إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلى كل فتاة... رسالة هامة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلى كل فتاة... رسالة هامة





    إلى كل فتاة... رسالة هامة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وبعد...
    فضلاً منكِ قبل أن تقرأي هذه الرسالة ، كوني على يقين من أننا كلنا ننسى ونُخطئ ، ولكن ليس من الحكمة أن تحزني إذا ذكَّر بعضنا بعضاً ، فهل يضايقكِ أن تعيريني قلبكِ المطمئن وعقلكِ الفاهم دقائق لقراءة هذه الرسالة ؛ عسى أن تجدى في النهاية ما تبحثين عنه!!!

    بداية: أختي الفاضلة إن المصارحة قد تكون مُرَّة الطعمِ ؛ لكن نتائجها محمودة وقد ذُقنا شُؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة ، فآمل أن يتسع صدركِ لسماع ما أقول.



    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، فقالوا يا رسول الله : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى » (البخاري).

    وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : «
    سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ ، علي رُؤُسُهنِّ كأسنمةِ البُختِ ، العنوهُنَّ فإنهن الملعونات »
    (صحيح) ومعنى كاسيات عاريات أي كاسيات في الصورة ، عاريات في الحقيقة ؛ لأنهن يلبسن ملابس لا تستر جسداً ولا تخفي عورة ، فالغرض من اللباس الستر فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عارياًَ. وهذا ينطبق تماماً على كل الملابس الضيقة والمفتوحة. ومعنى على رؤسهن كأسنمة البخت: أي يصففن شعورهن من فوق رؤسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل .


    وقال الله تعالى : {
    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} الأحزاب:59 وهذا أمر صريح من الله تعالى بالحجاب وأتى في صورة أمر إلى النبي لأهميته ، فلو لم يكن الحجاب الشرعي أو الزي الإسلامي ذا أهمية كبيرة -كما يظن البعض - فهل يأمر به الله على هذا الشكل؟ وإذا كان الظاهر غير مهم فهل يأمرنا ربنا بأشياء غير ضرورية ؟!!

    فمن هذا المنطلق نبُيِّن لكم بعض الأحكام التي تُبَصِّرُكِ بمظاهر التبرج ؛ فاجتنبيها:

    أولاً : حكم لبس المرأة البنطلون ..
    - أفتى الشيخ صالح الفوزان ، عضو هيئة كبار العلماء ، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية بما يلي :
    "لا يجوز للمرأة أن تلبس ما فيه تشبه بالرجال أو تشبه بالكافرات ، وكذلك لا يجوز لها أن تلبس اللباس الضيق الذي يبين تقاطيع بدنها ويسبب الافتتان بها، والبناطيل فيها كل هذه المحاذير فلا يجوز لبسها."
    وكما أفتى الشيخ صالح العثيمين أنه " لا يجوز لبس البنطلون حتى لو كان البنطلون واسعاً فضفاضاً لأن تَمَيُّز رِجْل عن رِجْل يكون به شئ من عدم الستر، ولأن البنطال من لباس الرجال."


    وقد أفتت دار الإفتاء المصرية بما يلي :
    " لبس المرأة للبنطلون الضيق المُفصِّل لجسدها حرام شرعاً وأن عقوبة التبرج والسفور في الآخرة عقوبة شديدة مثل عقوبة تارك الصلاة أو الزكاة ؛ لأن الحجاب واجب شرعي ، والتبرج والسفور من الكبائر المحرمة شرعاً إذْ أنهما يؤديان إلى انتشار الفساد والفاحشة."
    وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «
    لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : الرجلَ يلبسُ لِبْسَةَ المرأةِ ، والمرأةَ تلبس لِبْسَة الرجل »
    رواه أبو داود بإسناد صحيح ، وصححه الألباني .

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
    ثلاثٌ لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه ، والمرأة المُتَرَجِّلة المتشبهة بالرجال ، والدَيُّوث »
    (الحديث صحيح)

    ثانياًُ : حكم المرأة التي تخرج متعطرة ..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
    أيما امرأة استعطرت ثم خرجت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها ؛ فهي زانية »
    رواه أبو داود ، و النسائي .

