Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله العزيز الغفار مكوّر الليل على النهار ، تذكرة لأولي القلوب و الأبصار ، اللهم لك الحمد في العشي و الإبكار و لك الحمد عدد قطرات الماء في الأنهار و البحار ، و الصلاة و السلام على النبي المختار ، و على آله و صحبه الأطهار ،و التابعين الأبرار ،و المقتفين للآثار ، أما بعد
كيف حالكم مع الله؟! سؤال أن يملك الجميع إجابته ، خصوصا و نحن نعيش هذه الأيام بداية عام هجري جديد ، فالأيام تمضي و الأشهر تجري وراءها تسحب معها السنين و تجرّ خلفها الأعمار ، و تطوي حياة جيل بعد جيل ، و بعدها يقف العبد بين يدي الواحد الجليل ، ليسأل عن القليل و الكثير :(﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىَ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾)
فلتعلم أخي الكريم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك ، فليلهج لسانك في شوق (و عجلت إليك ربي لترضى)
و من أروع ما قال لقمان الحكيم لولده : أي بني إنك من يوم أن نزلت على الدنيا قد استدبرت الدنيا و استقبلت الآخرة
فالطريق إلى الآخرة أقرب من الدنيا ، فعام مضى و انتهى و لن يعود فابتعدنا عن الدنيا عاما و قربنا إلى الآخرة عاما ، فحري بنا الوقوف لمحاسبة النفس
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزنوا و تزينوا للعرض الأكبر يوم لا تخفى منكم خافية فغنما يخف الحساب يوم القيامة عمن حاسب نفسه في الدنيا.
أما آن الأوان أن الأوان أن يقف كل منا مع نفسه ليحاسبها قبل أن يحاسبه الله؟ و يزن أعماله قبل أن توزن عليه؟
قال الحسن البصري رضي الله عنه : إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل و إنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا و إنما شق الحساب يوم القيامة على قوم اخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
و كان توبة بن الصمة رحمه الله من اشد الناس محاسبة لنفسه فلما بلغ الستين من عمره تقريبا، عد أيام سنواته التي مضت فوجدها تزيد عن واحد و عشرين ألف يوم
فصرخ و قال: يا ويلاه ...يا ويلاه!!!
ألقى ربي بواحد و عشرين ألف ذنب فكيف و في كل يوم آلاف الذنوب؟!
فمن الناس من حاسب نفسه و يحاسبها كل يوم و انتصر عليها و قهرها ، و جعلها طريقه إلى الجنة ، و منهم كن انتصرت عليه نفسه و غلبه هواه و انقاد لها فقادته إلى النار .
قال تعالى :( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)
و قد صنف الله سبحانه و تعالى النفس في القرآن الكريم إلى ثلاثة أصناف :
1. النفس المطمئنة : و هي النفس التي اطمأنت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا.
قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
2. النفس اللوامة : و هي النفس التي تلوم صاحبها على الخير لماذا لم يكثر منه؟ و تلومه على الشر لماذا وقع فيه؟
و قد ذكرت في قوله تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ )
3. النفس الأمّارة : و هي النفس التي تأمر صاحبها بالشر و المعصية دوما.
و قد ذكرت في قول تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
كما و تنقسم محاسبة النفس إلى قسمين ، هما: محاسبة قبل العمل ، و محاسبة بعد العمل.
فالمحاسبة قبل العمل تستوجب على الإنسان سؤالين لأي عمل يقوم به ، أولهما: هل يبتغي بهذا العمل وجه الله؟ و الثاني:هل هذا العمل موافقا لهدي رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ ، و ينتج من هذين السؤالين تحقيق الإخلاص و المتابعة ، فالله سبحانه و تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا صوابا ، و المحاسبة بعد العمل تجعل الإنسان ينظر في عمله ، فإن رأى نقصا أتمّه ،و إن أخطأ استغفر و أصلح و أناب إلى الله
و هذا يحتم على الإنسان أن يسابق و يجد في فعل الطاعات و الصالحات قبل أن يعرض على الله في يوم لا ينفع ما و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قبل أن يقول : (رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) فيأتي الجواب"كلا" : (كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يبعثون)
دع مـا فاتك في زمن الصـبا و اذكر ذنوبك و ابكها يا مذنب
لم ينسه الملكان حين نسيته بل أثـبتاه و أنت لاه تلعب
و الروح منك وديعة أودعتها ستردها بالرغم منك و تسلب
و غرور دنياك التي تسعى لها دار حقيـقتها متـاع يـذهـب
الليل فاعلم و النهار كلاهما أنـــفاسـنا فيها تعد و تحسب
فيا نفس ويحك ، إن القبر بيتك ، و التراب فراشك، و الدود انيسك ،و الموت موعدك .
