السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********
أحبتى
من منّا جرب يوماً طعم الحب ؟
حب الزوج .. حب الزوجة .. حب الأب .. حب الأم .. حب الأخ .. حب الأخت
لاشك وأننا جميعاً مرينا بحالات حب
الحب وما أجمله الحب
عندما يحب الإنسان شخصا أحب كل صفاته ... أحب ما يحب وكره ما يكره
عندما يحب الإنسان شخصا يسعى جاهداً أن يفعل كل ما يحبه محبوبه ويحاول ساعياً أن يترك كل ما يغضبه
عندما يحب الإنسان شخصا فإنه يتبعه ويتخذه قدوة حسنه وأسوة وتظل هذه القدوة حية في نفسه حتى وإن مات محبوبه
هذا كله يحدث إن أحببت شخصًا عادياً
فكيف لو أحببت من أحبه الإنس والجن والشجر والدواب ... كيف لو أحببت أعظم مخلوق على سائر البشر
كيف لو أحببت الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله ... كيف لو أحببت الرحيم العطوف الكريم الصادق
هو قدوتنا وأسوتنا إن كان حاضراً حياً أو غائباً ميتاً عليه أفضل الصلاة والسلام
أحبتي في الله
انظروا في أحوالكم جيداً كيف حالكم في اتباع حبيبكم صلى الله عليه وسلم
لحظة
الاتباع بالأفعال وليس بالأقوال
فهل نحن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يتبعه الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين ؟
للأسف إخوتي، الحقيقة مؤسفة
فعندما يُعرض علينا أمر في الدين لا نقول فوراً سمعنا وأطعنا بل نذهب لنبحث هل هو فرض أم سنة؟
وكأننا نبحث عن أي رخصة للتهرب من هذا الأمر
وإن كان سنة نجري ونبحث هل هي مؤكدة أم غير مؤكدة وكأنها ثقيلة جداً على قلوبنا
هذه أحوالنا للأسف - إلا من رحم ربي -
فكيف كان حال الصحابة والتابعين؟
طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله : (
بذل لنا النصيحة، كان أرأف وأشفق بنا من آبائنا وأمهاتنا، هو أعظم من منزلة الوالد، رحيم رؤوف بالمؤمنين، عزيز عليه ما شق علينا،
فلا يسع المؤمن إلا أن يحبه لأن الله يحبه، ولأنه خليل الله، وأحب خلق الله إلى الله،
ولأن الله بعثه ولأنه قدوتنا ولأن له من الشمائل والصفات والآداب والأخلاق وعظيم الطباع وجميل السجايا، ما يحب لأجل ذلك، ويحمد عليه،
وقد وعى الصحابة هذا فأحبوه لذلك، وحكموه في أنفسهم، وأموالهم وقالوا هذه أرواحنا بين يديك، لو استعرضت بنا البحر لخضناه، وهذه أموالنا بين يديك فاقسمها كيف شئت ستجدنا من خلفك وعن يمينك وعن شمالك،
وهكذا تغلغل حبه في قلوبهم، فوصل إلى الحشايا وتعمق في نفوسهم، فكان أحب إليهم من أموالهم وأولادهم ووالديهم والناس أجمعين، كما قال لهم وعلّمهم : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)
كان الصحابه ينظرون إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم نظرة فريدة
فارتباط الصحابة بالسنة كان سببًا مباشرا لوصول الصحابة إلى رضا الله عز وجل، وإلى حب الله عز وجل، فحب الله عز وجل لك، ومغفرة ذنوبك مرهون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد صرح بذلك الله عز وجل في كتابه فقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].
وكان أمره صلى الله عليه وسلم يتنزل عليهم بردًا وسلامًا أينما وجدوا وعلى أي حال كانوا، فيجدون في قلوبهم همة على تنفيذه والقيام به،
كانوا يطبقون واقعياً كل صغيرة وكبيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن نترك سننا كثيرة للحبيب المصطفى بحجة أنها سنة وليست فرضا !!!