    ثالثاً : حكم المرأة التي ترقق حواجبها ..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
    لعن الله الواشمات ، والمُستوشمات ، والنامصات ،والمُتنمصات ، والمُتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله »
    متفق عليه . والنامصة : هي من ترقق الحاجبين للنساء ، والمتنمصة: هي من يتم ترقيق حواجبها .

    رابعاً : تبرج المرأة بصوتها أو مشيتها ..
    قال تعالى : {
    يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } [ الأحزاب : 32 ] .
    ولا تخضعن بالقول: أي لا تُلن القول ،ولا يكن في صوتكن ميوعة الأنوثة عندما تخاطبن الرجال .

    وقال تعالى : {
    وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} النور:31 وذهب ابن كثير، إلى أن المرأة منهية عن كل شئ يلفت النظر إليها أو يحرك شهوة الرجال نحوها .

    خامساً : التبرج المُقَنَّع ..
    فقد رأى أعداء الصحوة الإسلامية أن يتعاملوا مع الحجاب الشرعي بطريقة خبيثة ؛ فراحوا يروجون صوراً متنوعة من الحجاب على أنها حل وسط ترضي المحجبة به ربـها – زعموا!!! - وفي نفس الوقت تساير مجتمعها، وتحافظ على أناقتها .


    وكانت بيوت الأزياء قد أشفقت من بوار تجارتها؛ بسبب انتشار الحجاب الشرعى، فمن ثَمّ أغرقت الأسواق بنماذج ممسوخةٍ من التبرج تحت اسم (الحجاب العصرى) وأحرجت ظاهرة الحجاب الشرعى طائفة من المتبرجات اللائى هرولن نحو (الحل الوسط) ؛ تخلصاً من الحرج الاجتماعي الضاغط، الذي سببه انتشار الحجاب الشرعي ،وبمرور الوقت تفشت ظاهرة (التبرج المقنع) المسمى بالحجاب العصرى ، يحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات ؛ لذا فيا صاحبة الحجاب العصرى : حذار أن تصدقى أن حجابك هو الشرعي الذى يرضي ربك ، وإياك أن تنخدعي بمن يبارك عملك هذا ، ويكتمكِ النصيحة ولا تغتري فتقولي :" إني أحسن حالاً من صويحبات التبرج الصارخ" فإنه لا أسوة في الشر، فعليك أن تقتدى بأخواتك الملتزمات بالحجاب الشرعي بشروطه .


    سادساً : ماذا عن الوجه ؟
    اتفق العلماء على وجوب تغطية الوجه في مثل هذا الزمن الذي كثرة فيه الفتنة ، وكثر فيه الفساق الذين لا يتورعون عن النظر المحرم . ويقول تعالى : {
    فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [ النساء : 65 ] ، ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : يُقسم الله تعالى بنفسه الكريمة المقدسة : أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الإنقياد له ظاهراً و باطناً ، وإذا حكّموك يطيعونك في بواطنهم ، فلا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكمت به ؛ فينقادون له في الظاهر والباطن لذلك فهو تسليم كلي ، من غير ممانعة ، ولا مدافعة ، ولا منازعة .

    والخلاصة : أن أبواب التبرج محدودة ، ويسهل تفاديها وهي لبس القصير أو الضيق أو الرقيق أو المزين اللافت للنظر ، وعلينا أن نرسي مبدأً هاماً ، وهو أن الإسلام هو الإستسلام ، والإذعان والإنقياد ، لأمر الله تعالى ، إذاً يكون موضع البحث هو التأكد من أن هذا التكليف قد ورد في كتاب الله أو في سنة رسول الله .

    فهيا أختاه نعود إلى رضا الله الذى خلقنا بيده ، ونفخ فينا من روحه ، فهذا الحجاب أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى : {
    وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا
    } [ الأحزاب : 36 ] ، أي أنه إذا حكم الله ورسوله بشىء ؛ فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحدهم لا برأى ولا بقول .
    إذاًً المسألة ليست مسألة اقتناع ، بقدر ما هي مسألة إيمان وامتثال لأمر الله.

