السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبح الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج ، والعديد من المناسبات
، مجرد روتين ، وعبارة عن كلام مكرر معاد ، لا طعم له ولا لون ،
بعد أن فقد حرارة الايمان ، وحرارة الفعل.
لا داعي للتذكير بأهمية الإسراء والمعراج ، فالجميع يعرفها ،
وأطلع عليها ، وإن كنا مضطرين في ظل الكارثة
التي تحيق بالمسجد الأقصى المبارك والقدس ،
التذكير بالربط المقدس بين الحرم المكي والأقصى
، ما يجعل من تحريره فرض عين على كل مسلم قادر ،
فهو ثاني مسجد وضع في الإسلام للمسلمين ،
بعد الكعبة المشرفة بأربعين عاما ،
وهو معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السموات ،
وفيه أمّ بالأنبياء صلوات الله عليهم ، ونزلت آية من القرآن الكريم ،
ودفن قرب أسواره ، عدد من الصحابة رضوان الله عليهم ،
وشهد بيعه بعض خلفاء بني أمية ،
والذين حرصوا على الحضور إلى الأقصى ،
وأخذ البيعة من أهل فلسطين تحت قبة الصخرة المشرفة.
إن الحديث عن القدس والأقصى يستدعي الإشارة إلى العهدة العمرية
، والتي بموجبها استلم الخليفة العادل عمرو بن الخطاب ،
القدس من البطريرك صفرنيوس ، وهي أول عهدة في التاريخ ،
يتم فيها تسليم المدينة إلى المسلمين ،
وفق شروط أهمها عدم السماح لليهود بالسكن فيها.
لا نريد أن ننكأ الجراح ونستطرد في شرح تاريخ المدينة وأهميتها ،
منذ أن بناها اليبوسيون العرب ، قبل ستة آلاف عام ،
ولكن لا بد من التأكيد ، بأن ما تتعرض له اليوم ،
على يد اليهود المتطرفين الحاقدين ، هو الأخطر
في ظل إصرارهم على تغيير هوية المدينة العربية الإسلامية ،
وطرد أهلها العرب الفلسطينيين منها ، وفق نهج صهيوني خبيث
بدأ منذ أكثر من أربعة عقود ، حينما وقعت المدينة في الأسر عام 1967 ،
ولا يزال مستمرا ، سواء أكان في حفر الأنفاق تحت المسجد
أو هدم البيوت العربية ، والتخطيط لإقامة مدينة يهودية
على أنقاض القدس العربية الإسلامية ،
كما كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
إن المؤلم هو التقاعس الإسلامي غير المبرر ،
فبينما جرافات العدو تنهب الأرض ، وتغير معالمها ،
وتهدم البيوت على ساكنيها ، ويقوم الرعاع الخارجون من الأساطير ،
بالاعتداءات اليومية على المسجد ، وترويع المصلين ،
وإقامة الكنس اليهودية في ساحاته ،
نجد أن الأمة كلها من جاكرتا وحتى طنجة ،
قد تخلت عن الفعل ، ولجأت إلى تكرار بيانات الشجب والإدانة والاستنكار ،
والتي شجعت العدو على المضي في إجراءات التهويد ،
لتحقيق مخططاته وأهدافه ، وقد تيقن أن العرب والمسلمين
لا يملكون إلا الكلام.. والكلام فقط موجع ما تتعرض له القدس والأقصى ،
وقد كشف رئيس ما يسمى ببلدية الاحتلال عن خطة لهدم
ستة آلاف بيت للعرب المقادسة ، لتنفيذ إجراءات التهويد ،
وموجع أكثر أن الأمة ، ورغم أن سكين الجلاد الصهيوني
تمعن في قطع شرايين القدس العربية ، لم تزل نائمة ،
ولم تستيقظ ، كما يقول الجواهري.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تعليق