فكم نال الصحابة من التعب من أجل ألا تتركهم سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
***********
أحبتى
من منّا جرب يوماً طعم الحب ؟
حب الزوج .. حب الزوجة .. حب الأب .. حب الأم .. حب الأخ .. حب الأخت
لاشك وأننا جميعاً مرينا بحالات حب
الحب وما أجمله الحب
عندما يحب الإنسان شخصا أحب كل صفاته ... أحب ما يحب وكره ما يكره
عندما يحب الإنسان شخصا يسعى جاهداً أن يفعل كل ما يحبه محبوبه ويحاول ساعياً أن يترك كل ما يغضبه
عندما يحب الإنسان شخصا فإنه يتبعه ويتخذه قدوة حسنه وأسوة وتظل هذه القدوة حية في نفسه حتى وإن مات محبوبه
هذا كله يحدث إن أحببت شخصًا عادياً
فكيف لو أحببت من أحبه الإنس والجن والشجر والدواب ... كيف لو أحببت أعظم مخلوق على سائر البشر
كيف لو أحببت الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله ... كيف لو أحببت الرحيم العطوف الكريم الصادق
هو قدوتنا وأسوتنا إن كان حاضراً حياً أو غائباً ميتاً عليه أفضل الصلاة والسلام
أحبتي في الله
انظروا في أحوالكم جيداً كيف حالكم في اتباع حبيبكم صلى الله عليه وسلم
لحظة
الاتباع بالأفعال وليس بالأقوال
فهل نحن نتبع النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يتبعه الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين ؟
للأسف إخوتي، الحقيقة مؤسفة
فعندما يُعرض علينا أمر في الدين لا نقول فوراً سمعنا وأطعنا بل نذهب لنبحث هل هو فرض أم سنة؟
وكأننا نبحث عن أي رخصة للتهرب من هذا الأمر
وإن كان سنة نجري ونبحث هل هي مؤكدة أم غير مؤكدة وكأنها ثقيلة جداً على قلوبنا
هذه أحوالنا للأسف - إلا من رحم ربي -
فكيف كان حال الصحابة والتابعين؟
طبت حيًّا وميتًا يا رسول الله : (
بذل لنا النصيحة، كان أرأف وأشفق بنا من آبائنا وأمهاتنا، هو أعظم من منزلة الوالد، رحيم رؤوف بالمؤمنين، عزيز عليه ما شق علينا،
فلا يسع المؤمن إلا أن يحبه لأن الله يحبه، ولأنه خليل الله، وأحب خلق الله إلى الله،
ولأن الله بعثه ولأنه قدوتنا ولأن له من الشمائل والصفات والآداب والأخلاق وعظيم الطباع وجميل السجايا، ما يحب لأجل ذلك، ويحمد عليه،
وقد وعى الصحابة هذا فأحبوه لذلك، وحكموه في أنفسهم، وأموالهم وقالوا هذه أرواحنا بين يديك، لو استعرضت بنا البحر لخضناه، وهذه أموالنا بين يديك فاقسمها كيف شئت ستجدنا من خلفك وعن يمينك وعن شمالك،
وهكذا تغلغل حبه في قلوبهم، فوصل إلى الحشايا وتعمق في نفوسهم، فكان أحب إليهم من أموالهم وأولادهم ووالديهم والناس أجمعين، كما قال لهم وعلّمهم : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)
كان الصحابه ينظرون إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم نظرة فريدة
فارتباط الصحابة بالسنة كان سببًا مباشرا لوصول الصحابة إلى رضا الله عز وجل، وإلى حب الله عز وجل، فحب الله عز وجل لك، ومغفرة ذنوبك مرهون باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد صرح بذلك الله عز وجل في كتابه فقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].