    وإنا لعلى يقين من وجود الخير داخلك ، فإنك ما تقومين بمعصية الله عن قصد ، وإنما هي فطرتك في حب الظهور بمظهر الجمال والتناسق ومسايرة أقرانك ، ولكن ما دام هذا يثير الفتنة ويغضب ربك ويؤدي للإساءة إليك ؛ باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء النية وخبث الطوية ، مما يعرضك لأذى الأشرار والسفهاء ، كما تقومين بتسهيل معصية الزنا بالعين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
    العينان زناهما النظر »
    رواه مسلم ، فعليك ألا تُصِّري على ذلك. فهيا انضمي إلينا ؛ ليُكَثِّرَ بعضُنا بعضاً. واعلمي أن حجابك يَبُث الرعبَ في قلوب أعداء الإسلام.

    وتحتَجُّ بعض الفتيات حين تنهاها عن التبرج أو تأمرها بالحجاب الشرعي ، أنها مقتنعة تماماً ، لكن شهوة المظهر تغلبها ، وهي لا تستطيع ضبط نفسها. وقد يبدو العذر منطقياً لدى البعض لأول وهلة ، ولكن حين تراها في شهر رمضان وقد التزمت بعض الشيء -وهو سلوك محمود ولا شك- يدل على أنها تملك القدرة على ضبط نفسها و الإنتصار على شهوة المظهر.

    أختاه تخيلي بعض الملتزمات في عقلك ، واسألي نفسك هذا السؤال : ألا أستطيع أن أكون واحدة من هؤلاء ؟ كيف نجحوا وهم يعيشون في المجتمع نفسه ، ولهم شهوات وأمامهم عوائق كما أن لي شهوات وأمامي عوائق فقد كان العديد من الفتيات في طريق التبرج ثم منَّ الله عليهن بالهداية ؛ فتبدلت أحوالهن وتغيرت و سرن في رِكاب الصالحات الطائعات ، وربما كانت زميلة لك...

    فكيف ينجحن في اجتياز هذه العقبة وتفشلى أنت؟! ولماذا استطعن التوبة ولم تستطيعي أنت ؟ إن العوائق عند الكثير من الفتيات عن التوبة والإلتزام ليس عدم الإقتناع ، بل هو شعور بعدم القدرة على التغير . أفلا تُعتبر هذه الفتاة الملتزمة نموذجاً لك ، ودليل على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً نصطنعه ؟!! فماذا يمنع أن تكوني أنت واحدة من هؤلاء ؟ وما الذي يحول بينك وبين ذلك؟

    فأعيدي الحسابات ، وصححي الطريق ، ولا تكوني ممن تقتنع بخطأ طريقها وتتمنى التغيير ؛ لكنها تنتظر المناسبة ألا وهي أن يموت قريب لها ، أو تُصاب بحادث فتَتَّعِظ ؛ فيهزها الموقف فيدعوها للتوبة!! ولكن ماذا لو كانت هي ذلك الميت فيتعظ بها غيرها ؟ أو كان الحادث الذي تنتظره ليردها إلى التوبة فيه نهايتها ؟!! أختى الفتاة ليس للإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة ، فالأمر لا يحتمل المخاطرة . يقول الله تعالى : {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ النور : 51 ]


    فهناك غائب ينتظرك وليس له وقت محدد ، إنه الموت.. نعم الموت ، قد يأتي وأنت تأكلين أو تشربين أو نائمة، وربما وأنت تضحكين أو تلعبين... فاتقى الله ، فمهما تهربين منه فإنه ملاقيك
    { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} الجمعة:8
    ماذا أعددتِ له؟ .. ماذا عمِلتِ للفوز برضا الله؟ قولى لى بربك ..كيف ترتاح نفسك وأنت عاصية لله؟ أم كيف يطمئن قلبك ، أم كيف يرضى ضميرك عما أنت فاعلته؟!! أما استشعرتي عظمة الجبار؟! أما تخافين غضب القهار..؟!! نعم لقد أغضبتِ مولاك من أجل هواكِ ، من أجل أن يُقال فلانة جميلة .. وليكن ذلك فقد قيل . ثم ماذا . ثم تُلعنين ؟!! إلى متى وأنت في غفلة..؟ إلى متى وأنت تقولين غداً أتوب ! غداً أرجع إلى ربي ! غداً أخلع كل المنكرات و أقوم بكل الصالحات... !!! إلى متى ؟!!

