حبيباتى الغاليات هيا بنا نطير
هيا بنا نواصل الرحلة فى السير الى الله
وحتى تواصلى ولا تنقطعى فى هذه الرحلةلابد أن تكونــى 1×1~1
لا تتعجـــبى وتقولى كيف ذلك؟! اليكِ التفسيـــر ...كــونى واحد ما معناها
الكثير منا الآن ليس واحداً الا من رحم ربى يعيش بـ اثنين وتلاته واربعة وجوه
فأين المخلص الذى لا يعرف له الا وجه واحد ؟! , اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين .
نعم من أنتى حبيبتى ؟!
أى الوجه وجهك الحقيقى ؟! الى متى ستظلى تخلعى وجها وتلبسى اّخر ؟!
ألا تعلمى أن الله يرى كل هذه الوجوه ؟! .. يراك هنا ويراك هناك ..
يراك الاّن ويراك غدا .
ترى ذا الوجوه اذا مرض بوجه , واذا صح بوجه , واذا افتقر بوجه , واذا اغتنى وامتلك فبوجه اّخر
مــن أنــــت حبيبتى ؟ أجيبى عن هذا السؤال ..
من أنتِ وأى الوجوه وجهك وأى الاشخاص شخصك وأى الطرق طريقتك ؟
حبيبتى اننى أريد لى ولكِ أن نكون ذات الوجه الذى يركع ويسجد ويتلو القراّن ويبتهل هو هو فى البيت مع الزوجة والاولاد , فى الشارع مع الناس
كونى أمة لله فى كل أحوالك ..
. عيشى على مراد الله منك لتكونـى واحدا لـواحـد :
أى لله وحده , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" تعس عبد الدرهم , تعس عبد الدينار , تعس عبد القطيفة والخميصة ,
تعس عبد المرأة , تعس وانتكس , واذا شيك فلا انتقش " . [هذا الحديث أصله فى البخارى]
أسألكِ بالله , واصدقـى أنت أمة لمن ؟ لله وحده أم للظروف أيضا ؟
أم للبيئة والمجتمع ؟! للعادات والتقاليد أم لزوجك وأولادك واحتياجاتهم ومطالبهم ؟!
كثير من الناس عبيد لاشياء كثيرة فمنهم من عبد بطنه , ومنهم من عبد شهوته وفرجه ,
ومنهم من عبد بيته وفراشه ,
ومنهم من عبد رصيده وماله , ومنهم .. ومنهم .. فكونى أنتى أمة لله .
ومن خطورة أمر التوحيد أن الشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النمل ,
لذا علمك النبى صلى الله عليه وسلم أن تقول كل يوم مــــرارا " اللهم انى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه " .[صحيح الأدب المفرد]
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – فى " الفوائد " :
" التوحيد ألطف شىء وأنزهه وأنظفه وأصفاه , فأدنى شىء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه ,
فهو كأبيض ثوب يكون , يؤثر فيه أدنى أثر , وكالمراّة الصافية جدا , أدنى شىء يؤثر فيها .
ولهذا تشوّشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية ,
فان بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده , والا استحكم وصار طبعا يتعسر عليه قلعه .
فانظرى - رحمك الله - الى توحيدك : هل ما زال على صفائه وطهارته ونقائه
أم أنه تلوث من مخالطة البشر ومعاملاتهم , وغياب العلم عن القلب , ونسيان الذكر وكثرة الكلام والجدال وحب العلو والغلبة , وتعلق القلب بمدح الناس ودفع ذمهم
هذه كلها – والله – ان وقعت فى القلب سقطت سماء توحيدك على أرضه , فلا تقوم لقلبك قائمة
فيا أختى الحبيبة , كـونــى لواحد تسترحى.
قال الله - تعالى –: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ
هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }( الزمر : 29 ) .
