وهدايا قيمة .. وساعات وحقائب ثمينة ..
    فقد يكون هناك دواء من شركة أخرى تركيبه وتأثيره واحد .. وهو أرخص .. فلماذا تعطي المريض الدواء الأغلى..؟
    هذه خيانة للأمانة .. لم تنصحه لله .. لماذا تجعله يصرف أكثر والتركيبة واحدة ؟!
    3/ وهنا جانب آخر من الأمانة .. لا يقل أهمية عن سابقه :
    وهو ستر العورات ..
    وقد رأينا جموعاً من الأطباء والطبيبات على حرص كبير على ذلك .. في العناية بستر المريض عند العلاج .. وأثناء العملية وبعدها .. ومعاملته كالنفس أو أشد ..
    بل رأينا من الأطباء من يقوم بالمرور اليومي على المرضى فإذا رأى مريضاً نائماً مكشوف العورة .. سارع إليه وغطاه بلحافه وستره .. وإذا رأى مريضاً غائب الوعي وقد تحرك وانكشف شيء من عورته .. سارع الطبيب إلى سترها ..
    ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ..
    والإهمال الذي يقع في بعض المستشفيات .. هو نادر قليل .. ولكن لا بد من التنبيه عليه حتى يناصح الأطباء والممرضون بعضهم بعضاً ..
    قال الدكتور حارث :
    في بداية عملي في الطب .. كنت أتولى إجراء بعض العمليات الخفيفة ..
    وفي غرفة العمليات يمر المريض بعد التخدير بمرحلة التجهيز والإعداد ..
    ولم أكن أدخل غرفة العمليات إلا بعد تجهيز المريض غالباً حينما يكون مستوراً إلا موضع الجراحة ..
    ودخلت مرةً أثناء مرحلة التجهيز فرأيت شاباً قد تم تخديره ، وهو مستلقٍ على طاولة غرفة العمليات ، و هو عار تماماً ليس عليه شيء يستره !! وذلك أن الممرضات الخاصات بنزع الملابس قد نزعن ملابسه بينما الممرضات الخاصات بلباس العمليات لم يسترنه بعد .. وكان يوجد طبيب يتفحص أجهزة العملية وقد أهمل الأمر وكأنه لا يعنيه ..
    ثم بدأ الأمر يزداد سوءاً في عملية المنظار وقسطرة البول .. ومن العسير أن أصف التفاصيل تأدباً مع القارئين .. بقيت ضائق الصدر أياماً ..
    وقالت الدكتورة سارة :
    " .. أما في غرفة العمليات فحدث ولا حرج .. فالمرأة توضع على طاولة العملية عاريةً تماماً .. إي والله .. و يكون في غرفة العمليات :
    أخصائي التخدير ، وطلاب ، وأطباء ..
    وعندما أقول : غطوها .. يقول الاستشاري رئيس الفريق الطبي : نحن جميعاً أطباء ..!!
    فأقول في نفسي : طيب !! وإذا كنا أطباء نهتك عورات الناس؟!!
    وأنا متأكدة أنها لو كانت زوجته لما سمح لأحد بأن يراها " ..
    وحتى لا يساء فهم مرادي لا بد أن أقول :
    هاتان الحادثتان اللتان أوردتهما أحسب أنهما نادرتان وإنما ذكرتهما لتنبيه من كان غافلاً عنها من إخواننا الأطباء والممرضين ..
    4/ التواضع لله ولين الجانب ..
    5/ معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بالعلاج والمرضى قدر المستطاع ..
    ينبغي على الطبيب أن يتوفر له الحد الأدنى من الدراية بعلوم الفقه وأحكام العبادات ، لأن الناس سوف يستفتونه في أمورهم الصحية ذات الصلة بالعبادات .. وبالذات تعليم المرضى كيفية الطهارة والصلاة ..
    وبعض المرضى قد لا يصلون .. لا بغضاً للصلاة .. وإنما جهلاً بكيفية طهارة وصلاة المريض .. ولما نصحنا بعض المرضى كان يقول : كيف أصلي وثيابي فيها نجاسة !! كيف أصلي وسريري إلى غير القبلة !! فمن المسئول عن هؤلاء ؟!
    فالطبيب الموفق يتعلم ويعلم أحكام النجايات وحكم لمس العورة وما يترتب عليه من نقض وضوء أو غيره .. والجمع بين الصلاتين عند الحاجة، متى يجمع ومتى لا يجمع
    وأحكام القبلة ، الصلاة ، الطهارة ، التيمم .. ويوقظ المريض لصلاة الفجر..
    واليوم صار الأمر أسهل إذ توفرت كتب متخصصة في جمع الفتاوى الطبية والأحكام الشرعية المتعلقة بالمرض .. يمكن للطبيب والمريض الاستفادة منها بسهولة ..
    6/ شهادة الزور !!
    تعمد بعض الجهات الحكومية إلى طلب تقارير طبية من موظفيها لإثبات أو نفي أمر مرضي ليبنى عليه إجازة أو تقاعد أو صرف مكافأة .. أو غير ذلك ..
    فينبغي للطبيب إن أدلى بشهادة أو كتب تقريراً طبياً أن يكون مطابقاً للحقيقة ، وأن لا تدفعه نوازع القربى أو الصداقة والمودة أن يدلي بشهادة تخالف الواقع ، فتكون شهادة زور وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين ... ثم صمت ملياً وقال : ألا وقول الزور ألا وقول الزور .. ألا وقول الزور .. فما زال يكررها حتى حسبوه لا يسكت " رواه الشيخان .
    ولا تكتب بكفك غيـر شيء *** يسرك في القيامة أن تـــراه
    7/ عدم انتقاد الأطباء الآخرين أمام المرضى :
    يتعب الطبيب – والممرض أحياناً – حتى يصل إلى درجة متميزة من إتقان العمل والإبداع فيه .. ومع ذلك فلا ينبغي له أن يكثر الحديث عن نفسه فيذكر محاسن عمله ودقة إنجازاته وأعماله ، وبالمقابل ينتقص من زملاء مهنته حتى يجتذب المرضى الذين يعالجون لدى زميله ، وقد يستثقل المرضى المعالج الذي يصرف وقته في ذكر منجزاته ، خاصة إذا كان عمله الحقيقي لا يدلل عليه ، والمرض نوعان مرض القلب وهو مرض معنوي والثاني مرض الجسم وهو مرض حسي ، وما أجمل أن يتقن الطبيب علاج النوعين من المرض ..

