إليك يا أختي المسلمة ..
إليك أيتها الدرة المكنونة واللؤلؤة المصونة ..
إليك يا مربية الأجيال ومعلمة الرجال ومنشأ الأبطال ..
أبعث هذه الرسالة ..
حامداً وشاكراً لله ، ومصلياً على رسول الله .. شاهداً بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه ، أما بعد :
يا أمة الله : أنذرتك النار !!
صرخة دوّى بها محمد صلى الله عليه وسلم في مسمع التاريخ قبل أربعة عشر قرناً من الزمان لأحب الناس إليه وأقربهم منه وأغلاهم عنده ، حيث قال : "يا فاطمةُ بنتَ محمَّدٍ أنقِذي نفسَكِ منَ النَّارِ فإنِّي لا أملِكُ لَكِ ضرًّا ولا نفعًا إنَّ لَكِ رحمًا سأبلُّها ببِلالِها" الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3185
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لمَّا نزَلَت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ قامَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فَنادَى يا بَني كَعبِ بنِ لؤيٍّ، أنقِذوا أنفسَكُم منَ النَّارِ، يا بَني عبدِ مَنافٍ، أنقِذوا أنفسَكُم منَ النَّارِ، يا بَني هاشمٍ أنقِذوا أنفسَكُم منَ النَّارِ، يا بَني عبدِ المطَّلبِ، أنقِذوا أنفسَكُم منَ النَّارِ، يا فاطِمةُ بنتَ محمَّدٍ، أنقِذي نفسَكَ منَ النَّارِ، فإنِّي لا أملِكُ لَكُم منَ اللَّهِ شيئًا، غيرَ أنَّ لَكُم رَحِمًا سأبلُّها ببَلالِها الراوي: أبو هريرة المحدث: العيني - المصدر: نخب الافكار - الصفحة أو الرقم: 16/208
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وها أنا ذا أهتف بها من بعده تأسياً به ، فاسمعيها مني وخذيها عني ، فوالله إني لأخاف عليك منك !!
فأنقذي نفسك من النار فلن يغني عنك من الله أحداً ، ولن تجدي لك من دون الله ملتحداً ، فلا ملجأ ولا منجى ولا ملتجأ من الله إلا إليه .
يا أمة الله : أنذرتك النار
وسطوة الواحد القهار... ونقمة العزيز الجبار .. وأن تطردي من رحمة الرحيم الغفار
يوم تعودين إليه .. وتقبلين عليه .. وتقفين بين يديه ... وحيدة فريدة ... طريدة شريدة .
مسلوبة من كل قوة .. محرومة من كل نصرة .. فمالك من الله من عاصم .. وليس لك من دونه راحم
يا أمة الله : أنذرتك النار
يوم تعرضين عليها .. وتردين على متنها
فترين لهيبها .. وتبصرين كلاليبها .. وتلمحين أغلالها وأنكالها فلا تدرين : أتنجين من الوقوع فيها وتنقذين منها ؟! فتسعدين للأبد !!
أم تقذفين إليها .. وتعذبين بها ؟! فيا تعاسة الجسد .. ويا حرقة الكبد.. ويا شقاءً ليس له أمد !!
يا أمة الله : أنذرتك النار
التي تناهت في الحرارة ... وزادت في الاستعارة
{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
فلو تعالت صيحات أهل النار ما رحموهم .. ولو طالت زفراتهم لما أنقذوهم
ولو تواصلت أنّاتهم وحسراتهم لما ساعدوهم
وكلما أرادوا أن يخرجوا منها لما فيها أعادوهم وبمقامع الحديد طرقوهم .. وبالأنكال والأغلال قيدوهم .. فيا ذلة الحال.. ويا سوء المآل .. ويا بؤساً ليس له نهاية .
ولو طالت الشكاية من تلك النكاية !!
يا أمة الله : أنذرتك النار
فحرها شديد ... وقعرها بعيد .. ومقامع أهلها من حديد .. يقذف فيها كل جبار عنيد
وهي تنادي : هل من مزيد ؟! هل من مزيد ؟!
{ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}
يا أمة الله
أنذرتك يوم الحسرة ..... إذ القلوب لدى الحناجر .. يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور .
ويظهر ما احتوته الضمائر
في ذلك اليوم الموعود وشاهد ومشهود
عندما تنطق عليك الشهود وتفضحك فيه الجلود .
يوم تأسفين وتندمين ، عندما تُسألين وتحاسبين عما كنت تفعلين وتعملين !!
يوم تُفتّح أبواب الجنان ، فيدخل منها وفد الرحمن ، للرضى والرضوان والنعيم والأمان والسعادة والإحسان.
وتوصد أبواب النيران على أهل العذاب والهوان والخسران والحرمان .
فمن أي باب تلجين ؟!
أفي دار المتقين المنعمين ؟!
أم في دار المعذبين المطرودين ؟! ومن رحمة الله محرومين ؟!
فيا أمة الله
الصلاة ... الصلاة
وكيف تطيب الحياة بدون هذه الصلاة !! وفيها رضاء الإله ، وبها سبيل النجاة
فهي دليل السعادة وسبيل النجاح
فمن ضيع في البداية " حي على الصلاة " أضاع – ولاشك – في النهاية " حي على الفلاح "!!
وأنذرتك النار وكأنني أُبصرها ترمي بشرر كالقصر ، كأنه جمالة صفر تريد أن تحتويك وبنارها تصليك .