" يضرب الله المثل للعبد الموحد والعبد المشرك
بعبد يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضا فيه " وهو بينهم موزع ,
ولكل منهم فيه توجيه , ولكل منهم عليه تكليف ,
وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج ولا يستقيم على طريق , ولا يملك أن يرضى أهوائهم المتنازعة
المتشاكسة المتعارضة التى تمزق اتجاهاته وقواه !
وعبد يملكه سيد واحد , وهو يعلم ما يطلبه منه , ويكلفه به , فهو مستريح مستقر على منهج واحد صريح ..
" هل يستويان مثلا " .. انهما لا يستويان .
فهل انتى لواحد ؟ أم انكِ لشركاء متشاكسين ؟! .
نـعـم : ان اكثر الناس اليوم يعيشون فى شتات , فتجد قلوبهم معلقة بالمال والزوجة والولد والبشر
فيعيشون مهمومين محزونين مشتتين مضيعين .. ولا يمكن أن يتعلق القلب بالله وحده الا بأن يكون فى قلبك هم واحد :
هو طلب رضا الله والاستعانة به , فهمّكِ وهمتك وتفكيرك دائر فى تحصيل رضا الله ,
ساعتها تكونى أمــة لله وحده ..
تكونى واحدا لواحد بحق , ومنها تنطلقى على طريق الوصول الى الله – تعالى
على طريق واحد
اذا كنتى واحدا لواحد فلكى تصل لابد من أن يكون لك طريق واحد
هو طريق واحد لا يتعدد ولا يتغير ,
كما قال ربنا – جل وعلا - :
"{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( الانعام : 153 )
فكونــى على طريق واحد تصلى وهو الطريق الى الله – سبحانه وتعالى – وأصله :
الكتاب والسنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين
عضوا عليها بالنواجذ , واياكم ومحدثات الامور , فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة فى النار " [صححه الألبانى] وقال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " [أحمد والترمذى وقال حسن غريب] فاسلكى الطريق الواحد واذا سلكتيه فلا تغيرى ولا تبدلى لئلا تطردى ..
لا تتلونى ولا تتبعــــــــــــى الهوى فيضلك عن سبيل الله..
اخـوتـاه : الطريق الى الله واحدة لا تتغير ابدا فلسنا نجدد فى منهجنا او نغيره او نبدله او نعدله
هو منهج واضح , والثبات عليه هو سر الوصول الى الله ,
فان غيرتى او بدلتى او جددتى او التفتى ضعتى .
فسيرى –حبيبتى – ولا تلتفتى .. انطلقى على طريق واحد ..هيا بنا نطــيرツ
انطلقى وكونــى واحدا لواحد..هيا بنا نطــيرツ. على طريق واحد تصلى باذن الله ولنواصــل الطيرانƸӜƷ انتظــــرونــى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ******** ماشاااااء الله رحلة جميلة أوي والله حسيت إني في السما جزاكِ الله خيراً .. أختي الحبيبة جدا أنا قرأت أول مرحلتين وهقرأ الباقي إن شاء الله ******** ربنا ينفع بيكِ يارب ويجعلك سببا لمن إهتدى ويرزقنا وإياكِ الصدق والإخلاص في القول والعمل آآآآمين يارب ********
" كلا نمد " .. من الممــــد ؟ الله , ومن المستعـــــان ؟
الله .. الله هو الممد المعطى المستعان ..
الله هو الموفـــق المسدد .. الله هو الذى يصطفى ويختار ..
فالسير فى الطريق الى الله مبنى على الاصطفاء والاختيار
لا قوة لك ولا قدرة لك ولا حول لك الا ان تكونى بالله ,
فما لا يكون بالله لن يكون والذى أنطق فأسمع .. الله هو الذى اجتباك وجعلك من الملتزمين . حبيبتى فى الله على طريق الحق للوصول الى الله تبرأى من حولك وقوتك والجأ ى الى حوله وقوته واستعنى به يكن لك ..
كما قال العلماء : كن لله كما يريد , يكن لك فوق ما تريد .