    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
    ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

    شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
    لها بالشفاء العاجل

    تعليق


    • #17
      رد: عاشِق في غرفة العمليات

      على فراش الموت
      ماذا يفعل الطبيب لو حضر محتضراً ؟
      إذا ظهرت علامات الموت على المريض وغلب على الظن أنه قد حضر أجله فالسنة أن تلقنه شهادة أن لا إله إلا الله، لأنه صلى الله عليه وسلم قال : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) رواه مسلم ، والتلقين يكون برفق ، فلا تقل : يا فلان قل لا إله إلا الله فإن أجلك قد حضر !!
      لا.. ولكن يمكن أن تذكر الله عنده وتتشهد ، فإذا سمع ذلك منك تذكر وتشهد ..
      نعم إن كان كافراً فلا بأس أن تقول له – صريحاً - : قل لا إله إلا الله .. لأنه صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب حين حضرته الوفاة (( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله )) ، وقال للغلام اليهودي الذي عاده وهو على فراش الموت : يا غلام قل لا إله إلا الله .. وكررها عليه حتى قالها .. ثم مات .. فقال صلى الله عليه وسلم : (( الحمد لله الذي أنقذه من النار )) .رواه أحمد ..
      وينبغي على من حضر محتضراً أن يحسن ظنه بربه .. ويطمئن نفسه فقد يكون ذهنه مشغولاً على أولاده أو بديون وفقر .. فلا بد أن تذكره بأن الله هو الرزاق وأن من خلق الخلق لن يضيعهم سبحانه ..
      حتى يموت مرتاحاً مطمئناً ..

      إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
      ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

      شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
      لها بالشفاء العاجل

      تعليق


      • #18
        رد: عاشِق في غرفة العمليات

        الطبيب والدعوة
        كنت أقرأ بحثاً حول التنصير ..
        كان بحثاً مرتباً حول أساليب التنصير واستغلال المواقف والحاجات ..
        فكان من العبارات الهامة قول إحدى منظمات الأطباء التنصيرية : ( حيث تجد بشراً تجد آلاماً ، وحيث تكون الآلام تكون الحاجة إلى الطبيب ، وحيث تكون الحاجة إلى الطبيب فهنالك فرصة مناسبة للتبشير ) ..
        جعلت بعد هذه العبارة أبحث عن جهودهم في التنصير من خلال التطبيب .. فذهلت بجهود وقدرات ..
        ومن ذلك أن منظّمة تنصيرية تدعى ( عملية البركة الدولية) وهي تابعة لمنظمة " شبكة الإذاعة المسيحية" والتي يرأسها منصّر أمريكي يدعى " بات روبرتسون" مرشّح الانتخابات الأمريكية عام 1987 ، قامت تلك المنظمة بتجهيز طائرة لوكهيد ( l-50-1011) وتحويلها إلى مستشفى طائر ضخم بكلفة خمسة وعشرين مليون دولار، مزوّد بجميع المعدّات اللازمة للعمليات الجراحية والعلاجية ، بحيث يجوب مناطق كثيرة في العالم ويمكث في مناطق محدّدة ومختارة لمدد تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام ، ويقدّم خدماته بالمجّان ، ولكن كانت حقيقة هذا العمل المجّاني هي تنصير النّاس !
        فقبل بدء الكشف والعلاج يُسْأل عن ديانته ، ثم يستمع لمحاضرة لمدة عشر دقائق حول المسيح عليه السلام ، وعن دين النّصارى ، وضرورة البحث عن الخلاص في رحاب المسيح ، ثم يعطى كمية من الكتب والنشرات ويُطلَب منه دراستها والحضور إلى عنوان معيّن بعد أيّام !!
        يا عجبي .. مستشفى طبّي طائر للتنصير..، ألا تقدر أمة المليار على مثله..؟!!
        رحم الله الإمام الشافعي لما قال عن المسلمين والطب : ( ضيعوا ثلث العلم ، و وَكلوه إلى اليهود والنّصارى ) .
        ومما يزيدنا يقيناً بأهميّة الدعوة في المجال الطّبي وأن المستشفى أرض خصبة للدعوة :
        أن الطبيب ذو علاقة جذرية بحياة الآخرين ، فمن من الناس لا يمرض ولا يعتل ؟ كل الناس كذلك – غالباً - لذا ترى الناس يهرعون إلى طلب الاستطباب طمعاً في الشفاء ، ويبذلون لذلك الغالي والنفيس ، ويشعرون بالحاجة إلى الطبيب ويحرصون على التلطف معه .. وإقامة علاقة حسنة .. وكسب رضاه ..
        إذن أفلا يجدر بالطبيب أن يغتنم ذلك في بذل نصيحة لامرأة في حجابها .. أو عاق والديه .. أو تارك صلاة .. أو واقع في فاحشة ..
        وأهم من ذلك نصح المريض .. وبالذات في قضايا العقيدة من رقى وتمائم وأحجبة وغيرها ، والمريض يكون عادة في حالة من الضعف يتقبل فيها ما يشير عليه الطبيب ..
        فلعل كلمة واحدة منك تنقل شخصاً من الظلمات إلى النور ..
        ومن طرق الدعوة التي يمكن أن يتعاون فيها الطبيب ..
        توزيع الأشرطة والمطويات النافعة ، وتعليق المجلات الحائطية ، وتكون مواضيعها متنوعة حول أحكام طهارة المريض وصلاته ، والدعاء والصبر ، إلى غير ذلك ..
        عمل مكتبة إسلامية مصغرة مقروءة ومسموعة ومرئية باللغتين العربية والإنجليزية ، لنفع المسلمين ، ودعوة غير المسلمين .
        إيجاد مكتبة صوتية إسلامية تجارية - على هيئة كشك أو محل - في صالة الاستقبال ونحو ذلك ،تؤجر على إحدى التسجيلات الإسلامية ، وفي هذه الفكرة خير عظيم .
        تنسيق كلمات توجيهية في المساجد والمصليات التابعة للمستشفى ..
        إقامة ندوات علمية طبية تبين إعجاز الله في خلق الإنسان .

        إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
        ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

        شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
        لها بالشفاء العاجل

