عزيزتي الأم ...لحظة من فضلك !!!
مسائل في العقيدة
مسائل في العقيدة
تعليق التمائم على الأطفال
س: عندما يرزق أحدنا بمولود يكتب له دعاء وما تيسر من القرآن الكريم ويعلق في كتف أو رقبة الطفل، وفعلاً يكون الطفل في راحة نفسية ظاهرة، فهل يجوز ذلك؟
ج (الشيخ صالح الفوزان): تعليق التعاويذ والكتابات على الكبار أو الأطفال لا يجوز لأنه تعليق للتمائم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليق التمائم، فإذا كانت هذه التمائم من الخزعبلات أو من الطلاسم أو يكتب فيها بكلام لا يعرف معناه أو أسماء شياطين أو أسماء جن أو أسماء مجهولة أو غير ذلك، فهذا(((( حرام))))، لأنه يخل بالعقيدة ويجر إلى الشرك قطعاً بإجماع المسلمين.
وإن كانت هذه التمائم من القرآن أو من الأدعية الشرعية فالصحيح من قولي العلماء أنه
(((لا يجوز))) تعليقها أيضاً، لأن تعليقها وسيلة إلى تعليق ما لا يجوز من التمائم، فإذا فتح الباب توسع الناس في هذا الشيء وعلقوا ما لا يجوز، هذا من ناحية.
والناحية الثانية: أنه يكون في تعليق القرآن على الطفل إهانة للقرآن لأن الطفل لا يتحرز من دخول الخلاء ومن النجاسة وغير ذلك، ففي تعليق كلام الله عليه إهانة للقرآن الكريم فلا يجوز تعليق هذه الأشياء.
وكونه يحصل راحة نفسية بذلك أو يحصل شفاء من مرض، هذا لا يدل على جواز هذا الشيء، لأن حصول الراحة أو شفاء المريض بعد تعليق هذه الأشياء، قد يكون وافق قضاء وقدراً وهم يظنون أنه بسبب هذا التعليق، وقد يكون هذا من باب الاستدراج لهم ومن باب العقوبة لهم حتى يقعوا فيما هو شر من ذلك.
فحصول المقصود للإنسان الذي يعمل هذه الأشياء غير المشروعة لا يدل على جوازها، لأنه إما أن يكون هذا من باب الاستدراج والعقوبة والإملاء، وإما أن يكون هذا وافق قضاء وقدراً لا علاقة له بتعليق هذا الشيء فيظن الناس أنه بسبب تعليق هذا الشيء فيفتتنون فيه .
شفاعة الطفل لوالديه
س: هل الطفل الصغير إذا توفي وله سنة يشفع لوالديه ووالدي والديه؟
ج (اللجنة الدائمة): يشفعه الله في والديه، أما شفاعته لوالدي والديه فإلى الله علم ذلك
حقيقة العين
س: ما حقيقة العين- النظر- قال تعالى: (( ومن شر حاسد إذا حسد ))
وهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح، والذي معناه: ثلث ما في القبور من العين، وإذا شك الإنسان في حسد أحدهم فماذا يجب على المسلم فعله وقوله، وهل في أخذ غسال الناظر للمنظور ما يشفي؟ وهل يشربه أو يغتسل به؟
(اللجنة الدائمة):
العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين، وقد أمر الله نبيه محمدأ صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد، فقال تعالى: (( ومن شر حاسد إذا حسد)). فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفاً لا وقاية عليه أثرت فيه، وإن صادفته حذراً شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام، لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها (من زاد المعاد بتصرف).
وقد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن استرقي من العين، وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسل فاغسلوا، وأخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه عن أسماء بنت عميس أنها قالت: (يا رسول الله أن بني جعفر تصيبهم العين، أفنسترقي لهم)؟ قال: (نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقتة العين) وروى أبو داود عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: (كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين).
وأخرج الإمام أحمد ومالك والنسائي وابن حبان وصححه عن سهل ابن حنيف: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة، حتى إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلاً أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة، فلبط سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله: هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه، قال: هل تتهمون فيه من أحد؟ قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال: (علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت)، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخله ازاره في قدح، ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس، ليس به بأس).