" احفظ الله يحفظك " والاعجب منها : " احفظ الله تجده تجاهك " احفظ الله تجده معك , فى اتجاهك فى الاتجاه الذى تريده تجده
ان كثيرا منا حين يسير فى الطريق الى الله فيصيبه الفتور أو يفتن فيتراجع ,
يظل طيلة الوقت يسأل عن السبيل الى الرجوع ويعلّم أسباب الرجوع ويأخذ بالأسباب وينسى الله , فلا تؤتى الاسباب ثمرتها تقول له : افعل كذا , يقول : فعلت ولم أجد فائدة افعل كذا .. فعلت ولا فائدة .. افعل , فعلت وفعلت .. وفعلت .. نعم : فعل ولم يستعن بالله فلم توجد ثمرة , ولا يوجد ولن توجد الا بالله .
يقول الله – تعالى – فى الحديث القدسى : " يا عبادى كلكم ضال الا من هديته فاستهدونى أهدكم يا عبادى كلكم جائع الا من أطعمته ,
فاستطعمونى أطعمكم ,
يا عبادى كلكم عار الا من كسوته , فاستكسونى أكسكم , يا عبادى انكم تخطئون بالليل والنهار , وانا اغفر الذنوب جميعا , فاسغفرونى أغفر لكم .." . [مسلم]
فكونى لله يكن لكِ . والا فالضياع والتيه ثم الهلكة عياذا بالله – تعالى – .. " وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ ( اّل عمران : 101 ) .
وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم :
اخواتى فى الله ما كان لغير الله اضمحل .. يضمحل .. يتلاشى كالرسوم على رمال الشاطىء تمحوها أمواج البحر ..
نعم : ما كان لله دام واتصل , وما كان لغير الله انقطع وانفصل .
فهؤلاء الذين يدخلون الطريق الى الله لشهوة أو لهوى أو لحظ نفس لا ينفعون ولا ينتفعون ,
ولا يستطيع أحدهم أن يتم عملا ولو كان بسيطا ,
وحين يبدأ فى مشروع خير كطلب علم أو عبادة أو دعوة الى الله تجده ينقطع ولا يداوم عليه , ونسأل : ما السر ؟!! .
ان السر الدفين – اخوتاه – لعدم القبول هو وجود حظ للنفس فى– والذى يقوم الليل أو يصوم النهار , يحفظ القراّن أو يتعلم العلم ,
أو يؤم الناس أو يخطب الجمعة , أو يعطى درسا , أو .. أو .. وفى العمل شائبة من حظ النفس , فعمله باطل باطل .. أحبطه حين عمله لحظ نفسه " .
نــعــم : سلى نفسك : عملك لمن ؟ واصدقى ولا تتهربى فالامر جد خطير ..
فالاخلاص الاخلاص – اخوتاه – الاخلاص والا الضياع ..
الاخلاص والا الشرود عن طريق الله الاخلاص حتى لا تضلوا السبيل .. الاخلاص نور الطريق .
قال أبو عثمان المغربى : الاخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق .
يا اخوتاه ,
الاخلاص مسك القلب , وماء حياته ومدار فلاحه كله عليه , نعم : بضاعة الاخرة لا يرتفع فيها الا مخلص صادق .
وانطلاقا من هذا الكلام الطيب ,تعالى بنا نتعرف على حياة المخلصين وأقوالهم
الــصـلاة :
قال أبو تميم بن مالك : كان منصور بن المعتمر اذا صلى الغداة , أظهر النشاط لاصحابه , فيحدثهم ويكثر اليهم ,
ولعله انما بات قائما على أطرافه كل ذلك يخفى عليهم العمل .
قال أبو اسحاق كعب الاحبار صاحب الكتب والاسفار :
من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته .
صدقة السر :
وهذا زين العابدين على بن الحسين : يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل
فيتصدق به ويقول : ان صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل .
ولما مات وجدوه يقوت مئة أهل بيت بالمدينة , ولما جاءوا يغسلونه وجدوا بظهره أثار سواد فقالوا : ما هذا ؟ فقيل :
كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .
الصــــــوم :
وإذا ذكر الصوم وإخفاؤه فاذكر داود بن أبى هند .. صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا أحد وكان خزازا يحمل معه غذاءه من عندهم
فيتصدق به فى الطريق ويرجع عشيا فيفطر معهم فيظن أهل السوق
أنه قد أكل فى البيت ويظن أهله أنه قد أكل فى السوق .
قال إبراهيم بن أدهم :لا تسأل أخاك عن صيامه فإن كان قال : أنا صائم فرحت نفسه
وإن قال : أنا غير صائم حزنت نفسه وكلاهما من علامات الرياء , وفى ذلك فضيحة للمسئول واطلاع على عوراته من السائل .
الذكر وقراءة القرآن :
قال ابن الجوزى : كان ابراهيم النخعى اذا قرأ فى المصحف فدخل داخل غطاه .
وكان الامام أحمد يقول : أشتهى مالا يكون .. أشتهى مكانا لا يكون فيه أحد من الناس .
البكــــــــــــاء
قال الثورى : البكاء عشرة أجزاء تسعة لغير الله وواحد لله فاذا جاء الذى لله فى السنه مرة فهو كثير .
قال ابن الجوزى: كان ابن سيرين يتحدث بالنهار ويضحك فاذا جاء الليل فكأنه قتل أهل القرية .
قال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكى عشرين سنه وامرأته معه فى لحافة لا تعلم به .
حبيباتى
أطلنا الكلام مع المخلصين لاهميته فبدون الاخلاص
لا يكون للاعمال أى قيمة ولن تصلــى إلى الله على الاطلاق
ما دمت مرائيا ..
فأبدأى من الآن وكن بكلك لله
ما لا يكون بالله لا يكون , وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم ..
فاستعينوا بالله وأخلصوا لله تصلوا الى الله – تعالى – بأمان واطمئنان . تابعو معـــى لنواصل الطيران
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ******** ماشاااااء الله رحلة جميلة أوي والله حسيت إني في السما جزاكِ الله خيراً .. أختي الحبيبة جدا أنا قرأت أول مرحلتين وهقرأ الباقي إن شاء الله ******** ربنا ينفع بيكِ يارب ويجعلك سببا لمن إهتدى ويرزقنا وإياكِ الصدق والإخلاص في القول والعمل آآآآمين يارب ********
وجزاكِ مثله وزيادة صديقتى
أنـــرتى الموضوع بمرورك ..أنار الله قلبكِ بطاعته
تقبل الله منا ومنكِ صالح الأعمال والدعوات
فى انتظار قرائتكِ لبقية الرحلة
جمالالنهار، مع إشراقه يوم جديد، ترسل الشمس مداد أشعتها،
لتضيء في الأرجاء، ويزداد رونقها ونقائها، مع أول نسمات الصباح، معلنة عن بدء نهار جديد حافل بالأمل والعمل،والسعادة والنشاط والانطلاق.
جمال السمـــاء..وعظمها وكـبرها واتساعـــــها، ورونق ضيائها، وروعة ألوانها
وتناثر النجوم، وتشكل السحاب، وقرص الشمس، ودوران الكواكب، ولمـــعة القمر
كل ذلك في عرس بهيج أعلى السماء.
جمالالأرض ...وانبساطها وسعتها وتنوع خيراتها، واختلاف وتلون الجمال عليها.
جمال.. الألوان والأشكال الطبيعية، زرع أخضر، وسماء زرقاء،وماء صافي رقراق،وطيور وأزهار وفراش وأسماك.
.تلامع في الشمــس مثل الدرر، متداخلة مع بعضها بألـــوان زاهية بعضها من بعض. .فنظرة واحدة لزهرة متفتحة، زكية الرائحة. تكفي لمعرفة سر هذا الكون!
جمالالمطــر، وقد تجمعت السحب العظيمة، بأشكالها اللطيفة، فأرخت ستارها على شعاع الشمس، صوت الرعد، و التماع البرق، وتدفق المطر، تغريد البلبل بصوته الرقيق،ودار النحل ليحسوا الرحيق، وانتشر الناس في كل طريق..وانتعشت الحياة.