        تعليق


        • #19
          رد: عاشِق في غرفة العمليات

          الطبيب ومفاتيح الخير
          جلست أفكر كثيراً في حال الطبيب مع مرضاه .. وقارنت الطب ببقية الوظائف ..
          فوجدت أن المدرس في الغالب يتعامل مع نوعية محددة من الناس .. متقاربين في توجهاتهم وأفكارهم ومستوى قدراتهم وكيفية تعاملهم .. وبالتالي لن يتعب كثيراً في التعامل معهم ..
          ووجدت أيضاً أن المهندس يتعامل أيضاً مع مستويات متقاربة .. فلن يتعب ذهنياً كثيراً ..
          وقل مثل ذلك في الطيار فهو على مقود طيارته لا علاقة له بالركاب .. ومثله القبطان .. والبنّاء .. والحداد .. والنجار ..
          أما الطبيب فيجلس في عيادته ويدخل عليه المرضى ..
          منهم الذكي اللماح الذي يفهم مراد الطبيب ويفهم منه الطبيب ..
          ومنهم الغبي عديم الفهم .. الذي سيتعب مع الطبيب .. ويتعب الطبيب .. يا دكتور ما فهمت .. لا أنت لم تفهم قصدي .. اشرح لي أكثر .. الخ ..
          ومنهم سيء الظن الذي يشغل الطبيب بقوله : إيش قصدك يا دكتور .. اتق الله لا تخسرني أموال في الأدوية .. ليش كل هالتحاليل ؟ إنت قاعد تسرقنا !!
          ومنهم حسن الظن ..
          ومنهم الغضوب الذي ربما أزعج الطبيب بقوله : يا دكتور أنت ما تفهم .. كم مرة تعطيني علاج ولا أشفى .. إذا ما تعرف تعالج لا تفتح عيادة .. الغلطان الذي يأتي لمثلك ..
          ومنهم الحليم .. ومنهم الكريم .. ومنهم البخيل ..
          ومنهم العربي والأعجمي .. والكبير والصغير .. والغني والفقير ..
          ولا تحسب الناس نوعاً واحداً فلهم طبائع لست تحصيهن ألوان
          فلا بد للطبيب أن يكيف نفسه في التعامل مع كل موقف بما يصلح له ..
          بالصبر على المرضى عند علاجهم ، وبالذات على كبار السن توقيراً لهم ..
          وعلى الأطفال رحمة بهم ..
          وعلى الملهوفين في الحالات الطارئة شفقة عليهم ..
          والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير وأحب إلى الله من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم .. كما أخبر صلى الله عليه وسلم ..

          ومن مفاتيح الخير :

          1/ التلطف مع المريض بسؤاله عن أحواله في البيت وأولاده ..
          2/ إعداد بعض الأشرطة أو الكتيبات وإهداؤها إلى المرضى ..
          3/ الرفق بأهل المريض وتحمل كثرة أسئلتهم والتأثير عليهم من خلال مناصحتهم .
          4/ احتساب الأجر أثناء المرور اليومي على المرضى .. فالمسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ..
          5/ التبسم في وجه المريض فتبسمك في وجه أخيك صدقة ..
          6/ دلالة المريض على ما يسأل عنه من حاجة أو مكان فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته " ..
          7/ احتسابك الأجر عند المبيت في غرفة المناوبة وحدك وتركك الأهل والدار ، ولعله يشملك قوله صلى الله عليه وسلم : "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها" رواه البخاري
          8/ الحذر من التسرع في تشخيص الداء والتريث في وصف الدواء ومن تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن" .
          9/ الحرص على ستر عورات المسلمين ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" .رواه مسلم
          10/ الحذر من كثرة الكلام ( والسواليف ) مع المريض إذا كان في خارج العيادة مرضى ينتظرون ، فمنهم من ترك عمله ومشاغله وأطفاله ..

          إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
          ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

          شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
          لها بالشفاء العاجل

          تعليق


          • #20
            رد: عاشِق في غرفة العمليات

            صلاة المريض
            قبل فترة اتفقت مع مجموعة من الزملاء على تكوين لجنة خيرية لزيارة المرضى ومواساتهم ومساعدتهم عند الحاجة ..
            ولما كان عددنا قليلاً رتبنا المستشفيات نزورها واحداً تلو الآخر ، أول مستشفى زرناه كان يحتوي على أكثر من 500 سرير .. مررنا على المرضى .. أهديناهم هدايا .. صبرناهم .. أجبنا على أسئلتهم .. تفاجأنا بأن أكثر من 40% من هؤلاء المرضى لا يصلون !! ولهم أعذار متنوعة .. فمنهم من ينوي جمع الصلوات إلى وقت خروجه .. ومنهم من يقول : كيف أصلي وأنا إلى غير القبلة !! أو كيف أصلي وأنا لا أستطيع الوضوء !! أو ثيابي ملطخة بالنجاسة !! إلى غير ذلك ..
            مع أن الله تعالى قد سهل الأمر عليهم .. والشريعة رفعت الحرج .. وجعل الله مع العسر يسراً .. فلنعلم جميعاً أن الصلاة لا تسقط عن المسلم أبداً إلا في حالة فقدان العقل بجنون أو إغماء طويل ( غيبوبة ) ..
            وهنا بيان موجز لكيفية طهارة المريض وصلاته :
            للمريض في الطهارة عدة حالات :
            1. إن كان مرضه يسيراً لا يضره معه استعمال الماء كالمريض بالصداع ووجع الضرس ونحوهما، فهذا لا يجوز له التيمم .
            2. وإن كان به مرضه يزداد باستعمال الماء ، فهذا يجوز له التيمم .
            3. المريض إذا لم يستطع الوضوء أو الغسل بالماء لعجزه أو لخوفه من زيادة المرض فإنه يتيمم بتراب نظيف ، لقوله تعالى:" وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا [المائدة:6] ، فإن كان لا يستطيع التيمم يَـمّمَهُ غيره ، بأن يأخذ يدي المريض فيضرب بها على التراب ثم يمسح وجهه وكفيه ، وإن كان بدنه أو ملابسه أو فراشه متلوثاً بالنجاسة ، ولم يستطيع إزالة النجاسة ، أو التطهر منها - جاز له الصلاة على حالته التي هو عليها؛ لقوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [التغابن:16].
            4. من به جروح أو قروح أو كسر أو مرض يضره استعمال الماء ، فأصابته جنابة ، جاز له التيمم للأدلة السابقة ، وإن أمكنه غسل الصحيح من جسده وجب عليه ذلك وتيمم للباقي .
            5. إذا كان المريض في محل لم يجد ماء ولا ترابا ولا من يحضر له الماء أو التراب ، فإنه ينوي الطهارة بقلبه ، ويصلي على حسب حاله وليس له تأجيل الصلاة ، لقوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [التغابن:16] .
            6. المريض المصاب بسلس البول ، أو استمرار خروج الدم أو الريح ولم يبرأ بمعالجته ، عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه ، أو يجعل للصلاة ثوبا طاهراً إن تيسر له ذلك . وإن تيسر أن يضع على فرجه قطناً أو نحوه مما يمنع وصول النجاسة إلى ملابسه وبقية بدنه ، فهو أفضل .
            7. وإن كان المريض عليه جبيرة فيمسح عليها في الوضوء والغسل، ويغسل بقية العضو، أما إن كان المسح على الجبيرة أو غسل ما يليها من العضو يضره ، أو كان فيه جروح لا يستطيع غسلها ولا مسحها ( كالحروق ) اكتفى بالتيمم بعد انتهائه من الوضوء .

            إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
            ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

            شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
            لها بالشفاء العاجل

            تعليق


            • #21
              رد: عاشِق في غرفة العمليات

              كيفية صلاة المريض ..
              أجمع أهل العلم على أن من لا يستطيع القيام ، له أن يصلي جالسا، ويكون جلوسه حسب ما يسهل عليه فكيفما جلس جاز .
              فإن عجز عن الصلاة جالسا فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن ، فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى على ظهره , وتكون رجلاه جهة القبلة إن أمكن ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) "رواه البخاري" وزاد النسائي: " فإن لم تستطع فمستلقيا " .
              ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام، بل يصلي قائما فيومئ بالركوع ( يعني : يميل بجسمه خافضاً رأسه ) ثم يرفع من الركوع ، فإذا أراد السجود جلس ، وأومأ بالسجود؛ لقوله تعالى : ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) [البقرة:238]، ولقوله صلى الله عليه وسلم : صل قائماً .
              وإن كان المرض شديداً ، أو شللاً ، ولم يقدر على الإيماء برأسه ، نوى الركوع والسجود بقلبه ، وإن لم يكن عنده من يوجهه إلى القبلة , ولم يستطع التوجه إليها بنفسه ; صلى على حسب حاله , إلى أي جهة تسهل عليه .
              وبعض المرضى ممن تجرى لهم عمليات جراحية , يتركون الصلاة لأنهم لا يقدرون على أدائها بصفة كاملة , أو لعجزهم عن الوضوء , أو لأن ملابسهم نجسة , وهذا خطأ كبير ; فلا يجوز ترك الصلاة . بل يصليها على حسب حاله : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) .
              وبعض المرضى يقول : إذا شفيت ; قضيت الصلوات التي تركتها , وهذا تساهل ; فالصلاة تصلى في وقتها حسب الإمكان , ولا يجوز تأخيرها عن وقتها .
              وإذا نام المريض أو غيره عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها حال استيقاظه من النوم ، أو حال ذكره لها ، ولا يجوز له تركها إلى دخول وقت مثلها ليصليها فيه. لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) .
              وإن شق عليه فعل الصلاة بوقتها فيجمع الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير حسبما يتيسر له ، إن شاء قدم العصر مع الظهر وإن شاء أخر الظهر مع العصر، وإن شاء قدم العشاء مع المغرب، وإن شاء أخر المغرب مع العشاء ، أما الفجر فلا تجمع مع ما قبلها ولا مع ما بعدها .

              إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
              ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

              شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
              لها بالشفاء العاجل

              تعليق


              • #22
                رد: عاشِق في غرفة العمليات

                أحكام صيام المريض
                - كل مريض يشق عليه الصوم ، يجوز له الفطر ، لقول تعالى ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ). أما المرض اليسير كالسعال والصداع فلا يجوز الفطر بسببه .
                - وإذا كان الصيام يزيد المرض أو يؤخر الشفاء ، ويحتاج نهاراً لأكل الدواء ، فيجوز له أن يُفطر ، ويُكره له الصيام لقوله تعالى :" يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (البقرة: الآية185) .
                - إن كان الصوم يسبب له الإغماء ، أفطر وقضى ، وإذا أصبح صائماً فأغمي عليه أثناء النهار وأفاق قبل الغروب أو بعده فصيامه صحيح ما دام لم يأكل ولم يشرب ، ومن أغمي عليه ، أو وضعوا له مخدرا لمصلحته ، فغاب عن الوعي ، فإن كان ثلاثة أيام فأقلّ ، فيقضي - قياساً على النائم - وإن كان أكثر فلا يقضي قياساً على من غاب عقله بجنون ( بن باز ) .
                - المريض الذي يُرجى بُرؤه وينتظر الشفاء ( كمن أجريت له عملية جراحية ) إذا شق عليه الصوم أفطر وقضى .
                - والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى برؤه ( كمرض السرطان ، والفشل الكلوي مثلاً ) وكذلك الكبير العاجز عن الصيام والقضاء ، يُطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد ( كيلو ونصف من الرز ) .
                - والمريض الذي أفطر بعض رمضان وينتظر الشفاء ليقضي ، ثم علم أن مرضه مزمن ، وأنه لن يستطيع القضاء أبداً ، فالواجب عليه إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطره .
                - ومن كان ينتظر الشفاء من مرض يُرجى برؤه ، فمات قبل أن يوجد وقت للقضاء ، فليس عليه ولا على أوليائه شيء ( مثال : شخص عمل عملية جراحية في 25رمضان ، فأفطر بنية القضاء بعد الشفاء ، فتوفي في 30رمضان ، فهذا لا يلزم أهله عنه قضاء ولا إطعام ) .
                - ومن مرض فأفطر ، ثمّ شفي وتمكن من القضاء ، فتكاسل حتى مات ، أُخرج من ماله طعام مسكين عن كل يوم ، وإن تبرع أحد أقاربه بالصوم عنه فهو أولى لقوله صلى الله عليه وسلم : " من مات وعليه صيام صام عنه وليّه "( مثال : عمل عملية في 25رمضان ، فأفطر بنية القضاء ، فشفي في 30رمضان ، وتكاسل عن القضاء حتى مات في شهر الحج ، فهذا يلزم أهله عنه قضاء أو إطعام ) .
                - ومن كان مرضه يُعتبر مزمناً ، فأفطر وأطعم ( لعجزه عن القضاء ) ، ثم تطور الطبّ فاكتُشِف علاج لمرضه ، فاستعمله وشفي ، فلا يلزمه شيء عما مضى ، لأنّه فعل ما وجب عليه في حينه ( اللجنة الدائمة ) .
                - ومن أصابه جوع أو عطش شديد ، فخاف على نفسه الهلاك ، أفطر وقضى لأن حفظ النفس واجب ، ولا يجوز الفطر لمجرد الشدة المحتملة أو التعب أو خوف المرض متوهما .
                - الإطعام له صورتان : فيجوز أن يجعله آخر الشهر ، فيطعم 30 مسكيناً في آخر الشهر ، ويجوز أن يطعم مسكينا كلّ يوم .

                إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                لها بالشفاء العاجل

                تعليق


                • #23
                  رد: عاشِق في غرفة العمليات

                  كلمات إلى المرافق
                  تغلب الشفقة بعض الناس عندما يقعد المرض قريبه أو حبيبه .. فلا يزال مرافقاً معه في المستشفى يقوم على خدمته ومواساته .. وتسليته ومؤانسته ..
                  وقد يسهر المرافق والمريض نائم ..
                  وقد يصحو المرافق والمريض مغمى عليه بتخدير أو نحوه ..
                  وسهر المؤمن على أخيه المريض من أعظم القربات .. فكيف إذا كان هذا المريض ذا رحم .. كوالد وأخ وزوج .. لا شك أن الأجر يكون أعظم ..
                  وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم أخبر أن من زار مريضاً فلا يزال في خرفة الجنة كأنه يجني من ثمارها .. ويستغفر له سبعون ألف ملك .. إذا كان هذا في الزائر .. فما بالك بمن يلازم المريض خدمة ومؤانسة ..
                  إلا أن بعض المرافقين يجمع هذه الحسنات ثم يفرقها بأخطاء يقع فيها ..
                  لأن المرافق يتفرغ غالباً من أمور تعود أن ينشغل بها وقته في بيته أو عمله أو تجارته ..
                  إذن ينبغي لنا جميعاً أن نتساءل ..


