"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
آل عمران: 102
"لقد توفي الشيخ أحمد ياسين، كم أنا سعيدة من أجله".
قالتها صديقتي بحبور واضح. و قبل أن أتكلم تابعت ترد على نظراتي المستنكرة:
" لا تستغربي فرحي، هو طبعاً ليس لموت الشيخ إنما لطريقة موته، تعلمين أنه كان يتمنى الموت شهيداً، لكن أنى له ذلك و هو الشيخ المقعد الذي لا يقوى على خوض المعارك أو اقتحام ساحاتها، كان حلمه يبدو بعيد المنال، لكنه كان صادقاً في طلبه، فساق الله سبحانه و تعالى الشهادة إليه. يعتقد الصهاينة أنهم حققوا نصراً بقتله، لكنهم في الحقيقة أهدوا له ما كان ينشده"
تفكرت في كلامها، فخفف عني ألم مقتل الشيخ، إنها محقة، كان من الممكن أن يلقى حتفه على كرسيه المتحرك، لكن الله علم إخلاصه و صدقه في سؤال الشهادة فكتبها له، وختم له شهيداً متوجهاً لأداء صلاة الفجر، فما أحسنها من خاتمة.
فهل صدقنا الله في طلبنا حسن الخاتمة؟ تتحرك ألسنتنا بهذا الدعاء، لكن هل صدَّقتها جوارحنا؟ نعرف جميعًا فضل حسن الخاتمة، فهل جعلناه همًا يوميًا لنا؟ نقرأ القصص فتخشع قلوبنا، فهل نتعظ عملًا لا قولًا؟
نأمل ذلك، و نرجو من الله أن نكون من المؤمنين الذين تنفعهم الذكرى.
و لأن في القصص ما يثبت الفؤاد، و يقوي العزيمة، كما في قوله تعالى " وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ" هود: 120نمضي معًا في هذه الرحلة بين صنوف مختلفة من البشر، و نتعرف كيف كانت خاتمتهم.
و لعلنا نصنفهم في ثلاثة فئات، في كل منها صورتان متناقضتان، الفئة التي ثبتت على رشدها أو غيها فلاقت ما استحقته، و الثانية التي تجانبت عن طريقها فانتهت على غير ما بدأت، و الثالثة التي خلطت بإحسانها معصية و بمعصيتها إحسانًا فجزاها الله العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة.
تعليق