    أختي الغالية كوني شجاعة ولا تترددي ، اتخذى القرار ، واسلكي طريق الصالحات ، ولا تغترى بكثرة الهالكات فعمل الناس ليس هو الحكم يقول الله تعالى: {
    وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الأنعام:116 وقول الله تعالى : {قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ المائدة : 100 ]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق »


    واعلمي أن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده ، ويبدل له السيئات حسنات عند رجوعه إليه {
    إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
    } [ الفرقان : 70 ]

    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «
    للهُ أشدُّ فرَحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة (الصحراء الخالية) معه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنام فاستيقظ وقد ذهبت ، فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال أَرجعُ إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ، فوضع رأسه على ساعده ليموت ، فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه ، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده »
    أخرجه البخاري ومسلم .

    و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «
    قال الله عز وجل يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني ، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني ، غفرت لك ولا أبالي ، ابن آدم لو أتيتني بِقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتُك بقُرابها مغفرة »
    أخرجه الترمذي .

    أختاه... إن فيما أوضحته لك ما يكفي لإقناعك بالمنطق السليم الذى لا إلتواء فيه ؛ بأن اتباع شريعة الله تعالى لا يضمن لك بلوغ مرضاة الله فحسب ، بل هو يضمن لك إلى جانب ذلك تحقيق أسباب سعادتك الدنيوية كلها ، فقد بدا من النادر أن توجد امرأة مسلمة ترتدى الزى الإسلامي قد جاوزت سن الخامسة والعشرين دون زواج ، فالزواج سنة الله ، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته . أمَا وقد تبين لك كل ذلك ؛ فقد آن لك أن تنهضى للإستجابة لحكم مولاك العظيم ، وأن تصطلحي مع الله عز وجل بعد طول نسيان وتنكر له ، ودعك من انتقاد الناس وحسابهم ، فإن حساب الله غداً أشد وأعظم . تَرَّفعي عن السعي إلى مرضاتهم وتحقيق أهوائهم فإن التسامي إلى مرضاة الله أسعد لك وأسلم ، ولسوف تجدين وأنت تعزمين على الرجوع إلى صراط الله من يحاول أن يرهق مشاعرك تخديراً تحت وطأة هذه التقاليع التي أحاطت بك ،كما تحيط خيوط العنكبوت بضحيتها الحبيسة.

    أما نحن فنذكرك بقول الله تعالى {
    يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ
    } وستجدين من يُذَكِّرك بجمال هذه الدنيا ، ومغريات الإرتواء من لذَّاتها وزينتها ، ولكني أذكرك بخطورة عقابها وجسامة ما ينتظرك من آثارها .