وكان أمره صلى الله عليه وسلم يتنزل عليهم بردًا وسلامًا أينما وجدوا وعلى أي حال كانوا، فيجدون في قلوبهم همة على تنفيذه والقيام به،
كانوا يطبقون واقعياً كل صغيرة وكبيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن نترك سننا كثيرة للحبيب المصطفى بحجة أنها سنة وليست فرضا !!!
فكم نال الصحابة من التعب من أجل ألا تتركهم سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد- هذا الجار هو عتبان بن مالك- وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت جئت بخبر ذلك اليوم من الوحي، وإذا نزل فعل مثل ذلك.
فالقضية تهمه وتشغل باله، فحياته لم تقف، بل يعمل، ويتاجر، ويتزوج، لكنه حريص كل الحرص أن يعرف كل نقطة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن من يسمع عن قصة سيدنا عمر، أو يسمع عن تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم يظن أن سيدنا عمر ليله ونهاره مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يتركه لحظة من لحظات حياته، ولكن الأمر على عكس ذلك، فكانت لهم حياتهم الخاصة، ولكن في نفس الوقت كان حريصًا على معرفة كل شيء في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
لماذا لا نتشبه بهم، ونقتفي أثرهم؟
الآن تقول لأحد يا فلان اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذه فيقول لك أريد أن أعرف الحكمة من هذه السنة!!!
سبحان الله أين قولك سمعنا وأطعنا؟
والغالب لا يتبع السنة إلا إذا ظهرت له نتيجة علمية وطبية صحيحة تؤكد هذه السنة
مثلا كشرب الماء ثلاثًا أو النوم على الجانب الأيمن أو عدم النفخ في الطعام والشراب الساخن
الكثير كان لا يتبع هذه السنن
وعندما ظهر لها سبب علمي يؤكد قول النبي صلى الله عليه وسلم نجدهم يتبعونها
عجيب أمركم ... أما يكفيكم قول من لا ينطق عن الهوى ؟
هل لا بد أن تظهر لكم حكمة في الأمر للاقتناع واتباع السنة؟
أحبتي
أين الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيء العظيم في الصحابة أنهم كانوا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دون أن يسألوا عن الحكمة، روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود، ولا يعرف الحكمة من ذلك يقول: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.
هذه الجملة أسلوب حياة، فالرسول إن قال شيئا، أو فعله، أعمله حتى لو لم أكن أفهم الحكمة.
روى البخاري، ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب- قبل تحريم الذهب على الرجال- فاتخذ الناس خواتيم من الذهب.
لم يقل لهم البسوا، لكن الصحابة حريصون على تقليد الرسول في كل شيء، ثم بعد ذلك قال: إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَبَذْتُهُ. ثم قال: إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا.حُرّم على الرجال، فنبذ الناس خواتيمهم، فالموضوع في غاية البساطة عند الصحابة، فهم لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من لبس الخاتم حينما لبسه، ولم يسألوه عن الحكمة لما نبذه.
فيكف حالكم مع سرعة الاتباع والاقتداء بأفعال النبي وأقواله ؟؟!!
روى أبو داود، وأحمد، والدارمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه، فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم، ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: "مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ؟"، قالوا: رأيناك ألقيت نعليك، فألقينا نعالنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ آتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرٌ. أو قال: أَذًى".
هل بيينا الآن من يمتثل كامتثال هؤلاء ؟؟!!!
