{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].
ضرب الله - تعالى - مثلا لتصوير حال العصاة الذين جحدوا نعمة الله عليهم لينظروا المصير الذي يتهدد هم من خلال المثل الذي يضرب لهم.فالمعاصي تزيل النعم الحاضر، وتقطع النعم الواصلة، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. وقد قال - تعالى -: {ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىَ قَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 53].
فأخبر الله - تعالى -: أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما
بنفسه. فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره. وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غَيَّر غُيِّر
عليه، جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد.
والمثل الذي يضربه الله لهم منطبق على حالهم وعاقبة المثل أمامهم مثل القرية التي
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].
وأخذ قومها العذاب وهم ظالمون ويجسم الجوع والخوف فيجعله لباسا. ويجعلهم يذوقون هذا
اللباس ذوقا لأن الذوق أعمق أثرا في الحس من مساس اللباس للجلد. وتتداخل في التعبير
استجابات الحواس فتضاعف مس الجوع والخوف لهم ولدغه وتأثيره وتغلغله في النفوس لعلهم
يشفقون من تلك العاقبة التي تنتظرهم لتأخذهم وهم ظالمون، ومن العجيب علم العبد بذلك
مشاهدة في نفسه وغيره وسماعا لما غاب عنه من أخبار من أزيلت نعم الله عنه في
بمعاصيه وهو مقيم على معصية الله كأنه مستثنى من هذه الجملة أو مخصوص من هذا
العموم. وكأن هذا الأمر جار على الناس لا عليه وواصل إلى الخلق لا إليه فأي جهل أبلغ من
هذا؟ وأي ظلم للنفس فوق هذا؟ فالحكم لله العلي الكبير.
===============
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن الذنوب تزيل النعم
وحُطها بطاعة رب العبــــاد *** فرب العباد سريع النقم
ضرب الله - تعالى - مثلا لتصوير حال العصاة الذين جحدوا نعمة الله عليهم لينظروا المصير الذي يتهدد هم من خلال المثل الذي يضرب لهم.فالمعاصي تزيل النعم الحاضر، وتقطع النعم الواصلة، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة. وقد قال - تعالى -: {ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىَ قَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 53].
فأخبر الله - تعالى -: أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما
بنفسه. فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره. وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غَيَّر غُيِّر
عليه، جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد.
والمثل الذي يضربه الله لهم منطبق على حالهم وعاقبة المثل أمامهم مثل القرية التي
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].
وأخذ قومها العذاب وهم ظالمون ويجسم الجوع والخوف فيجعله لباسا. ويجعلهم يذوقون هذا
اللباس ذوقا لأن الذوق أعمق أثرا في الحس من مساس اللباس للجلد. وتتداخل في التعبير
استجابات الحواس فتضاعف مس الجوع والخوف لهم ولدغه وتأثيره وتغلغله في النفوس لعلهم
يشفقون من تلك العاقبة التي تنتظرهم لتأخذهم وهم ظالمون، ومن العجيب علم العبد بذلك
مشاهدة في نفسه وغيره وسماعا لما غاب عنه من أخبار من أزيلت نعم الله عنه في
بمعاصيه وهو مقيم على معصية الله كأنه مستثنى من هذه الجملة أو مخصوص من هذا
العموم. وكأن هذا الأمر جار على الناس لا عليه وواصل إلى الخلق لا إليه فأي جهل أبلغ من
هذا؟ وأي ظلم للنفس فوق هذا؟ فالحكم لله العلي الكبير.
===============
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن الذنوب تزيل النعم
وحُطها بطاعة رب العبــــاد *** فرب العباد سريع النقم
تعليق