الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
متّــــع قلبكـ بعيدا عن المعاصى
شاب غني لا يشعر بالسعادة ... ذهب إلى أحد من المشايخ وسأله عن سبب الحزن والضيق الذي يشعر بهما في صدره
وإذا بالشيخ يسأله ويقول له : إذا أردت أن تمتع عينيك ماذا تفعل ؟؟!
رد عليه الشاب وقال : انظر إلى ما هو جميل
فسأله الشيخ ثانية : وإذا أردت أن تمتع أُذنيك ماذا تفعل ؟؟!
فرد عليه الشاب وقال : اسمع إلى شيء جميل
فسأله الشيخ : وإذا أردت أن تمتّع لسانك ماذا تفعل ؟؟!
قال : أتذوق ماهو جميل
فسأله الشيخ : وإذا أردت أن تمتع قلبك ماذا تفعل ؟!!!!
فسكت الشاب ....
فقال الشيخ : متّع قلبك بعيدًا عن المعاصي وإذا شعرت بحزن وضيق ارفع يديك إلى السماء واسجد إلى ربك خاشعًا
قال تعالى ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾
مما هو مستقر عند أولي الألباب أن القلب يمرض، وقد يشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته.
وأمراض القلوب أصعب من أمراض الأبدان، لأن غاية مرض البدن أن يفضي بصاحبه إلى الموت، وأما مرض القلب فقد يفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي، عياذًا بالله تعالى.
ومرض القلب نوعان :.
النوع الأول: مرض مؤلم له في الحال، كالهم والغم والحزن والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية كإزالة أسبابه، أو بالمداومة بما يضاد تلك الأسباب .
النوع الثاني: مرض لا يتألم به صاحبه في الحال، وهو المراد بهذا المقال، كمرض الجهل، ومرض الشبهات، والشكوك، ومرض الشهوات، وهذا النوع هو أعظم النوعين ألمًا، ولكن لفساد القلب لم يحس بالألم .
قال ابن القيم _طيب الله ثراه _ : (( القلب يعترضه مرضان يتواردان عليه إذا استحكما فيه كان هلاكه وموته، وهما مرض الشهوات ومرض الشبهات، هذا أصل داء الخلق إلا من عافاه الله))
القلـ♥ـب... وعاء لابد من الإهتمام به
أخيتى الكريمة .... الأصل في الإستقامة إستقامة القلب أولاً أى أن يكون ممتلئًا بمحبة الله ومحبة طاعته وكراهية معصيته
فقد قال صلى الله عليه وسلم (( لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتَّى يستقيمَ قلبُه، ولا يستقيمُ قلبُه حتَّى يستقيمَ لسانُه، ولا يستقيم لسانه ولا يدخلُ الجنَّةَ حتى يأمنُ جارُه بوائقَه ))حديث حسن
قال ابن رجب : (( المراد باستقامة إيمانه ... إستقامة أعمال جوارحه ، فإن أعمال الجوارح لا تستقيم إلا باستقامة القلب )) ا.هـ
بل إن القـ♥ـلب هو محل نظر الرب
يتبدل الإنسان كليًا كل خمس سنوات إلا الدماغ والقلب ؛ فالدماغ يحوى المعلومات والخبرات والمهارات ولو تبدل لذهبت كل المعلومات مع تبدله
كذاالقلبلا يتبدل فالقلب ليس مضخة فقط بل إن القلب مركز النَفْس
قال الله تبارك وتعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (2)﴾
بل إن القلب مركز الطمأنينة
قال الله تعالى ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) ﴾
والقلب يقسو يلين ويصحى ويمرض :
﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(22) ﴾
اعرف ..... قلبــــكـ♥
القلوب إختصار أحوالها ثلاثة ...
القلب الأول / قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح
الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد
وتمكّن منه غاية التمكن ...
القلب الثاني / قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن ؛ عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية ..
القلب الثالث / قلب عامر بالإيمان ... قد استنار بنور الإيمان ،وانقشعت عنه حجب الشهوات ،وأقلعت عنه تلك الظلمات ....
مثل حالات القلب هذه كمثل ثلاثة بيوتات بيت للملك فيه كنوز وجواهر عظيمة!!!وبيت لشخص فيه مال!!وبيت خال صفر لاشئ فيه !