    كلمة أخيرة نتوجه بها إلى اللواتي استيقنت أفئدتهن الحق الذي بيَّناه ، غير أن الواحدة منهن تشعر ببعد النَّقلة بين الواقع الذي تعيش فيه والحق الذي آمنت به ، فتركَنُ آسفةً إلى الوضع الذي تعيش فيه ، وتعتذر بأنها عاجزة عن مثل هذا القفز البعيد ، وهكذا فهناك الكثير ممن ليس يلتزمن بالزي الإسلامي ما يمنعهن من السعي إلى إصلاح حالهن ، إلا ما يرونه من بعد الفجوة وعمقها بين الكمال الذي يسمعون عنه ، والواقع الذي يعيشون فيه ، ولكن هذا التصور خاطئ ، فإن الفاصل بين الحق والباطل إنما يتمثل في الفرق بين أبعد طرف عن الباطل وأول درجة من درجات الحق ، وفرق ما بينهما لفتة صغيرة وحركة بسيطة ، إذا فالحق هو سلّم ذو درجات متقاربة ، تبدأ أولها عند طرف الباطل الذي تعيشين فيه ، وتقف الدرجة الأخيرة عند نهاية الكمال الذي يشدك إلى تشريع الله وحكمه.. إذا فالمطلوب منك بعد أن انتبهت إلى الحق وآمنت به أن تتحركي صاعدة في درجاته ، لا أن تقفزي قفزة واحدة إلى نهايتها.فإذا كنت لا تملكين من الطاقة أو الإرادة أو الظروف المساعدة ، ما تفرضين به على نفسك حجاباً سابغاً للجسم والوجه ، فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك مما تساعدك عليه الظروف والأحوال ، وإذا كنت لا تجدين طاقة كافية لتغيير أي شيء من لباسك وهيئتك ، مهما كانت منحرفة وبعيدة عن الله عز وجل ، فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك أيضاً من أداء العبادات المفروضة ، وتلاوة شئ من كتاب الله بتدبر خلال كل صباح ومساء ، وإذا كنت عاجزة حتى عن ذلك فلتفرضي على نفسك ما دون ذلك من استشعار خطورة الحال التي أنتِ فيها والإلتجاء إلى الله تعالى بقلب صادق واجف ، تسألينه العون والقوة واستعيني في ذلك بالبكاء والتضرع إلى الله ، واعلمي - وفقك الله - أنه ما سار إنسان أبداً إلى الحق بادئاً بخطوة من هذه الخطى متجهاً إلى الله بصدق وعزم ، إلا وفقه الله تعالى في السير إلى نهاية الطريق والوصول إلى مجامع ذلك الحق .

    واعلمي أن المصيبة كل المصيبة ، أن تعلمي الحق وتؤمني به ، ثم لا تتجهي إليه بخطوة أو بعزم كأن الأمر ليس مما يعنيك في شئ ، أو كأن الذي شرع هذا الحق و أمر به لن تطولك يده ، ولن يبلغ إليك بطشُه وسلطانُه ، مثل هذا الحال يعتبر أعظم سبب لإستمطار غضب الله تعالى والتعجيل بعقوبته ، وعقوبة الدنيا هنا لا تتمثل في بلاء عاجل يحيق بالإنسان ، وإنما تتمثل في انغلاق العقل وقسوة القلب ، فلا يؤثر في أحدهما تذكير ولا تخويف ولا تنبيه مهما كانت الأدلة واضحة والنُذُر قريبة...

    حتى إذا جائه الموت تخطّفَه وهو على هذا الحال ، فينقلب إلى الله تعالى وقد تحول انغلاق عقله وقسوة قلبه إلى ندم يحرق الكبد ، وقت لا ينفع الندم ولا رجوع فيه إلى الوراء. وقد عبر الله تعالى عن هذه العقوبة وسببها بقوله : {
    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا
    } الكهف:57

    فإذا كنتِ تؤمنين بالله فلا ريب أنك تؤمنين بشريعته واليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء والحساب ، وإن من مستلزمات هذا الإيمان أن تضعي الكلام الذي سردته عليك في هذه الرسالة ، موضع الجد والاهتمام من تفكيرك ، حتى إذا أيقنتِ أنني لم أخدعك بباطل من القول ولم أضع بين يديك إلا الحقيقة الصافية التي يتمثل فيها حكم الله عز وجل ، فإن عليك أن تنهضي إلى تطبيق هذا الحكم بالسير في مراحله المتدرجة فإن رأيت أن حبال الدنيا وأهوائها ، وتقليد الصديقات والقريبات تشدك إلى الخلف وتصدك عن النهوض بأمر الله ، فلا أقل من أن تفيض الحسرة في قلبك ، فيسوقك الألم إلى باب الله تعالى وأعتاب رحمته لتعرضى له ضعفك و تجأرى إليه بالشكوى أن يَهَبَكِ من لَدُنه قوةً وتوفيقاً ، وأن يمنحك العون ؛ لتتحررى عن سلطان نفسك وسلطان التقاليد والعادات وسلطان الأقارب والصديقات.

