بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
~ كوني مفتاح خير مغلاقة للشر ~
أعيريني أخيتي قلبك قبل سمعكـ
قال صلى الله عليه وسلم: «عندَ اللهِ خزائنُ الخيرِ والشرِّ، مفاتيحُها الرجالُ، فطوبَى لمنْ جعلهُ اللهُ مِفْتَاحًا للخيرِ، مِغْلَاقًا للشرِّ، وويلٌ لمنْ جعلَهُ اللهُ مِفتاحًا للشرِّ مغلاقًا للخيرِ». صحيح الجامع (4108)
كيف نكون مفاتيح خير؟
يكون الإنسان مفتاحاً للخير ، مغلاقاً للشر حينما يستقيم في ذاته و ينفع الله تعالى به المسلمين ومن حوله من الناس، فهو ينبوعٌ يتدفق بالخير والرحمة والنفع والبركة أينما حل،
يفعل الخير ويدعو إليه؛
ويبذل المعروف ويدل عليه،
الجليس الصالح...مفتاح خير مغلاق شر
مِن الناس مَن إذا اجتمع بالناس في المجالس حرَص على إشغالهم فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم و منع القيل والقال
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ، وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ ، وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً". البخاري (5534) مسلم (2628)
بل يدافع عن إخوانه المسلمين في ظهر الغيب: فـ« من ذبَّ عن عِرضِ أخيه بالغِيبةِ كان حقًّا على اللهِ أن يُعتِقَه من النَّارِ». صحيح الجامع (6240)
و لنكن مفاتيح خير بكف شرورنا عن الناس،
وعدم السعي في إثارة الفتن و الدعوة إلى التنافر والخلاف،
{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (المائدة: 64)،
فيا مفتاح الشر! حذاري من الوعيد
و عليه أخيتي
احرصي كل الحرص على أن لا تكوني مفتاح شر
فمفتاح الشر مجالسُه عامرة بالغيبة والنميمة، و النيل من أعراض الناس.
ومفتاح الخير ينـزّهُ نفسه عن ذلك، وينـزِّه من حوله كذلك،
فمجالسه فيها ذكر الله سبحانه،
أو علمٌ نافع،
أو كلمةٌ هادفة,
أو حكمةٌ بالغة...
هل كنت دالة على خير يوما...؟
من مفاتيح الخير؛ «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ». صحيح مسلم (1893) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ.
فلنكن من مفاتيحِ الخيرات، في المعاملات،
ولنطيِّب الكلام،
ولنطعم الطعام،
ولنطيِّب الكلام،
ولنطعم الطعام،
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إنَّ في الجنَّةِ لغُرفًا يرى ظُهورِها من بطونُها ، وَ بطونِها من ظُهورُها فقامَ إليه أعرابيٌّ : فقالَ لمن هيَ يا نبيَّ اللَّهِ ؟ قالَ : هي لمن أطابَ الكَلامَ ، وأطعمَ الطَّعامَ ، وأدام الصِّيامَ ،وصلَّى للَّهِ باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ». سنن الترمذي ت شاكر (4/ 673) (2527) عَنْ عَلِيٍّ رضي الله تعالى عنه.
و لنكن مفاتيح خير في نفع الناس و محبة الخير لهم ، و تفريج كرباتهم و قضاء دينهم ...
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً ، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا ، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا ، ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخِي المسلمِ في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ من أنْ أعتكِفَ في المسجدِ شهْرًا ، ومَنْ كفَّ غضَبَهُ ، سَتَرَ اللهُ عوْرَتَهُ ، ومَنْ كظَمَ غيْظًا ، ولوْ شاءَ أنْ يُمضِيَهُ أمْضاهُ ، مَلأَ اللهُ قلْبَهُ رضِىَ يومَ القيامةِ ، ومَنْ مَشَى مع أخيهِ المسلمِ في حاجَتِه حتى يُثْبِتَها لهُ ، أثْبتَ اللهُ تعالَى قدَمِه يومَ تَزِلُّ الأقْدامُ ، » المعجم الكبير للطبراني (12/ 453) (13646)، والصحيحة (906).
هذا مفتاحٌ للبر والتقوى ، يسعى جاهدا على الفقراء والمساكين ،
ليقضي لهم الحاجات.
ليقضي لهم الحاجات.
وهذا مغلاقٌ لها ، يخالف مراد رب العالمين، يقهر اليتيم، وينهر السائل، ويرد الفقير والمسكين، ويمنع عنهم أبسط الحاجات.
هذا يدعو لفعل الخيرات
و الآخر هو المثبِّطُ عن الخير،
و شتان بين هذا و ذاك
فلنسارع جميعا بالأعمال الصالحات،
لنكون من مفاتيح الخيرات ومغاليق الشرور،
::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::
نسأل الله أن نكونَ مفاتيح للخير
و نعوذ بالله أن نكون من مفاتيح الشر،
و نعوذ بالله أن نكون من مفاتيح الشر،
اللهم آمين
تعليق