فجاء لص ليسرق من أحد هذه البيوتات فأيهما سيسرق ؟!!!
فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما (( إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها !!! فقال : وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب !! ))
وإن قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس والجند ما لا يستطيع اللص الدنو منه..
فلم يبق إلا البيت الثالث !!! فهو الذي يشن عليه الغارات ....
أما أنواع القلوب فكثيرة ذكرها فى القرآن الكريم ومنها :.
القلوب المطمئنة قال تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
القلب السليم قال تعالى ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
القلب المنيب دائم الرجوع والتوبة قال تعالى ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴾
القلب الوجل الذي يخاف الله عز وجل قال تعالى ﴿ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾
كل هذه وغيرها
قلوب بيضاء تقية نقية
وفى ذات الوقت هناك قلوب سوداء قد سودتها ظلمات الشرك والمعاصى فهناك قلوب أصابها العمى وقلوب أصابهتها القسوة وقلوب غُلّفت وقلوب مرضت وماتت وقلوب .. وقلوب
من صفــــات القلب السليم
1_ لين القلب لذكر الله ورسوله
قال الله تعالى ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾
2_ إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته فى كل ما أخبر
قال الله تعالى ﴿ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ﴾.
3_ اليقين ، وهي مرتبة تعلو الإيمان ، فإنها من مراتب الإحسان والموقن هو الذي لا يخالط إيمانه شك و لا ريبة .
4_ التذكر لله و لرسوله و للآخرة و لقاء الله تعالى
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (( أطلب قلبك في أربعة مواطن : عند سماع القرآن ،وفي مجالس الذكر ، وفي أوقات الصلاة ،وفي الخلوات فإذا لم تجده فسل الله تعالى أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك))
5_ إجابة دعوة الإيمان ، وحب الازدياد منه
قال الله تعالى ﴿ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ ﴾
6_ حب الحق وانشراح الصدر بالإسلام
قال الله تعالى ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾
7_الإقبال على الحق
قال الله تعالى ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾
http://www.youtube.com/watch?v=SXx7-5VWa0s
علامات القلب السليم بإيجاز :.
1_أن يرتحل عن الدنيا ،ويحل في الاخره حتي يبقي كأنه من أهلها فيكون فى الدنيا كأنه غريب لا يأخذ منها إلا قدر حاجته .
2_أن يُنيب إلي الله ويخبت إليه فلا فلاح ولانعيم ولاسرور إلا برضاه وقربه والأنس به فلا يفتر عن ذكر الله ولا يأنس بغير الله .
3_أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده .
4_أن يشتاق إلي طاعة ربه كما يشتاق الجائع إلي الطعام والشراب .
5_أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا وأشتد عليه خروجه منها ووجد فيها راحته ونعيمه وقرة عينه وسرور قلبه، والغافل تكون الصلاة كبيرة وشاقة عليه.
6_أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد أحدنا شحًّا بماله
قال ابن مسعود رضي الله عنه (( ماندمت علي شيء ندمي علي يوم غربت شمسه ،نقص فيه اجلي ولم يزد فيه عملي))
7_أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل فيحرص علي الإخلاص فيه .
هذه بعض علامات للقلب السليم
نسأل الله أن يرزقنا قلبا سليما ...
أسباب وعلامات مرض القلب بإيجاز :.
1_ الإعراض عن الله والبعد عن الحق بعد معرفته
قال الله تعالى: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ "
قال الله تعالى " وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ "
ويقول سبحانه ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾
2_ فعل المعاصى وعدم المبالاة بذلك .
3_ أكل الحرام وسماع ورؤية ما حرم الله .
4_ اتباع السيئة بالسيئة فمريض القلب يتبع السيئة السيئة كما قال الحسن في قوله عز و جل ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (( هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب أما سليم القلب فيتبع السيئة الحسنة والذنب التوبة )) .
