عندما يكون الصف المؤمن خالصاً،
يكون الابتلاء بالمواجهة الصريحة مع من خالفهم،
كما قال تعالى :[وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ].
أما لو كان الصف المؤمن فيه تخليط و خبث،
يكون الابتلاء لهم تنقيةً لصفهم،
حتى يستكملوا ما أمروا به من مجاهدة أعدائهم،
كما قال تعالى: [مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ]
قال السعدي رحمه الله:"أي: ما كان في حكمة الله أن يترك المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاط وعدم التميز ، حتى يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب".
و أما لو كان الصف المؤمن فيه دخن،
فينزل البلاء لجلاء هذا الدخن، كأن يتكلوا على قوتهم،
و كثرة جمعهم كيوم حنين،
قال تعالى :[وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ]، أو تظهر فيهم المخالفة و المعصية ، كما حدث يوم أحد [أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ].
فينقى الصف المؤمن...
و يتربى الصف المؤمن.
و العاقل المستبصر هو من يدرك موقع البلاء من نفسه، و من حوله.
و يدرك كيف يُنزل كل حال منزلها، و يعلم كيف يتعامل مع البلاء حتى يُرفع، و يرتفع معه قدره عند ربه.
د.محمد فرحات
تعليق