رد: رحلتى الى النور مع مالك الرحبى والشيخ ابن عثيمين .........راااااائعة
الحلقة الثامنة والأربعون
من المشاكل التي كانت تواجهنا في الوصول للحرم هو إيجاد موقف لسيارتن
وذلك أن سيارة شيخنا ليست فارهة..
وفرها لنا الشيخ صالح الزامل جزاه الله خيرا ..
وذلك بناء على رغبة الشيخ أن تكون من السيارات العادية البسيطة..
كما قلت إن الناس تغريها المظاهر وتلهبها الزخارف
فقلما نحصل من البوابين البسطاء على التقدير..
ولذلك نعجز أحيانا في التعامل معهم ..
ذات مرة مررنا بجوار بواب فقلنا له نريد أن نوقف سيارتنا بالمواقف ..
فقال : هل معكم تصريح ؟؟
فقلنا : لا ..
وحدثناه سرا وهمسنا في أذنه ..
اسمح لنا فمعنا رجل ذو قدر وعلم ..!!
فالتفت ورأى شيخنا و سيارته فقدر وفكر في المسألة بناء على ما رآه ..!!
أما إن مررت أنا أو علي بالسيارة بدون الشيخ فلو دقت أعناقنا فلن نحصل على
الأذن بذلك !!
بمناسبة ذكر السيارات ..
حين وصولي لعنيزة ..
كان لدى الشيخ سيارتان ..
الأولى سيارة مازدا بوكسي موديل ثمانين ..
وهي سيارة الشيخ ويحبها ويهتم بها ..
حتى أن قراطيس المقاعد حينها مازالت عليها في تلك السنوات..
أما ضرتها الأخرى من السيارات فهي وانيت داتسن باب واحد
ويقودها أبناء الشيخ ولقد رأيت الشيخ مرارا يركبها في تنقله في عنيزة
روى لي أحد الثقات ..
يقول منذ زمن بعيد حيث لم يكن شيخنا يملك سيارة ..
اتصل عليه الأمير سلطان بن عبد العزيز ودعى الشيخ ليزوره في مزرعته
المعروفة في القصيم..
فلبى شيخنا الدعوة .. واستأجر سائقا أعرابيا ويقود سيارة تاكسي توصله
لمزرعة الأمير..
فكان البروتوكول التابع للأمير قد رتب أن يستقبل الأمير سلطان
شيخنا من باب السيارة ..
فتوسطت تلك السيارة العتيقة سيارات الأمير وحشمه وضيوفه
فأصابها الخجل والحياء أمام أخواتها الفارهات الحسن ..
غير أن شيخنا لم يتأثر من ذلك..
فهو زاهد بالمظاهر ولا تحرك في مشاعره شيئا ..
فلما رأى الأمير الشيخ ورأى أنه قدم مع سيارة تاكسي ..
تغير وجهه وأشفق على شيخنا ..
وقال : ياشيخ محمد ،لا بد أن نشتري لك سيارة ..
فقال الشيخ : تعبرنا وتقضي حاجتنا ..
أنا مرتاح والله يغنيك ويجزاك خير..
ولقد روى لي شخص قصة وسألت عنها شيخنا فأكد لي ما حدث..
حيث أن أحد الأمراء بعث لشيخنا سيارة فارهة جدا هدية منه ..
إكراما للشيخ وحبا فيه ..
فرد شيخنا ذلك وشكر المهدي وقال : اعتبر هديتك وصلت وأعفني من
قبولها!!
شيخنا حينما يرد تلك الهدايا لا يقصد احتقار ما يهدى أو من يقدم
الهدية..
أبدا والله ..
غير انه رحمه الله رجل بسيط ويحب البساطة ولا يريد التكلف في
اللباس والمظهر أو المركوب .. عاش على ذلك ومات عليه ..
كما هو شأن سلفنا الصالح..
فرسولنا عليه الصلاة والسلام قبل هدايا الملوك والأمراء كما هو ثابت عنه..
وكان ابن عمر رضي الله عنه يقبل هدايا الملوك.. كما صح ذلك عنه..
وهو من هو في زهده وإتباعه لآثار النبي عليه السلام وسننه..
وللعلماء في ذلك تفصيلات وتقسيمات معروفة ..
يرجع لها من يريد الاستقصاء والبحث..
روى لي جمع من الناس ومنهم شيخنا بنفسه ..
أنه في عام 1407 للهجرة حينما زار الملك فهد رحمه الله وعفا عنه
منطقة القصيم ..