    أما إن لم ينهض بك الإيمان إلى هذا ولا إلى ذاك ، ولم يتحرك القلب الذى وراء ضلوعك بأى تأثر واهتمام لكل هذا الذى حدثتك به ، فلتكوني في شك من إيمانك بوجود الله تعالى ، ولتعلمي أنك تسيرين - إن استمر بك الحال - إلى نهاية رهيبة ليس منها مخلص ولا مفر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «
    ما تركت بعدى فتنة أضَّر على الرجال من النساء »
    متفق عليه .

    فاعلمي أنه ما من شاب يُبتلى منك اليوم بفتنة تُغريه ، أو تُشغل له باله ، وكان بوسعك أن تجعليه فى مأمن منها ، إلا أعقبك منها غداً نَكالٌ من الله عظيم . ا.هـ.
    أسأل الله لى و لكِ الهداية و التوفيق ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 30-08-2016, 06:02 AM.

  • #2
    رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

    جزاكي الله خيرا أختى الفاضلة
    وبارك الله فيكِ
    التعديل الأخير تم بواسطة اللؤلؤةالمكنونة; الساعة 30-11-2010, 08:37 PM.

    رسائل مهمة في نصح الأمة " هام جدا لكل مسلمة
    سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

      جزاك الله خيرا يمامة المسجد وربنا يهدينى لارتداء النقاب ادعيلى
      من وجد الله فماذا فقد..ومن فقد الله فماذا وجد!


      تعليق


      • #4
        رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

        السلام عليكي ورحمة الله وبركاته

        أختى في الله:

        جزاكي الله خيرا أخيتى على هذا الموضوع الطيب
        وجعله الله في ميزان حسناتك

        التعديل الأخير تم بواسطة اللؤلؤةالمكنونة; الساعة 30-11-2010, 08:38 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

          لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

          استمعي بقلبك



          تعليق


          • #6
            رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

            جزاكم الله خيرا

            تعليق


            • #7
              رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

              السلام عليكم أختي الفاضلة
              سلمت يداكي أختنا أم يحيى و جزاكي الله خيرا على هذا الموضوع المهم جدا جدا . لا أزيد على ما قلتي بارك الله فيكي
              , و لكن أهمس في أذن كل المترددات و الغافلات من أخواتي الكريمات ( الحلال بين و الحرام بين, و كل مننا تعلم ما يجب أن تعمله طاعة لله عز وجل و إقتداء بأمهاتنا أزواج النبي صلى الله عليه و سلم, وكلنا تعلم أن العقبات مهما كانت قوية فهي لا يمكن أن تكون أشد من حبك لله و لرسوله , و الله حبيباتي في الله ما في هذه الدنيا شئ يساوي ان تمر عليك السنين و أنت غافلة و إن قدر الله لك الهداية ( ويا لها من فرصة) ستظل هناك غصة الندم على ما فات


              و الخوف من عذاب الله
              و الرجاء في قبول التوبة إن صدقت إن شاء الله . و إسألي نفسك سؤال
              واحد و جاوبي بأمانة شديدة: ماذا لو كانت رغبتك, بدل الإلتزام يعني ,أي شئ أخر من متاع الدنيا؟؟ شوفي مثلا إلل عايزة تمثل و لا تغني و لا ترتبط بإنسان معين , شوفي بتحارب و تصمد و تصر أد إيه لغاية ما تحقق هدفها و يمكن تعصي والديها و ربها و لا تأبه لا بعرف و لا تقاليد و لا لا و لا ..... ,
              فأيهما أولي بالتمسك رضى الله عز وجل و لا رغباتنا الدنيوية الزائلة التي لا بركة فيه إلا برضى الله عنا؟؟
              . فهمتي قصدي أختي الكريمة , البداية هي رضى الله و بعدين أي حاجة تانية مش إني أفكر بالمقلوب و أقول خليني أحقق أحلامي الأول و بعدين ألتزم . لا حبيبتي في الله و ألف لا , الله وحده سيضمن لك أحلامك , و يضمن لك دنياكي و أخراكي معا.

