.. كان في أقصى حالات السُّكر، وهو يسير مترنحا تتلاطمه الجدران ..
فجأة سمع صوت الأذان ..
تلفت يمنة ويسرة ، من أين يأتي هذا الصوت الجميل ؟
إنه صوت الأذان !
تتبع طريق الصوت وهو يتمايل إلى أن وصل به المسير إلى
مكان الصوت ، إلى المسجد وقد كبر الإمام تكبيرة الإحرامو وقف المصلون يستعدون للصلاة .
إذا بالإمام يسمع ضجيجا وجلبة على باب المسجد !
ماذا هناك ؟!
إنه شخص سكران يريد أن يدخل للصلاة !
منعوه من الدخول : إذهب واغتسل وتوضأ ثم تعالى للصلاة ..
قال : لا والله أصلي معكم الآن ..
واستمر السجال وهو لا يتزحزح عن الباب : أريد الدخول والصلاة ..
قام إليه الإمام بعدما رأى من إصراره . أخذ بيده . ادخله إلى حمام المسجد . ساعده
على الاغتسال . أتوه بثوب نظيف أبيض ناصع . توضأ . وخرج به الإمام
إلى مكان الصلاة .
وقف الإمام . كبر . وبدأت الصلاة . ركع وسجد وجلس للتحية .
والرجل السكران وراءه ، سجد ولم يقم .
لقد مات وهو يصلي !!!!!
*************
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُه إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ
عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا
إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ
عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا،)
***********
يفسر هذا الكلام حديث سهل بن سعد في الصحيحين
(إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة (فيما يبدو للناس) وهو من أهل النار
وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار (فيما يبدو للناس ) وهو من أهل الجنة)
***********
فهذه الرواية تدل على ان ظاهر عمل الرجل يكون صالحا وأن باطنه يكون
بخلاف ذلك وأن الخاتمة السيئة تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع
عليها الناس الناس من شك ونفاق أو رياء ونحوه من أمراض القلب
فتغلب عليه تلك الخصلة السيئة عند موته وتوجب له سوء الخاتمة
والعياذ بالله
وكذلك قد يكون ظاهر عمل الرجل فاسدا من أعمال أهل النار وفي باطنه
خصلة خفية صالحة لا يطلع عليها الناس من خوف الله ومحبته وإشفاقه
من ذنوبه الكبار وغير ذلك من خصال الخير ثم تغلب عليه تلك الخصلة
آخر عمره ويوفق للتوبة فتوجب له حسن الخاتمة
فهذه الرواية تدل على ان ظاهر عمل الرجل يكون صالحا وأن باطنه يكون
بخلاف ذلك وأن الخاتمة السيئة تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع
عليها الناس الناس من شك ونفاق أو رياء ونحوه من أمراض القلب
فتغلب عليه تلك الخصلة السيئة عند موته وتوجب له سوء الخاتمة
والعياذ بالله
وكذلك قد يكون ظاهر عمل الرجل فاسدا من أعمال أهل النار وفي باطنه
خصلة خفية صالحة لا يطلع عليها الناس من خوف الله ومحبته وإشفاقه
من ذنوبه الكبار وغير ذلك من خصال الخير ثم تغلب عليه تلك الخصلة
آخر عمره ويوفق للتوبة فتوجب له حسن الخاتمة
وما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم
يخذله الله أبداً
فالله عزّ وجل أكرم من عبده، لكن لابد من بلاء في القلب
***********
نستفيد من هنا درسا رائعا :
لا تقسوا على العصاة ....
فنحن نحكم على ما نرى ظاهرا ..
لكن الله وحده هو أعلم بما في القلوب والصدور
تعليق