اتصل الملك على شيخنا وقال له : نريد أن نزورك في منزلك..
فرحب به الشيخ وقال على الرحب والسعة إن شاء الله..
فشقت المواكب الهائلة الطرق إلى بيت شيخنا وغصت بالجنود والعسكر
الطرقات في عنيزة .. ودوت صفارات الشرط..
وظن الناس أن المزور هو إحدى قصور عنيزة الفسيحة ..
فتجمعت الحشود لذلك الضيف الكريم..
وقال الناس: هنيئا لمن سينزل هذا الكريم في داره..
وما علم الناس أن شيخنا هو المقصود..
وأن بيته المتواضع هو قبلة الملك والأمراء ...
فلما ترجل الملك من سيارته ..
ونزلت الحاشية من المواكب..
تفاجأ الملك وحشده الكبير ..
أن الشيخ محمد يعيش في بيت من طين!!
فصعقوا من ذلك .. وتعجبوا واستغربوا ..
ولعلهم بلغهم الأمر فظنوه مبالغة..
فدخل الملك البيت .. وتجول بنظره فيه وفي جدرانه البالية ..
وسقوفه المتواضعة..
فما رأى شيئا يرد النظر ويملأ العين..
ولعل الذاكرة حينها عادت به لسنوات بعيدة جدا في صغره ..
حيث البيوت المشابهة في الرياض القديمة والدرعية ..
فشق ذلك على الملك وأبت عليه نفسه إلا المبادرة ..
فعزم على الأمر وعقد النية ..
وحينما دخل للمجلس ..
وجلس على الأرض مع الشيخ الكريم..
الذي هلل ورحب بالملك وضيوفه ..
بادره الملك قائلا:
يا أبا عبد الله لا بد أن تقبل مني هدية بسيطة..
ولم ينتظر جواب الشيخ .. وقال:
أريد ابني لك بيتا ..
فابتسم شيخنا ..
وقال : جزاك الله خيرا
ولكنني مرتاح في هذا البيت وخيركم وصل يا أبا فيصل وهديتكم مقبولة ..
ولكن أعفني من ذلك ..
فألح عليه الملك وأصر ..
ولكن شيخنا أبى..
وقال له: وجودك في منزلي هو أبلغ إكرام ..
فقبل الملك منه ذلك وعرف أنه رجل زاهد ومهما حاول معه فسوف يعجزه
ولقد زار شيخنا في هذا المنزل البسيط الملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم
الله جميعا..
قال لي الشيخ مرة : والله لقد مر علي زمان لا أملك الريال الواحد في جيبي!!
وبعد سنين ابتنى شيخنا بيتا آخر بعد أن وسع الله عليه ..
ونزله منذ عام 1409 للهجرة وبقي فيه حتى وفاته.. رحمه الله ورزقه القصور
في الفردوس الأعلى..
نرجع لقصتنا!!
في تلك الدعوات التي يتلقاها شيخنا من المشائخ والعلماء وغيرهم..
تدور نقاشات وحوارات مع المشائخ فيخرج المستمعون والحاضرون بدرر ونفائس
لا تجدها في المجالس المعتادة ..
فوجود هؤلاء الصفوة يضفي على المكان ذوقا وطعما خاصا ..
ما رأيك بمجلس يجتمع فيه أسماء لامعة لخيرين ومصلحين ..
نحو .. الشيخ عبد العزيز بن باز ..
والشيخ ابن جبرين .. أو الشيخ عبد الله البسام أو الشيخ ابن منيع
أو مشائخ وأئمة الحرم كالسد يس والسبيل والشريم وابن حميد وغيرهم
أو الشيخ عائض القرني وسعيد بن مسفر وعبد العزيز الحميدي..
هذا الأخير وهو الشيخ عبد العزيز الحميدي
هو من أحب الناس وأقربهم لشيخنا..
و طالما استضاف شيخنا في بيته العامر بكرمه هو وأبناءه الأبرار
وعندي من الذكريات الجميلة في بيتهم العامر في العزيزية ما أجد لذته
حتى هذه اللحظات وبعد تلك السنوات المديدة ..
الشيخ عبد العزيز عالم جليل وهو أحد تلاميذ الشيخ القدماء جدا والذين
تتلمذوا على شيخنا في عنيزة قبل أن يعرف ويشتهر..
للشيخ عبد العزيز الحميدي مؤلفات جميلة ومفيدة ومنها كتابه الرائع
(التاريخ الإسلامي دروس وعبر ) وهو من أنفس ما قرأت في بابه..