** علاج أمراض القلوب **
أولاً :. الإقبال على الله تعالى
فمدار السعادة هو طاعة الله، ومحبته، والانقياد لأمره، والعمل بما يرضيه، والحرص على كل ما يقربه إليه
قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
ثانيًا :. قراءة القرآن وتدبره وحفظه والسعى للعمل به
قال الله تبارك وتعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارا"
ثالثًا :. ذكر الله
قال الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
فذكر الله عز وجل قوت للقلوب، وقرة للعيون، وسرور للنفوس، به تُجلب النعم وتُدفع النقم
قال صلى الله عليه وسلم (( لا تكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ قسوةٌ للقلبِ وإنَّ أبعدَ النَّاسِ منَ اللَّهِ القلبُ القاسي ))
رابعا :. طلب العلم
يجتهد فى طلب العلم النافع، ذلك العلم المستمد من كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فذلك العلم يجعل صاحبة يخشى الله عز وجل ويتواضع له ؛ فمن حرص على تعلّم العلم إبتغاء مرضات الله كان سببا فى شفاء قلبه بإذن الله
خامسًا:. تذكر الموت والآخرة
فإن تذكُر الموت يرقق القلب، ويوقظه من غفلته، فينفتح القلب، ويرى إنعام الله عليه وكرمه وإحسانه، ويرى في المقابل أفعال نفسه، وما ارتكب من سيئات في حق الله الخالق سبحانه وتعالى .
سادسًا :. محاسبة النفس
لتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعًا، فمن لم يظفر بذلك فحياته كلها والله هموم في هموم، وأنكاد وغموم، وآلام وحسرات
قال تعالى فى محكم آياته ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾
يقول الحسن البصري رحمه الله :. (( المؤمن قوَّامٌ على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشقّ الحساب على أقوام يوم القيامة أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة، فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله، وفتشوا في قلوبكم )).
سابعًا :. التقوى والدعاء
التقوى هى سبيل من سبل النجاة فى الدنيا والآخرة والدعاء سلاح المؤمن فلنتعلق بالله ولنقل ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))
ثامنًا :. مجالسة الصالحين وصحبتهم
قال تعالى :
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ، وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ ، وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً ))
تاسعًا :. الإجتهاد فى البكاء من خشية الله
دمعة من عين القلب في جوف الليل ... فى أشرف الأوقات...فى وقت تنزل البركات والرحمات وإستجابة الدعوات .
يحرص أن يكون ممن هو ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ويستغفر ويبكي بدمع الندم على ما فرط في جنب الله تعالى يناجي ربة ويقول
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدو *** وقمت أشكو الى مولاي ما أجد
وقلت يا عدتي من كل نائبة *** ومن علية في كشف الضر أعتمد
أشكو اليك أمورا أنت تعلمها *** مالي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل معترفا *** اليك يا خير من مدت الية يد
فلا تردها يارب خائبة *** فبحر جودك يروي كل من يرد
فمدار السعادة هو طاعة الله، ومحبته، والانقياد لأمره، والعمل بما يرضيه، والحرص على كل ما يقربه إليه
قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
ثانيًا :. قراءة القرآن وتدبره وحفظه والسعى للعمل به
قال الله تبارك وتعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارا"
ثالثًا :. ذكر الله
قال الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
فذكر الله عز وجل قوت للقلوب، وقرة للعيون، وسرور للنفوس، به تُجلب النعم وتُدفع النقم
قال صلى الله عليه وسلم (( لا تكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللَّهِ قسوةٌ للقلبِ وإنَّ أبعدَ النَّاسِ منَ اللَّهِ القلبُ القاسي ))
رابعا :. طلب العلم
يجتهد فى طلب العلم النافع، ذلك العلم المستمد من كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فذلك العلم يجعل صاحبة يخشى الله عز وجل ويتواضع له ؛ فمن حرص على تعلّم العلم إبتغاء مرضات الله كان سببا فى شفاء قلبه بإذن الله
خامسًا:. تذكر الموت والآخرة
فإن تذكُر الموت يرقق القلب، ويوقظه من غفلته، فينفتح القلب، ويرى إنعام الله عليه وكرمه وإحسانه، ويرى في المقابل أفعال نفسه، وما ارتكب من سيئات في حق الله الخالق سبحانه وتعالى .
