هي خطوة وحيدة .. وغيرت حياتي !!!
ندمت .. ضقت .. وبالعامي " تحسفت "
أَني لم أكن أعرف هذه الخطوة من قبل !!!!!!
نعم
...
الحمد لله على الإنعام , والصلاة والسلام على خير الأنام , وعلى آله وصحبه الكرام , وعلى من اقتفى أثرهم إلى يوم القيام ... وبعد ..
نعم ....
هو قرار واحد .. وعزيمة واحدة .. تغير فيه كل شيء ...
تغيرت نظرتي للناس .. تغيرت اهتماماتي .. تغيرت أهدافي .. تغيرت معاملاتي ..
تغيرأسلوبي .. تغير كلامي .. بل تغيرت شخصيتي ..
بل غيرت في هذا القرارأصحابــــي وأقرانـــي ..
وأكاد أن أقول أنه تغير كل شيء في حياتي ..
وكل هذه التغيرات في " قرار واحد " ..
وهــــــــــــــــوقـــــــــــــــرار
(((( الاستقـــــــــــــــامة ))))
ووالله ثم والله ثم والله أني أعيش بعد هذا القرار أسعد أيام حياتي .....
قال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
قال أحد السلف : " لكي تتلذذ بالطاعات لابد أن تترك جميع المعاصي "
مثل ما قلت لكم ... بعد هذا القرار ندمت أني لم أعرفه مننشأتي !!!
كانت في البدايةصعوبات توهمتها ثم يسرها الله لي ..
من هذه الصعوبات أنني :
لم أكن أتصور أني في يوم من الأيام أني سأترك سماع الأغاني !!
لم أكن أتصور في يوم من الأيام أني سأترك أصحابي !!
لم أكن أتصور أني في يوم من الأيام سأعفي لحيتي !!
لم أكن أتصور أني في يوم من الأيام سأترك مشاهدة التلفاز !!
وهذا نقص في عقلي .. لأن البديل لها ليس من عند بشر , بل هو من عند الله سبحانه وتعالى ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ))
ووالله أني كلما تركت شيئا وجدت البديل الجاهز وكأنه ينتظرني ولله الحمد أولا وآخرا ..
قصتي باختصار ..
إن من أجمل الأحاديث التي نتحدث عنها في جلستي مع أصحابي هي قصص الاستقامة ..
فأحد الشباب يقول أنسبب استقامته هو رؤيا رآها في منامه , والآخر يقول أنه شريط لأحد الدعاة وغيرها منالقصص الممتعة , فإليكم قصتي باختصار ..
بدأت قصتي مع رمضان ماقبل الماضي الذي كنت قبله غارقا مع الغارقين , غاية طموحنا هو متى يأتي يوم الإربعاء الذي نجتمع فيه إلى الفجر ثم يذهب كل واحد منا
إلى بيته بهمه بعد أن يجمع أكواما من الذنوب ...
دخل علينا شهر رمضان , وبقدر ما أستطيع حاولت الابتعاد عن أصحابي لأني لا أسمع الأغاني في شهر رمضان , وكأن الأغاني محرمة في شهر رمضان فقط ! قال أحد
السلف
: " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان "
بعد شهر رمضان وفي يوم العيد تحديدا الذي أكون فيه عادة مشتاقا لتشغيل أول شريط غنائي في سيارتي بعدثلاثين يوما , وبينما أنا هناك في السيارة حدث مالم
أكن أتوقعه حيث واجهت صعوبةالموقف الذي جعلي أحتار كثيرا فقررت أن أأجل ذلك وأمنع نفسي عن تشغيله وأكتفيبأشرطة دينية أهدتها إلي والدتي ..
بعدها تدريجياكرهت الأغاني وازددت حبا للأشرطة الدنية التيجعلتني ابتعد تدريجيا عن أصحابي وأفضل الجلوس في البيت عليهم رغم اتصالاتهم الكثيرةوأيضا
جعلتني بعد الله أقرر الالتزام عن كل شيء ..... إلا اللحية !!