أقبل أخي الكريم على الله ، اتهم نفسك و قف على عيوبها و إياك أن تنخدع بنفسك أو أن تغتر بها ، أو تظن انك على الحق رغم تقصيرك و تفريطك في حق الله .
فهذه أمنا عائشة رضي الله عنها تقول في قوله تعالى :(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنْفَسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُم سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذِْنِ اللهِ ) : لو لقيت الله في كل يوم بذنب فعد أيام عمرك لتقف على حجم الذنوب ، و لا تنظر إلى صغر المعصية و لكن انظر في حق من عصيت.
و هذا سفيان الثوري رحمه الله ينام على فراش الموت ، و يدخل عليه حماد بن سلمة ،فقال له حماد : أبشر يا أبا عبدالله إنك مقبل على من كنت ترجوه و هو أرحم الراحمين .
فبكى سفيان الثوري و قال : يا حماد أستحلفك بالله أتظن أن مثلي ينجو من النار؟!
فلا تغتر بكثرة عمل ، و لا تغتر بطاعة ، فنفسك أمارة بالسوء ، فضع انفك في التراب ذلا لمولاك ، و لا تغتر بجاه و لا منصب و أكرسي فلو دام الكرسي لغيرك ما وصل إليك ، و لا تغتر بمال و لا بأولاد ، و كن دائما على وجل من الله ، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون ، و في نفس الوقت كن على يقين بأن اله معك بشرط أن تكون معه ، و لا تقنط من رحمته سبحانه و تعالى
كن مع الله ترى الله معك و اترك الكل و حاذر طمعك
ثم ضع نفسك بالذل له قبل ان النفس قهرا تضعك
قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ)
و في الحديث القدسي عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" قال الله سبحانه و تعالى : يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك ما كان و لا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك زبد البحر ثم استغفرتني لغفرت لك ما كان و لا أبالي يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا بقرابها مغفرة"
فمهما عظمت ذنوبك فاعلم أن الله كريم على عباده غفور رحيم ، فأكثر من الإنابة و التوبة الصادقة و طلب الغفران من الله الديان في كل وقت و زمان .
و في الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها "
فاجعل أخي الكريم بداية العام الجديد نقطة بداية و صفحة جديدة لك مع الله ، لا يكتب فيها الصالحات و الطاعات و خالية تماما من الذنوب و الآثام ، و ليكن لسان حالك يقول:
إلهي لئن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
كيف حالكم مع الله؟! سؤال أن يملك الجميع إجابته ، خصوصا و نحن نعيش هذه الأيام بداية عام هجري جديد ، فالأيام تمضي و الأشهر تجري وراءها تسحب معها السنين و تجرّ خلفها الأعمار ، و تطوي حياة جيل بعد جيل ، و بعدها يقف العبد بين يدي الواحد الجليل ، ليسأل عن القليل و الكثير :(﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىَ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾)
فلتعلم أخي الكريم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك ، فليلهج لسانك في شوق (و عجلت إليك ربي لترضى)
و من أروع ما قال لقمان الحكيم لولده : أي بني إنك من يوم أن نزلت على الدنيا قد استدبرت الدنيا و استقبلت الآخرة
فالطريق إلى الآخرة أقرب من الدنيا ، فعام مضى و انتهى و لن يعود فابتعدنا عن الدنيا عاما و قربنا إلى الآخرة عاما ، فحري بنا الوقوف لمحاسبة النفس
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزنوا و تزينوا للعرض الأكبر يوم لا تخفى منكم خافية فغنما يخف الحساب يوم القيامة عمن حاسب نفسه في الدنيا.
أما آن الأوان أن الأوان أن يقف كل منا مع نفسه ليحاسبها قبل أن يحاسبه الله؟ و يزن أعماله قبل أن توزن عليه؟
قال الحسن البصري رضي الله عنه : إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل و إنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا و إنما شق الحساب يوم القيامة على قوم اخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
و كان توبة بن الصمة رحمه الله من اشد الناس محاسبة لنفسه فلما بلغ الستين من عمره تقريبا، عد أيام سنواته التي مضت فوجدها تزيد عن واحد و عشرين ألف يوم
فصرخ و قال: يا ويلاه ...يا ويلاه!!!
ألقى ربي بواحد و عشرين ألف ذنب فكيف و في كل يوم آلاف الذنوب؟!
فمن الناس من حاسب نفسه و يحاسبها كل يوم و انتصر عليها و قهرها ، و جعلها طريقه إلى الجنة ، و منهم كن انتصرت عليه نفسه و غلبه هواه و انقاد لها فقادته إلى النار .
