(1)
مفيش شك إن أصحاب الطموح العالي لأنهم بيبصوا لهدف عالى برده فدايما الوصول له بيبقي ( مكلف ) .. بمعنى أنهم لازم يضحوا ويدوسوا على نفسهم علشان الهدف ده
ويسبحوا عكس التيار !!
وبما أن ( الجنة ) هي أعظم هدف وأسمى هدف .. فطلاب الجنة هم أصحاب أعلى طموح .. والتيار اللى بيسبحوا عكسه هو أشد تيار وأقوى تيار
تيار ( النفس ) .. لازم تكسره .. تسبح عكسه .. تدوس على هواك .. لا تحب إلا ما يحب الله عزوجل .. مهما كانت نفسك بتتمني المعصية مهما كنت في حاجة إليها مهما كنت بتهواها .. ومهما كانت الطاعة تقيلة على نفسك .. ومش موافقة لما تهواه
***
الدنيا دار ابتلاء و اختبار .. وإحنا فيها ما بين خيارين إما هوى نفوسنا ( نعيش حياتنا بمزاجنا كما نريد ) .. وما بين دين الله عزوجل ( نعيش حياتنا كما يريد الله تعالى )
فالعلاقة ما بين ( الدين ) و ( الهوى ) علاقة عكسية .. علاقة تضاد .. مينفعش تجمع ما بين الإتنين ..
لو اخترت الدين فده = حرمان نفسك مما تشتهي ( من الحاجات اللى ربنا حرمها طبعا مش الشهوات المباحة )
ولو اخترت هوى نفسك فده = نقص الدين ( بالمعاصي ) أو انعدامه تماما ( بالكفر عياذا بالله )
قال الله تعالى : " فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ "
الإمتحان ده فيه ناس نجحت فيه .. ضحت بكل حاجة .. باعت أنفسها لله عزوجل .. تركت هواها لله عزوجل .. واشترت الجنة
وفيه ناس باعت نفسها بالرخيص مقدرتش تتخلص من قيود النفس وعبودية الهوى .. علشان مال .. علشان جاه .. علشان وظيفة .. علشان امرأة .. علشان دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة .
قال الله تعالى : " فَأَمّا مَن طَغَىَ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * فَإٍنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىَ * وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ * فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ "
***
إذن فهوى النفس عياذا بالله هو طريق الهلاك كما قال الله النبي صلى الله عليه وسلم : " وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه "
وقال بعضهم : " من أطاع الهوى هوى " يعني : سقط وهلك
والنجاة في مخالفة الهوى والسباحة عكس التيار
لكن ما العلاج ؟ وكيف نتغلب على أهواء نفوسنا ؟ وهل ده معناه إن الحياة في طاعة الله عزوجل أو " التدين " صعب وبيضيق علينا حياتنا ؟!
كل هذه الأسئلة نجيب عليها في المشاركة التالية ..
تعليق