الصحابة كانوا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا يعلمون أن اتباعه هو خير الدنيا، والآخرة، وأنه لا مناص من اتباعه حتى يدخلوا الجنة، وأنهم لو اتبعوا أي مخلوق غيره، فلا سبيل إلى دخول الجنة، إلا خلفه صلى الله عليه وسلم،
وفوق ذلك الصحابة كانوا يتبعون الرسول؛ لأنهم كانوا يحبونه حبا لا نستطيع أن نصفه، حتى لا يتخيل أحدنا أنه يخالف سنته،
امتنزج حبه بدمائهم، ولحومهم، وعظامهم صلى الله عليه وسلم، فأصبح وكأنه فطري مزروع فيهم، فهم يحبونه، ولا بد من أن يتبعوه،
وفوق ذلك، وأعظم منه، أنهم كانوا يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم يحبون الله عز وجل الذي خلقهم، ورزقهم، وأحياهم، ثم يميتهم، وبعد الموت بعث، وبعد البعث حساب، والذي يحاسب هو الله عز وجل، والذي بيده الجنة والنار هو الله عز وجل، والذي عرفنا سبيل حب الله عز وجل، هو الله عز وجل قال في كتابه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]. فسبيل حب الله عز وجل هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، لا نجاة والله بغير اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم،
هل بيينا الآن من يمتثل كامتثال هؤلاء ؟؟!!
يتحجج البعض أننا في عصر ليس مثل عصر الصحابة فالصحابة قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسوا معه وتعلموا منه
وهذه حجة البليد يا صديقي
فلو كان كلامك صحيح كيف بالتابعين وأتباع التابعين والسلف .. فهم لم يعاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف كان اتباعهم له وكيف كان امتثالهم لأمره ؟؟
التابعون لم يروا النبي لكنهم آمنوا به فأتبعوه، وكان رسول الله حيًا في قلوبهم، موجودًا في حياتهم، لا يتقدمون إلا بأمره، لا ينتهون إلا بنهيه ممتثلين سنته في أقواله ووصاياه وما نقل إليهم من أفعاله.
فكان الحسن البصري رحمه الله العابد الزاهد، تقيًا ورعًا صالحًا مقتديًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء، فعندما غير النبي منبره الذي يخطب عليه صاحت الجذع حتى كادت أن تنشق فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه وجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت. فكان الحسن البصري رحمه الله إذا روى هذا الحديث يبكي ويقول: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " البدايه والنهايه 6/127"
وهذا التابعي الجليل محمد بن سيرين يقول: إن عندنا من شعر رسول الله شيئًا من قبل أنس بن مالك فيقول له أبو عبيدة التابعي الجليل: لأن يكون لي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أبطل البدع وحارب أهل الزيغ والضلال ونشر السُنة النبوية وعاش لها ولأجل نشرها فكان يرد رحمه الله: (إن دين الإسلام مبني على أصلين الأول: أن تعبد الله وحده لا شريك له. والأصل الثاني: أن يعبد لما شرعه على لسان رسوله وهذان الأصلان الكبيران هما حقيقة قولنا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله.)
وغيرهم المئات في كل القرون الماضية إلى آخر أيامنا الحاضرة التي نعيشها فنرى فيها مواقف العلماء وأهل الإيمان في اتباعهم رسول الله ومسايرتهم للاتباع في كل زمان ومكان في السراء من أمرهم وضرائه في ليلهم ونهارهم والأمثلة من ذلك في سيرهم وحالهم ظاهرها وباطنها ولا يمكن لأحد أن يحصيها.
قال ابن القيم رحمه الله:
أولئك أتباع النبي وحزبه *** ولولاهم ما كان في الأرض مسلمٌ
ولولاهم كادت تميد بأهلها *** ولكن رواسيها وأودتادها همُ
ولولاهم كانت ظلامًا بأهلها *** ولكنهم فيها بدور والنجمُ
فالنبي حيٌ في حياة أتباعه فهل نحن من أتباعه فحييه في حياتنا ..
أحبتي في الله
أحببت أن أختم بهذا الحديث
فوالله ما قرأته إلا وبكيت
أخرج الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى اّتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك"،
فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 36] ( مجمع الزوائد: 7/10).
هل تخيلتم هذا من قبل ؟؟
هل بكيتم على هذا من قبل ؟
هل خشيتم ما خشاه هذا الرجل ؟
هل تصورتم يومًا أو جال بخاطركم أن تدخل الجنة ولا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هل النبى حي في قلوبكم لدرجة تفكرون بهذا التفكير ؟
هل فكرتم يوما بما فكر فيه هذا الصحابى ؟
فمن حبه للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يفكر في لقائه حيًا وبعد موته
ويخشى أن يدخل الجنة ولا يراه !!