جمالالبحرنقاء واتساع ، وروعة وإبداع.
جمال: الإنسان، تناسق وتألق، وتوازن مطلق.
ثغر بسام، وشعر يتمايل مع الأنسام، وصفاء ونعومة في الأجسام.
وإبداع في العيون، ونور يتلألأ كالنجوم. وقامة مستقيمة، وبنية محكمة، وملامح ثابتة لا يد أطول من يد، ولا رجل أدق من رجل
وتنوع في الأذواق، والأشكال والهوايات، والأصوات، بل والجمال..
ليل ونهارلا يختلفان، شمس وقمرلا يتسابقان، زرع وثمر مستمران.
أرض وسماء ثابتان لا يهتزان، بحر وأنهاريجريان ولا يتوقفان.
ما أجمل وأروع تلك الاستراحة السعيدة، الجميع يحب الطبيعة والجمال،
ويتمنى أن يخلد في ذلك المكان،
ولكي تدوم تلك الاستراحة الممتعة، والجمال الباهر..
جمال الحكمة الكبرى ..... بما رب الورى أجرى
نعيش حياتنا دهرا ........... ونمضي مثلما جئنا
فالعاقل السعيد من يحجز له مكان هناك.. في الجمال الدائم، والنعيم المقيم.
إذا انتهت الحياة هنا ....... ورب الكون أكرمنا
وفي الجنات أنزلنا ........... فقد فزنا وما متنا
قال تعالى: [وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..(53)] النحل.
لقد خلقنا الله تعالى، وربانا بنعمته وفضله ورحمته.
كم من نعمه نحن منغمسون فيها ولا نشعر، كم من نعمه أنعم الله عز وجل بها علينا قد لا يمكننا العيش بدونها؟!!!
نعم محاطة بنا من كل جانب.. وباستمرار دون انقطاع!
هواء وماء وغذاء.. وصحة ومال وأمان..
كم من مريض يتلوى ويتوجع من الآلام.. كم من فقير مسكين..ينتظر لقمة العيش والدواء واللباس.. كم من خائف يرجو الأمان.. وفقيد ينتظر الحنان.. ومهموم ينتظر الفرج.. ومسجون يتمنى الانطلاق.. ومظلوم يترقب النصر والتأييد..
أين أنتِ من كل هؤلاء..؟؟!!!
لديك جميع النعم.. وبكثرة وفيضان.
أعطاك ربك من جميع الأصناف والألوان.
من الذي يعطيك ويحميك ويحفظك ويرزقك ويسترك
ويرحمك ويدبر جميع أمورك! يعطيكِ قبل أن تطلبى، وبدون انتظار مقابل!
ألا يستحق هذا المنعم الكريم الشكر والثناء.. والإنفراد بالعبادة؟!
كم نحن ضعفاء..أمام قدره الله تعالى وأمره
عندما تهطل الأمطار بغزارة، ويعلو صوت الرعد بأذون الصواعق والحــــرائق ويشتد لمعان البرق
وترتفع أصوات الرياح الشديدة المحملة بالأتربة التي تحرك بقوتها كل شيء.. عندما تتلاطم أمواج البحر بشدة، ويفيض الماء، وتشتد أعاصير الرياح، وأنت في تلك السفينة الصغيرة
في سكون ودجى الليل يتلاعب بك الموج، يمنه ويسره وقد أيقنتى الغرق..
عندما تسيرى في طريق موحش مظلم مقطوع.. وتضيع بك السبل. تبحثى ولا تجد الدليل.. عندما يشتد الكرب، ويغشاك الهم والغم، ويفيض الألم، ويستحكم الحزن
ويضيق بك حالك، وتغلق جميع الأبواب في وجهك..
عندما يقيدكِ عدوك، أو يهجم عليك حيوان قوي مفترس، أو تقعى في قبضة السجن..
عندما تتمنى تحقيق أمنياتك، وتسرحــى في خيالك وطموحاتك، وترغبى في تحقيق كل ذلك..
