الجزء الأول
فى طريقنا لربنا سبحانه وتعالى بنواجه عقبات كفيلة إنها تبعدنا عن الطريق ده
وأحيانا العقبات دى بتبقى مقالب أو خدع شيطانية
فالمعاصى الشيطان بيدخلنا منها من سكتين :
السكة الاولى إنها معصية وعلى أى حال بتنخر فى العلاقة ما بينك وبين ربنا سبحانه وتعالى
والسكة التانية سكة اليأس والقنوط وخاصة لو كانت معصية من معاصى السر
يحسسك بالنفاق ويوقعك من الطريق ويقتل الأمل جواك إنك تكون إنسان كويس أو إنك تخدم دينك يخليك تستصغر نفسك بذنبك
وممكن ينتهى بيك الأمر إلى الانتكاس كلية عن طريق الطاعة والإنغماس فى المعصية بحجة إنك متنفعش وإنك كده بتبوظ الدين فيا إما تبقى كده يا كده فيخلى كده بتاعك مهبب بستين نيلة
فعلشان نطلع من المقلب السخن ده لازم نفهمها صح علشان نعيشها صح الصح
فى البداية لازم لنا وقفة مع نفسنا يا ترى إحنا مين ؟! وفى الدنيا دى بنعمل ايه؟!
ورايحين على فين ؟!
أنا عبد ضعيف فقير لا أملك حتى نفسى
فى الدنيا دى لعبادة الله سبحانه وتعالى الملك المالك القدير
وقدامى هدف هو جنة الخلد وإلا فنار لا تبقى ولا تذر
الثلاث حاجات دول لازم تحطهم حلقة فى ودنك فى كل حركة وسكنة
فى كل كبيرة وصغيرة
مفيش حاجة هنعملها فى حياتنا هدر ولا من غير هدف كل حياتى لله سبحانه وتعالى " قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ "
يبقى أنا ماشى فى طريق واضح ولهدف واضح
المطلوب منى النية والرغبة الصادقة والإصرار فى السير فى هذا الطريق
ياترى أنت عايز ربنا ولا لأ ؟
هتمشى فى طريقه ونفسك يرضى عنك ولا هتمشى فى الطرق التانية ؟
قال الألباني - رحمه الله - :
طريق الله طويل ، ونحن نمضي فيه كالسلحفاة
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ، ولكن الغاية أن تموت على الطريق
معنى الكلام ده إننا ممكن نقع فى ذنوب ومعاصى وإحنا ماشيين على الطريق ؟
آه هتقع فى ذنوب ومعاصى يعنى هتقع مفيش مننا حد معصوم
بس ياترى أخبار قلبك ايه ؟!
مهموم ومغموم إنه بيغضب ربنا ولا فرحان وراضى وعاجبه الحال
بيقع فى المعاصى من غير قصد ولا بيجرى وراها وبيخطط علشان الوقوع فيها
فيه فرق بين إنك تتكعبل فى المعاصى وبين إنك تسعى للوقوع فيها
وفيه مثال بحب أقوله دايما فى النقطة دى : واحد بيدور وبيتعب علشان يجيب حاجات يغضب بيها ربنا سبحانه وتعالى أفلام أو أغانى أو أى حاجة وواحد تانى ممكن يقع فى الحاجات دى صدفة غصب عنه وهوا بيتصفح أى موقع فيه اعلانات سيئة مثلا المهم إنه وقع ونفسه اشتهت إنها تنظر ونظر بالفعل وتمادى فى النظر ( لحظة ضعف ) وبعدين تذكر فذكر واستغفر
ياترى الإتنين زى بعض ؟
لا طبعا
الأولانى مش ماشى على الطريق أساسا
التانى ماشى على الطريق ووقع فى لحظة الضعف وقام وكمل مشى تانى
أنا مش بقولك كده علشان أخليك تعمل معاصى براحتك أو تستهون بالموضوع , لأ أنا بقولك كده علشان تجاهد نفسك وتبعد المعاصى وتحارب علشان متقعش بس لما تقع لا تيأس وقم من جديد وجدد العهد بالتوبة والإستغفار والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى
لأنك لو همك ربنا فعلا هتقوم بسرعة بعد الذنب علشان تعتذر وتبكى بين ايديه خايف منه ومن انتقامه وساعتها هيقول : علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب , فليفعل عبدى ما شاء فقد غفرت له
لكن لو أنت من النوع التانى اللى شغلتهم الذنوب وصنعتهم مبارزة الله تعالى بالمحرمات تقع فى الذنب وكأن مفيش حاجة حصلت
تجتمع عليك هذه الذنوب حتى تهلكك عياذا بالله " كَلاّ بَلْ رَانَ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ مّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ "
دى حقائق لازم نكون عارفينها كويس هنلخصها فى كلمة واحدة بس " ربنا فين فى قلبك ؟! "
الحل :
زى ما قلنا إحنا ماشيين فى طريقنا لربنا سبحانه وتعالى وهو الطريق الوحيد اللى لازم نمشى فيه ونتخيل إن المعصية زى المطب فى الطريق ده :
1- قبل ما أقع فى المعصية : ( يعنى وأنا ماشى فى الطريق قبل ما أوصل للمطب ) :
حالتى مستقرة وقلبى مليان إيمانيات ومفيش ميل للشهوة ولا حاجة يبقى مطلوب منى ايه ؟!
" فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبّكُمَا عَنْ هَـَذِهِ الشّجَرَةِ إِلاّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ "
الشيطان بيجرك وبيسحب رجلك لمواطن إثارة الشهوة : شايف الصاروخ اللى جاى هناك ده, شوف الكليب ده ده مفيش كليب زيه هوا ده .... إلخ
ويحلى المعصية فى عينيك ولو بصيت يبقى صعب إنك ترجع
مش هتقدر تغمض عينيك
دى حقيقة مش هزار
فلازم أحصن نفسى وأعتزل كل حاجة ممكن تثير شهوتى :
*لو عندى نت أقفل المواقع الإباحية
*لو عندى دش أشفر كل القنوات القذرة
*لو ماشى فى الشارع أمشى مع واحد صاحبى ملتزم علشان أتكسف منه ومبصش وأحاول بقدر الإمكان إنى أغض بصرى
*أبعد عن أصحاب السوء اللى بيفكروك بالمعاصى وكل كلامهم فيها
أشوف أصحاب طيبين غيرهم يساعدونى على الطاعة
ده أنت لو تقدر متنزلش الشارع متنزلش أنزل للضرورة بس لازم تفهم إنك ضعيف مش هتقدر تقاوم لو الباب اتفتح عليك فلازم تخلى الباب مقفول بكل شكل من الأشكال
2- الجزء التانى ساعة فوران الشهوة لما تبقى خلاص مش قادر قاومت ومش قادر برده ( المطب ظهر قدامك على بعد خطوات ) :
تعالى ناخد الحل من عند سيدنا يوسف عليه السلام : " وَرَاوَدَتْهُ الّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نّفْسِهِ وَغَلّقَتِ الأبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنّهُ رَبّيَ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنّهُ لاَ يُفْلِحُ الظّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمّتْ بِهِ وَهَمّ بِهَا لَوْلآ أَن رّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السّوَءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
مَعَاذَ اللّهِ: اللحظات دى لحظات فوران الشهوة لحظات استعانة بالله تعالى واستعاذة بيه أوعى تفكر تقاوم وتجاهد وتقول أنا هأمسك نفسى لأ توكل على الله سبحانه وتعالى
قوم من مكانك وصلى ركعتين وقوله : انجدنى يارب أعنى يارب قونى يارب
وَاسُتَبَقَا الْبَابَ :
وعلطول لازم تغير مكانك لو قاعد قدام الكومبيوتر أو الدش اطفيه وقوم متكملش ,
قاعد مع أصحابك وفتحه سيرة مش ولابد استأذن وامشى ومتعملهاش وتقعد معاهم تانى ,
فى الشارع ترجع البيت بسرعة
تنزل لواحد صحابك تقعدوا مع بعض فى مسجد , تروحوا المقابر مع بعض , تسمعوا درس أو تحضروا درس المهم لازم اللى ياخد بايديك ويساندك ويقف جنبك
3- افرض وقعت وكلت المطب :
عملت اللى عليك وقاومت و ربنا قدر ووقعت فى الذنب لحكمة يعلمها هو سبحانه علشان يكسرك ويحسسك بعجزك أو علشان يقيم عليك الحجة بتقصيرك ويبقى ده دافع علشان ترجع أحسن من الأول
بس أوعى تيأس وأوعى تقلل من قيمة نفسك
أحد الصحابة كان اسمه عبدالله كان يضحك النبى صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة يسمونه حمار كان يروح يشترى الحاجة من غير فلوس ويروح يديها للنبى صلى الله عليه وسلم كهدية ولما صاحب الحاجة يقوله على تمنها ياخده للنبى صلى الله عليه وسلم ويقوله يارسول الله ادفع تمن الهدية فيدفع النبى صلى الله عليه وسلم ويضحك
عبدالله رضى الله عنه كان بيشرب الخمر ويؤتى به للنبى صلى عليه وسلم علشان يقيم عليه الحد
فيقول النبى صلى الله عليه وسلم للصحابة : اضربوه ( يعنى أقيموا عليه الحد )
فيقول أحد الصحابة : اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به
ايه ده هوا أنت كل شوية ذنوب كل شوية شرب خمر كل شوية عادة سرية ؟!
ايه القرف ده
فيقول النبى صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه فوالله ما علمته إلا محبا لله ورسوله
فلازم تفضل على الطريق ويبقى رضا ربنا سبحانه وتعالى والوصول إليه هو همك وحبه مالى قلبك
أوعى تيأس وتذلل لله سبحانه وتعالى وحاول مرة واتنين وتلاتة وعشرة واستعين بالله تعالى وبإذن الله ربنا يكرمك ويتوب عليك
أكثر من الذكر وتلاوة القرءان والإستغفار
اضربوه : عاقب نفسك قول مثلا كل ما أعمل المعصية هأصوم تانى يوم علطول وهأطلع صدقة ( مبلغ يضايقك شوية مثلا 20 جنيه أو على حسب مصروفك )
النبى بعد كده بيقولهم بكتوه : لوموه كل واحد يقوله كلمة توجعه
أنت إزاى ما خفتش من ربنا سبحانه وتعالى
معملتش حساب ربنا
حب ربنا كان فين مكنتش عارف إن ربنا بينظر إليك ؟!
هتعمل إيه فى أول ليلة فى قبرك
يبقى نسمع شريط فى ساعتها بعد ما نقع فى المعصية
ادمن السماع خطب ودروس وقراءن واحضر دروس كتير فى المساجد
ودى من أهم الحاجات : صحبتك والسماع ( اسمع مشايخ كتييييييييير )
وإياك أن تستغنى عن الله سبحانه وتعالى
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعليكم
م/ن
تعليق