أحبتي في الله
أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول
وعودوا إلى سنته صلى الله عليه وسلم
حتى يحشرنا الله عز وجل برحمته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
فوالله لن تطيب الجنة إذا لم نكن بصحبة الحبيب
فصلوا عليه وسلموا تسليماً
الآن تقول لأحد يا فلان اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذه فيقول لك أريد أن أعرف الحكمة من هذه السنة!!!
سبحان الله أين قولك سمعنا وأطعنا؟
والغالب لا يتبع السنة إلا إذا ظهرت له نتيجة علمية وطبية صحيحة تؤكد هذه السنة
مثلا كشرب الماء ثلاثًا أو النوم على الجانب الأيمن أو عدم النفخ في الطعام والشراب الساخن
الكثير كان لا يتبع هذه السنن
وعندما ظهر لها سبب علمي يؤكد قول النبي صلى الله عليه وسلم نجدهم يتبعونها
عجيب أمركم ... أما يكفيكم قول من لا ينطق عن الهوى ؟
هل لا بد أن تظهر لكم حكمة في الأمر للاقتناع واتباع السنة؟
أحبتي
أين الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيء العظيم في الصحابة أنهم كانوا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دون أن يسألوا عن الحكمة، روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود، ولا يعرف الحكمة من ذلك يقول: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.
هذه الجملة أسلوب حياة، فالرسول إن قال شيئا، أو فعله، أعمله حتى لو لم أكن أفهم الحكمة.
روى البخاري، ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب- قبل تحريم الذهب على الرجال- فاتخذ الناس خواتيم من الذهب.
لم يقل لهم البسوا، لكن الصحابة حريصون على تقليد الرسول في كل شيء، ثم بعد ذلك قال: إِنِّي اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَبَذْتُهُ. ثم قال: إِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا.حُرّم على الرجال، فنبذ الناس خواتيمهم، فالموضوع في غاية البساطة عند الصحابة، فهم لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من لبس الخاتم حينما لبسه، ولم يسألوه عن الحكمة لما نبذه.
فيكف حالكم مع سرعة الاتباع والاقتداء بأفعال النبي وأقواله ؟؟!!
روى أبو داود، وأحمد، والدارمي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه، فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم، ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: "مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ؟"، قالوا: رأيناك ألقيت نعليك، فألقينا نعالنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ آتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرٌ. أو قال: أَذًى".
هل بيينا الآن من يمتثل كامتثال هؤلاء ؟؟!!!
الصحابة كانوا يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا يعلمون أن اتباعه هو خير الدنيا، والآخرة، وأنه لا مناص من اتباعه حتى يدخلوا الجنة، وأنهم لو اتبعوا أي مخلوق غيره، فلا سبيل إلى دخول الجنة، إلا خلفه صلى الله عليه وسلم،
وفوق ذلك الصحابة كانوا يتبعون الرسول؛ لأنهم كانوا يحبونه حبا لا نستطيع أن نصفه، حتى لا يتخيل أحدنا أنه يخالف سنته،
امتنزج حبه بدمائهم، ولحومهم، وعظامهم صلى الله عليه وسلم، فأصبح وكأنه فطري مزروع فيهم، فهم يحبونه، ولا بد من أن يتبعوه،
وفوق ذلك، وأعظم منه، أنهم كانوا يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم يحبون الله عز وجل الذي خلقهم، ورزقهم، وأحياهم، ثم يميتهم، وبعد الموت بعث، وبعد البعث حساب، والذي يحاسب هو الله عز وجل، والذي بيده الجنة والنار هو الله عز وجل، والذي عرفنا سبيل حب الله عز وجل، هو الله عز وجل قال في كتابه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31]. فسبيل حب الله عز وجل هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، لا نجاة والله بغير اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم،
هل بيينا الآن من يمتثل كامتثال هؤلاء ؟؟!!