وله درس معروف في إذاعة القرءان الكريم..
من يستمع للشيخ عبد العزيز ويصغي لنبرات صوته الهادئة وهو يقرأ تلك
الرياحين العطرة.. والنسائم العذبة ..
تجعلك تعيش وتنغمس في تلك المشاهد الجميلة والقصص الفذة الرائعة
عن سلف الأمة .. رضوان الله عليهم ..
كنا نمكث في بيتهم في أيام الحج وغيرها فلا نشعر بالغربة أو التكلف..
كنا كأننا في بيوتنا بل أحلى !!
من البساطة والسماحة وصفاء الروح وطهارة الباطن قبل المظهر..
هم كما قال حاتم الطائي...
أضاحك ضيفي عند إنزال رحله ويخصب عندي والمكان جديب..
وما الخصب للأضياف أن تكثر القرى ..ولكنما وجه الكريم خصيب
إن من أكثر اللحظات التي أرى شيخنا فيها مسرورا وسعيدا
هي تلك الساعات والليالي التي يقضيها في منزل الشيخ عبد العزيز وبين أولاده
روى ليش الشيخ عبد العزيز يقول:
تتلمذت في شبابي عند الشيخ محمد في عنيزة وذلك قبل انتقالي للعيش في مكة
فكنا نجد من الشيخ محمد مالا نجده لدى المشائخ الآخرين من قوة الحجة
ونصاعة البيان والاهتمام بالدليل ونصرة أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه
ابن القيم رحمهما الله ..
فلما انتقلت للرياض لإكمال دراستي النظامية ..
افتقدنا الشيخ محمد وأسلوبه الفذ ..
ولم نجد في الرياض ما كنا نجده في علم الشيخ ..
فعلماء الرياض حينها ساروا على الأسلوب القديم في التعليم
وهو أن يقرأ على الشيخ فيعلق تعليقات بسيطة دون استرسال وبسط في المسألة
فيمر عليها مرورا سريعا دون بحث متعمق وهو ما كنا نجده عند الشيخ محمد
فأثر ذلك على نفسي وأصابني بإحباط وكسل ..
وذلك كردة فعل على فقدان الشيخ وعلمه وأسلوبه..
فتوجهت لقراءة كتب الأدب والتاريخ .. الخ كلامه عن شيخنا
من المشاكل التي كانت تواجهنا في الوصول للحرم هو إيجاد موقف لسيارتن
وذلك أن سيارة شيخنا ليست فارهة..
وفرها لنا الشيخ صالح الزامل جزاه الله خيرا ..
وذلك بناء على رغبة الشيخ أن تكون من السيارات العادية البسيطة..
كما قلت إن الناس تغريها المظاهر وتلهبها الزخارف
فقلما نحصل من البوابين البسطاء على التقدير..
ولذلك نعجز أحيانا في التعامل معهم ..
ذات مرة مررنا بجوار بواب فقلنا له نريد أن نوقف سيارتنا بالمواقف ..
فقال : هل معكم تصريح ؟؟
فقلنا : لا ..
وحدثناه سرا وهمسنا في أذنه ..
اسمح لنا فمعنا رجل ذو قدر وعلم ..!!
فالتفت ورأى شيخنا و سيارته فقدر وفكر في المسألة بناء على ما رآه ..!!
أما إن مررت أنا أو علي بالسيارة بدون الشيخ فلو دقت أعناقنا فلن نحصل على
الأذن بذلك !!
بمناسبة ذكر السيارات ..
حين وصولي لعنيزة ..
كان لدى الشيخ سيارتان ..
الأولى سيارة مازدا بوكسي موديل ثمانين ..
وهي سيارة الشيخ ويحبها ويهتم بها ..
حتى أن قراطيس المقاعد حينها مازالت عليها في تلك السنوات..
أما ضرتها الأخرى من السيارات فهي وانيت داتسن باب واحد
ويقودها أبناء الشيخ ولقد رأيت الشيخ مرارا يركبها في تنقله في عنيزة
روى لي أحد الثقات ..
يقول منذ زمن بعيد حيث لم يكن شيخنا يملك سيارة ..
اتصل عليه الأمير سلطان بن عبد العزيز ودعى الشيخ ليزوره في مزرعته
المعروفة في القصيم..
فلبى شيخنا الدعوة .. واستأجر سائقا أعرابيا ويقود سيارة تاكسي توصله
لمزرعة الأمير..
