دخلت بها .. دون انشراح !في ليلتنا الاولى .. لم ترفع راسها امامي .. خفرا" وحياء"
وعهدي بمن عرفت من النساء ..هنا وهناك .. الصولة والجولة ..
فأعينهن تسابق عيناي !!واياديهن تسابق يداي!!
وما ان دخلت عليها .. وحدثتها حديث الغريب للغريب ...
حتى استأذنتي للحظات .. فأذنت لها ..
توقعتها .. ستتجمل لزوجها كفتاة في ليلة فرحها ..
واذا بها ..
تمد سجادتها .. وتتلتحف بدثارها وتصلي
فقلت في نفسي ساخرا .. ( مطوعه ) .. الله يسامح الوالده .. أهذا وقت صلاة
تركتها على سجيتها . وما ان انتهت من صلاتها .. حتى قالت لي : هل اوترت !! ؟؟
لم اجبها ..
مرت الايام .. وتوالت الليالي
وعلمت انه وجب علي الاستعداد .. لقدوم ضيف جديد على منزلنا .. خلال الاشهر القادمه .
كانت هذه الزوجه.. تتقرب مني كل ما ابتعدت عنها ..تشتري رضاي .. براحتها
يخجلني توددها ... لاهم لها .. الا البحث عن سعادتي .. فأستحيي ان اجلب لها التعاسه .
اكتشفت ان زوجتي .. ( مطوعة ) لطيفة بل لطيفة جدا" ..
لاحديث لها الا عن الجنة والنار ..
اجد بين ايديها كتبا" .. كلما قرأتها غالطت نفسي ..
وقلت لايمكن ان يكون هذا الا مبالغة فألقي بها جانبا"
ما ان اعود من الخارج ..الا وتسألني .. هل صليت الظهر ..!!؟هل صليت العصر .. !!؟
نعم نعم .. صليت .. هذه اجابتي بتذمر .. وانا والعياذ بالله .. لم افعلها ..
بدأت اكره لقائها .. حتى لاتسألني عن الصلاة
رزقنا بمولودتنا الاولى .. وازدان بها منزلي ..
تشبه امها كثيرا" .. الا اني عشقتها دون امها
كبرت الصغيره الجميله واصبحت رفيقتي .. في خروجي وعودتي
لاهم لها الا ( البقاله ومحل الالعاب المجاور ) ذات يوم ..
هاتفني اخي .. يريد مني الحضور اليه .. لأصطحابه الى المطار ..
كنت حينها اشعر بالارهاق .. فالليلة الماضيه سهرت في الجريدة حد الاعياء ..ولم اخذ كفايتي من النوم ..
اخذت طفلتي بجواري .. وذهبنا سويا" الى منزل عمها ومن هناك اصطحبناه الى المطار وودعته عند بوابته ..
في الطريق الى منزلي .. وحين انتصفت المسافه .. شعرت بشيء .. لم اشعر به من قبل .. !!
لست انا .. بالذي اعرفه عن نفسي !!
بدأت اشعر بالدوار .. !! خفقان في قلبي !! زغلله في بصري !!
اشعر بثقل يخدّر مفاصلي !!
حاولت جاهدا" .. الخروج من مأزق هذا الشعور .. غالطت نفسي .. وبدأت انفاسي تضيق .. !
اصبحت اخرج زفير هوائي .. من فمي لا انفي .. !
العرق يتفصد من جبيني .. وخداي !
تملكني الخوف .. سيطر علي الرعب ..
خشيت الارتطام بالسيارات التي امامي !.
ولا اراديا" .. اوقفت سيارتي الى جانب الطريق!
وقفزت الى الكرسي المجاور .
واختطفت صغيرتي .. وجريت بها .. ملوحا" للسيارات العابره
ان توقفوا .. توقفوا !!
رتل من السيارات .. مر بي ولم يتوقف ..
وفجأه ..
توقفت تلك السياره .. واذا بي اركض نحو مقعد الراكب
لم استاذن صاحبها ..
بل لم امكنه حتى من سؤالي قلت له : ارجوك .. ارجوكاشعر بأني سأموت وهذه ابنتي ..
انقلني الى اقرب مستشفى ..
كأنه قرأ .. في عيني الرعب
( ابشر بأذن الله سأوصلك اطمئن )
كانت هذه عبارته .. التي اجابني بها ..اطبقت على اضلع الصغيره ..واغمضت عيناي ..
والسيارة تسير بنا .. نحو مستشفى لم احدده لسائقها ..
شعرت اني مقبل على ( الموت ) .. وازداد ضغطي على فلذة كبدي ..
لااريد ان اشعر .. بأني قد خذلتها وتركتها وحيده ..
(( اشهد ان لااله الا الله .. واشهد ان محمدا رسول الله ))
رددتها اكثر من مره .. ..
وما ذاك عهدي بنفسي !
حاولت قراءة شيء من القرآن
فاذا برصيدي لايسعفني يا الهي ..
لا احفظ منه الا الفاتحه وقصاره
حتى اية الكرسي التي سمعت بفضلها .. لا اتقفن حفظها
يالغفلتي ..
اين كنت من هذا ! ؟؟
اكثرت من الاستغفار .. بدأت اردد سبحان الله .. سبحان الله
كان همي الاول والاخير .. ان لاوقت اضيعه .. يجب ان اجمع اكبر قدر من الحسنات ..
يجب ان اشغل ذلك الرقيب .. الذي عن يميني بالتسجيل والتدوين ..
واحسرتا على مافرطت في جنب الله .. هطلت دموعي .. على وجنتاي .. اسى وحسره .
مرت ايام حياتي امام ناظري كشريط سينمائي شعرت اني كنت بعيدا" .. عن الله ..
واني قد دنوت من لحظة الحقيقه .. التي كنت اتجاهلها دوما ..
استحيت .. بأي وجه سألقى الله .. ؟
اين افكار ( غاندي ) و ( سارتر ) مني الان !!
اين ترانيم نزار .. وقصص ( اجاثا كريستي )اين سنين ضيعتها .. في قصص وروايات وخيال ..
تعليق