كاد المعلّم أن يكون قتيلا
(المربي) - الراصد الصحفي
خصص خطّ ساخن لرصد وتلقي شكاوى أي اعتداءات تقع على الطلاب وتحديداً في المراحل العمرية الأولى.. خطوة جديدة وجيدة تشكر عليها وزارة التربية والتعليم..
لكن في نفس الوقت، كان من الممكن أن تكون الخطوة أجمل وأجرأ وأكثر انصافاً...لو قامت الوزارة بخطوة مماثلة - أي تخصيص خط ساخن- لتلقّي الشكاوى والتهديدات والاعتداءات التي يتعرّض لها المدرسون ومديرو المدارس أيضا من قبل الطلاب وذويهم..
قبل يومين تعرّض مدير مدرسة لكسر في يديه و''تشطيب'' في وجهه من قبل مجهولين..وقبلها بشهر ''بطح'' طالب أستاذه على مرأى من طلاب الصف..وسط تصفيق وتصفير حاريّن..وكل اسبوع يتعرّض مدرس إلى ضرب أو تهديد أو شتيمة قاسية من قبل بعض المارقين على ''التربية'' الهازئين بمبدأ ''ألتعليم''..و معظم الأحيان ''يبتلع''المعلم ''إهانته''..
اختصاراً للمشاكل وحفاظاً على الرزق وخلاصاً من وجع الرأس..لكن كثرة التمادي من قبل بعض الطلبة مستندين إلى قانون''منع الضرب في المدارس'' وأحقية رفع الدعوى المدنية..بدأ يمس كرامة المعلّم..وإذلاله في لقمة عيشه..
ألا تتفق معي وزارة التربية والتعليم، أنه من المحزن أن يوقف القاضي ''معلّماً'' محترماً أمام طالبه ويسأله إن كان مذنباً أم لا؟ وأن يخيّر الطالب برغبته في التنازل عن حقه أم لا..لتبدأ بعدها التحركات العشائرية ''وكدّ'' الصلحات..وتقبيل اللحى بين صدّ وردّ،وإظهار سطوة العشيرة على العشيرة بعيداً عن أنظمة التربية والتعليم.. وكل ذلك رغبة في إنهاء المشكلة ،حتى لا يفصل أو يوقف المعلّم عن عمله..أليس من المحزن أن يقف المعلم بهيبة متآكلة أمام طلاّبه بعد أن جرّد من كل حصانات التعليم..و أصبح ''خريج سجون''!!.
قال لي صديق مدرّس إن أحد زملائه عاد حليق الرأس بعد أن قضى ما قضاه في سجن ''قفقفا'' نتيجة شكوى تقدم بها طالب مشاغب..وفي اليوم الأول لدوام المعلم..تجرأ الفتى المشتكي وقال له بنبرة لا تخلو من التشفي..'' إذا كنت زلمة اضربني كمان مرّة ''!!..فمسح المعلّم اللوح، و''مسح قرعته'' بكفّه،و بدأ الحصة..
الخلاصة،الوضع صار بحاجة إلى تقويم حقيقي، إذا أردنا أن نكون منصفين لفئة المعلمين، فالكفة ليست بصالحهم..لذا أطالب بإنشاء محكمة تربوية خاصة،مشكّلة من هيئة تربوية مشهود لها بالكفاءة والعدل والاحترام، لفض النزاعات داخل أروقة وزارة التربية والتعليم،وليس في محاكم الصلح.. لا يمكن أن تتساوى وقفة المعلم مربي الأجيال مع ''السوكرجية'' و''السرسرية'' وضاربي الشفرات و''كشيشة الحمام''...إلا بالقضايا الجنائية.
خصص خطّ ساخن لرصد وتلقي شكاوى أي اعتداءات تقع على الطلاب وتحديداً في المراحل العمرية الأولى.. خطوة جديدة وجيدة تشكر عليها وزارة التربية والتعليم..
لكن في نفس الوقت، كان من الممكن أن تكون الخطوة أجمل وأجرأ وأكثر انصافاً...لو قامت الوزارة بخطوة مماثلة - أي تخصيص خط ساخن- لتلقّي الشكاوى والتهديدات والاعتداءات التي يتعرّض لها المدرسون ومديرو المدارس أيضا من قبل الطلاب وذويهم..
قبل يومين تعرّض مدير مدرسة لكسر في يديه و''تشطيب'' في وجهه من قبل مجهولين..وقبلها بشهر ''بطح'' طالب أستاذه على مرأى من طلاب الصف..وسط تصفيق وتصفير حاريّن..وكل اسبوع يتعرّض مدرس إلى ضرب أو تهديد أو شتيمة قاسية من قبل بعض المارقين على ''التربية'' الهازئين بمبدأ ''ألتعليم''..و معظم الأحيان ''يبتلع''المعلم ''إهانته''..
اختصاراً للمشاكل وحفاظاً على الرزق وخلاصاً من وجع الرأس..لكن كثرة التمادي من قبل بعض الطلبة مستندين إلى قانون''منع الضرب في المدارس'' وأحقية رفع الدعوى المدنية..بدأ يمس كرامة المعلّم..وإذلاله في لقمة عيشه..
ألا تتفق معي وزارة التربية والتعليم، أنه من المحزن أن يوقف القاضي ''معلّماً'' محترماً أمام طالبه ويسأله إن كان مذنباً أم لا؟ وأن يخيّر الطالب برغبته في التنازل عن حقه أم لا..لتبدأ بعدها التحركات العشائرية ''وكدّ'' الصلحات..وتقبيل اللحى بين صدّ وردّ،وإظهار سطوة العشيرة على العشيرة بعيداً عن أنظمة التربية والتعليم.. وكل ذلك رغبة في إنهاء المشكلة ،حتى لا يفصل أو يوقف المعلّم عن عمله..أليس من المحزن أن يقف المعلم بهيبة متآكلة أمام طلاّبه بعد أن جرّد من كل حصانات التعليم..و أصبح ''خريج سجون''!!.
قال لي صديق مدرّس إن أحد زملائه عاد حليق الرأس بعد أن قضى ما قضاه في سجن ''قفقفا'' نتيجة شكوى تقدم بها طالب مشاغب..وفي اليوم الأول لدوام المعلم..تجرأ الفتى المشتكي وقال له بنبرة لا تخلو من التشفي..'' إذا كنت زلمة اضربني كمان مرّة ''!!..فمسح المعلّم اللوح، و''مسح قرعته'' بكفّه،و بدأ الحصة..
الخلاصة،الوضع صار بحاجة إلى تقويم حقيقي، إذا أردنا أن نكون منصفين لفئة المعلمين، فالكفة ليست بصالحهم..لذا أطالب بإنشاء محكمة تربوية خاصة،مشكّلة من هيئة تربوية مشهود لها بالكفاءة والعدل والاحترام، لفض النزاعات داخل أروقة وزارة التربية والتعليم،وليس في محاكم الصلح.. لا يمكن أن تتساوى وقفة المعلم مربي الأجيال مع ''السوكرجية'' و''السرسرية'' وضاربي الشفرات و''كشيشة الحمام''...إلا بالقضايا الجنائية.
تعليق