قال تعالى :( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)
و قد صنف الله سبحانه و تعالى النفس في القرآن الكريم إلى ثلاثة أصناف :
1. النفس المطمئنة : و هي النفس التي اطمأنت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا.
قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
2. النفس اللوامة : و هي النفس التي تلوم صاحبها على الخير لماذا لم يكثر منه؟ و تلومه على الشر لماذا وقع فيه؟
و قد ذكرت في قوله تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ )
3. النفس الأمّارة : و هي النفس التي تأمر صاحبها بالشر و المعصية دوما.
و قد ذكرت في قول تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
كما و تنقسم محاسبة النفس إلى قسمين ، هما: محاسبة قبل العمل ، و محاسبة بعد العمل.
فالمحاسبة قبل العمل تستوجب على الإنسان سؤالين لأي عمل يقوم به ، أولهما: هل يبتغي بهذا العمل وجه الله؟ و الثاني:هل هذا العمل موافقا لهدي رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ ، و ينتج من هذين السؤالين تحقيق الإخلاص و المتابعة ، فالله سبحانه و تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا صوابا ، و المحاسبة بعد العمل تجعل الإنسان ينظر في عمله ، فإن رأى نقصا أتمّه ،و إن أخطأ استغفر و أصلح و أناب إلى الله
و هذا يحتم على الإنسان أن يسابق و يجد في فعل الطاعات و الصالحات قبل أن يعرض على الله في يوم لا ينفع ما و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قبل أن يقول : (رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) فيأتي الجواب"كلا" : (كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يبعثون)
دع مـا فاتك في زمن الصـبا و اذكر ذنوبك و ابكها يا مذنب
لم ينسه الملكان حين نسيته بل أثـبتاه و أنت لاه تلعب
و الروح منك وديعة أودعتها ستردها بالرغم منك و تسلب
و غرور دنياك التي تسعى لها دار حقيـقتها متـاع يـذهـب
الليل فاعلم و النهار كلاهما أنـــفاسـنا فيها تعد و تحسب
فيا نفس ويحك ، إن القبر بيتك ، و التراب فراشك، و الدود انيسك ،و الموت موعدك .
أقبل أخي الكريم على الله ، اتهم نفسك و قف على عيوبها و إياك أن تنخدع بنفسك أو أن تغتر بها ، أو تظن انك على الحق رغم تقصيرك و تفريطك في حق الله .
فهذه أمنا عائشة رضي الله عنها تقول في قوله تعالى :(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنْفَسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُم سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذِْنِ اللهِ ) : لو لقيت الله في كل يوم بذنب فعد أيام عمرك لتقف على حجم الذنوب ، و لا تنظر إلى صغر المعصية و لكن انظر في حق من عصيت.
و هذا سفيان الثوري رحمه الله ينام على فراش الموت ، و يدخل عليه حماد بن سلمة ،فقال له حماد : أبشر يا أبا عبدالله إنك مقبل على من كنت ترجوه و هو أرحم الراحمين .
فبكى سفيان الثوري و قال : يا حماد أستحلفك بالله أتظن أن مثلي ينجو من النار؟!
فلا تغتر بكثرة عمل ، و لا تغتر بطاعة ، فنفسك أمارة بالسوء ، فضع انفك في التراب ذلا لمولاك ، و لا تغتر بجاه و لا منصب و أكرسي فلو دام الكرسي لغيرك ما وصل إليك ، و لا تغتر بمال و لا بأولاد ، و كن دائما على وجل من الله ، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون ، و في نفس الوقت كن على يقين بأن اله معك بشرط أن تكون معه ، و لا تقنط من رحمته سبحانه و تعالى
كن مع الله ترى الله معك و اترك الكل و حاذر طمعك
ثم ضع نفسك بالذل له قبل ان النفس قهرا تضعك
قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ)
و في الحديث القدسي عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" قال الله سبحانه و تعالى : يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك ما كان و لا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك زبد البحر ثم استغفرتني لغفرت لك ما كان و لا أبالي يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا بقرابها مغفرة"
فمهما عظمت ذنوبك فاعلم أن الله كريم على عباده غفور رحيم ، فأكثر من الإنابة و التوبة الصادقة و طلب الغفران من الله الديان في كل وقت و زمان .
و في الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها "
فاجعل أخي الكريم بداية العام الجديد نقطة بداية و صفحة جديدة لك مع الله ، لا يكتب فيها الصالحات و الطاعات و خالية تماما من الذنوب و الآثام ، و ليكن لسان حالك يقول:
إلهي لئن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
تعليق