                  كيف يقضي المرافق وقته ؟
                  يتنوع بقاء المرافق مع المريض بتنوع مكان وجود المريض ..
                  ففي المستشفى ..
                  1/ الرقية على المريض .. قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .. ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) ..
                  وللقراءة على المريض تأثير عظيم ..

                  إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                  ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                  شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                  لها بالشفاء العاجل

                  تعليق


                  • #24
                    رد: عاشِق في غرفة العمليات

                    في المستشفى العسكري
                    قال صاحبي :
                    عبد الله كان شاباً صالحاً .. وكان لي به علاقة ومعرفة .. وقد علمتُ أن أباه مصاب بمرض في القلب وأجريت له عدة عمليات .. وأدخل أخيراً إلى المستشفى وظلَّ فيه للعناية المركّزة .. زُرتُه في المستشفى مراراً .. ثم اشتدّ به المرض فدخل في غيبوبة تامة لا يعقل مما حوله شيئاً .. ولما رأى صاحبي أن أباه لا يعقل شيئاً وأن تكرار مجيء الزائرين أصبح مزعجاً علّق لافتة على باب الغرفة كتب عليها " الزيارة ممنوعة بأمر الطبيب " .. وبعد أيام .. اتصل بي وهو مضطرب وقال :
                    - يا شيخ .. أريدك أن تزور والدي .. ولعلّك أن تقرأ عليه شيئاً من القرآن ..
                    ذهبت سريعاً إلى المستشفى .. ودخلتُ على أبيه .. فإذا هو كالجثة الهامدة على السرير .. في إغماء تامّ .. قد وُصّل بجسمه عددٌ من الأجهزة .. جهاز لقياس الضغط .. وآخر للسكر .. وثالث لضربات القلب .. ورابع للتنفس .. وخامس .. وبجانب السرير ممرض يراقب هذه الأجهزة وينظر إلينا بهدوء ..
                    اقتربتُ منه ووقفتُ عند رأسه وكلمته فلم يردَّ عليَّ شيئاً .. قلت : يا أبا فلان إن كنت تسمعني فحرّك أصبعك .. بقي ساكناً لم يتحرّك فيه شيء ..
                    بدأت أقرأ القرآن بصوت مسموع .. { الحمد لله ربّ العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * .. } .. { الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم .. } ..
                    بدأ الشيخ ينتفض قليلاً .. لكنه لم يتكلم ..
                    وفجأة أطلق أحد الأجهزة المحيطة بنا صوتاً كصفارة الإنذار .. ففزع الممرض وقام إليه وغيّر في بعض أرقامه .. وجلس ..
                    ثم صفّر جهاز آخر فقام وغير فيه .. وجلس ..
                    ثم صفر الجهاز الثالث .. فلم يزل يتنقل بين هذه الأجهزة .. وأنا أقرأ ..
                    وسمعتُ صاحبي يقول له : This Qoran .. This Qoran.. وهو ينظر إلينا باستغراب ودهشة ..
                    أما أنا فاستمريت في التلاوة .. دون أن ألتفت إليهما ..
                    استمرت التلاوة قرابة النصف ساعة .. ثم دعوتُ له .. وانصرفتُ ..
                    أما عبد الله فبقي مع الممرض يخاطبه باللغة الإنجليزية .. وكنت أسمعه يردد كلمات : القرآن .. الإسلام ..
                    أقبل إليّ عبد الله يشكر ويودع .. فأمسكت يده وقلت :
                    - هل تعلم أني لم أفهم شيئاً مما جرى ! ما هذه الأجهزة التي أزعجتنا ؟! ولماذا اضطرب الممرض ؟! ولماذا وقفت معه تكلمه عن القرآن ؟! ولماذا ..
                    - فقال : الأمر عجيب يا شيخ .. أنت تعرف أن والدي مصاب بمرض في القلب .. وأجريت له عدة عمليات .. وفي العملية الأخيرة قبل يومين توقف الدم فجأة في شرايين جسمه .. ولم يكن الطبيب يتوقع ذلك فلم يحرص قبل العملية على توصيل مضخة كهربائية لتحريك الدم في العروق عند الحاجة .. فتفاجأ الطبيب بذلك قام سريعاً بتوصيل مضخة يدوية وكلّف إحد الممرضين بتحريكها بيدها .. فكان هذا التصرف من الطبيب غير مجدٍ كثيراً .. لأن الدم توقف في العروق لمدة خمسين دقيقة أشرف والدي معها على الهلاك .. لكن الله تعالى أحسن وتلطف ..
                    وبعد نهاية العملية .. جملوا أبي كالجثة الهامدة إلى غرفته .. فانخفض ضغط الدم حتى وصل إلى الأربعين .. فحاولوا أن يرفعوه بشتى الوسائل فلم يقدروا .. فأمر الطبيب بأن يُحقن والدي في الوريد بمادة كيميائية ترفع ضغط الدم .. وهذه المادة خطرة جداً .. لذا لا يسمح طبياً بأن يُحقن المريض بما يزيد عن مقياس اثني عشر درجة لأنه يموت في الغالب .. فتم حقنه بهذا المقياس فلم تتحسن حالته .. فزادوه إلى ثلاث عشرة درجة .. ثم أربع عشرة .. ثم خمس عشرة .. ثم ست عشرة .. فارتفع ضغطه إلى سبع وستين فتوقفوا .. مع أنه لا يزال منخفضاً جداً ..
                    ثم ألقوه على هذا السرير ووضعوا هذه الممرضة تراقب حاله ..
                    وبعدما بدأت – يا شيخ - بتلاوة القرآن بدأ ضغط الدم عند أبي يرتفع .. ويرتفع .. ثمان وستين .. تسع وستين .. سبعين .. فاضطربت الأجهزة .. وقامت الممرضة تخفّض من المادة التي وضعوها لرفع الضغط .. واستمرّ الضغط في الارتفاع خمس وسبعين .. ثمانين .. تسعين .. حتى ثبت الضغط على مائة وواحد وعشرين ..
                    فهل عرفت سبب تعجب الممرضة .!!. الأطباء .. الاستشاريون .. الأجهزة .. الأدوية .. لم تنفع شيئاً .. أين طبّهم ؟!.. أين تجاربهم ؟! .. أين أدويتهم .. فسبحان من أنزل القرآن .. { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } ..