هو سبحانه الواحد الأحد..الذي يسمع ويستجيب الدعاء،
ويقبل ويرحم المخلوق الضعيف مهما كان وأينما كان، وهو القادر على كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، ولا يعجزه أي شيء، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.
قال تعالى
[أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)]سورة النمل.
هذاهو الله تعالى القوي القادر، العزيز الحكيم، الرحيم الكريم.. له جميع الأسماء الحسنى، والصفات العلا، المستحق للعبادة، المنفرد بالعبودية.
ولكن،،
إن لم تكــونى مع الله تعالى فمن يكون معكِ؟!!! وبعد هذه الاستراحــة لابد..لابد .. أن نكمل الطيـــران الى الحبيب الواحد الملك الرحيم الغفور... انتظـــــــــ ـــــــرونـى
يا ابن اّدم اذا أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك .
هل رأيتى أصحاب المحاليل المعلقة ؟!! وهل رأيتى من عاشوا حياتهم فى المستشفيات ثم ماتوا ؟!
كل هذه النعم التى فقدها الاخرون وملكتيها أنتى هل شكرتى الله عليها ؟!! .
هل فكرتى مرة أن تذهبى الى المستشفيات لترى المقعدين الذين لا يملكون حراكا ؟
لترى فى قسم الحرائق ما فعلته النيران فى الوجوه الجميلة ؟ ولترى فى قسم العيون من فقدوا نور أعينهم ؟! .
وأنت أيها المريض المبتلى هل شكرت النعم التى أنت غارق فيها ؟! هل نظرت الى من هم أشد منك بلاء ؟! ..
وان كنت أنت أشد المرضى ألما فهل شكرت الله على ان ابتلاك فى جسدك
وحفظ لك قلبك فملأه بالايمان ؟! هل شكرت هذه النعمة : نعمة الايمان والتوحيد التى هى أعظم النعم .
وكذلك الاعمال الصالحة من تلاوة وذكر وصيام وقيام وتبتل وتهجد واحسان وبر وغيرها
وهى نعمة .. وهذه النعم ان لم تدم وتزد وتبارك
كان الفتور والانتكاس والرجوع الى الوراء
ولا سبيل قط الى حراسة النعم وحمايتها وزيادتها الا بالشكر .
حبيباتى .. شكر النعم أصل , قال الملك : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم : 7]
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - :
" من أنعم عليه بنعمة فلم يشكرها عذب بتلك النعمة ذاتها ولابد "
عرفتى – أختى الملتزمة – ما سبب الفتور ؟ لأنكِ لم تشكرى نعمة الالتزام , فلو شكرتى هذه النعمة لزادك الله التزاما ,
قال – تعالى –{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد : 17] لكن لما لم تشكر نعمة الالتزام فترت , وتراجع التزامك .
نعم – اخواتى فى الله - :
من أصول السير الى الله : كلما أنعم الله عليك بنعمة فاشكرها ..
اذا حفظت اّية فاشكرها , اذا ذكرته لحظة فاشكرها , اذا أعفيت لحيتك اشكرها , اذا صليت جماعة اشكرها ,
اذا تعلمت مسألة اشكرها , اذا قمت ليلة اشكرها , اشكر الله على نعمته , لأنك ان لم تشكره تعذب .. تلك سنة ربانية , فلذلك انشغل بشكر النعمة .
ولكن كيف يكون شكر النعمة ؟
الشكر يقوم على خمسة أركان :
1- الاقرار بالنعمة 2- الثناء على الله بالنعمة
3- الخضوع لله بالنعمة 4- حب المنعم
5- استعمال النعمة فى شكر المنعم
عن عنبسة بن الازهر قال :كان محارب بن دثار – قاضى الكوفة – قريب الجوار منى فربما سمعته فى بعض الليل يقول :
وعليكم السلام ورحمته وبركاته
ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله
مواضيعك دائما متميزه
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك ويرزقك الاخلاص
جزاك الله خيرا
وانتظرالباقي
تعليق