من خلال ضحكة غجرية مع بائع ضائع
يصيد كالذئاب بخسة الكلاب
يبادلك الابتسام ويستطيل معك الكلام
تكاد عينيه أن تقفز من رأسه ليلتهم ما تبدّى من وجهك المكشوف أو بلبس الشفوف .
ومن خلال يديه التي تنسل من جنبيه لتلامس كفك الظاهر أو شعرك النافر أو صدرك السافر .
بدعوى القياس وتجريب اللباس وأخذ لون البشرة .
صوني جمالك إن أردت كرامة *** كيلا يصول عليك أدنى ضيغم
حُلَلُ التبرج إن أردت رخيصة *** أما العفاف فدونه سفك الدم
حُلَلُ التبرج إن أردت رخيصة *** أما العفاف فدونه سفك الدم
يبارزون الله بالذنوب ويعصونه يتواعدون فيلتقون .. يضحكون وينعمون .. يعبثون ويفجرون ..
وبمحارم الله يتلذذون .. ولم يخافوا أن يخرجوا من رحمته أو يخشوا أن يكتب عليهم الإبعاد والطرد من فضله وعنايته ..
فلا يبالي الله الذي سواهم بمن لا يبالون بمولاهم في أي واد يهيمون ؟ وإلى أي حال يصيرون ؟ وفي أي دار يحشرون ؟!
فمالهم لا يفقهون ؟!
وتباً لهم مما يجرمون !! وسيندمون !! { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
صنفانِ من أهلِ النارِ لم أرَهما . قومٌ معهم سياطٌ كأذنابِ البقرِ يضربون بها الناسَ . ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ . رؤوسُهنَّ كأسنِمَةِ البختِ المائلةِ . لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها . وإن ريحَها لتوجدُ من مسيرةِ كذا وكذا الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2128
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وأنذرتك النار أن تسقطي فيها في هوة سحيقة وحفرة عميقة لخروجك البريء مع شاب شقي !!!
بريء من الطهر ونزيه من القداسة ، كبراءة إخوة يوسف – عليه السلام – من كيدهم لأخيهم ومكرهم بشقيقهم .
مع من يدنس عرضك ، وينجس كرامتك ، وينتهب عفتك فيسرق منك أغَلى ما فيك وأعز شيء عليك
وبعد أن يذبح العفة .. ويئد الشرف ويقتل المرؤة يعود بعد جريمته وقد أصاب غنيمته ..
بنفس غاز فائز منتصر غير منكسر ..
وترجعين أنت وقد ذهبت اللذة وبقي الأذى
وغابت المتعة وظلت اللوعة
وتلاشت الشهوة وجاءت الشقوة
تتجرعين ألم الندم وغصة المعصية وخوف الفضيحة وتأنيب الضمير ، ولو كشف الله ستره المسدول وحجابه المسبول ، وأظهر منكما كل مخبوء لكانت قاصمة الظهر وذلة العمر ومسكنة الدهر .
لتمضي قوافل الأيام وتكر مراحل الأزمان والأعوام ، فينسى المجتمع إساءته ويغفل الناس عن معصيته ،
فربما يقال عنه :" شاب غره طيش الشباب ثم تاب وأناب " .
ورب قائل يقول : " الرجل لا يعيبه شيء مهما فعل !!" زعموا.
أما أنت ، فتبقين محملة بالوزر موسومة بالعهر ، ولو أعلنت البراءة وبادرت إلى التوبة ، وتغسلت بنهر الأوبة من الحوبة ، فلا شيء يعيد الزجاج الذي انكسر !!
ولا أمر يرجع الماء المنهمر من حيث تحدَّر !!
فيا أخية :
اصبري على طاعة الله وعن معاصي الله وعلى أقدار الله ، فإنما هي أيام تتابع ولحظات تتعاقب .
ويوشك أن يذهب عنك التعب ويتلاشى منك النصب ، فتنقلين من دار الهموم والغموم ، ومن موطن الأحزان والحرمان ومن دنيا الكمد والنكد ، ومن مواقع البلايا و الرزايا إلى جنة الخلود والنعيم المرفود
{ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ * وَمَاء مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } سورة الواقعة آية : [28-32]
ونعمة وفيرة وخيرات غزيرة .
في الهناء الذي لا ينقضي والسعادة التي لا تنتهي
حيث الرضى والرضوان إلى رب غير ساخط أو غضبان فيحلل عليك وشاح الكرامة ، ويزحزحك عن دار العذاب والمهانة ويكتب لك منها السلامة
فلا عتاب ولا ملامة
ولا عذاب ولا ندامة
وإنما سعادة الأبد ، ونعيم السرمد ، وفرح لا ينفذ ، وقرة عين لا تنقطع !!
فيا أمة الله :
أما آن أوان الاستفاقة ؟!
أو ما قد حان زمان الانطلاقة ؟!
مركب الإيمان بالرحمن ... يا أختاه ...
أو ما تخشين أن ينسى سباقه ؟! مع رفاقه ؟!
وشعاع النور بالطاعة .. هذا وقته
فهل تعلني للكون انبثاقه ؟! وانعتاقه ؟!
فعذاب الله – يا أمة الله – ليس في وسعك احتماله ولا لك عليه طاقة !!
نسال الله ان نكون من اهل الجنات
تعليق