                    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                    ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                    شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                    لها بالشفاء العاجل

                    تعليق


                    • #25
                      رد: عاشِق في غرفة العمليات

                      فيمكن للمرافق أن يرقي المريض بـ :
                      قراءة الفاتحة سبع مرات مع النفث على الجزء المصاب أو على الرأس ..
                      وفي حديث أبي سعيد الخدري أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم ..
                      فجلس الصحابة في جانب الطريق ..
                      فلُدغ سيد الحي .. فأقبل رجل منهم على الصحابة وقال : هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ ، أو مصاب ، فقال رجل منهم : نعم ، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب ، فبرأ الرجل ، فأُعطي قطيعاً من غنم ، فأبى أن يقبلها وقال : حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ..
                      فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : يا رسول الله ، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب ، فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال : وما أدراك أنها رقية ؟! ثم قال : ( خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم ) .. متفق عليه ..
                      قراءة ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين .. سبع مرات ..
                      قول 7 مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يشفيك .
                      بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك .. رواه احمد ..
                      أذهب الباس ، رب الناس ، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يُغادر سقما .متفق عليه
                      أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
                      اذهب الباس ، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً
                      اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى صلاة
                      ( من عاد مريضاً لم يحضره أجله ، فقال عنده سبع مرات: اسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك. إلا عافاه الله من ذلك المرض ) .. رواه الترمذي وغيره – صحيح ) ..
                      إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية الشرعية ..
                      ومما يمكن للمرافق أن يغتنم في وقته :
                      2/ القراءة النافعة ، سواء في تلاوة القرآن ، أو الكتب النافعة .
                      3/ الحذر من الغزل والمعاكسة .. نعم سواء كان المرافق رجلاً أو امرأة ..
                      فمع اتساع وقت الفراغ .. يلعب الشيطان لعبته .. فيغري الفتاة بالتسكع في ممرات المستشفى .. أو العبث بالهاتف ..
                      ويغري الرجل كذلك بذلك ..
                      وكم سمعنا عن منكرات وقعت في مستشفيات .. أو كان منطلقها المستشفيات .. بسبب المرافقين .. وتساهل بعض الفتيات المرافقات بحجابهن وضحكاتهن ..
                      والشيطان ما مات ..

                      إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                      ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                      شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                      لها بالشفاء العاجل

                      تعليق


                      • #26
                        رد: عاشِق في غرفة العمليات

                        4/ ولا أنسى أن أقول للمرافق :
                        كن بطلاً
                        نعم كن بطلاً لا رجوفاً جزوعاً .. قد لا نلوم المريض لو سمعنا منه أنيناً أو آهات ..
                        فلكل إنسان حد ينتهي إليه صبره ..
                        لكنك تعجب كثيراً عندما ترى مرافقاً لمريض ..لا يكف عن البكاء والجزع ..
                        مع أن المنتظر منه أن يصبّر المريض على المرض .. ويكون قدوة له في الصبر والرضا ..
                        ولكن صار حال المريض معه
                        كالمستجير من الرمضاء بالنار
                        قد يشتكي بعض المرافقين بأنهم يغلبون على البكاء والحزن ..
                        فأقول نعم لكن الصبر والمجاهدة أجمل بك ..
                        وماذا تفيد كثرة التشكي والعويل ؟ حتى لو أفضى المرض بحبيبك إلى الموت .. فاصبر صبراً جميلاً ..
                        قال صلى الله عليه وسلم : إذا مات ولد العبد قال الله للملائكة : قبضتم ولدي عبدي ..؟ قبضتم ثمرة فؤاده ..؟ فتقول الملائكة : نعم ..
                        فيقول : فماذا قال عبدي ..؟
                        فتقول الملائكة : حمدك واسترجع ..
                        فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد .. ( رواه الترمذي-صحيح ) ..
                        فإذا عظم ضرك .. وضاق صدرك .. فاجعل الدعاء والشكوى إلى الله تعالى ملاذك ..




                        إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                        ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                        شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                        لها بالشفاء العاجل