واجهت صعوبةفي خلال شهر كامل وترددات مستمرة بعدها قررت القرار الشجاع الذي جعلني أعفي لحيتي .. وبعد هذا الخير المتوالي , والحمد لله الذيهدانا لهذا
وما
كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله قررت أن أذهب إلى مكة للعمرة برفقة أحد الأقرباء الأخيار ..
كانت لحظات بداية الاستقامة من أجمل ذكرياتي ولو تلاحظ أنأغلب الذين هداهم الله بعد غفلة يؤرخون اليوم الذي غيروا فيه مجرى حياتهم , فتجده حين تسأله عن
تاريخ استقامته يعطيك إياه بالشهر !
وفي تلك الرحلة تعرفت على أحد الشباب المستقيمين وهو تيسير من الله ولما رجعنا إلى الرياض بعد أيام جميلة قضيناها في المسجد الحرام حرص جزاه اللهخيرا على
الاتصال بي , وبعد أيام دعاني في بيته وهو مستضيف لعدد من أصحابهوكانوا في غاية الأخلاق , استقبلوني بكل كرم وحسن ضيافة وأحسست في تلك الجلسة أنيأعرفهم
منذ سنين , وإلى الآن ومنذ تسعة أشهر وهم أعز أصحابي ..
كلنا ذوو خطأ،, والله يمهل ولا يهمل ،, ويحب التوابين والمتطهرين ,، ولذلك فتح باب التوبة أمام المخطئين ليتوبوا ويؤوبوا ويعودوا إلىرشدهم، فيغفر لهم ما
اقترفوه من إثم وخطيئة وموبقة وصغيرة وكبيرة ؛ فله الحمدأولا وآخر وظاهرًا وباطنًا.
ما حالنا يا أيها الأحبة؟ ما حالنا في ليلنا؟ وما حالنا فينهارنا؟
أما ليلنا -إلا ما رحم الله- على الأغنيات وعلى المسلسلات وعلى التمثيليات وعلى
الأفلام،
وعلى قيلوقال إلى الثلث الذي ينزل فيه الرب سبحانه نزولاً يليق بجلاله، هل من داعٍ فأستجيبله؟، وهل من مستغفر فأغفر له؟، هل من تائب فأتوب عليه؟، وفي
تلك
اللحظة نحن على قسمين -أيضًا-؛ منَّا مَن هو كالجيفة البطَّال، ومنَّا من لا زال مواصلا فيغيِّة وظلمه، يدعوه الله إلى التوبة وهو مازال على فسقه وعلى
فجوره، أما يخشى أنيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر،(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَاأَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد)1
تلك
اللحظة نحن على قسمين -أيضًا-؛ منَّا مَن هو كالجيفة البطَّال، ومنَّا من لا زال مواصلا فيغيِّة وظلمه، يدعوه الله إلى التوبة وهو مازال على فسقه وعلى
فجوره، أما يخشى أنيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر،(وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَاأَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد)1
ومع ذلك الظلام الذي نراه الآن فهناك بشائر -ولله الحمد- والباب مفتوح يا أيها الأحبة، ولن يُغلق إلا عند طلوع الشمس من مغربها أو غرغرةالروح في الحلقوم،
المبشرات كما قلت كثيرة وكثيرة ولله الحمد، والصور المضيئةكثيرة وكثيرة، والخير في الأمة لا زال ولن يزال بإذن الله إلى قيام الساعة (( لاتزال طائفة على
الحق منصورة ......)) ولولا هذه المبشرات لضاقت علينا الأرض بمارحبت ، ولكن من فضل الله - سبحانه وتعالى - علينا ...
ولكن علينا الإسراع بها لننعم بحياتنا ..
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك ..
اللهم اهدنا في من هديت ... وعافنا في من عافيت ... وتولنا في من توليت ...
اللهم تقبل توباتنا ... واغسل حوباتنا ... وثبت حجاتنا ...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه الأخ: عبد العزيزمحمد
المصدر: قوافل العائدين
...
تعليق