فكان البروتوكول التابع للأمير قد رتب أن يستقبل الأمير سلطان
شيخنا من باب السيارة ..
فتوسطت تلك السيارة العتيقة سيارات الأمير وحشمه وضيوفه
فأصابها الخجل والحياء أمام أخواتها الفارهات الحسن ..
غير أن شيخنا لم يتأثر من ذلك..
فهو زاهد بالمظاهر ولا تحرك في مشاعره شيئا ..
فلما رأى الأمير الشيخ ورأى أنه قدم مع سيارة تاكسي ..
تغير وجهه وأشفق على شيخنا ..
وقال : ياشيخ محمد ،لا بد أن نشتري لك سيارة ..
فقال الشيخ : تعبرنا وتقضي حاجتنا ..
أنا مرتاح والله يغنيك ويجزاك خير..
ولقد روى لي شخص قصة وسألت عنها شيخنا فأكد لي ما حدث..
حيث أن أحد الأمراء بعث لشيخنا سيارة فارهة جدا هدية منه ..
إكراما للشيخ وحبا فيه ..
فرد شيخنا ذلك وشكر المهدي وقال : اعتبر هديتك وصلت وأعفني من
قبولها!!
شيخنا حينما يرد تلك الهدايا لا يقصد احتقار ما يهدى أو من يقدم
الهدية..
أبدا والله ..
غير انه رحمه الله رجل بسيط ويحب البساطة ولا يريد التكلف في
اللباس والمظهر أو المركوب .. عاش على ذلك ومات عليه ..
كما هو شأن سلفنا الصالح..
فرسولنا عليه الصلاة والسلام قبل هدايا الملوك والأمراء كما هو ثابت عنه..
وكان ابن عمر رضي الله عنه يقبل هدايا الملوك.. كما صح ذلك عنه..
وهو من هو في زهده وإتباعه لآثار النبي عليه السلام وسننه..
وللعلماء في ذلك تفصيلات وتقسيمات معروفة ..
يرجع لها من يريد الاستقصاء والبحث..
روى لي جمع من الناس ومنهم شيخنا بنفسه ..
أنه في عام 1407 للهجرة حينما زار الملك فهد رحمه الله وعفا عنه
منطقة القصيم ..
اتصل الملك على شيخنا وقال له : نريد أن نزورك في منزلك..
فرحب به الشيخ وقال على الرحب والسعة إن شاء الله..
فشقت المواكب الهائلة الطرق إلى بيت شيخنا وغصت بالجنود والعسكر
الطرقات في عنيزة .. ودوت صفارات الشرط..
وظن الناس أن المزور هو إحدى قصور عنيزة الفسيحة ..
فتجمعت الحشود لذلك الضيف الكريم..
وقال الناس: هنيئا لمن سينزل هذا الكريم في داره..
وما علم الناس أن شيخنا هو المقصود..
وأن بيته المتواضع هو قبلة الملك والأمراء ...
فلما ترجل الملك من سيارته ..
ونزلت الحاشية من المواكب..
تفاجأ الملك وحشده الكبير ..
أن الشيخ محمد يعيش في بيت من طين!!
فصعقوا من ذلك .. وتعجبوا واستغربوا ..
ولعلهم بلغهم الأمر فظنوه مبالغة..
فدخل الملك البيت .. وتجول بنظره فيه وفي جدرانه البالية ..
وسقوفه المتواضعة..
فما رأى شيئا يرد النظر ويملأ العين..
ولعل الذاكرة حينها عادت به لسنوات بعيدة جدا في صغره ..
حيث البيوت المشابهة في الرياض القديمة والدرعية ..
فشق ذلك على الملك وأبت عليه نفسه إلا المبادرة ..
فعزم على الأمر وعقد النية ..
وحينما دخل للمجلس ..
وجلس على الأرض مع الشيخ الكريم..
الذي هلل ورحب بالملك وضيوفه ..
بادره الملك قائلا:
يا أبا عبد الله لا بد أن تقبل مني هدية بسيطة..
ولم ينتظر جواب الشيخ .. وقال:
أريد ابني لك بيتا ..
فابتسم شيخنا ..
وقال : جزاك الله خيرا
ولكنني مرتاح في هذا البيت وخيركم وصل يا أبا فيصل وهديتكم مقبولة ..
ولكن أعفني من ذلك ..
فألح عليه الملك وأصر ..
ولكن شيخنا أبى..
وقال له: وجودك في منزلي هو أبلغ إكرام ..