                        تعليق


                        • #27
                          رد: عاشِق في غرفة العمليات

                          قال د. عبد الله :
                          جاءت إليّ تجر خطاها ..
                          تحمل على ذراعيها طفلاً قد أنهكه المرض ..
                          أم قارب عمرها الأربعين .. قد ضمت الصغير إلى صدرها .. كأنه قطعة من جسدها ..
                          كانت حالته حرجة .. تسمع تردد النفس في صدره من على بعد مترين وثلاثة ..
                          سألتها : كم عمره ؟
                          قالت : سنتان ونصف .
                          عملنا له الفحوصات اللازمة .. كان يعلني من مشاكل في شرايين القلب ..
                          أجرينا له العملية .. وبعد يومين من العمليه كان ابنها في صحة جيده ..
                          ابتهجت الأم وفرحت .. وصارت كلما رأتني سألتني: متى الخروج يا دكتور ..
                          فلما كدت أن أكتب أمر الخروج .. فإذا بالصغير يصاب بنزيف حاد في الحنجره .. أدى إلى توقف قلبه 45 دقيقة.
                          غاب الصغير عن وعيه ..
                          اجتمع الأطباء في غرفته .. ومضت الساعات ولم يستطيعوا إفاقته ..
                          تسرع أحد الزملاء وقال لها : احتمال أن يكون ابنك مات دماغياً .. وأظن أنه ليس له أمل في الحياه.
                          التفتُّ إليه لائماً لم قال ذلك ..!!
                          ونظرت إليها فوالله ما زادت على أن قالت : الشافي الله .. المعافي الله ..
                          ثم تمتمت قائلة : أسأل الله إن كان له خياًر في الشفاء أن يشفيه ..
                          ثم سكتت .. ومضت إلى كرسي صغير .. جلست عليه ..
                          وأخذت مصحفها الأزرق الصغير وجلست تقرأ فيه .. خرج الأطباء .. وخرجت معهم .. صرت أمر على الصغير .. حالته لم تتغير .. جثة على السرير الأبيض ..
                          ألتفت إلى أمه .. حالها أيضاً لم يتغير ..
                          يوماً أراها تقرأ عليه .. ويوماً تتلو القرآن .. ويوماً تدعو له ..
                          بعد أيام أخبرتني إحدى الممرضات أن الصغير بدأ يتحرك .. حمدت الله ..
                          وقلت لها مباركاً : يا أم ياسر .. أبشرك ياسر بدأ يتحسن .. قالت كلمة واحدة وهي تدافع عبرتها : الحمد لله .. الحمد لله ..
                          مضت أربع وعشرين ساعة ..
                          نفاجأ بالصغير .. يصاب بنزيف حاد مثل نزيفه الأول .. ويتوقف قلبه مرة أخرى ..
                          ويتعب جسده الصغير ..ويفقد الحركة والإحساس ..
                          دخل أحد الأطباء يعاين حالته .. فسمعته الأم يقول : وفاة دماغية ..
                          رددت : الحمد لله على كل حال .. الشافي ربي ..
                          بعد أيام شُفي الصغير ..
                          لكنه لم تمض عليه ساعات .. حتى أصيب بنزيف في القلب .. ثم يفقد الحركة والإحساس ..
                          ويفيق بعد أيام .. ثم يصاب بنزيف جديد ..حالة غريبة .. لم أر مثلها في حياتي ..
                          تكرر هذا النزيف ست مرات ..ولا تسمع منها إلا : الحمد لله الشافي ربي .. هو المعافي .. بعد فحوصات وعلاجات متعددة ..
                          سيطر أطباء القصبة الهوائية على النزيف بعد ستة أسابيع .. بدأ ياسر يتحرك ..
                          وفجأة .. إذا به يبتلى بخراّج كبير ( ورم ) .. والتهابٍ في الدماغ ..
                          عاينت حالته بنفسي .. قلت لها :
                          ابنك وضعه حرج جداً .. وحالته خطيره ..
                          رددت: الشافي هو الله ..
                          وانصرفت تقرأ عليه القرآن ..زال هذا الخُرّاج بعد أسبوعين..
                          مضى يومان تماثل الغلام أثناءها للشفاء .. حمدنا الله على ذلك ..
                          بدأت الأم تهيء نفسها للخروج ..وبعد ثلاثة أيام ..
                          إذا به يصاب بتوقف والتهاب حاد بالكلى ..
                          أدى إلى فشل كلوي حاد كاد أن يميته..
                          والأم مازالت متماسكة .. متوكله .. منطرحه على ربها .. وتردد :
                          الشافي هو الله .. ثم تذهب وتقرأ من مصحفها عليه..
                          مضت الأيام ونحن في محاولات وعلاجات متتابعة لا تتوقف .. استمرت أكثر من ثلاثة أشهر ..تحسنت كلاه ولله الحمد ..
                          لكن القصة لم تنته ..يصاب الصغير بمرض عجيب لم أره في حياتي ..
                          بعد أربعة أشهر يصاب بالتهاب في الغشاء البلوري المحيط بالقلب .. مما اضطرنا إلى فتح القفص الصدري .. وتركه مفتوحاً ليخرج الصديد ..
                          وأمه تنظر إليه وتردد :
                          أسأل الله أن يشفيه .. هو الشافي المعافى ..
                          ثم تنصرف عنه إلى كرسيها وتفتح مصحفها ..
                          كنت أنظر إليها أحياناً .. ومصحفها بين يديها ..
                          لا تلتفت إلى ما حولها ..
                          كنت أدخل غرفة الإنعاش ..
                          فأرى أنواع المرضى ومرافقيهم ..
                          أرى مرضى يصرخون .. وآخرين يتأوهون ..
                          ومرافقين يبكون .. وآخرين يجرون وراء الأطباء ..
                          وهي على كرسيها ومصحفها .. لا تلتف إلى صارخ .. ولا تقوم إلى طبيب .. ولا تتحدث مع أحد ..كنت أشعر أنها جبل .. بعد ستة أشهر في الإنعاش ..
                          كنت أمر بالصغير فأراه لا يرى .. لا يتكلم .. لا يتحرك .. صدره مفتوح ..
                          ظننا أن هذه نهايته وخاتمته.. والمرأة كما هي تقرأ القرآن .. صابره لم تشتك .. ولم تتضجر .. والله ما كلمتني بكلمة واحدة .. ولا سألتني عن حالة ولدها .. إلا إن ابتدأت أنا أحدثها عنه ..وكان زوجها قد جاوز عمره الأربعين ..
                          يقابلني أحياناً عند ولده .. فإذا التفت إليّ ليسألني .. غمزت الأم يده .. وهدّأته ورفعت من معنوياته .. وذكرته بأن الشافي الله .. بعد شهرين .. تحسنت حالته ..
                          حوّلناه لقسم الأطفال في المستشفى ..تحسن كثيراً ..
                          مارسوا معه أنواعاً من العلاجات والتدريبات ..
                          وبعدها ذهب الطفل إلى بيته ماشياً .. يرى .. ويتكلم كأنه لم يصبه شيء من قبل .
                          عفواً .. لم تنته القصة العجيب بعد ..بعد سنة ونصف .. كنت في عيادتي ..
                          فإذا بزوج المرأة يدخل عليّ ..
                          وتدخل زوجته وراءه تحمل بين يديها طفلاً صغيراً صحته جيدة ..
                          وكان للطفل مراجعة عادية عند أحد الزملاء لكنهم جاءوني للسلام عليّ ..
                          قلت للزوج : ما شاء الله .. هذا الرضيع رقمه ستة أو سبعه في العائلة ؟
                          فقال : هذا هو الثاني ..
                          والولد الأول هو الذي عالجته العام الماضي .. وهو أول مولود لنا .. جاءنا بعد 17 عاماً من الزواج والعلاج من العقم ..
                          خفضت رأسي .. وأنا أتذكر صورتها وهي عند الولد .. لم أسمع لها صوتاً .. ولم أر منها جزعاً ..
                          قلت في نفسي .. سبحااااان الله ..
                          بعد 17 سنة من الصبر وأنواع علاج العقم ترزق ترزق بولد تراه يموت أمامها مرات ومرات .. وهي لا تعرف إلا لا إله إلا الله .. الله الشافي .. المعافي ..
                          أي اتكال .. وأي امرأة هذه ..
                          5/ وما أجمل أن لا يكتفي المرافق بملأ وقته بالمفيد .. بل يحرص على ملء وقت المريض أيضاً بالمفيد ..
                          كأن يحرصه على كثرة الذكر والاستغفار ..
                          وأن يحضر له مسجلاً وأشرطة نافعة .. أشرطة تلاوة .. محاضرات .. أحاديث ..
                          أن يتابع معه أوقات الصلاة ويحرصه على أدائها ..
                          أن يبعد عنه ما يضره .. أو يحمله أوزاراً من نظر أو سماع محرم ..
                          • الرضا بالقضاء والقدر ..

                          إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                          ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                          شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                          لها بالشفاء العاجل

                          تعليق


                          • #28
                            رد: عاشِق في غرفة العمليات

                            آداب زيارة المريض
                            ذكر في بعض كتب الأدب .. أن أحد الثقلاء دخل على مريض يعوده .. فما كاد يجلس حتى قال :
                            فلان .. وجهك أصفر .. قال المريض : الحمد لله على كل حال ..
                            قال : يبدو عليك الإرهاق .. قال : الله يعين ..
                            قال : المرض ظاهر عليك .. متى بدأت علتك ؟ قال : منذ أيام ..
                            قال : مم تشتكي ؟ قال : شكوى يسيرة وأسأل الله الشفاء ..
                            قال : ما هي ؟ قال : مرض معين ..
                            قال : ما هو ؟ أليس له اسم !! طيب .. هل أنت بخير ؟ فقال المريض : كنت بخير قبل أن تدخل عليّ ..
                            قال : حسناً أنا ذاهب .. هل لك حاجة ؟
                            قال : نعم .. حاجتي أنك إذا خرجت من عندي فلا ترجع إليّ أبداً .. حتى جنازتي أعفيك من الصلاة عليها ..
                            هكذا لسان حال بعض المرضى مع فريق من الزائرين ..
                            فبعض الزوار ما إن يجلس عند المريض حتى يشغله بأسئلة لا تكاد تنتهي .. واقتراحات وملاحظات .. وكأنه طبيب زائر أو استشاري منتدب ..