يتحجج البعض أننا في عصر ليس مثل عصر الصحابة فالصحابة قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسوا معه وتعلموا منه
وهذه حجة البليد يا صديقي
فلو كان كلامك صحيح كيف بالتابعين وأتباع التابعين والسلف .. فهم لم يعاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف كان اتباعهم له وكيف كان امتثالهم لأمره ؟؟
التابعون لم يروا النبي لكنهم آمنوا به فأتبعوه، وكان رسول الله حيًا في قلوبهم، موجودًا في حياتهم، لا يتقدمون إلا بأمره، لا ينتهون إلا بنهيه ممتثلين سنته في أقواله ووصاياه وما نقل إليهم من أفعاله.
فكان الحسن البصري رحمه الله العابد الزاهد، تقيًا ورعًا صالحًا مقتديًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء، فعندما غير النبي منبره الذي يخطب عليه صاحت الجذع حتى كادت أن تنشق فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه وجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت. فكان الحسن البصري رحمه الله إذا روى هذا الحديث يبكي ويقول: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه " البدايه والنهايه 6/127"
وهذا التابعي الجليل محمد بن سيرين يقول: إن عندنا من شعر رسول الله شيئًا من قبل أنس بن مالك فيقول له أبو عبيدة التابعي الجليل: لأن يكون لي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أبطل البدع وحارب أهل الزيغ والضلال ونشر السُنة النبوية وعاش لها ولأجل نشرها فكان يرد رحمه الله: (إن دين الإسلام مبني على أصلين الأول: أن تعبد الله وحده لا شريك له. والأصل الثاني: أن يعبد لما شرعه على لسان رسوله وهذان الأصلان الكبيران هما حقيقة قولنا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمد رسول الله.)
وغيرهم المئات في كل القرون الماضية إلى آخر أيامنا الحاضرة التي نعيشها فنرى فيها مواقف العلماء وأهل الإيمان في اتباعهم رسول الله ومسايرتهم للاتباع في كل زمان ومكان في السراء من أمرهم وضرائه في ليلهم ونهارهم والأمثلة من ذلك في سيرهم وحالهم ظاهرها وباطنها ولا يمكن لأحد أن يحصيها.
قال ابن القيم رحمه الله:
أولئك أتباع النبي وحزبه *** ولولاهم ما كان في الأرض مسلمٌ
ولولاهم كادت تميد بأهلها *** ولكن رواسيها وأودتادها همُ
ولولاهم كانت ظلامًا بأهلها *** ولكنهم فيها بدور والنجمُ
فالنبي حيٌ في حياة أتباعه فهل نحن من أتباعه فحييه في حياتنا ..
أحبتي في الله
أحببت أن أختم بهذا الحديث
فوالله ما قرأته إلا وبكيت
أخرج الطبراني عن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى اّتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك"،
فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 36] ( مجمع الزوائد: 7/10).
هل تخيلتم هذا من قبل ؟؟
هل بكيتم على هذا من قبل ؟
هل خشيتم ما خشاه هذا الرجل ؟
هل تصورتم يومًا أو جال بخاطركم أن تدخل الجنة ولا ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
هل النبى حي في قلوبكم لدرجة تفكرون بهذا التفكير ؟
هل فكرتم يوما بما فكر فيه هذا الصحابى ؟
فمن حبه للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يفكر في لقائه حيًا وبعد موته
ويخشى أن يدخل الجنة ولا يراه !!
أحبتي في الله
أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول
وعودوا إلى سنته صلى الله عليه وسلم
حتى يحشرنا الله عز وجل برحمته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
فوالله لن تطيب الجنة إذا لم نكن بصحبة الحبيب
فصلوا عليه وسلموا تسليماً
لا تنسوني من صالح دعائكم
تعليق