فقبل الملك منه ذلك وعرف أنه رجل زاهد ومهما حاول معه فسوف يعجزه
ولقد زار شيخنا في هذا المنزل البسيط الملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم
الله جميعا..
قال لي الشيخ مرة : والله لقد مر علي زمان لا أملك الريال الواحد في جيبي!!
وبعد سنين ابتنى شيخنا بيتا آخر بعد أن وسع الله عليه ..
ونزله منذ عام 1409 للهجرة وبقي فيه حتى وفاته.. رحمه الله ورزقه القصور
في الفردوس الأعلى..
نرجع لقصتنا!!
في تلك الدعوات التي يتلقاها شيخنا من المشائخ والعلماء وغيرهم..
تدور نقاشات وحوارات مع المشائخ فيخرج المستمعون والحاضرون بدرر ونفائس
لا تجدها في المجالس المعتادة ..
فوجود هؤلاء الصفوة يضفي على المكان ذوقا وطعما خاصا ..
ما رأيك بمجلس يجتمع فيه أسماء لامعة لخيرين ومصلحين ..
نحو .. الشيخ عبد العزيز بن باز ..
والشيخ ابن جبرين .. أو الشيخ عبد الله البسام أو الشيخ ابن منيع
أو مشائخ وأئمة الحرم كالسد يس والسبيل والشريم وابن حميد وغيرهم
أو الشيخ عائض القرني وسعيد بن مسفر وعبد العزيز الحميدي..
هذا الأخير وهو الشيخ عبد العزيز الحميدي
هو من أحب الناس وأقربهم لشيخنا..
و طالما استضاف شيخنا في بيته العامر بكرمه هو وأبناءه الأبرار
وعندي من الذكريات الجميلة في بيتهم العامر في العزيزية ما أجد لذته
حتى هذه اللحظات وبعد تلك السنوات المديدة ..
الشيخ عبد العزيز عالم جليل وهو أحد تلاميذ الشيخ القدماء جدا والذين
تتلمذوا على شيخنا في عنيزة قبل أن يعرف ويشتهر..
للشيخ عبد العزيز الحميدي مؤلفات جميلة ومفيدة ومنها كتابه الرائع
(التاريخ الإسلامي دروس وعبر ) وهو من أنفس ما قرأت في بابه..
وله درس معروف في إذاعة القرءان الكريم..
من يستمع للشيخ عبد العزيز ويصغي لنبرات صوته الهادئة وهو يقرأ تلك
الرياحين العطرة.. والنسائم العذبة ..
تجعلك تعيش وتنغمس في تلك المشاهد الجميلة والقصص الفذة الرائعة
عن سلف الأمة .. رضوان الله عليهم ..
كنا نمكث في بيتهم في أيام الحج وغيرها فلا نشعر بالغربة أو التكلف..
كنا كأننا في بيوتنا بل أحلى !!
من البساطة والسماحة وصفاء الروح وطهارة الباطن قبل المظهر..
هم كما قال حاتم الطائي...
أضاحك ضيفي عند إنزال رحله ويخصب عندي والمكان جديب..
وما الخصب للأضياف أن تكثر القرى ..ولكنما وجه الكريم خصيب
إن من أكثر اللحظات التي أرى شيخنا فيها مسرورا وسعيدا
هي تلك الساعات والليالي التي يقضيها في منزل الشيخ عبد العزيز وبين أولاده
روى ليش الشيخ عبد العزيز يقول:
تتلمذت في شبابي عند الشيخ محمد في عنيزة وذلك قبل انتقالي للعيش في مكة
فكنا نجد من الشيخ محمد مالا نجده لدى المشائخ الآخرين من قوة الحجة
ونصاعة البيان والاهتمام بالدليل ونصرة أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه
ابن القيم رحمهما الله ..
فلما انتقلت للرياض لإكمال دراستي النظامية ..
افتقدنا الشيخ محمد وأسلوبه الفذ ..
ولم نجد في الرياض ما كنا نجده في علم الشيخ ..
فعلماء الرياض حينها ساروا على الأسلوب القديم في التعليم
وهو أن يقرأ على الشيخ فيعلق تعليقات بسيطة دون استرسال وبسط في المسألة
فيمر عليها مرورا سريعا دون بحث متعمق وهو ما كنا نجده عند الشيخ محمد
فأثر ذلك على نفسي وأصابني بإحباط وكسل ..
وذلك كردة فعل على فقدان الشيخ وعلمه وأسلوبه..
فتوجهت لقراءة كتب الأدب والتاريخ .. الخ كلامه عن شيخنا
تعليق