بسم الله الرحمن الرحيم
وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم اسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم.
اللهم علمنا ما ينغعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة آل عمران : 31]
لا أحد منا إلا ويحب الله
وما منا أحد إلا ويتمنى أن يحبه الله أيضا .
ولكن حب الله له شرط مهم جدا!
وهو أن نتبع نبي الأمة عليه الصلاة والسلام.
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة آل عمران : 31]
نتبع أفعاله وعباداته وتصرفاته وأخلاقه باختصار نتبع سنته القولية والفعلية.
لماذا؟
لأنه قدوتنا ولأنه بشر وكان تطبيق شرع الله عليه وفق طاقته ووسعه حتى لا نأتي يوم القيامة ندعي أن الشرع كان فوق طاقة البشر ولم نتمكن من ذلك فكان هو القدوة على تنفيذ أوامر الله كلها بلا استثناء.
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [سورة اï»·حزاب : 21]
||||||||||||||||||||||||||||||
لن يتمكن أحد من التأسي به واتباعه حقا إلا من :
كان يرجو الله
واليوم الآخر
وذكر الله كثيييييييييرا
كذلك إبراهيم عليه السلام و " قومه " أيضا كانوا أسوة حسنة لنا وكان شرع الله وفق طاقتهم واحتمالهم أيضا وكانت ملة إبراهيم حنيفا مسلما ومن يرغب عن ملته فقد سفه نفسه!
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [سورة الممتحنة : 6]
الشاهد في الموضوع أن أوضح أن حب الله غال جدا وثمنه اتباع شرعه تأسيا بالرسول الذي أرسله لنا ليطبق ما شرعه عمليا لنا.
والصحابة عليهم السلام ومن كانوا بصحبة بقية الأنبياء والمرسلين من الصالحين المؤمنين الأتقياء فهموا هذا فهما صحيحا لذلك اتبعوا سنتهم قولا وعملا.
(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة التوبة : 100]
هؤلاء كانوا معه في كل أمر ولم يختاروا الأمور السهلة وتركوا التي تتطلب جهدا!
الحاصل الآن أن الكثير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يقولون نحن نتبع الرسول ولكن في الواقع يتبعون بعضا ويتركون بعض وما تركوه كان هو الأساس في عزة الدين ومنعته وهو الرسالة التي أنزلت إليهم.
كيف بنا ورسول الله يشكونا إلى الله؟!
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) [سورة الفرقان : 30]
فقط أغمضوا أعينكم وتخيلوا المشهد يوم القيامة نراه من بعيد منيرا كالسراج يبتسم لمن اتبعه باحسان ونعرفه ونجري فرحين نريد أن نسلم عليه فإذا هو يشكونا فور وصولنا إليه إذا رأى ظلمتنا من هجر النور الذي أنزل معه.
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) [سورة الفرقان : 30]
تخيلوا الصدمة!
وما هي حجتنا ؟
(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [سورة الفتح : 11]
هل قبل عذر الأعراب أن يتخلفوا عن القتال بسبب الأموال والبنون وهذا قتال قد يعودون منه جثث أو جرحى أو معاقين؟
فهل يقبل عذرنا " شغلتنا أموالنا وأهلونا" عن ذكر الله ذكرا كثيرا في قلوبنا ونحن نؤدي أعمالنا اليومية ؟!!!!!
بالله عليكم هل تتخيلون الفرق؟!
الصحابة الكرام والصالحين لم يعتذروا بل كانوا معه في كل أمر.
أسلم وجهه لله ومن معه أسلموا وجههم لله.
فهل أسلمنا وجهنا لله حقا هل استسلمنا لكل أوامره..
(فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ((اتَّبَعَنِ ))..) [سورة آل عمران : 20]
آمن واستقام على أمر الله ومن تاب معه آمنوا واستقاموا
فهل آمنا ثم استقمنا على أمره.
(فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ ((مَعَكَ)) وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة هود : 112]
في الجهاد في سبيل الله كانوا معه.
فهل حاولنا أن نجاهد أنفسنا والشيطان على الأقل..
(لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ((مَعَهُ )) جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة التوبة : 88]
في الدعوة إلى الله كانوا معه
فهل أمرنا بالمعروف أو نهينا عن المنكر أو على الأقل بلغنا آيات الله..
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ ((اتَّبَعَنِي ))وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة يوسف : 108]
وفي كل أمر جامع كانوا معه..
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا ((مَعَهُ )) عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ..) [سورة النور : 62]
وفي قيام الليل الطويل كانوا أيضا له متبعين له متأسين به .
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ (( مَعَكَ ))...) [سورة المزمل : 20]
نقول دائما ليتنا كنا في زمن النبي عليه الصلاة والسلام لكنا معه ومن صحابته
الفرصة موجودة لنكون معه بقلوبنا ونكون من الذين اتبعوه باحسان.
ألم يشتاق إلينا ويقول " اشتقت لإخواني "؟
ألا تشتاقون له كما اشتاق إليكم؟
فهل أنت مستعد ليوم اللقاء ماذا ستخبره ؟
ما هو نصرك لدينه وتعزيرك له؟
ماذا فعلت لتكون معه؟
أسئلة فكر في أجوبتها وجهزها فلا نعلم إن كان قد اقترب اللقاء ..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
تعليق