سادسًا :. محاسبة النفس
لتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعًا، فمن لم يظفر بذلك فحياته كلها والله هموم في هموم، وأنكاد وغموم، وآلام وحسرات
قال تعالى فى محكم آياته ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾
يقول الحسن البصري رحمه الله :. (( المؤمن قوَّامٌ على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشقّ الحساب على أقوام يوم القيامة أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة، فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله، وفتشوا في قلوبكم )).
سابعًا :. التقوى والدعاء
التقوى هى سبيل من سبل النجاة فى الدنيا والآخرة والدعاء سلاح المؤمن فلنتعلق بالله ولنقل ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))
ثامنًا :. مجالسة الصالحين وصحبتهم
قال تعالى :
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ، وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ ، وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً ))
تاسعًا :. الإجتهاد فى البكاء من خشية الله
دمعة من عين القلب في جوف الليل ... فى أشرف الأوقات...فى وقت تنزل البركات والرحمات وإستجابة الدعوات .
يحرص أن يكون ممن هو ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ويستغفر ويبكي بدمع الندم على ما فرط في جنب الله تعالى يناجي ربة ويقول
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدو *** وقمت أشكو الى مولاي ما أجد
وقلت يا عدتي من كل نائبة *** ومن علية في كشف الضر أعتمد
أشكو اليك أمورا أنت تعلمها *** مالي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل معترفا *** اليك يا خير من مدت الية يد
فلا تردها يارب خائبة *** فبحر جودك يروي كل من يرد
أيها الأحبة !
حطموا مرض القلوب وقسوتها بتمريغ الأنوف والجباه سجودًا لله، واشكو إلى الله قسوة قلوبكم وشدة غفلتكم وطول طريقكم وقلة زادكم، عسى أن تنجلي تلك الغشاوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم (( ما من القلوب قلب إلا و له سحابة كسحابة القمر ، بينما القمر يضيء إذ علته سحابة ، فأظلم ، إذ تجلت))
والأمراض التى قد تصيب القلب لا تنجلي بالأماني ولا تنجلي بالكلام وإنما تنجلي بالتطبيق، وتنجلي بالمجاهدة
قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
اسمــــع بقلــ♥♥ـبكـ
http://www.youtube.com/watch?v=H0i2YDVvA6M
http://www.youtube.com/watch?v=dGv8_0Jktb8
http://www.youtube.com/watch?v=4TOlkhAtMg0
http://www.youtube.com/watch?feature...&v=-_n9jp4RJWQ
http://www.youtube.com/watch?v=peIGggqAD3I
http://www.youtube.com/watch?v=Uetzn5t7w48
http://www.youtube.com/watch?v=d4qWZLt_wrE
همســــــــات ونصــــائح
2. أكثر من الإستغفار فإنه يزيل قسوة القلب ،ولك يجعل لك من كل همٍ فرجا ،ومن كل ضيق مخرجا .
3. عليك بسلاحك ... فالدعاء سلاح المؤمن ... السهم الذى لا يخطئ .
4. أكثر من الصلاة على حبيب قلبك وقرة عينك صلى الله عليه وسلم فبكثرة صلاتك عليه صلى الله عليه وسلم يُكفى همّك ويُغفر ذنبك بإذن الله .
5. عليك بشرف المؤمن ... قيام الليل ... فإنه دأب الصالحين قبلنا ، وقربة إلى ربنا ، وتكفير لسيئاتنا ، ومطردة للداء عن أجسادنا .
6. لا تحقرن من المعروف شيئا ولا تستهين بأى ذنب مهما صغر وانظر إلى عظمة من تعصى ! .
7. لا تيأس فاليأس شأن غير العارفين به واحرص على التوبة فى كل وقت .
8. احرص على طلب العلم واشغل وقتك بما يرضى الله واشغل نفسك بالطاعة فإن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصيية .
9. إسباغ الوضوء وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة .
10 . احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو فإنها تفتح مداخل الشيطان .
11. انتقى لك صحبة صالحة ورفقة طيبة تعينك على السير فى طريق الله .
12 . كن فى عون أخيك وساعده .
نسأل الله سبحانه أن يطهر قلوبنا من النفاق ومن كل ما لا يرضيه كما نسأله سبحانه أن يطهر أعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة إنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ...
قام بكتابة الموضوع
تعليق