                            ومن هنا لزم أن نتذكر جميعاً الآداب الشرعية الواردة فغي زيارة المريض ..

                            1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة، كأن يدق الباب برفق ، ويخبر باسمه صريحاً ، وأن يغض بصره ..
                            2- أن تكون العيادة في وقت ملائم ..
                            3- أن يستصحب هدية للمريض يفرحه بها ويريحه .. وحبذا لو كان شيئاً يستفيد منه المريض .. ككتاب نافع أو شريط أو مجلة .. أو شيئاً من الحلوى .. أو غير ذلك ..
                            أما ما نراه من إحضار باقات الزهور .. والإسراف في ذلك .. فهذا تبذير .. ولا يستفيد منه المريض ..
                            بل ذكر بعض الباحثين في تواريخ الأمم أن إحضار الزهور إلى المريض كان من عادات الإغريق ( اليونان ) إذ يعتبرون الزهور رمزاً لإله الرحمة .. ولا يزال النصارى إلى اليوم متأثرين بهذا الاعتقاد ، ألا ترى أنهم يضعون على تابوت الميت وعلى قبره زهوراً !!
                            4- أن يكون العائد رفيقاً هيناً ليناً .. يسأل المريض عن حاله برفق .. ولا يدقق معه أو يكثر المسألة ..
                            5- أن يغض البصر .. إذ قد يظهر من المريض عورة أو أمر مستقبح ، فلا ينبغي بالعائد أ، يصرف بصره إليه .. بل يتعامى عنه ..
                            6- ألا يطيل الجلوس حتى يضجر المريض .. وذلك أن المريض تعرض له حاجة إلى حمام .. أو تغيير لباس .. أو إخراج ريح .. أو نوم .. أو طعام .. فيحرج من العائدين أن يفعل شيئاً من ذلك أمامهم ..
                            إلا إن كان العائد حبيباً مقرباً للمريض .. وكان المريض يرغب في جلوسه ومؤانسته .. فلا بأس ..
                            7- إدخال السرور على قلب المريض وتذكيره بالأجر ..( أم منصور الجبالي – رحمها الله ) ..
                            وأخيراً .. ومن آداب الزيارة :
                            أن يدعو العائد للمريض بالعافية والصلاح، وقد وردت في ذلك أدعية عديدة منها: ( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) ( 7 مرات ) وأن يقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين والإخلاص .

                            إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                            ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                            شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                            لها بالشفاء العاجل

                            تعليق


                            • #29
                              رد: عاشِق في غرفة العمليات

                              قبل العملية
                              تتنوع الأمراض وتتفاوت في خطورتها وكيفية علاجها ..
                              وقد يقرر الطبيب إجراء عملية للمريض .. وقبل إجراء العملية ..
                              ليتك تقبل مني هذه النصائح :
                              1/ الاستعانة بالله تعالى .. ودعاؤه واللجأ إليه .. فهو الذي بيده كشف الضر والبلاء ..
                              وناده كما ناداه أيوب ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) ..
                              ومن أقرب من الله رحيماً مجيباً ..
                              فابك بين يديه .. واشكُ همك إليه .. وتوكل عليه ..
                              2/ كن بطلاً .. واصبر وأظهر الرضا والتسليم .. بل والفرح والبشر لأهلك .. ولمن حولك ..
                              نعم حاول التغلب على مشاعرك قدر المستطاع .. ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك ..
                              فحزنك وجزعك لن يغير في الواقع شيئاً ..
                              فلا تحزنِ الناس معك ..
                              واعلم أن أمر المؤمن كله له خير .. فإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له .. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ..
                              فمن صبر فله الرضا .. ومن سخط فعليه السخط ..
                              3/ كتابة الوصية .. ولا تخف من ذلك .. فكتابتك لها لا تعني أنك ستموت !!
                              لا .. بل قرر العلماء أن كتابة الوصية واجبة على كل من كان عنده شيء يمكن أن يوصي فيه بشيء .. من مال أو ولد أو دين .. أو غير ذلك ..
                              قال ابن عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين .. إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه .. رواه مسلم
                              فخذ ورقة واكتب فيها .. لي عند فلان كذا .. ولفلان عندي كذا .. وأوصي في بيتي أن يفعل به كذا .. إلى غير ذلك ..
                              أسأل الله لي ولك طول العمر مع حسن القول والعمل .. آمين ..


                              إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                              ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                              شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                              لها بالشفاء العاجل

                              تعليق


                              • #30
                                رد: عاشِق في غرفة العمليات

                                الغنيمة الباردة
                                أخي المريض - يا شفاك الله - ..
                                ما رأيك في عبادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يشتغل بها في جميع أحواله ..
                                أمر الله المؤمنين بفعلها بعد الصلاة ..
                                وبعد الصيام .. وبعد الحج .. وأمررهم أثناء القتال بفعلها ..
                                أمرك بفعلها قبل الطعام .. وبعده ..
                                وقبل دخول الخلاء .. وبعده ..
                                وقبل دخول البيت .. وبعده ..
                                وقبل النوم .. وبعده ..
                                وقبل لبس الثياب .. وبعده ..
                                إنه ذكر الله .. وتحميده وشكره ..
                                فالمؤمنون هم ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ) ..
                                والذكر لا يحتاج إلى طهارة قبله .. ولا إلى ستر عورة .. أو استقبال قبلة .. أو قيام أو جلوس .. بل تعبد به .. متى شئت ..
                                وكان أبو هريرة رضي الله عنه يسبح في اليوم والليلة أكثر من اثني عشر ألف تسبيحة .. ويقول : أفتك بها نفسي من النار ..
                                ومن أفضل الذكر للمريض :

                                الدعاء
                                وقد روي أن للمريض دعوة مستجابة ..

                                الاستغفار..
                                فمن لزم الاستغفار .. جعل الله له من كل هم فرجاً .. ومن كل ضيق مخرجاً .. ورزقه من حيث لا يحتسب ..
                                والاستغفار هو مفتاح للرزق .. وبركة في المال .. وصلاح في الولد .. وشفاء للمرض ..

                                التسبيح والتهليل عموماً ..
                                قال صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق اذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ) قالوا : بلى يا رسول الله .. قال : ذكر الله .. ( رواه أحمد والترمذي ) ..

                                إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
                                ، وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي

                                شفاكِ الله أختنا محبة السلف دعواتكم
                                لها بالشفاء العاجل

                                تعليق

                                يعمل...
                                X