فالجمهور من العلماء على إثبات الإصابة بالعين للأحاديث المذكورة وغيرها، ولما هو مشاهد وواقع، وأما الحديث الذي ذكرته (ثلث ما في القبور من العين) فلا نعلم صحته، ولكن ذكر صاحب نيل الأوطار أن البزار أخرج بسند حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس)، يعني بالعين.
ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله واعتماده وتوكله عليه ولجوئه وضراعته إليه، والتعوذات النبوية وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي.
ومن التعوذات (أعود بكلمات الله التامات من شر ما خلق) و (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون). وقوله تعالى: (( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم )) ونحو ذلك من الأدعية الشرعية، وهذا هو معنى كلام ابن القيم المذكور في أول الجواب.
وإذا علم أن إنساناً أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح؟ ويغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسري فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله؟ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال
س: يوجد لدينا بعض إخواننا المسلمين أقاموا لأنفسهم ولأولادهم أعياد ميلاد، فما هو حكم الإسلام في هذه الأعياد؟
(اللجنة الدائمة):
الأصل في العبادات التوقيف، فلا يجوز لأحد أن يتعبد بما لم يشرعه الله، لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
وقوله: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)،
وأعياد المواليد نوع من العبادات المحدثة في دين الله فلا يجوز عملها لأي أحد من الناس مهما كان مقامه أو دوره في الحياة، فأكرم الخلق وأفضل الرسل عليهم الصلاة والسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لم يحفظ عنه أنه أقام لمولده عيدا ولا أرشد إليه أمته، وأفضل هذه الأمة بعد نبيها خلفاؤها وأصحابه ولم يحفظ عنهم أنهم أقاموا عيدا لمولده أو لمولد أحد منهم رضوان الله عليهم، والخير في اتباع هديهم وما استقوه من مدرسة نبيهم صلى الله عليه وسلم، يضاف إلى ذلك ما في هذه البدعة من التشبه باليهود والنصارى وغيرهم من الكفرة فيما أحدثوه من الأعياد والله المستعان.
س: هل الاحتفال بعيد الميلاد للطفل يعتبر تشبها بالغربيين الكفار، أم أنه ترويح عن النفس وإدخال السرور في قلب الطفل وأهله؟
ج (الشيخ ابن عثيمين): الاحتفال بميلاد الطفل لا يخلو من حالين، فإما أن يكون عبادة، وإما أن يكون عادة، فإن كان عبادة فهو من البدع في دين الله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من البدع وأنها من الضلال، قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار".
وإما أن يكون من العادة، وإذا كان من العادة ففيه محذوران:
أحدهما: اعتبار ما ليس بعيد عيدا، وهذا من التقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، حيث أثبتا عيدا في الإسلام لم يجعله الله ورسوله عيدا، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وجد للأنصار يومين يلعبون فيهما، ويعتبرونهما عيدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أبدلكم بخير منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى.
وأما المحذور الثاني: فإن فيه تشبها بأعداء الله، فإن هذه العادة ليست من عادات المسلمين، وإنما ورثت من غيرهم، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: "أن من تشبه بقوم فهو منهم " ثم إن كثرة السنين للمرء ليست محمودة إلا في مرضاة الله عز وجل وطاعته، فخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله.
ولهذا كره بعض أهل العلم الدعاء بالبقاء على وجه الإطلاق، فكرهوا أن يقال للشخص: أبقاك الله، إلا على سبيل القيد، مثل أن يقول: أبقاك الله على طاعته، أو أبقاك الله على خير، أو ما أشبه ذلك. وذلك لأن البقاء قد يكون شراً للمرء فإن طول العمر مع سوء العمل والعياذ بالله شر للإنسان، وزيادة في عذابه، ووبال عليه، قال تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم أن كيدي متين}. وقال سبحانه: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيراً لأنفسهم وإنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}.
تعليق