              فيه كمان سبب او حجة لبعض الأخوات و هي أن فلانة ملتزمة في لبسها بس طبعها و لامعاملتها مش ماشية مع مظهرها ,لا يهمك تقصير الآخرين فلن تسئلي عنهم و لكن سوف تحاسبي أولا عن نفسك. حق الأخرين عليك النصح و التذكير أما حق نفسك عليكي فالعمل و الطاعة و التسيير.
              أختي في الله إقبلي النصح من أختنا الكريمة فهي لم تقل لك ما تراه شخصيا و لكنها تذكرني و إياكي بما أوصانا به الحبيب المصفى من أمر الله عز وجل.
              أسال الله لنا جميعا بالصون و العون و الهداية .
              التعديل الأخير تم بواسطة اللؤلؤةالمكنونة; الساعة 30-11-2010, 08:38 PM.
              يارب ضاقت بي الدنيا بما رحبت و هانت علي بما فيها,إن كان قدرك أن نحيا فيارب جنبنا نواهيها ,و إن كان موت عاجلا فيارب حسن الخاتمة نبغيها و يوم الحشر يارب إحشرنا مع صالحيها, و عند الحساب يارب يسر سؤالنا و تجاوز عما أسلفنا فيها
              و اجمعنا بأحبتنا في جنة خلدٍ الرحمنُ بانيها,و شفاعة من الحبيب الهادي طوبى لمن هُديها,و نعيم مقيم لا يفني و للخلد مصير ساكنيها

              تعليق


              • #8
                رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

                جزاكي الله خيراً ونفع الله بك المسلمين

                يا عبد السوء، كم تعصي ونستر،كم تكسرباب نهي ونجبر،كم نستقطر من عينيك دموع الخشية ولا تقطر،كم نطلب وصلك بالطاعة، وأنت تفرّ وتهجر،كم لي عليك من النعم، وأنت بعد لا تشكر.
                خدعتك الدنيا وأعمال الهوى وأنت لا تسمع ولا تبصر. سخّرت لك الأكوان وانت تطغى وتكفر،وتطلب الاقامة في الدنيا وهي قنطرة لمن يعبر


                تعليق


                • #9
                  رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

                  جزاكِ الرحمن خيرا وبارك فيكِ
                  أسأل الله العظيم أن يرد الأمة جمعاء الى الحق
                  الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش
                  بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش
                  رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا

                  يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

                  تعليق


                  • #10
                    رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

                    السلام عليكم
                    جزاك الله خيرا اخيتي , وبارك فيك , واثابكم الفردوس الاعلى, جعل موضوعك في ميزان حسناتك
                    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

                    تعليق


                    • #11
                      رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

                      بارك الله فيكم وأثابكم الفردوس الإعلى

                      تعليق


                      • #12
                        رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

                        جزاكِ الله خيرااا اختى الفاضله
                        ونفع الله بكِ
                        اسأل الله ان يهدى المسلمات
                        وان يردنا الى ديننا ردا جميلا
                        بارك الرحمن فيكِ
                        ـــــــــــــــــــــــــــــــ
                        اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد

                        تعليق


                        • #13
                          رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

                          بارك الله فيك يأختاه
                          أناجزائرية حرة عربية ....صادقة الوعد أبية
                          محمد قدوتي وعائشة أمي ...وبن أمهدي جدى
                          ومكة قبلتي ومنبع ايماني ...والقدس والأقصى قضيتي
                          وأمريكا وأسرائيل عدوتي ...والنصر أت فقم يأخي
                          .................................................. ..............
                          صباح الرشاش والمدفع ...يا صهيون من أقلع

                          تعليق


                          • #14
                            رد: إلى كل فتاة... رسالة هامة

                            للرفع

                            تعليق

                            يعمل...
                            X